كتب : زكي السعيد
بعد 37 عاما، تتكرر المواجهة بين ريال مدريد وليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا، وعلى هذا يستضيف FilGoa.com أحد الأعين القريبة للنهائي السابق الذي انتهى على انتصار مثير للنادي الإنجليزي بهدف نظيف.
FilGoal.com يحاور ميجيل أنخيل بورتجال المدير الفني الحالي لغرناطة، ولاعب ريال مدريد السابق ما بين عامي 1979 و1983 للحديث عن نهائي 1981 ومسيرته اللاحقة في مناصب أخرى مع ريال مدريد، وعن نهائي كييف المرتقب وأسباب تطور النجم المصري محمد صلاح.
طالع تفاصيل نهائي 1981 من هنا
في البداية تحدث ميجيل أنخيل بكثير من المرارة عن نهائي 1981 الذي أهدر فيه ريال مدريد فرصة الظفر باللقب:
"أتأثر كثيرا بتذكر تلك المباراة، فقد سنحت لنا فرصة الفوز بتسديدة كاماتشو التي مرت فوق العارضة الأفقية مباشرة قبل أن يسجلوا هدفهم، استحقينا الفوز".
ميجيل أنخيل الذي طاردته الإصابات فور انتقاله إلى ريال مدريد قادما من بورجوس، غاب عن نهائي 1981، ولكنه يمتلك رأيا في إشراك زميله لوري كننجام بتلك المباراة على الرغم من انعدام جاهزيته:
"لوري كان عائدا من الإصابة، ولعب مباراته الأولى منذ عودته. بوشكوف راهن عليه، ولم يكن القرار صائبا".
إحدى مواقف الكلاسيكو الشهيرة في موسم 1979\1980 كانت عندما تهكم ميجيل أنخيل بشكل شديد على محاولات رافا زوفيريا مدافع برشلونة إيقاف لوري كننجام، إذ صرخ ميجيل من على خط الملعب أثناء جلوسه على مقعد البدلاء قائلا: "سأهديك صورته بعد اللقاء إن أردت".. في إشارة إلى عدم قدرة المدافع الأرجنتيني على إيقاف نظيره الإنجليزي.
"لوري كان لاعبا عظيما، جمعتنا صداقة قوية لأننا وصلنا النادي في نفس العام. صنع السحر وأذهل ملعب سانتياجو برنابيو بطريقته الشهيرة في تنفيذ الركلات الركنية بوجه القدم الخارجي حتى تصل الكرة إلى المهاجم سانتيانا بشكل ملائم. كان سريعا وماهرا".
وعلى الرغم من إيمان ميجيل أنخيل بأسبقية ريال مدريد في نهائي 2018، إلا أن نهائي 1981 يتبادر إلى ذهنه دوما:
"من الوارد أن ريال مدريد مرشح، الأمر الذي كان في 1981 أيضا، ولذا أنا لا آمن أبدا لليفربول هذا".
وحلل لاعب وسط مدريد السابق الموسم المتخبط الذي مر به الفريق على المستوى المحلي:
"أعتقد أنهم في النادي كانوا واثقين من أن القائمة لن تعاني برحيل لاعبين كبيبي وألفارو موراتا وخامس رودريجيز. صحيح أنهم لم يكونوا لاعبين أساسيين، إلا أنهم قدموا دعما للفريق عند مشاركتهم. النادي استقدم لاعبين شبان، ولكن حتى تكون قادرا على المنافسة في كافة البطولات، على تشكيلتك أن تتحلى بالتوازن، ولعل سبب تلك الهزائم هو افتقاد التوازن".
الخطر الأكبر الذي سيهدد مرمى ريال مدريد في المباراة النهائية سيكون محمد صلاح نجم ليفربول، وميجيل أنخيل يعتقد أن الفضل في تطوره يعود للمدرب الألماني يورجن كلوب:
"صلاح تطور بشكل مستمر، ومع كلوب بات يتمتع بالهدوء. كلوب عرف كيفية إعطائه دورا هاما في الفريق، المباريات الرائعة التي لعبها والأهداف التي سجلها أكسبته الثقة. إنه قادر على اللعب في ريال مدريد".
علاقة ميجيل أنخيل مع ريال مدريد لم تنته برحيله عام 1983، إذ عاد للتدريب في ناشئين النادي بالعام 1997، قبل أن يتولى تدريب ريال مدريد كاستيا في فترتين، بالإضافة إلى شغله منصب السكرتير الفني للنادي وقت رئاسة رامون كالديرون، وحينها كان قريبا من تدريب الفريق الأول في نهاية عام 2008 عند رحيل برند شوستر، الأمر الذي لم يتم في النهاية باستقدام خواندي راموس:
"هذا صحيح، كان من الممكن أن أتولى تدريب ريال مدريد لأني كنت السكرتير الفني للنادي، والرئيس رامون كالديرون وثق بي".
إلا أن تأثيره الأكبر حدث خلال تدريبه لريال مدريد كاستيا، إذ مر من تحت يديه قائمة عريضة من اللاعبين الذين اكتسبوا لاحقا شهرة كبيرة في عالم كرة القدم كإستيبان كامبياسو، فيليبي لويس، ألفارو أربيلوا، ألفارو نيجريدو، روبرتو سولدادو، خابي جارسيا.
يقول ميجيل أنخيل: "امتلكنا فريقا عظيما في ريال مدريد كاستيا حينها، ولعبنا بشكل جيد. فيليبي لويس حضر كجناح، وأنا من وظفه في مركز الظهير، والآن بات من أفضل اللاعبين في مركزه بالعالم".
"أحظى بعلاقة قوية مع الآخرين، درّبت إستيبان كامبياسو أيضا في فترتي الأولى مع ريال مدريد كاستيا، وأتذكر كيف أنه اهتم بتنفيذ تعليمات ما قبل المباراة. وأحيانا كنت ألعب الراكت مع سولدادو وأربيلوا".
"أذكر موقفا حدث ذات يوم مع خوسيه مانويل خورادو، فزنا بنتيجة 4-1، ولكنه انخرط في البكاء بعد المباراة، وعندما سألته عن السبب، أخبرني أنه لعب بشكل سيء! هؤلاء اللاعبون امتلكوا الكثير من الكبرياء، وكانوا متطلبين جدا تجاه أنفسهم".
مساهمات ميجيل أنخيل مع ريال مدريد لم تتوقف عند هذا الحد، بل قام بدور الكشاف في رحلات متكررة إلى البرازيل، ونصح النادي بالتعاقد مع فتى برازيلي يافع عام 2008 مقابل 2 ونصف مليون يورو: فيليبي كوتينيو.
لاحقا قام ميجيل أنخيل بمراقبة نيمار ودوجلاس كوستا عن كثب..
"جميع هؤلاء اللاعبين كانوا في أجندتنا لنتعاقد معهم، ولكن الأمر لم يتم".
وختاما أجاب ميجيل أنخيل عن سؤال يخص فريقه الحالي، غرناطة، الذي تولى تدريبه مطلع الشهر الجاري بعد أن حقق الفريق انتصارا واحدا في 9 مباريات متتالية بدوري القسم الثاني الإسباني.
ميجيل أنخيل أعاد الفريق لسكة الانتصارات في الجولة الماضية بالفوز على ريوس، إلا أن النادي الأندلسي يحتل المركز العاشر بفارق 5 نقاط عن المركز السادس المؤهل لمباريات ملحق الصعود قبل جولتين فقط على النهاية:
"من الصعب جدا أن يلعب غرناطة ملحق الصعود، ولكن حيثما وجدت حياة؛ وجد الأمل".