كتب : معتز سيد
يقفون والفخر يرفع رؤسهم للأعلى. يرددون دعائهم، مع أمنيات بتحويل الحلم إلى حقيقة. فهل تُقبل دعواتهم هذه المرة في روسيا 2018؟
فليحفظ الله الملكة.. هذا ما سيردده لاعبو منتخب إنجلترا في روسيا من أجل حلم تحقيق ما يقترب من المعجزة ورفع لقب كأس العالم من جديد.
"فليحفظ الله الملكة.. أرسلها منتصرة وسعيدة وماجدة"..
النشيد الإنجليزي لا يتمنى فقط الخير للملكة بل يتمنى الدمار الشامل لأعدائها، وهو ما سيأمل المنتخب الإنجليزي في تحقيقه.
"بعثر أعدائها وأجعلهم يسقطون.. بعثر سياستهم وأحبط خدعتهم"..
استجاب دعائهم مرة واحدة فقط، وهم الآن يبحثون عن الاستجابة الثانية. ما حدث عام 1966 وتتويج الملكة من معقلها بلقب كأس العالم، لم يتكرر من وقتها. وربما سيطول ويطول ويطول..
ولكن دروس كرة القدم علمتنا كثيرا بألا نقول "مستحيل" فربما تُستجاب دعوات الإنجليز مجددا ويحفظ الله الملكة.
تاريخ مونديالي منقوص.. جدا
لك أن تتخيل أن البلد التي كانت مهدا لكرة القدم، لم تتوج باللقب الأغلى إلا مرة وحيدة.
المنتخب الإنجليزي شارك في 13 نسخة لكأس العالم وغاب عن 6 نسخ.
النسخة الأخيرة لكأس العالم والتي شهدت غياب إنجلترا كانت نسخة 1994 في أمريكا، بينما الظهور الأخير للإنجليز كان محبطا وكارثيا في البرازيل 2014 والخروج من دور المجموعات.
الإنجاز الأكبر لمنتخب إنجلترا كان عام 1966 وقتها توج المنتخب بطلا للعالم على أرضه ووسط جماهيره.
وقتها تواجدت إنجلترا في المجموعة الأولى رفقة منتخبات أوروجواي والمكسيك وفرنسا.
في المجموعات لم تخسر إنجلترا. فازت على المكسيك (2-0) وفرنسا (2-0) وتعادلت مع أوروجواي (0-0).
أمام الأرجنتين في ربع النهائي، انتصرت إنجلترا بهدف متأخر عن طريق جيوف هيرست.
وفي نصف النهائي وبفضل ثنائية بوبي تشارلتون انتصرت إنجلترا على البرتغال لتصل إلى النهائي الحلم وتضرب موعدا مع ألمانيا الغربية.
نهائي مثير للغاية انتهى 2-2 ليمتد لشوطين إضافيين ويشهد حدث لم يتكرر حتى الآن. "هاتريك" في نهائي كأس العالم لـجيوف هيرست.
مباراة مثيرة للغاية شهدت ربما أكثر لقطة جدلية في تاريخ نهائيات المونديال. هل هدف إنجلترا الثالث صحيح أم لا؟ هل تخطت الكرة خط المرمى بالفعل؟
إثارة النهائي لم تكن فيما حدث طوال الـ 120 دقيقة فقط، بل فيما حدث بعد ذلك والسبب جملة كينيث ولستنهولم "يعتقدون أنها انتهت.. الآن انتهت".
الحكم وضع صافرته في فمه ليستعد ليعلن نهاية المباراة وهنا قال كينيث مذيع بي بي سي " سينتهي الأمر برمته في أي لحظة. انتهى الأمر أعتقد.. لا إنها.. هيرست يتقدم.. الجماهير اقتحمت الملعب يعتقدون أنها انتهت.. الآن انتهت.. هدف رابع لإنجلترا".
تعليق عندما تقرأه ربما لا تشعر بمدى أهميته ولكنه غير كثيرا من الثقافة الشعبية للإنجليز فظهرت أغاني بنفس كلمات المذيع وظهرت برنامج تحمل نفس الأسم. (يمكنك معرفة القصة بالكامل من هنا)
تتويج إنجليزي وحيد مليء بالقصص المثيرة للغاية.
