رودري.. بوسكيتس الجديد "ضعيف البنية" العائد إلى أتليتكو مدريد
الخميس، 24 مايو 2018 - 23:25
كتب : محمد يسري
كيف تُثبت إن قرار الإدارة بشأن الاستغناء عنك كان قرارا خاطئا؟ هذا ما أجاب عنه رودريجو هيرنانديز العائد إلى أتلتيكو مدريد بعد رحلته مع فياريال.
أتليتكو مدريد ضم رودري من فياريال مقابل 20 مليون يورو، لكن تلك القيمة لم يكن ليدفعها الفريق المدريدي لو لم يترك رودري يرحل مجانا عن صفوف الفريق.
رودري كان لاعبا في براعم أتليتكو مدريد منذ أن كان في الـ11 من عمره، واستمر مدة 6 سنوات قبل أن يقرر جوليان مونيوز مدير قطاع الناشئين الاستغناء عنه عام 2013، والسبب: ضعف قوته البدنية والجسدية، التي لن تسفعه للعب مع الفريق الأول وتنفيذ تعاليم دييجو سيميوني.
لكن كان هناك من يراقب رودري في صمت، واستغل فرصة الاستغناء عنه وقدم له عرضا "من أجل مستقبل مشرق".
انضم رودري إلى فياريال
الانتقال إلى فياريال كان أول خطوة من خطوات نضج رودري، فصاحب الـ17 عاما وقتها ترك أهله وأصدقائه في مدريد وذهب للعيش إقليم فالنسيا بالتحديد في مقاطعة كاستيون.
يوضح رودري لماذا اختار الانتقال لفياريال "قررت المجئ لأنهم عرضوا علي عرض من أجل مستقبل مشرق، من الصعب ترك المكان الذي تعيش فيه لكن الأمور تدور حول القتال من أجل حلمك".
---
توهج رودري سريعا مع ناشئين فياريال؛ لذا تم تصعيده للفريق الثاني (فياريال بي) في شهر فبراير عام 2015.
هذا التوهج جاء بسبب ثقة رودري في نفسه، والتي ظهرت في حوار أجراه مع موقع فياريال الرسمي عام 2014، وقال فيه: "أرى نفسي لاعبا موهبا من الناحية الفنية. أتمركز في وسط الملعب وهذا ما يسهل مهمتي، حيث أتصرف بشكل جيد بالكرة، لكني لأ أحب أن أتحدث عن نفسي كثيرا".
ما قدمه مع فرق الناشئين في فياريال كان سببا في اختياره ضمن كتيبة منتخب إسبانيا للشباب التي فازت بلقب أوروبا دون 19 عاما والتي أقيمت شهر يوليو لعام 2015 في روسيا.. والتوهج استمر واُختير ضمن فريق البطولة.
أداء رودري في بطولة أوروبا بجانب ما قدمه مع الفريق الثاني كانا سببا في تصعيده للفريق الأول لفياريال.
في ديسمبر 2015 لعب مباراته الأول مع فياريال بعدما دفع به المدرب مارسيلينيو أساسيا ضد هويسكا في كأس ملك إسبانيا، لينهي موسم 2015-2016 وبجعبته 6 مباريات، وبواقع 3 في الدوري ومثلها في الكأس.
وبموسم 2016-2017، حصل رودري على فرصة أكبر مع المدرب فران إسكريبا، ولعب 23 مباراة في الدوري الإسباني بواقع 834 دقيقة و4 مباريات في الدوري الأوروبي بواقع 192 دقيقة و4 مباريات كاملة في كأس الملك.
وبحلول موسم 2017-2018 بات رودري قطعة لا يستغنى عنها في الفريق. إذ أصبح أساسيا في تشكيل إسكريبا، واستمر كذلك حتى بعد رحيل إسكريبا عقب الخسارة برباعية من خيتافي في الجولة السادسة للدوري الإسباني وتعيين المدرب خافيير كاييخا.
