قبل راموس.. هنري وسواريز أبرز من انتقلت عداواتهم مع الشعوب إلى ساحات القضاء

عدو الشعب الأول.. يتحول الأمر لقضية كبيرة حينما تمتلك الدولة بطلا واحدا أو حلما يهدمه لاعب بشكل غير قانوني، ما يجعله العدو الأكبر.

كتب : إسلام مجدي

الأربعاء، 30 مايو 2018 - 12:39
هنري وسواريز

عدو الشعب الأول.. يتحول الأمر لقضية كبيرة حينما تمتلك الدولة بطلا واحدا أو حلما يهدمه لاعب بشكل غير قانوني، ما يجعله العدو الأكبر.

تعرض محمد صلاح نجم مصر وليفربول لإصابة قوية في كتفه بعد تدخل من سيرخيو راموس مدافع ريال مدريد، الأمر الذي حول الأخير إلى عدو وشهد حربا شعواء، وسم عبر موقع التواصل الاجتماعي ينعته بالسباب في حالة غضب شديدة نظرا لأن الإصابة قبل أيام من كأس العالم.

لم يعد هناك متسع من الوقت والمصريون يحلمون بكأس العالم وما سيقدمه صلاح خاصة وأنها خطوة تقربه من الكرة الذهبية بعد موسم استثنائي مع ليفربول. فجأة انتهت كل تلك الأحلام على كوابيس وقلق شديد وأصبحوا يتمنون لو أن كأس العالم يتأخر لمدة شهرين بعدما كانوا يعدون الأيام للمشاركة فيه.

فجأة الأمر مقلق للغاية والشكوك تحوم حول عدم قدرة صلاح على اللحاق بمواجهة أوروجواي بعدما تم الكشف عن غيابه لـ3 أسابيع.

تطورت حالة الغضب في مصر وتحول الأمر إلى دعاوى قضائية ضد سيرخيو راموس تطالبه بتعويض مادي ضخم وكذلك دعاوى أخرى لمنعه من دخول البلاد.

يرصد لكم FilGoal.com مواقف مشابهة لحالات الغضب الشعبية التي تحولت إلى ساحات المحاكم ثم ذهبت فيما بعد طي النسيان.

"يد الله مرة أخرى"

تيري هنري نجم منتخب فرنسا تعرض لموقف مشابه حينما واجه أيرلندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.

كان منتخب أيرلندا على بعد 16 دقيقة من الوصول إلى ركلات الترجيح من أجل فرصة التأهل إلى كأس العالم 2010.

مباراة الذهاب انتهت بفوز فرنسا في أيرلندا بنتيجة 1-0، ومباراة الإياب في فرنسا كانت أقوى، أيرلندا سجلت هدف التقدم عن طريق أسطورتها روبي كين في الدقيقة 33، استمر التعادل 1-1 بمجموع المباراتين. جيوفاني تراباتوني مدرب أيرلندا في ذلك الوقت حافظ على التعادل، وأراد الوصول لركلات الترجيح، في حين أن فرنسا كانت تلعب بجنون لا ترغب في توديع كأس العالم من أرضها ومبكرا.

على بعد 16 دقيقة وفي لقطة مثيرة للجدل عبر التاريخ سجل ويليام جالاس هدفا بتمريرة من تيري هنري، شاي جيفين حارس أيرلندا التاريخي وجون أوشيه وغيرهم ركضوا ناحية الحكم الكل يشير إلى أنها لمسة يد لكنها لم تظهر في أكثر من إعادة والحكم السويدي مارتن هانسون ذهب للتأكد من زميله لكن قال له أن الكرة ارتطمت في صدر هنري.

بعد ذلك أظهرت زاوية التصوير أن هنري عدل الكرة بيده لكي يمررها بقدمه إلى جالاس، ما زاد فعليا من حالة الغضب، هنري وقف في طريق طموح أيرلندا. وعناوين الصحف قالت "يد الله.. الجزء الثاني".

