مع إطلاق الحكم البوتسواني جوشوا بوندو صافرته معلنا نهاية مباراة نيجيريا وزامبيا بفوز الأولى 1-صفر يوم 7 أكتوبر الماضي، انطلقت الأفراح في شوارع أبوجا وأويو وكانو بعد تأهل النسور الخضراء إلى المونديال.
فرحة، انتظرها النيجيريون الذين ظنوا لسنوات أن منتخبهم انتهى بعد إخفاقه في التأهل لآخر بطولتين من كأس أمم إفريقيا.
طالع كل تغطية FilGoal.com وتقارير كأس العالم من هنا
الحقيقة هي أن حظ نيجيريا العاثر وضعها أمام مصر في تصفيات كأس إفريقيا 2017، الطائرة المتجهة إلى الجابون لابد أن تقل فريقا واحدا من المنتخبين.
ومع اللحظات الأخيرة من لقاء الذهاب بين العملاقين في نيجيريا، كانت الأخيرة على وشك الفوز وأخذ الأسبقية في المجموعة التي ضمن أيضا تنزانيا وتشاد.
لكن الهدف المتأخر للنجم محمد صلاح ورصاصة رمضان صبحي في مباراة الإياب حرما النسور من المشاركة في كأس إفريقيا.
وداعا سامسون سياسيا، أهلا جيرنوت روهر. ولتبدأ النسور في الافتراس من جديد.
مجموعة الموت
رغم أن نيجيريا وقعت في أصعب مجموعة إفريقية في تصفيات كأس العالم 2018 إلا أنها كانت أول منتخب يتأهل للنهائيات.
وصلت إلى 13 نقطة مع الجولة الخامسة وقبل الأخيرة لتحجز مقعدها مبكرا في روسيا ولتتأهل على حساب الكاميرون بطلة إفريقيا والجزائر المدججة بنجوم مثل رياض محرز وياسين براهيمي وزامبيا القوية.
الفوز على زامبيا والجزائر في أول جولتين ثم سحق الكاميرون برباعية دون رد مهد طريق النسور نحو المشاركة السادسة لها في المحفل العالمي.
الأرجنتين
حين قلبت نيجيريا الطاولة على الأرجنتين لتهزمها 4-2 في مفاجأة كبيرة رغم أنه لقاء ودي في نوفمبر الماضي، لم تكن تعلم أن القدر يخبىء لها مواجهة جديدة أمام الألباسيليستي في المونديال.
نيجيريا تشارك للمرة السادسة في المونديال، ستواجه الأرجنتين للمرة الخامسة في البطولة!
في المرات الأربع السابقة انتصرت الأرجنتين!
رفاق ليونيل ميسي هم المرشحون لنيل صدارة المجموعة القوية التي وقعت فيها نيجيريا في كأس العالم المقبلة والتي تضم الأرجنتين وكرواتيا وآيسلندا.
المنطق يقول إن النسور ستنافس الكرواتيين على الوصافة. آيسلندا صاحبة الفرص الأضعف في المجموعة، والصدارة تبدو محجوزة للأرجنتينيين.
وهو ما يعيد لنيجيريا سيناريو مونديال 2014 حين جاءت وصيفة للأرجنتين في المجموعة ثم ودعت على يد فرنسا في ثمن النهائي.
الصدفة أن نيجيريا قد تواجه نفس السيناريو لأن بطل ووصيف مجموعتها سيواجهان ثاني وأول مجموعة فرنسا والدنمارك وبيرو وأستراليا.
وبالتالي الأرجح أن من سيحجز المركز الثاني خلف الأرجنتين سيجد في طريقه الديوك الفرنسية.
ماذا ستقدم نيجيريا في المونديال مع ملهمها روهر؟
مرعبة الأوروبيين
ربما يتشاءم النيجيريون من هذا السيناريو، لكن وجود كرواتيا وآيسلندا يبعث في أنفسهم التفائل. وذلك لأن النسور الخضراء هي المنتخب الإفريقي صاحب النتائج الأفضل أمام الأوروبيين على مر تاريخ كأس العالم.
