هناك الكثير من النظيرات حول أصل كلمة "بنما" البعض يعتقد أنها بناء على نوع من الأشجار اسمها أشجار بنما، وآخرون يعتقدون أن السكان الأوائل حينما وصلوا لأول مرة وجدوا العديد من الفراشات ومعانا بلغتهم "بنما".
لكي تتذوق طعم النجاح عليك أن تواجه الألم كل مرة وتعلم جيدا تأثيره عليك، تلك الفرحة وصل إليها منتخب بنما، بعدما شعر بالإنجاز لتحقيق أحلامه وتأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا.
"أخيرا وصلنا للانتصار، في ملعب سعيد بالوحدة، مع الوهج الناري للمجد، تقدم إلى إيقاع أغنية سامية، ترى هدير في قدميك على حد سواء البحار التي تعطي معنى لمهمتك النبيلة".
تعكس كلمات نشيد بنما الوطني الكثير مما عانوه لكي يصبحوا دولة، ما بين الخروج عن احتلال إسبانيا إلى دولة البرزخ وهيمنة كولومبيا.
طالع أيضا منتخبات المجموعة السابعة: بلجيكا.. لعبور مرحلة "الحصان الأسود"
سيظل يوم 10 أكتوبر 2017 واحد من أهم الأيام في تاريخ الدولة، لقد تأهلوا أخيرا إلى كأس العالم بعد عناء.
دولة مجنونة بكل ما يتعلق بكرة القدم، حتى أنهم أعلنوا ذلك اليوم إجازة. بنما تشتهر بإنتاج الموز وقناة بنما وإنتاجها الغزير في مجال الفاكهة وزراعتها.
لكن على صعيد كرة القدم؟ المنتخب يحاول أن يضع قدمه وسط المنتخبات الأخرى من حوله منذ الخمسينيات، إذ أنه فاز ببطولة أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي عام 1951. وظلت هذه البطولة موجودة منذ 1941 وحتى 1961. ولم تدخل بنما التصفيات المؤهلة لكأس العالم إلا منذ نسخة 1974، إلا أنهم دخلوا منافسات الكونكاكاف "اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى" عام 1963.
منذ 74، وفي كل مرة يحاولون، الفكرة كانت الدخول في منافسة كبيرة ويتنافس بها منتخبات أقوى من أمريكا الشمالية والوسطى، محاولة لإثبات الذات.
ثم جاء التساؤل.. كيف لأمة من 4 ملايين نسمة أن تنافس قوة المكسيك وأمريكا؟
لم تمتلك بنما العديد من اللاعبين الكبار في القرن الـ20، مثلا هناك لويس إرنستو تابيا أو كما عرف بـ"بيليه أمريكا الوسطى". الرجل الذي سجل أول هدف لبنما في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولعب لعدد من أكبر الأندية في السلفادور. نعم هذه ربما هي أول أسطورة كروية لبنما.
كان هناك أيضا فيكتور ريني مينديتا الذي لعب لأكثر من فريق في الدوري المكسيكي الممتاز في الفترة من الثمانينات والتسعينيات. ثم درب بعد ذلك المنتخب.
كرة القدم لم تكن مهمة في القرن الـ20 بالنسبة. لم تتواجد العديد من الإنجازات التي تذكر لبنما قبل بداية القرن الجديد.
بعد ذلك قررت الدولة أن تتجه لعدد من المدربين الأجانب مع بداية القرن الجديد، في 2001 تم تعيين ميهاي ستويكيتا المدرب الروماني عام 2001، لكنه أحبط من المؤسسات الموجودة وقرر العودة سريعا إلى أوروبا. ستويكيتا أسس أول قواعد الاحترافية الأوروبية ونظام اللعب.
أتى بيل ستيننج المدرب الإنجليزي الذي حاول وضع بنية قوية، وتحسنت معه النتائج وكذلك مؤسسات الدولة الرياضية.
