"السويد أكثر من مجرد زلاتان، صحيح أنه لاعب عظيم، ولكن السويد دولة تعدادها 9 أو 10 ملايين شخص، لقد سجل عديد الأهداف للمنتخب الوطني، ولكني أعتقد أننا أثبتنا قدرتنا كفريق على الفوز بالمباريات دون زلاتان، تأهَلنا إلى كأس العالم بدون زلاتان. عدم امتلاك لاعب كبير مثله ستكون خسارة لشخصيته العظيمة والتحفيزية في غرفة خلع الملابس، ولكن لا يمكنك مجرد الجلوس وترديد "كيف سنفوز بكأس العالم الآن بدون زلاتان!". سنذهب إلى كأس العالم كمجموعة".
زلاتان إبراهيموفيتش
النادي : معتزل
_جون جوديتي لاعب المنتخب السويدي
طالع كل تغطية FilGoal.com وتقارير كأس العالم من هنا
بعد أن كانت منتخب النجم الأوحد طوال السنوات الماضية، تحررت السويد أخيرا من حكم زلاتان إبراهيموفيتش الذي اعتزل دوليا بعد يورو 2016، وعندما حاول التراجع عن قراره والعودة متأثرا بسحر المونديال –الذي لم يشارك فيه سوى مرة وحيدة-، ردعه المدرب الشجاع يان أندرسون.
إبراهيموفيتش الذي لم يقدر على قيادة السويد إلى آخر مونديالين بصفته بطلا قوميا للبلاد، حاول السطو على إنجاز زملائه الذي حدث في غيابه.
على جانب آخر، السويد تلعب أفضل بدون إبراهيموفيتش، إذ ارتقت أهمية الأفراد مما يزيد جودة المجموعة ككل، وكريستيان فيلهلمسون -الذي مثّل السويد في 79 مباراة دولية ما بين 2001 و2012- تحدث عن هذا سابقا: "عندما لا يلعب إبراهيموفيتش، يتحلى الآخرون بالجرأة للعب بثقة أكبر".
في روسيا، سيتوجب على لاعبي السويد ومدربهم أن يبرهنوا برهانا إضافيا على جودتهم، بعد أن نال منهم الإهمال لسنوات في ظل زلاتان إبراهيموفيتش.
23 لاعبا في قائمة السويد لكأس العالم 2018 لم يسبق لهم المشاركة إطلاقا في المونديال
الكابوس البرازيلي المتكرر
رغم عدم النظر إليها كإحدى منتخبات الصف الأول، إلا أن السويد تملك تاريخا ثريا في منافسات كأس العالم.
شاركت السويد سابقا في 11 نسخة لكأس العالم، أولها 1934، وآخرها 2006.
خاضت السويد 46 مباراة في المونديال، فازت في 16 مباراة، تعادلت في 13 مناسبة، وخسرت 17 لقاء.
سجلت السويد 74 هدفا، فيما استقبلت 69 هدفا.
أكثر من سجل للسويد في كأس العالم هما الثنائي كينيت أندرسون (نسخة 1994) وهنريك لارسون (نسخ 1994، 2002، 2006).
فيما ينفرد هنريك لارسون برقم الأكثر لعبا للمباريات في كأس العالم بقميص السويد برصيد 13 مباراة، وهو رقم من المستحيل تحطيمه في النسخة الحالية مع حقيقة أن جميع لاعبي المنتخب السويدي سيمتلكون رصيدا صفريا من المباريات المونديالية عندما يسافرون روسيا، وأن أقصى عدد من المباريات يمكن خوضه في النسخة الواحدة حاليا هو 7.
أكبر فوز للسويد في تاريخها المونديالي تحقق على حساب كوبا بنتيجة 8-0 في نسخة 1934، فيما كانت أكبر خسارة أمام البرازيل بنتيجة 1-7 في العام 1950.
أول هدف سويدي في كأس العالم جاء بواسطة سفين يوناسن خلال الانتصار على الأرجنتين بأول مباراة للسويد في تاريخها المونديالي في نسخة 1934.
أما أول إنجاز سويدي حقيقي فقد تحقق بنسخة 1938 -التالية- بالفوز بالمركز الثالث على حساب البرازيل.. ولكنه كان آخر فصول التفوق على منتخب راقصي السامبا الغريم الأول وشبه الدائم للسويد في كأس العالم.
ومع استئناف كأس العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وصلت السويد إلى المربع الذهبي مجددا في نسخة 1950، وحلت رابعة في الدورة الرباعية التي حددت البطل.
أما أبرز حضور سويدي في كأس العالم على الإطلاق فحدث عندما استضافت البطولة عام 1958.. الجيل الذهبي السويدي وتحت قيادة المدرب الإنجليزي جورج راينور، وفي حضور القائد نيلز ليدهولم، مضى ليطيح في ربع النهائي بمنتخب الاتحاد السوفيتي الذي ضم ليف ياشين في صفوفه، قبل أن يُقصي ألمانيا الغربية حاملة اللقب بنصف النهائي في مباراة مثيرة حُسمت بالدقائق العشر الأخيرة.