بعد ذلك لم ينجح المنتخب الإنجليزي طوال مشاركته في المونديال في الوصول من جديد للنهائي.
اكتفى بحصد المركز الرابع في مونديال 90 في المكسيك بعدما خسر بركلات الترجيح أمام ألمانيا الغربية في نصف النهائي.
وفي لقاء المركز الثالث، انتصر منتخب إيطاليا على إنجلترا 2-1.
وغادر المنتخب الإنجليزي المونديال من دور المجموعات 4 مرات ومن الدور ربع النهائي 6 مرات ومن دور الـ16 مرتين.
في البرازيل في 2014 لم ينتصر المنتخب الإنجليزي في أي مباراة. خسر أمام إيطاليا 2-1 ثم أمام أوروجواي 2-1 واكتفى بالتعادل 0-0 أمام كوستاريكا.
المنتخب الإنجليزي يغادر من الباب الصغير تاركا صدارة المجموعة لكوستاريكا والوصافة لأوروجواي.
إلى روسيا 2018
صلابة كبيرة أظهرها منتخب إنجلترا في مرحلة تصفيات الوصول إلى كأس العالم في روسيا.
المنتخب الإنجليزي لم يخسر أي مباراة في التصفيات بل واهتزت شباكه 3 مرات فقط كأقوى خط دفاع في المونديال بالتساوي مع إسبانيا.
تعادلان و8 انتصارات كاملة هي حصيلة إنجلترا في مجموعتها السادسة في التصفيات.
18 هدفا جاء في شباك المنافسين بسبب المنتخب الإنجليزي، كان لهاري كين العلامة الأكبر منهم بـ 5 أهداف.
مشوار الأسود الثلاثة في التصفيات لم يشهد أي معاناة تذكر فالتعادل في الجولة الثالثة في سلوفينيا جاء بعد انتصارين والتعادل أمام أسكوتلندا في الجولة السادسة 2-2 لم يغير من واقع وصول المنتخب لروسيا 2018.
فضيحة = ضارة نافعة
أزمة المنتخب الإنجليزي لم تكن أبدا بسبب قلة اللاعبين المميزين بل في طريقة لعب المنتخب وافتقاد الجماعية.
سام ألاردايس الذي قاد إنجلترا في بداية التصفيات، رحل بعد تحقيق صحيفة تيليجراف والذي اتهم المدرب بحصوله على رشوة مقابل إعطاء بعض النصائح لبعض رجال الأعمال في كيفية التحايل على قوانين الاتحاد الإنجليزي.
تلك الفضيحة تسببت في رحيل ألاردايس وتعيين الشاب جاريث ساوثجيت مديرا فنيا للإنجليز ليكسر قاعدة المدرب صاحب السن الكبير.
قائمة مدعمة بالمواهب الشابة مع كسر خطة 4-2-3-1 التي اعتمد عليها المنتخب الإنجليزي منذ ما يقرب الـ19 عاما بلا أي تغيير، حتى جاء ساوثجيت.
إيمانه بالشباب ظهر واضحا أمام الجميع فيكفي أن نقول أن أشلي يونج وجيمي فاردي هما الثنائي الوحيد الأكبر من 30 عاما في قائمة إنجلترا.
محاولات الاستفادة من أفكار أنطونيو كونتي وماوريسيو بوكيتينيو وبيب جوارديولا في الدوري الإنجليزي، ظهرت أيضا لدى ساوثجيت في تغييره لخطة إنجلترا.
في البداية، اعتمد ساوثجيت على خطة 3-4-3 ثم 4-3-3 بمشتقاتها ولكن الأقرب الآن هو ظهور المنتخب الإنجليزي في روسيا بخطة 3-5-2.
الاعتماد على 3-5-2 أظهر صلابة دفاعية كبيرة للمنتخب الإنجليزي فلم تهتز شباكه في آخر 5 مباريات إلا مرة واحدة فقط.