إلى أن تولى خوسيه هيرنانديز المدرب الكولومبي المهمة في 2004، كان قد درب أكبر الأندية في دولته وسريعا ما قرر قلب الأمور في بنما.
في عام 2005 شاركت بنما في بطولة الكأس الذهبية للمرة الثانية في تاريخها على الإطلاق، والأولى منذ 12 عاما، واحتل المركز الثاني في مجموعته خلف بنما، ثم تخطى جنوب إفريقيا والتي سمح لها بالمشاركة في ربع نهائي البطولة عام 2005 بركلات الترجيح.
لم يتوقع أحد أن تتفوق بنما على جنوب إفريقيا، الكل استبعدهم تماما، لكن المد الأحمر كما يلقب المنتخب تمكن من الوصول إلى نصف النهائي لمواجهة كولومبيا. وفي مباراة أكثر من رائعة قهرت كافة التوقعات وفازت بنتيجة 3-2. لتصبح في نهائي البطولة، لم يتوقع أحد مطلقا هذا لكن المد الأحمر واصل مغامرته.
النهائي كان ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وقتها المنتخب الأمريكي احتوى على لاعبين مثل لاندون دونوفان وكلينت ديمبسي وكاسي كيلير وديماركوس بيزلي.
على الرغم من المواهب الكبيرة في أمريكا، بنما نجحوا في الحفاظ على النتيجة لـ0-0 والوصول إلى النهائي، لكن لسوء الحظ خسروا اللقب. المهاجم المخضرم لويس تيخادا تسلم جائزة أفضل لاعب في البطولة، في حين أن الحارس البنمي جايمي بينيدو تسلم جائزة أفضل حارس مرمى. وقتها وضعت فعليا بنما نفسها على خريطة كرة القدم.
رحل هريناندز ليدرب فريق ديبورتيفا ألاخويلينيزي الكوستاريكي. بنما بعد ذلك أصبحوا منتخبا قويا يمكنه المنافسة ولديه الأسس التي تسمح له بذلك، وفي الكأس الذهبية عام 2007 وصلوا إلى ربع نهائي البطولة، كما وصلوا إلى نهائي بطولة أمريكا الوسطى لأول مرة في نفس العام. وخسروا من كوستاريكا.
تحت قيادة جاري ستيمبل بنما استمرت في التطور، المدرب كان من أصول إنجليزية – بنمية، في 2008 وصل المنتخب مرة أخرى إلى ربع نهائي الكأس الذهبية وفي نفس العام في بطولة أمريكا الوسطة نجحت أخيرا في الفوز بأول لقب لها على حساب كوستاريكا وأيضا بركلات الترجيح بسيناريو مشابه للذي خسروا به اللقب.
الآن أصبحت أنظار بنما بعد عدد من المشاركات الناجحة في بطولة الكأس الذهبية تتجه إلى محفل دولي أكبر وقصة أشمل، الحديث عن كأس العالم، جوليو ديلي فالديز لم يتمكن من مواصلة المهمة ليتولى هيرنان داريو جوميز مهمة تدريب بنما، المدرب كان خبيرا بالمنافسة في الأميركتين.
مشوار التأهل لكأس العالم
اتحاد الكرة أراد بشدة التأهل لكأس العالم لكنه علم أن هناك منتخبات مثل أمريكا تمتلك موارد أكثر، انطلاقة قوية ضد جامايكا تبعها خسارة ضد كوستاريكا وتعادل مخيب للآمال ضد هايتي، كان هناك تطورا في المستوى، وعلموا جيدا أن لديهم فرصة للتفكير في أمر يبدو مستحيلا.. التأهل لكأس العالم.
