العودات الملحمية في النهائيات الأوروبية.. كأسان في خزانة الملكي ولقب أخير لليفربول
السبت، 26 مايو 2018 - 16:18
كتب : علي أبو طبل
منذ موسم 1955-1956، انطلقت بطولة الأندية الأوروبية لأبطال الدوري، ومع مرور السنوات وصولا للعقد الأخير من القرن الماضي، تغير المسمى إلى دوري أبطال أوروبا.
تطور الشكل التنظيمي للبطولة وطريقة التأهل وعدد المشاركين من كل دولة، وتوازيا مع ذلك ازدادت التنافسية في كل مراحل البطولة.
سواء بالشكل القديم أو الجديد، تظل للمباراة النهائية لواحدة من أكبر البطولات في كرة القدم أهميتها على الدوام.
أكثر من 60 عاما شهدوا العديد من النهائيات، وكان لكل منها قصة.
ولكن مباريات بعينها تظل مخلدة تاريخيا، لأنها شهدت عودة البطل من بعيد، وأحيانا من بعيد للغاية.
إليكم في هذا التقرير من FilGoal.com قصص أبرز 5 عودات في تاريخ نهائيات دوري أبطال أوروبا.
قصة الكأس الثالثة
كان موسم 1957/1958 هو ثالث المواسم التي تقام فيها بطولة كأس الأندية الأوروبية تاريخيا.
نسختان سابقتان حمل ريال مدريد لقبهما عن جدارة، وهاهو يصل للنهائي الثالث على التوالي ليواجه ميلان الإيطالي.
التاريخ هو الـ28 من مايو لعام 1958، والمسرح هو ملعب "هايسل" بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وتحت قيادة تحكيمية من البلجيكي ألبيرت آلستين، وأمام أنظار قرابة الـ67 ألف متفرجا، كان واحدا من أعظم المباريات النهائية في تاريخ البطولة.
شوط أول انتهى بالتعادل السلبي بين العملاقين الأوروبيين، ولكن الدراما كلها كانت في الشوط الثاني.
في الدقيقة 59، تقدم الفريق الإيطالي عن طريق خوان سكيافانو، ولكن الملكي لم يستسلم، حيث عادل الأسطوري ألفريدو دي ستيفانو النتيجة في الدقيقة 72.
عاد ميلان للتقدم في النتيجة في الدقيقة 77 عن طريق الأرجنتيني آرنيستو جريلو، ولكن عودة ريال مدريد من جديد في المباراة كانت درامية.
دقيقتان فقط فصلتا تقدم ميلان عن تعادل الملكي الذي جاء عن طريق خوسيه هيكتور ريال، ليلجأ الفريقان إلى أشواط إضافية.
باكو خينتو سيظل رمزا لتلك المباراة لمشجعي الملكي، حيث كان صاحب هدف الفوز في الدقيقة 107، ليتوج ريال مدريد بالكأس الأوروبية الثالثة في تاريخه.
كعب مادجر
هل تتذكر هدف الجزائري رابح مادجر الشهير بكعب قدمه، والذي يعاد مرارا وتكرارا؟
كان ذلك في المباراة النهائية للبطولة الأوروبية في موسم 1986/1987، حين عاد بورتو البرتغالي من بعيد أمام بايرن ميونيخ.
الملعب المحتضن لذلك النهائي كان ملعب "براترستاديون" بالعاصمة النمساوية فيينا، وبقيادة تحكيمية للبلجيكي أليكسس بونيت.
57.500 متفرجا شاهدوا من قلب الملعب تتويج بورتو بكأسه الأوروبية الأولى.
لودويج كوجل منح البافاريين التقدم في الدقيقة 25 من عمر المباراة، وهي النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول.
مرت الدقائق في الشوط الثاني، وحانت الربع ساعة الأخيرة حين كانت الأمور تميل لمصلحة الفريق الألماني الغربي.
لكن بداية من الدقيقة 77، بدأ الانقلاب الذي نجح تماما خلال 3 دقائق فقط.
هدف الجزائري مادجر الشهير بالكعب كان هدف التعادل للفريق البرتغالي، وفي الدقيقة 80، سجل البرازيلي جواري الذي شارك بديلا مع بداية الشوط الثاني هدف الفوز للفريق البرتغالي.