جون ديلاني المدير التنفيذي للاتحاد الأيرلندي لكرة القدم غضب كثيرا، استيقظ صباح اليوم التالي واتجه لمكتب الشئون القانونية في الاتحاد، وطالب بمعاقبة هنري لا يدري كيف لكنه كان مشتعل غضبا.

ديلاني قال بعد ذلك إنه تم الاتفاق مع محام على رفع قضية ضد هنري، اتهمه فيها بالتسبب في إبعاد أيرلندا عن كأس العالم 2010.

سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سخر مما تفعله أيرلندا وقال لهم "إن الملعب هو مجال حل القضايا في كرة القدم والمحاكم لها شؤون أخرى".

رد ديلاني أنه شعر بأن القضية ضد فرنسا لن تكون كافية لكننا سنقيم واحدة ضد الاتحاد الدولي أيضا.

بعد ذلك كشف ديلاني عن أنه لم ينم لأيام، كان حزينا وشعر بإحباط شديد من عدم وجود عدالة في كرة القدم.

الفيفا وقتها قرر أن يسترضي أيرلندا فبنى ملعبا هناك. وكان الاتفاق أن ترد أيرلندا قيمة الملعب إن تأهلت إلى كأس العالم 2014 لكنهم فشلوا واحتفظوا بالمال.

استمر غضب أيرلندا حتى 5 أعوام من الواقعة، حينما ظهرت قضايا فساد الفيفا ورحل سيب بلاتر من منصبه كرئيس للاتحاد.

وقتها خرج ديلاني مرة أخرى يقول إنه سيفعل القضية ولن يترك هنري "يفلت بفعلته". لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم توصل إلى تسوية، وطلب بحزم من أيرلندا أن تنهي ذلك الجدل فورا.

"يد تقتل وتمنح الحياة أيضا"

حادثة أخرى تتدخل اليد فيها، بل ومنعت هدفا، واحدة من أشهر اللقطات في تاريخ كأس العالم. مباراة غانا ضد أوروجواي في ربع نهائي البطولة.

النجوم السوداء اكتسبت حب الجماهير، مغامرة مع عدد من اللاعبين الشباب وصلت بهم إلى ربع النهائي، لتصطدم بمغامرة أوروجواي.

تقدم سولي مونتاري لغانا في الوقت القاتل للشوط الأول، ثم تعادل دييجو فورلان لأوروجواي في الدقيقة 55، المباراة كانت عصيبة للغاية وفي الشوط الثاني في كرة خطيرة للغاية لغانا ومحاولات للتسجيل والكرة تبعد من على خط المرمى بيد سواريز.

ركلة جزاء تمنح لغانا، وطرد سواريز، حتى الآن الأمور جيدة داخل المباراة فاللاعب حصل على عقابه ولدى غانا فرصة ذهبية للتقدم، لكن جيان أسامواه ضرب العارضة من نقطة الجزاء لتذهب المباراة إلى ركلات الترجيح وتفوز أوروجواي بنتيجة 4-2.

طموح غانا كان بأن تصبح أول دولة إفريقية تصل إلى نصف نهائي كأس العالم، أوروجواي هي من وصلت لأول مرة منذ كأس العالم 1970.

غانا ظلت تلوم سواريز، وقام أحد المحامين برفع دعوى ضده، لكن ذلك لم يدم طويلا لأن اللاعب عوقب في الملعب وما يحدث في الملعب يظل بداخله.

لكن سواريز استمر عدوا في عين غانا وبعض وسائل الإعلام البريطانية، لكنه كان بطلا في أوروجواي.

"القضية انتهت سريعا، لأنها استندت على أحداث وقعت داخل الملعب واللاعب عوقب بالفعل، وربما أراد البعض اكتساب شهر منها، لكنها ستظل قصة مضحكة وغريبة، سواريز بطل أم شرير؟". كان ذلك تعليق صحيفة "جارديان" البريطانية على انتهاء القضية سريعا ضد سواريز.