6 مباريات بدون فوز ثم انقلبت الآية، بنما كان لديها مشكلة كبيرة وهي الثبات على المستوى، لم يتمكنوا قط من الاستمرار لفترة طويلة على مستوى قوي. انتصار ضد هايتي ثم جامايكا ثم خسارة أخرى من كوستاريكا، لتتأهل بنما إلى المرحلة التالية من التصفيات رفقة كوستاريكا.
المرحلة الأخيرة من التصفيات شهدت تواجد المكسيك وكوستاريكا وبنما والهندوراس وأمريكا وترينداد وتوباجو.
مستوى متذبذب وسلسلة من التعادلات مع أمريكا وكوستاريكا والهندوراس، لكن شهر أكتوبر من عام 2017 شهد خسارة بنما بنتيجة 4-0 ضربة قوية للغاية قد تنهي الأحلام، المعنويات كانت منخفضة للغاية، وعلموا أن الانتصار فقط قد ينقذهم، أعظم لحظة في تاريخ بنما كانت مع تبقي دقيقتين في مباراتهم، رامون توريس نجح في تخطي باتريك بيمبيرتون حارس كوستاريكا وسجل. وفازت بنما بنتيجة 2-1.
دخل توريس التاريخ من أوسع أبوابه، وتم إعلان اليوم إجازة رسمية في الدولة، وبدأت الاحتفالات في الشوارع بجنون لواحد من أكثر اللحظات التي لن تنسى في التاريخ، بنما الدولة الصغيرة نجحت في الدخول إلى أكبر محافل كرة القدم.
نجوم المنتخب
يمتلك منتخب بنما العديد من اللاعبين المخضرمين مثل بلاس بيريز لاعب فريق مونيسيبال الهندوراسي والذي مثل المنتخب في 116 مباراة وسجل 43 هدفا وكذلك لويس تيخادا صاحب الـ36 عاما والذي شارك في 104 مباراة وسجل 43 هدفا، وهناك جابرييل توريس لاعب هاتشيباتو التشيلي صاحب الـ29 عاما والذي شارك في 71 مباراة وسجل 14 هدفا.
في خط الوسط هناك جابريل جوميز صاحب الـ33 عاما لاعب أتليتكو بوكارامانا الكولومبي والذي لعب 142 مباراة دولية سجل خلالها 12 هدفا. وأيضا أرماندو كوبر صاحب الـ30 عاما والذي لعب 96 مباراة دولية وسجل 7 أهداف. وبالطبع رومان توريس صاحب الهدف التاريخي.
هيرنان جوميز
هيرنان جوميز مدرب يمتلك تاريخا عريضا في التدريب في الأمريكيتين، درب أتليتكو ناسيونال وكولومبيا والإكوادور وجواتيمالا وإندبدينيتي ميدلين.
يعد واحدا من 4 أشخاص قاد 3 دول مختلفة إلى كأس العالم، وهم كولومبيا 1998 والإكوادور 2002 وأخيرا بنما 2018، والآخرون هم هنري ميشيل والذي قاد 4 منتخبات وبورا ميلوتينوفيتش وكارلوس ألبيرتو بيريرا.
يلعب جوميز بطريقة 4-2-2-2، وقاد بنما في 67 مباراة بكل المسابقات فاز في 25 مباراة وتعادل 18 وخسر 24 آخرين.
توقع FilGoal.com لمشوار المنتخب في المونديال.
في مجموعة قوية تضم بلجيكا وإنجلترا وتونس ففرصة بنما ضعيفة للغاية، لكن يظل الأمل أن يلعب المنتخب مثل بطولة الكأس الذهبية غير مكترث لحجم منافسيه، لكنه أمل ضئيل ولن يتخطى دور المجموعات خاصة وأنه سيواجه بلجيكا ثم إنجلترا وخبرة الطرفين أكبر في مثل هذه المحافل الكبيرة.
تعرف على منتخبات المجموعة الثانية
تعرف على منتخبات المجموعة الثالثة
تعرف على منتخبات المجموعة الرابعة
تعرف على منتخبات المجموعة الخامسة