نهائي كأس الاتحاد.. بين ضحايا مورينيو و "ما سيقال عن تشيلسي"

"لماذا دائما لوكاكو؟ الآن ترون السبب". كانت تلك كلمات جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد بعد اضطراره لإِشراك ماركوس راشفورد ضد برايتون في الدوري بعد إصابة روميلو لوكاكو.

كتب : إسلام مجدي

الأحد، 20 مايو 2018 - 15:14
كونتي - مورينيو

"لماذا دائما لوكاكو؟ الآن ترون السبب". كانت تلك كلمات جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد بعد اضطراره لإِشراك ماركوس راشفورد ضد برايتون في الدوري بعد إصابة روميلو لوكاكو.

وقتها كانت الانتقادات غير عادلة للغاية، راشفورد لم يلعب بالقدر الكافي من المباريات في مركز قلب الهجوم، لم يتم إعداده وتوجيهه لهذا المركز بعد، ولعب بشكل اضطراري، لذا الانتقادات كانت في غير موضعها للغاية، بل وأفسدت أي فرصة لبناء الثقة للاعب الشاب، في المقابل كان المدرب يحاول بناء الثقة لنفسه ويدافع عن نفسه فقط لا فريقه.

راشفورد لعب ضد تشيلسي في مركز قلب الهجوم، في أهم مباراة لموسم مانشستر يونايتد خاصة وأن الفريق سيخرج خالي الوفاض، لعب بدلا من أليكسيس سانشيز الذي أجاد في ذلك المركز مع أرسنال، ولم تصل الكرة في أول 6 دقائق إلى راشفورد سوى مرة وحيدة.

"الثلث الأخير في مانشستر يونايتد لم يعمل بصورة جيدة، يمكنك أن ترى المباراة دائرة على بعد 30 ياردة من ماركوس راشفورد وخط الهجوم ككل، لكن لم أشعر أن الفريق قادر على تهديد خصمه بالشكل الكافي". فيل نيفيل محلل شبكة "بي بي سي".

مانشستر يونايتد حصل على العديد من الفرص لكن هل كانت الفرص والهجوم وحدها هم السبب في الخروج بموسم خالي الوفاض؟

في فريق جوزيه مورينيو قد يصبح اللاعب البدني أفضل من اللاعب المهاري، وبالتالي أهمية لوكاكو كانت لأنه يقاتل من أجل الكرة الثانية وأقوى من المدافعين ويقاتل وليس لأنه يراوغ.

يونايتد حاول في الشوط الثاني وكانت لديه بعض الفرص، لكن من دون خطة هجومية واضحة، مورينيو أشرك اللاعبين لكنه لم يمتلك شكلا أو خطة لوضع الكرة في شباك تشيلسي، فقط وكأنه أخبرهم بأن يشاركوا ويعلمون ما سيفعلونه.

ظهر ذلك جليا على العشوائية التي حاول بها الشياطين الحمر بناء الهجمات. خط الوسط كان يتقدم، والظهيرين كانا يرسلان العرضيات، لكن ذلك لم يكن التهديد الذي سيطر على تشيلسي.

بجانب الاختيارات الهجومية مع الرحيل الواضح لأنطوني مارسيال وحملة إعادة البناء الشاملة لخط الوسط، يحتاج يونايتد لعدد من المدافعين.

قال آلان شيرار عقب المباراة :"لا أعلم أين بايلي، وكأس العالم ليس الحجة المثالية، لأن كريس سمولينج ليس لديه كأس عالم".

وواصل "إن كنت مهاجما وسألعب لـ90 دقيقة ضد فيل جونز فسأكون واثقا تماما من أنه سيرتكب على الأقل غلطة وحيدة يمكنني التسجيل من خلالها".

وأكمل "اعتراضه للكرة لم يكن الخطأ الأكبر، بل كان تركه لأزار أن يدخل بها منطقة جزاء فريقه إلى هذا الحد، إنها محاولة لطيفة منه".

