حكايات المونديال - مليون يورو تشعل ساحات القضاء بين نايكي وأديداس بسبب ميسي

لا تقتصر الإثارة في كأس العالم داخل الملعب فقط بل تبقى الأمور بنفس التنافسية خارجه بل وقوية جدا بين المستثمرين والرعاة.

كتب : محمد سمير

الأحد، 20 مايو 2018 - 10:53
ليونيل ميسي

لا تقتصر الإثارة في كأس العالم داخل الملعب فقط بل تبقى الأمور بنفس درجة التنافسية خارجه بل ربما أكثر قوة بين المستثمرين والرعاة خارجه.

لم تكن أزمات الرعاة والتنافس بينهم وليد الفترة الحالية بل أنهم من قديم الأزل ويأخذكم FilGoal.com لأحد تلك الصراعات والتي تعود منذ 12 عاما قبل مونديال 2006 ألمانيا بين أعرق شركتين للأدوات الرياضية أديداس ونايكي والسبب في ذلك ليونيل ميسي.

تعود الحكاية إلى 2006 لشاب أرجنتيني يدعى ليونيل ميسي لم يبلغ من العمر 19 عاما ولكنه نجح في اشعال الصراع بين الشركتين العملاقتين بل واضطرا للذهاب إلى ساحات القضاء لحل تلك الأزمة.

ظهر ليونيل ميسي مع فريق برشلونة الأول عام 2005 وكان اللاعب قد بدأ في اكتساب شعبية كبيرة بعدما قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم للشباب تحت 20 عاما وتوقع له الكثيرون أن يكون من أبرز اللاعبين في ملاعب كرة القدم.

ليونيل ميسي

ومن هنا بدأت الشركة الأمريكية (نايكي) والتي تقوم برعاية فريق برشلونة في الاستعداد لتجعل الشاب الأرجنتيني واجهة منتجاتها الرياضية وتقدمت بالفعل بعرض رسمي إلى ميسي الذي فضل الانتظار ورفض كل العروض المقدمة له من الشركة الأمريكية.

وكان ميسي عندما كان في الرابعة عشر من عمره قد وقع عقدا بواسطة والده خورخي مع نايكي لتزويد اللاعب بالأحذية الخاصة به مقابل ثلاثة آلاف يورو حتى نهاية أبريل 2004 وتم توقيع عقدا مبدئيا مع الشركة الأمريكية بعد ذلك.

وكانت المفاجأة أن ميسي في الأساس بدأ ارتداء الأحذية الخاصة بشركة نايكي في مشوار الشباب مع المنتخب الأرجنتيني وحصل على كأس العالم تحت 20 عاما في 2005 بحذاء الشركة الشهير (Tiempo) وكان يفضل ليونيل ميسي أحذية نايكي عن أي أحذية أخرى.

في ذلك الوقت لاحظت شركة (أديداس) الألمانية بزوغ نجم الشاب الأرجنتيني وقامت بتجهيز عرضا ضخما لا يمكن للاعب أن يرفضه مقابل مليون يورو وهو الرقم الذي كان مبالغا فيه بذلك الوقت للاعب شاب لم يظهر العديد من قدراته بعد لكن الشركة الألمانية أرادت خطف اللاعب قبل انطلاق كأس العالم في موطنها ألمانيا.

وبالفعل لم يتردد ميسي مع ذلك العرض الضخم وقام بالتوقيع للشركة الألمانية أديداس وارتدى حذاء الشركة للمرة الأولى بعيدا عن (نايكي) في فبراير 2006 أمام فريق سرقسطة بكأس الملك الإسباني ونجح في تسجيل هدفا لتبدأ الحملة الإعلانية للشركة الألمانية رغم فشل الفريق في التأهل وقتها.

أعرب مسؤولوا شركة نايكي الألمانية عن غضبهم الكبير من رؤية أحد نجوم الفريق الذي يقومون برعايته يرتدي حذاء شركة منافسة أخرى.

وخرجت وقتها تيريزا ريوني المسؤولة عن فرع شركة نايكي في اسبانيا غاضبة وصرحت "ميسي مرتبط بتعاقد معنا ولن نترك حقوقنا وسنبذل قصارى جهدنا لاستمرار ذلك التعاقد".

وعلى الناحية الأخرى خرج المتحدث الرسمي للشركة الألمانية أديداس ليتحدث عن الأزمة "سنتخذ أي إجراء لحماية رموزنا ومن بينهم ميسي فاللاعب كان حرا وقت التفاوض وتوقيع عقد الرعاية معنا".