10 دقائق متبقية صمد فيها رفاق مادجر، ليتوج الفريق البرتغالي بالكأس الأوروبية الأولى في تاريخه، والتي تكررت لمرة ثانية وأخيرة بعدها بـ14 عاما.
اسطنبول .. النهائي الأعظم على الإطلاق
هل شاهدت نهائي اسطنبول التاريخي في 2005؟ إن لم تشاهده حتى الآن فالكثير يفوتك.
ليفربول مر بموسم محلي مهتز ولكنه نجح في بلوغ المباراة النهائية الأوروبية على كل حال، والخصم فريق متمرس في المنافسات الأوروبية بحجم ميلان.
المسرح كان ملعب "أتاتورك الأوليمبي" بالعاصمة التركية اسطنبول، والقيادة التحكيمية كانت إسبانية لمانويل ميخوتو جونزاليس.
45 دقيقة أولى شهدت هيمنة إيطالية بالكامل، لدرجة أوصلت اليقين بأن الكأس السابعة –آنذاك- في طريقها لخزائن العملاق الإيطالي.
ضربة أولى في الدقيقة الأولى من عمر المباراة عن طريق قلب الدفاع المخضرم باولو مالديني، قبل أن يضيف الأرجنتيني هرنان كريسبو ضربتين أخرتين لصالح ميلان في الدقائق 39 و44 من عمر الشوط الأول.
69.600 متفرجا في قلب أكبر ملاعب مدينة أسطنبول آنذاك كانوا شاهدين على العودة الأعظم على الإطلاق في مباراة نهائية.
في الدقيقة 54، سجل ليفربول الهدف الأول عن طريق ضربة رأسية لستيفن جيرارد، وبعدها بدقيقتين فقط، أطلق التشيكي فلاديمير سميسر قذيفة بعيدة المدى هزت شباك الحارس البرازيلي ديدا.
في الدقيقة 60، تابع الإسباني تشابي ألونسو ركلة الجزاء المهدرة ليكملها في شباك ميلان، ويتم ليفربول عودته في النتيجة خلال ربع ساعة أولى فقط من عمر الشوط الثاني.
احتفظ الفريقان بالنتيجة المتعادلة لباقي عمر الوقتين الأصلي والإضافي، ليحتكما إلى علامة الترجيح.
عودة كبيرة في النتيجة لليفربول كانت يجب أن تكلل بالتتويج، وهو ما حدث.
أهدر الأوكراني أندريه تشيفشينكو ركلة الجزاء الأخيرة لميلان، معلنا انتصار ليفربول بنتيجة 3-2 في ركلات الترجيح، وتتويجه بالكأس الأوروبية الخامسة في تاريخه، والأخيرة حتى نهائي كييف الذي يقام السبت المقبل.
كأس الفيل الإيفواري
موسم 2011/2012 كان متخبطا للغاية لتشيلسي محليا، وتغييرات فنية في منتصف الموسم، ومعطيات لا تنبئ بإمكانية التتويج بكأس أوروبية أولى في تاريخ النادي اللندني.
لكن في المسيرة الأوروبية، يقدم الفريق مباريات ملحمية تحت قيادة الإيطالي روبيرتو دي ماتيو.
العبور من نابولي في ثمن النهائي ثم بنفيكا في ربع النهائي وإقصاء برشلونة بقيادة جوارديولا في نصف النهائي، أمور منحت الكتيبة اللندنية الكثير من الثقة قبل المواجهة النهائية.
الخصم من العيار الثقيل، إنه بايرن ميونيخ الذي تشاء الصدف أن يستضيف المباراة النهائية على ملعبه المحدد مسبقا "أليانز أرينا" في مدينة ميونيخ الألمانية.
هل يربح البافاري الكأس التي خسرها قبل عامين أمام إنتر ميلان، أم يربح تشيلسي كأسا أولى من أجل الفيل الإيفواري؟
ديديه دروجبا قدم كل ما يملك من مجهود خلال مجريات هذه النسخة من البطولة.
في المباراة النهائية، ظل التعادل السلبي سيدا للموقف حتى الدقائق الـ10 الأخيرة من عمر الوقت الأصلي.