مغامرة السويد الجميلة توقفت أمام بطش بيليه وجارينشا في المباراة النهائية، ليخسر أصحاب الأرض 5-2 ويحلون وصيفا، رغم تقدمهم في النتيجة بعد 4 دقائق.
انتظرت السويد 36 سنة حتى تصنع إنجازا بارزا جديدا في المونديال، حدث ذلك في نسخة 1994.
مع المدرب تومي سفينسون، حلت السويد ثانية في مجموعة ضمت البرازيل بعد أن انتهت مباراتهما بالتعادل 1-1، قبل أن تستفيد من مواجهات في المتناول بالدور الثاني، وتتجاوز المملكة العربية السعودية ورومانيا في ثمن النهائي وربع النهائي على التوالي.
نصف النهائي أمام البرازيل كان من جانب واحد، وتكالب روماريو ومازينيو ورفاقهما على إهدار الفرص المؤكدة في مواجهة المرمى الخالي تارة، والحارس المتألق توماس رافيلي تارة أخرى.
في الأخير، وقبل 10 دقائق على نهاية الوقت الأصلي، ضرب روماريو رأسية متقنة أخيرا اهتز لها المرمى السويدي، ليتجمد مشوار السويد عند عتبة نصف النهائي بأداء باهت أمام البرازيل.
في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، صالحت السويد جماهيرها، واكتسحت بلغاريا "ستويتشكوف" برباعية نظيفة، لتكرر إنجاز العام 1934.
الصدمة الإيطالية
تواجدت السويد في المجموعة الأوروبية الأولى بالتصفيات رفقة فرنسا، هولندا، بلغاريا، لوكسمبورج، روسيا البيضاء.
واحتلت السويد المركز الثاني خلف فرنسا برصيد 19 نقطة، وهو نفس رصيد هولندا صاحبة المركز الثالث، إلا أن فارق الأهداف صب في مصلحة السويد وأهداها بطاقة الملحق.
السويد حققت فوزا هاما على فرنسا في منتصف التصفيات بهدفين مقابل هدف بالدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع سجله نيلس أولا تويفونين، والذي ساهم بشكل مباشر في احتلال السويد للمركز الثاني.
لاحقا وفي الجولة قبل الأخيرة، تسابق لاعبو المنتخب السويدي على التسجيل في شباك لوكسمبورج لتوسيع فارق الأهداف إلى أقصى درجة ممكنة، وسجل المهاجم ماركوس بيرج 4 مرات في انتصار السويد بنتيجة 8-0.
في الجولة الأخيرة حلت االسويد ضيفة على هولندا واحتاجت إلى تجنب الخسارة بسباعية نظيفة حتى تحافظ على المركز الثاني، وهو ما حدث بخسارتها 2-0.
في الملحق الأوروبي بين أفضل 8 منتخبات أصحاب المركز الثاني، حصلت السويد على أصعب قرعة ممكنة واصطدمت بالمنتخب الإيطالي بطل العالم 4 مرات، واعتقد الجميع أنها نهاية مغامرة الفايكنج، إلا أنهم صعقوا العالم..
على ملعب فريندز أرينا بمدينة سولنا السويدية، خطَف أصحاب الأرض انتصارا ثمينا بهدف نظيف على حساب إيطاليا بواسطة ياكوب يوهانسون.. إلا أن عودة إيطاليا في الإياب كانت منتظرة أيضا.
في الإياب على ملعب سان سيرو التاريخي الذي يتفاءل به الجمهور الإيطالي، صمد المقاتلون أصحاب القمصان الصفراء لـ90 دقيقة أمام الأتزوري، وخرجوا بتعادل سلبي مقابله مقعد مونديالي وغياب لإيطاليا عن كأس العالم لأول مرة منذ كأس العالم 1958.. الذي نظّمته السويد.
السويد إلى كأس العالم إذا..
أندرسون.. من قال "لا" لزلاتان
حضر يان أندرسون لتدريب السويد في أعقاب الخروج المهين من يورو 2016، والمدرب صاحب الـ55 عاما قاد حقبة "ما بعد إبراهيموفيتش" على الوجه الأمثل.
أما السبب الرئيسي لاختياره مدربا للمنتخب السويدي الوطني، فهو إنجازه التاريخي مع فريق نوركوبينج عندما قاده للفوز بالدوري السويدي موسم 2014\2015 للمرة الأولى منذ عام 1992، والثانية في أكثر من نصف قرن.