اعتبرت الصحافة العالمية في ذلك الوقت الحدث بمثابة (حصان طروادة) بعد أن زرعت أديداس أحد ممثليها وهو الأرجنتيني ليونيل ميسي أحد نجوم برشلونة داخل الفريق الذي ترعاه شركة نايكي المنافسة لهم.

وزادت الأمور اشتعالا بين الطرفين بعد أن لجأت الشركة الأمريكية نايكي إلى ساحات القضاء من أجل الحصول على حقوقهم المسلوبة على حد وصفهم.

ووسط كل تلك الأحداث فإن الشخص الوحيد الذي لم يصرح بأي شيء سواء كان سلبيا أو إيجابيا هو صاحب المشكلة في الأساس الأرجنتيني ميسي واكتفى فقط بالتركيز داخل الملعب.

وفي مارس 2006 صدر حكما تاريخيا لصالح ليونيل ميسي وأديداس يفيد بأن الورقة التي وقع عليها النجم الأرجنتيني إلى نايكي ما هي إلا تعبيرا عن نوايا مستقبلية ولا تلزمه بأي شيء من طرف اللاعب مع الشركة الأمريكية لذلك هو حرا في التعاقد مع المنافس أديداس وكان ذلك انتصارا كبيرا للشركة الألمانية قبل شهور قليلة من انتصار كأس العالم.

وكان التنافس بين الشركتين العملاقتين قد بدأ مع ظهور الأمريكية نايكي في 1964 عن طريق العداء فيل نايت الشاب الجامعي الذي عمل مع مدربه بيل باورمان من أجل توفير حذاء يساعده على ممارسته هوايته بصورة مريحة.

بينما الألمانية أديداس كانت القصة قد بدأت في 1920 عن طريق الأخوين أدولف ورودولف داسلر بصنع أول حذاء رياضي وسجلت شركتهما في 1950 وكان قد تم اختيار الخطوط الثلاثة لشعار رسمي للشركة في 1948.

بزغ اسم نايكي مع وجود عملاق كرة السلة مايكل جوردان ورعايته قبل أن تدخل مجال كرة القدم برعاية بعض اللاعبين أمثال رونالدينيو وفرانشيسكو توتي وروبرتو كارلوس وعدد من أشهر الأندية العالمية.

وتتفوق نايكي في الرياضات الأخرى بصورة أكبر من أديداس التي تتفوق في كرة القدم فبخلاف النجوم والأندية تقوم الشركة الألمانية برعاية مسابقات مثل كأس العالم وأمم أوروبا.

ومنذ الحصول على حكم القضاء واللاعب الأرجنتيني مازال مرتبطا بتعاقد مع شركة أديداس ليرتدي أحذيتها ويكون سفيرا لهم حول العالم وبالطبع اختلف كثيرا المقابل المادي للاعب الذي بدأ بمليون يورو.

وبدأت الشركة الألمانية في تجهيز أحذية مخصصة للنجم الأرجنتيني الشاب في ذلك الوقت وتفوقت من حيث الدعاية الخاصة للاعب خاصة مع حصوله على الكرة الذهبية.

واحتفل ميسي عام 2009 بعد تسجيله الهدف الثاني لبرشلونة في شباك مانشستر يونايتد بنهائي دوري أبطال أوروبا بخلع الحذاء وتقبيله وهو ما ساهم في إدخال أرباح عديدة للشركة الألمانية.

وصنعت وقتها شركة أديداس حذاء ذهبي لنجمهم المفضل بعد حصوله على جائزة الكرة الذهبية وأصبحت احتفالات ميسي بالجوائز لابد وأن يتواجد حذاءه فيها للدعاية.

مر 12 عاما على قصة المليون يورو التي تسببت في تحويل شركتي نايكي وأديداس لساحات القضاء بسبب ميسي ومع ذلك مازال الصراع بين الثنائي ولم ينتهي.

ليونيل ميسي

اقرأ أيضا

الأهلي يفاضل بين بلدين أوروبيتين لمعسكر إعداد الموسم المقبل

فهد الأنصاري: كهربا موهبة قادمة بقوة.. واللاعب يرد: مصر تلعب باسم كل الدول العربية

نجم ليفربول السابق: صلاح بإمكانه أن يصبح مثل جيرارد.. وشرط إمكانية فوزه بالكرة الذهبية

خبر في الجول – عبد الحفيظ يقترب من الاستمرار في منصبه مع جهاز الأهلي الجديد

خبر في الجول – محمد يوسف مرشح للعمل مع مدرب الأهلي الجديد

كلوب يوضح.. لماذا علينا ألا نقارن بين صلاح ورونالدو ويجيب "هل يقبل صفقة تبادلية بينهما"