كتب : علي أبو طبل
انتهى الانتظار في لندن، وبات لأرسنال مديرا فنيا جديدا منذ الآن.
الإسباني أوناي إيمري سيكون القائد الفني الجديد للمدفعجية لـ3 سنوات قادمة، كقمة التتويجات لمسيرته التدريبية التي بدأت من لوركا ديبورتيفا في إسبانيا، ثم ألميريا وفالنسيا، قبل أن يرحل في تجربة قصيرة إلى روسيا لقيادة سبارتاك موسكو، قبل أن يعود ويقضي 3 سنوات ناجحة مع فريق إشبيلية.
موسمان في فرنسا حصد خلالها بعض النجاح رفقة باريس سان جيرمان، والآن المحطة القادمة في لندن.
الكثير من التطلعات والتوقعات بدأت في الظهور حول ما هو منتظر من الرجل الإسباني في قيادة أرسنال خلال الفترة المقبلة.
الكرة الممتعة التي اعتاد مشجعو الفريق على رؤيتها تحت قيادة فينجر، وإعادة شخصية الفريق التنافسية من جديد، والأهم هو العودة إلى التتويجات والمشاركة في دوري أبطال أوروبا بعد موسمين متتاليين يغيب فيهما الفريق.
لن يفعل إيمري ذلك وحده، فهناك من خلفه فريق عمل يعاونه في مهمته.
ولكن رجل واحد فقط من هؤلاء هو من ظل موثوقا وملازما لإيمري في غالبية رحلته التدريبية التي بدأت في إسبانيا منذ 2004.. إنه خوان كارلوس كارسيدو.
اعتزل لاعب وسط الملعب كارسيدو لعب كرة القدم في 2006 بعد موسمين أخيرين قضاهما مع نادي لاس بالماس في الدرجة الأدنى في إسبانيا، لكن كان ذلك ختاما لمسيرة لعب طويلة بين أندية مختلفة غالبيتها في إسبانيا، كان أبرزها أتليتكو مدريد ونيس الفرنسي.
بعد الاعتزال مباشرة، عمل كارسيدو كمساعد لإيمري في ثاني محطاته التدريبية في نادي ألميريا، ونجحا معا في قيادة الفريق للدوري الممتاز في إسبانيا.
فضل كارسيدو العمل كمساعد لإيمري على الرغم من حصوله على فرصة لقيادة الفريق فنيا في وقت سابق، وطوال الوقت ظل الرجل الثاني خلف إيمري.
رحلا معا إلى فالنسيا في 2008، ثم إلى سبارتاك موسكو الروسي في 2012.
في 2013، عادا سويا إلى إسبانيا لقيادة نادي إشبيلية في 3 مواسم متتالية لن ينساها جماهير الفريق الأندلسي.
خلال تلك المواسم، توج الفريق بلقب الدوري الأوروبي في 3 مرات متتالية كرقم قياسي استثنائي في تاريخ البطولة.
خلال تلك السنوات أيضا، وتحديدا في ختام موسم 2014/2015، فارق والد إيمري الحياة، ليحصل كارسيدو على فرصة القيادة الفنية المطلقة لمرة أولى وأخيرة، وكانت في مباراة أمام سلتا فيجو بالدوري المحلي، وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1.
أعلن إيمري الرحيل عن قلعة "رامون سانشيز بيثخوان" في يونيو 2016، وبالتبعية رحل معه كارسيدو، لتكون محطتهما التالية في العاصمة الفرنسية باريس.
كانت الخطة هي التتويج المنتظر بدوري أبطال أوروبا، ولكن تماما كأسلافه لم ينجح إيمري ومعاونه في الأمر.
لكن الثنائي ترك بعض الإرث هناك في فرنسا، والذي أضاف كثيرا لمسيرتهما المهنية.
التتويج بلقب الدوري خلال الموسم الجاري، ولقبين من كأس فرنسا ومثلهما من كأس الرابطة الفرنسية، ولقبين آخرين من كأس السوبر، جميعهما كانت استكمال لهيمنة فريق العاصمة محليا.
والآن، حان الوقت لمحطة جديدة في العاصمة الإنجليزية لندن، لحمل تركة ليست بالهينة.