عدم إشراك بايلي وابتعاده عن خط دفاع الفريق، بجانب بقاء مارسيال على مقاعد البدلاء ووضع راشفورد في مركز قلب الهجوم ليجد نفسه وحيدا من دون دعم ومعزولا عن الفريق كليا، بل وتمركزه كان خاطئا في كثير من الأحيان لكن هل تلك غلطته فقط؟

جميع المحللين اتفقوا قبل بداية المباراة على حقيقة واحدة، أنها لن تكون ممتعة، كل فريق سيبحث عن هدف وحيد ليفوز بنتيجة 1-0 فقط.

تشيلسي فريق لن يشارك في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل وحاول البحث عن إنجاز ينقذ به موسمه، أم مورينيو فبحث عن لقب يرد به على العديد من الانتقادات. المدرب البرتغالي لم يجد ما سيدافع به عن نفسه ليخرج ويقول بعد ذلك أنه متشوق لسماع ماذا سيقال عن تشيلسي.

إذا ماذا سيقال عن تشيلسي؟

الفريق اللندني مر بموسم سيء على كل الأصعدة والفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي لن يغير كثيرا منه، أنطونيو كونتي قال ذلك، بدأ معركته مع إدارة النادي في وقت حيوي قبل مواجهة برشلونة في الشتاء وحتى الآن لم ينته من تلك المعركة.

إدارة تشيلسي حسب التقارير كانت تتحرق شوقا لإقالة أنطونيو كونتي عقب الخسارة من يونايتد في نهائي الكأس، والآن تحتاج إلى حجة أكبر وإلا ستكون الإقالة كيدية وكونتي سيخرج رابحا.

قال كونتي: "لدي احترام كبير للنادي، بالطبع سيتم اتخاذ القرار الصائب، سأكون أول من يتقبل القرار. سأحب ألوان هذا النادي والجماهير للأبد بعد هذين الموسمين، حتى وإن كان مستقبلي صعبا".

"طريقتي ستظل عينها دائما، العمل الجاد وبناء عقلية قوية للاعبين. لا يمكنني التغير. أنا ما أنا عليه، والماضي الخاص بي يعبر عن ذلك كلاعب وكمدرب".

إذا كونتي مستمر في طريقته ومطالبه بالصرف أفضل مما كان، وضم جودة أفضل من اللاعبين لصفوف فريقه، وربما سيتم بيع ألفارو موراتا مهاجم الفريق وضم مهاجم آخر بسعر أكبر، المدرب الإيطالي سيواصل حربه ضد إدارة النادي ولن يتوقف إلا في حالتين، الأولى هي انتصاره والحصول على مطالبه والثانية هي إقالته.

وهذا ما ناقشته الصحف حتى بعد تتويج الفريق بلقب كأس الاتحاد، لأنه في النهاية لن يشارك في دوري الأبطال خلال الموسم المقبل، ومع وضع أهداف كبيرة بالمنافسة على كافة الألقاب، كونتي سيحتاج للعمق المناسب في تشكيله، مما يعني أن النيران في لندن لن تهدأ بالانتصار ضد يونايتد.

لكن هل تهدأ النيران داخل يونايتد؟

يونايتد سيحاول ضم لاعبين أو 3 لاعبين خط وسط بجانب ظهيرين وقلب دفاع مع مهاجم، لكنه بذلك سيخسر خدمات أنطوني مارسيال، وهي موهبة قد يندم على خسارتها مستقبلا لأنه لازال أمامه الكثير.

جوزيه مورينيو سيستغل تلك الخسارة للتخلص من الأسماء التي لا يريدها في فريقه، وبالتالي رب ضارة نافعة، لكن في المجمل خيبة الأمل هذا الموسم ليونايتد استمرت حتى نهايته، فتارة يقدم أداء يصلح لفريق بطل، وتارة أخرى يقدم أداء باهتا يجعلك تتساءل ما الذي يحدث؟ أهذا هو ذات الفريق الذي لعب منذ أسبوع؟ والأمر مستمر مع الشياطين الحمر بهذه الطريقة حتى منذ رحيل سير أليكس فيرجسون أي لـ5 أعوام، وإن أراد الفريق المنافسة على الألقاب فعليا فعليه أن يبحث عن ثبات المستوى والتوازن أولا.