دقائق شهدت سيطرة أكبر للبافاري على الاستحواذ وإضاعة الكم الأكبر من الفرص عن المنافس الإنجليزي، وهو ما ترجمه توماس مولر أخيرا إلى هدف التقدم في الدقيقة 83 من عمر المباراة.
هل تقترب الكأس الخامسة من مدينة ميونيخ؟
الفيل دروجبا رفض ذلك تماما، حيث أعاد تشيلسي للمباراة بضربة رأسية قوية سكنت شباك مانويل نوير.
تشيلسي لا يزال يملك الأمل.
انطلقت الأشواط الإضافية، ليحصل بايرن ميونيخ على ركلة جزاء بسبب عرقلة دروجبا للفرنسي فرانك ريبيري داخل منطقة جزاء البلوز.
هل تضيع البطولة على تشيلسي؟
كلا.. فقد أنقذ بيتر تشيك تسديدة آرين روبين، ربما من أجل حفظ مجهودات دروجبا.
انتهت الأشواط الإضافية باستمرار التعادل الإيجابي، ليلجأ الفريقان لعلامة الترجيح.
كانت ركلات الجزاء تشير إلى التعادل 3-3، قبل أن يدخل باستيان شفاينشتايجر لتنفيذ الركلة الخامسة للبافاري، ويضيعها.
الآن تشيلسي على بعد ركلة واحدة، ومن يقدر على تنفيذها غير الفيل الإيفواري؟
دخل دروجبا للتنفيذ، ونجح في هز شباك نوير ليمنح فريقه الكأس الأوروبية الأغلى في التاريخ.
الكأس العاشرة .. من فم الأسد
سنوات مرت، وريال مدريد لا يزال يبحث عن إمكانية التتويج بالكأس الأوروبية العاشرة في تاريخه لكي يصبح متفردا بهذا الرقم.
مواسم متتالية شهدت خروج الفريق من ثمن النهائي في كل مرة، ثم 3 مواسم متتالية انتهى فيها المشوار عند مرحلة نصف النهائي.
في عام 2014، نجح ريال مدريد أخيرا في بلوغ المباراة النهائية بعد أن أقصى بايرن ميونيخ بمجموع نتائج 5-0 في نصف النهائي.
الخصم كان استثنائيا. إنه الغريم المحلي في العاصمة، أتليتكو مدريد الذي يقدم موسما ملحميا تحت قيادة فنية من الأرجنتيني دييجو سيميوني.
بجانب الوصول للمباراة النهائية في لشبونة بالبرتغال بطريقة ملحمية، فالفريق توج بالفعل بلقب الدوري المحلي في إسبانيا لينهي سيطرة برشلونة ومن بعده ريال مدريد لمواسم متتالية.
في الدقيقة 36، تقدم المدافع الأوروجوياني دييجو جودين لأتليتكو مدريد من كرة تغير اتجاهها وباغتت الحارس إيكر كاسياس.
تقدم حافظ عليه أتليتكو مدريد بكل ما أوتى من قوة، صامدا أمام أمواج ريال مدريد القوية، وتمر الدقائق ليقترب رجال سيميوني شيئا فشيئا من لقب أوروبي تاريخي.
لكن لأن الكأس العاشرة كانت هدفا مرغوبا فيه بشكل يفوق الوصف، فكانت لسيرجيو راموس الكلمة.
قائد النادي الملكي نجح في انتزاع التعادل في الوقت بدل من الضائع من عمر المباراة بطريقة لا تنسى، وتحديدا في الدقيقة 92:48 التي لن ينساها مشجعو الملكي.
تعادل انتهى عليه الوقت الأصلي، وعلم حينها الجميع، وأولهم سيميوني ولاعبوه أنهم لن يستطيعوا مجاراة ريال مدريد بدنيا في الأشواط الإضافية.
هذا ما حدث حقا. أضاف ريال مدريد 3 أهداف أخرى في الأشواط الإضافة عن طريق جاريث بيل ومارسيلو وكريستيانو رونالدو، ليقتنص الملكي الكأس التي طال انتظارها، وبسيناريو درامي ستمتد ذكراه لعقود.