ينتهج أندرسون طريقة 4-4-2 الكلاسيكية، إلا أنه سيفتقد خدمات ياكوب يوهانسن لاعب الوسط الذي كان حاضرا في أغلب مباريات التصفيات ومُسجل هدف الصعود في شباك إيطاليا، لغيابه بسبب إصابة في الركبة.
أندرسون دفع الفريق للعمل أكثر كمجموعة واللعب ككتلة واحدة بعد أن اختفى المنتخب السويدي لسنوات خلف اسم زلاتان إبراهيموفيتش، الأمر الذي سمح لانفجار بعض اللاعبين على المستوى كالجناح إيميل فورسبرج، مع عودة المنافسة على مركزي خط الهجوم بعد أن كان أحدهما حكرا على مهاجم لوس أنجلوس جالاكسي الحالي.
ماركوس بيرج وأولا تويفونين وجون جوديتي تناوبوا على اللعب في خط الهجوم طوال التصفيات، بعد أن كان أقصى آمالاهم الظفر بالمقعد الثاني في خط الهجوم إلى جوار زلاتان قبل اعتزال الأخير دوليا.
"لا تغيّر فريقا فائزا" ولو لعيون زلاتان إبراهيموفيتش، وأندرسون سيسافر إلى روسيا بالمجموعة عينها التي أعطته البطاقة المونديالية الأخيرة في قارة أوروبا.
التشكيلة المتوقعة لأندرسون:
حراسة المرمى: روبن أولسن
الدفاع: ميكايل لوستيج - فيكتور لينديلوف - أندرياس جرانكفيست - لودفيج أوجستنسون
الوسط: جيمي دورماز \ سيباستيان لارسون - فيكتور كلايسون - ألبين إيكدال - إيميل فورسبرج
الهجوم: ماركوس بيرج - أولا تويفونين \ جون جوديتي
ونجوم السويد ليس من بينهم زلاتان
إيميل فورسبرج
الجناح البارع صاحب الـ26 عاما يمتلك 34 مباراة دولية و6 أهداف.
اللاعب انتقل إلى لايبتسج الألماني عام 2015، وقاده إلى الصعود للدوري الممتاز في نفس الموسم لأول مرة بتاريخه.
وفي موسم 2016/2017 انفجر اللاعب وصنع 22 هدفا في الدوري الألماني صنعت سمعته الكبرى بالملاعب الأوروبية.
فورسبرج يمثل اللمسة الجمالية التي افتقدها المنتخب السويدي لسنوات.
ماركوس بيرج
مهاجم العين الإماراتي هو الهداف التاريخي للجيل الحالي برصيد 18 هدفا دوليا، كان شريكا في السنوات الأخيرة لزلاتان إبراهيموفيتش في خط الهجوم، وقد تكون خبرته حاسمة في مشوار المونديال.
سيباستيان لارسون
القائد الثاني للمنتخب السويدي صاحب الـ98 مباراة دولية، لا يفصله سوى 8 مباريات دولية على دخول قائمة أكثر 10 لاعبين تمثيلا للسويد.
لارسون يجيد في أغلب مراكز الوسط ويجيد على الجناح الأيمن، ويمتلك خبرة طويلة في الملاعب الإنجليزية رفقة أرسنال، برمنجهام سيتي، سندرلاند، هال سيتي فريقه الحالي.
فيكتور لينديلوف
مدافع مانشستر يونايتد مر بموسم صعب بعد انتقاله من بنفيكا، إلا أنه يظل أحد المواهب الدفاعية السويدية المنتظر أن تعيد اكتشاف نفسها في المونديال.
توقع FilGoal.com لمشوار السويد في كأس العالم
تتواجد السويد في المجموعة المونديالية السادسة رفقة ألمانيا، المكسيك، كوريا الجنوبية. ومن الجلي أن ألمانيا ستكون قريبة من ضمان صدارة المجموعة إن سارت الأمور بشكل طبيعي، مما يترك منتخب السويد في منافسة مع المكسيك وكوريا على المقعد الآخر.
مباراة السويد والمكسيك ستكون في الجولة الثالثة والأخيرة، وقد تكون بمثابة مباراة فاصلة لإعلان المتأهل الثاني عن المجموعة رفقة ألمانيا، لذا قد يتوقف تأهل السويد على نتيجة تلك المباراة.
الحلول وصيفا في المجموعة السادسة سيضع السويد بمواجهة صعبة في الدور ثمن النهائي أمام المنتخب البرازيلي -المتوقع تصدره للمجموعة الخامسة-، وهي مواجهة تكررت 7 مرات في نسخ المونديال السابقة.
مباراة ستكون كلاسيكية، ولا شيء مستبعد في مواجهات خروج المغلوب، إلا أن كفة رفاق نيمار ستكون مرجحة بكل تأكيد..
تعرف على منتخبات المجموعة الثانية
تعرف على منتخبات المجموعة الثالثة
تعرف على منتخبات المجموعة الرابعة