ولكن في نفس الوقت، ظهرت أزمة هجومية ومن هنا فلم يستقر ساوثجيت على الثنائي الهجومي فقام بتجربة ثنائية هاري كين وماركوس راشفورد – جيمي فاردي ورحيم ستيرلينج – راشفورد ورحيم – راشفورد وفاردي – وغيرها..
الأكيد أن هاري كين يضمن مشاركته كأساسي في روسيا 2018. فمن يجاور كين؟ الإجابة ربما تتضح أكثر خلال ودية الإنجليز أمام نيجيريا وكوستاريكا.
هاري كين سيكون تحت أنظار الجميع في روسيا، لما لا ومهاجم توتنام يحافظ على مستواه الثابت في إنجلترا منذ أكثر من 3 سنوات بمعدل تسجيلي ولا أروع.
صاحب الـ 24 عاما سجل 5 أهداف وصنع هدفا في ظهوره في 6 مباريات مع إنجلترا في التصفيات.
معدل ولا أروع لمهاجم سبيرز الذي يستعد لظهوره الأول في كأس العالم.
خلف كين يوجد المتألق الموسم الماضي، رحيم ستيرلينج الذي سجل 23 هدفا وصنع 17 هدفا خلال ظهوره في 46 مباراة مع مانشستر سيتي.
ليس رحيم فقط، بل يوجد راشفورد أيضا والمحافظ على سجله التهديفي الرائع، جيمي فاردي.
وسط ملعب إنجلترا، محمي بديلي آلي وإيريك داير مع تمني مدرب إنجلترا لأداء قوي لجيسي لينجارد الذي نال ثقة جوزيه مورينيو في عديد من المرات مع يونايتد الموسم الماضي.
وظهر الشاب أليكساندر أرنولد ظهير ليفربول في القائمة نفس حال لوفتوس تشيك لاعب كريستال بالاس مع استبعاد جاك ويلشير وجو هارت.
استدعاء الثنائي ويلشير وهارت يثبت ثقافة ساوثجيت في الاعتماد على المواهب الشابة وليس مجرد الأسماء التي يُسلط عليها الضوء في الصحافة.
توقع FilGoal.com لمشوار إنجلترا
إنجلترا في المجموعة السابعة رفقة منتخبات بلجيكا وبنما وتونس.
بلجيكا هو المرشح الأول بكل تأكيد لتصدر مجموعتها نظرا لكتيبة النجوم التي يمتلكها روبيرت ماتينيز.
الصراع سيكون ناريا على البطاقة الثانية وخصوصا نظرا لجدول المباريات فافتتاح المجموعة سيكون بين بلجيكا وبنما وانتصار الأول يمهد طريقه لتصدر المجموعة.
إنجلترا ستبدأ المونديال بمواجهة منتخب تونس الشقيق. مواجهة صعبة للغاية للطرفين ربما تشكل شكل الصراع في المجموعة.
إذا حقق المنتخب الإنجليزي الانتصار فسيقطع شوطا كبيرا للوصول للدور المقبل وخصوصا أنه سيلعب مباراته الثانية أمام بنما.
ويأمل المنتخب الإنجليزي في حسم صعوده أو على الأقل اقترابه من الصعود بنسبة تفوق 70% قبل مواجهته في الجولة الأخيرة أمام بلجيكا.
طريق المنتخب الإنجليزي ولأول مرة سيكون في المتناول نوعا ما في حالة الصعود من مجموعته وقتها، وحسم مركزه كبطل للمجموعة أو كوصيف سيواجه أما بولندا أو السنغال أو كولومبيا أو اليابان، بكل تأكيد المنافس سيكون قويا ولكنه ليس في قوة منتخبات مثل ألمانيا والبرازيل والأرجنتين وفرنسا.
فهل نرى إنجلترا لأول مرة في أدوار متقدمة ويحفظ الله الملكة؟ أم خروج جديد منتظر؟..
تعرف على منتخبات المجموعة الثانية
تعرف على منتخبات المجموعة الثالثة
تعرف على منتخبات المجموعة الرابعة
تعرف على منتخبات المجموعة الخامسة
تعرف على منتخبات المجموعة السادسة
تعرف على منتخبات المجموعة السابعة