سنوات متتالية من العمل سويا، فكيف تبدو علاقتهما؟
يقول رومان مولينا، مؤلف كتاب "أوناي إيمري، المايسترو" إن الثنائي يحفظان بعضهما البعض عن ظهر قلب، في نفس الوقت الذي يمتلكان فيه الرغبة المستمرة في التعلم.
ويضيف: "كلاهما قريبان للغاية من اللاعبين ولكن ليس بالطريقة مثلها. أوناي يبدو مثل البركان المشتعل على الدوام، أما كارسيدو فهو الشخصية الباسكية المثالية. تبدو قوة شخصيته في ذكائه وحكمته، ولذلك هو يكمل دور أوناي".
يبدو لكارسيدو دورا محوريا في فريق عمل إيمري.. فماذا يمكن أن تنتظر منه جماهير أرسنال؟
استقبال 51 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم المنقضي ليس بالرقم الذي يسعد جماهير النادي اللندني.
العمل على تحسين جودة الخط الدفاعي هو شئ قد تطرب له الآذان في ملعب "الإمارات".
وهذا ما يمكن انتظار العمل عليه تماما من كارسيدو.
بعد الوصول لباريس في المرة الأولى لقيادة باريس سان جيرمان في 2016، صرح كارسيدو للموقع الرسمي للنادي: "نسعى للعمل دائما على تطوير اللاعبين، ونعمل على خلق التوازن بين خطوط الفريق، ومن المهم للغاية أن يكون خط الدفاع صلبا.. هكذا يمكن أن نفوز".
الدفاع يبدو العمل الفني الأساسي لمعاون إيمري، ولكنه يملك دورا هاما خارج أرضية الملعب.
في تقرير سابق لمجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، ذّكر أن كارسيدو يحرص على وجود علاقة قوية بينه وبين لاعبي الفريق.
وقال كارسيدو في وقت سابق: "مهمتي هنا هي متابعة اللاعبين بشكل فردي واصطحابهم وتذليل العقبات أمامهم".
ويذكر التقرير المنشور في المجلة الفرنسية أن ذلك الأسلوب أبهر بعض لاعبي باريس سان جيرمان، وأبرزهم لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي والمدافع الشاب برينسيل كيمبيمبي وحارس المرمى آلفونس آريولا.
أزمة شهيرة في فرنسا واجهت كارسيدو، وكان بطلها المشاغب الدائم حاتم بن عرفة.
يمتلك إيمري الهدوء التام في تعليماته، بينما يشتهر كارسيدو بالعكس تماما، حيث أنه يحرص على توجيه التعليمات للاعبين على الدوام بصوت عال.
كانت النتيجة تشير إلى تقدم باريس على بوردو بثلاثية نظيفة، قبل أن تلتقط كاميرات قناة "كانال+" الفرنسية حديث جانبي دار بين بن عرفة وكارسيدو إثناء الخروج من الملعب".
وكانت الكلمات الموجهة من لاعب هال سيتي ونيوكاسل السابق إلى معاون إيمري: "لقد آلمت رأسي!. إنك تصرخ بشدة. اتركنا نلعب، لماذا تصرخ دوما بهذا الشكل؟".
لم يظهر حينها أي رد فعل من كارسيدو، ولكن يمكنك أن تفهم ما دار حقا في الكواليس عندما تعلم أن بن عرفة لم يشارك مرة أخرى في أي مباراة رسمية مع الفريق بعد هذه الواقعة.
اقرأ أيضا:
صلاح يرد على رونالدو ويكشف ما يضايقه.. و"مازلنا لا نصدق أننا في كأس العالم"
حوار في الجول - لاعب ريال مدريد السابق.. عن خطأ فادح في نهائي 1981 وأحقية صلاح بالكرة الذهبية
بالفيديو - آل الشيخ: دياز كان قريبا من ناد عربي ولكني قلت الفرق السعودية أولى
كريستيانو رونالدو يتحدث عن صلاح قبل نهائي الأبطال.. "لا يشبهني"
تقرير: توتنام ينضم للمهتمين بضم حجازي
جنش: شبعت ظلما.. وأي لاعب جديد بالزمالك يتحول لميسي بعد 5 مباريات