فلم يغب رودري سوى مباراة واحدة فقط في الدوري كانت بسبب الإيقاف! شارك في 37 مباراة في الدوري، و6 في الدوري الأوروبي و4 في كأس ملك إسبانيا.
قدم رودري موسما مميزا للغاية. ليحصل قبل نهايته على الاستدعاء لمنتخب إسبانيا، حيث كان ضمن القائمة التي اختارها جوليان لوبيتيجي مدرب المنتخب للعب وديا ضد ألمانيا والأرجنتين في مارس الماضي.
وبالفعل شارك رودري بديلا في ودية ألمانيا التي انتهت بالتعادل السلبي 1-1. إذ شارك لمدة 8 دقائق بدلا من تياجو ألكانتارا.
---
يصف ألبيرت سيلادس لاعب ريال مدريد السابق ومدرب منتخب إسبانيا للشباب رودري، بلاعب وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس.
فيقول:"إنه لاعب عالي المستوى ولديه جودة رائعة، وبغض النظر عن قوته البدنية التي تساعده في الأمور الدفاعية والصراعات الهوائية، فهو لاعب تكيتيكي على طراز رفيع، لكن أكثر ما يلفب انتباهي نحوه هو قدرته على اللعب بسرعة كبيرة رغم كبر حجمه".
ويضيف "يفعل أشياء صعبة للغاية بكل سهولة، مثله مثل بوسكيتس، يجيد التمركز بشكل جيد واستباق الأحداث لمعرفة مسار الكرة ثم الحصول عليها".
وهذا ما طبقه رودري مع فياريال في الموسم الحالي وبسبب أسلوب كارييخا الذي يعتمد على طريقة 4-4-2 بثنائي ارتكاز في وسط الملعب؛ أثبت رودري جودته كلاعب وسط يجيد الاستحواذ على الكرة وإعادة توزعيها وخلق الفرص للتسجيل، بجانب التفوق في الثنائيات واستخلاص الكرة، تلك النقطة التي افتقدها مع ناشئين أتلتيكو مدريد بسبب بنيانه الجسماني.
معدل تفوق رودري في الثنائيات بلغ 2.7 في المباراة الواحدة في الدوري و1.5 في مباراة بالدوري الأوروبي.
واستخلص رودري الكرة 65 مرة، وهو رقم يجعله يتفوق على جابي قائد أتلتيكو مدريد الذي استخلصها 49 مرة وزميله كوكي الذي استخلص الكرة 40 مرة فقط.
كما أن معدل صحة تمريره في المباراة الواحدة في الدوري كان: 90%، ووصل إلى 92% في مباريات الدوري الأوروبي.
وإجمالا، أكمل رودري 1837 تمريرة في الدوري الإسباني بدقة 89%.
ولا يقترب منه من لاعبي أتلتيكو مدريد سوى كوكي الذي مرر 1491 تمريرة صحيحة بدقة 85%.
طول قامة رودري الذي يبلغ 190 سم ساعده في الحصول على الكرات الهوائية. لذلك فاز بـ86 صراع هوائية، مقابل 12 لجابي، 9 لكوكي و68 لساؤول، وتلك الميزة ستساعد سيميوني كثيرا إذ يفضل المدرب الأرجنتيني اللعب على الكرات العالية والاستحواذ على الكرة الثانية.
تفوق رودري الرقمي قد يأتي لأن شارك في 2777 دقيقة في الدوري الإسباني وهو عدد دقائق أكبر من عدد مشاركات الثلاثي السابق ذكره، لكن أرقامه تعد مؤشر قوي لقدرته على التطور أكثر تحت قيادة سيميوني.
لم يسستسلم رودري بعد الاستغناء عنه، تطور ونضج وعاد إلى أتليتكو مدريد وهو لاعبا دوليا.. والآن ننتظر باقي فصول قصته مع سيميوني التي ستكتب في الموسم الجديد.