لعبت نيجيريا 18 مباراة في كأس العالم فازت في 5 وخسرت 10، جميع انتصاراتها كانت على حساب الأوروبيين!
لكن في نفس الوقت، في كل مرة تأهلت فيها إلى ثمن النهائي ودعت على يد فريق أوروبي. في 2014 أخرجتها فرنسا، في 1998 أطاحت بها الدنمارك، وفي 1994 وهي نسخة المونديال التي ظهرت فيها نيجيريا بأفضل حلة، كان الوداع على يد إيطاليا في مباراة للتاريخ.
كان التقدم لبطل إفريقيا حتى الدقيقة 88 بهدف لإيمانويل أمونيكي نجم الزمالك آنذاك، ورغم أن إيطاليا تلعب بـ10 لاعبين بعد طرد ظالم ناله جيانفرانكو زولا، إلا أن روبرتو باجيو أحد نجوم هذا المونديال قتل نيجيريا بهدف التعادل في الدقيقة 88 ثم سجل من علامة الجزاء في الوقت الإضافي.
أما المشاركة الأسوأ لنيجيريا في كأس العالم فكانت في نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، ذهب وصيف إفريقيا للعب في مجموعة نارية أمام الأرجنتين وإنجلترا والسويد. نال هزيمتين ولم يفز بأية مباراة وسجل هدفا وحيدا ليغادر العرس العالمي مبكرا.
المواجهة المباشرة
نيجيريا منتخب إفريقي لابد أن تراه في المونديال ليس فقط لأدائه الممتع وكرته الجميلة، ولكن لأنه الفريق الذي تعلق عليه القارة آمالها دائما في الذهاب بعيدا في كأس العالم.
منذ المشاركة الأولى لنيجيريا في المونديال عام 1994 بجيل ذهبي توج قبل البطولة بكأس إفريقيا ضم بين صفوفه رشيدي يقيني ودانيل أموكاشي وبيتر روفاي وأمونيكي وفينيدي جورج وجايجاي أوكوشا وصنداي أوليسيه، لم تغب عن كأس العالم إلا مرة وحيدة كانت في 2006.
لوائح الفيفا في ذلك الوقت حرمتها من المشاركة في المونديال ومنحت أنجولا الظهور في ألمانيا.
حقق المنتخبان نفس رصيد النقاط وكان لنيجيريا الأفضلية في فارق الأهداف بـ14 هدفا مقابل 6 لأنجولا، لكن المواجهات المباشرة رجحت كفة الأخيرة.
أزمة
رغم أن نيجيريا هي ثاني أقوى هجوم في المرحلة النهائية من التصفيات بتسجيلها لـ11 هدفا بالتساوي مع المغرب وتونس خلف الكونغو الديموقراطية صاحبة الـ14 هدفا، إلا أن هناك صداعا يدور في رأس روهو اسمه "رأس الحربة".
النتائج الممتازة للفريق في التصفيات ثم الفوز الودي على الأرجنتين وبولندا لم تظهر معه الأزمة المتمثلة في الهجوم حتى جاءت الخسارة 2-صفر أمام صربيا في شهر مارس الماضي.
لقاء صربيا جعل النيجيريين يعودون إلى أرض الواقع بعدما ظنوا أن منتخبهم سينافس على الكأس في روسيا!
فقال روهر بعد اللقاء:"لو فزنا بالمباراتين (بولندا وصربيا) لتوقع الناس منا أن نذهب لنفوز بكأس العالم".
يعتمد روهر في الهجوم على أوديون إيجالو لاعب واتفورد السابق والمهاجم الحالي لشانجشون ياتاي الصيني.
صاحب الـ28 عاما سجل هدفا وحيدا في كل اللقاءات الرسمية التي خاضها مع منتخب بلاده! الأزمة الهجومية جعلت روهر يستدعي في المعسكر الأخير للفريق اللاعبين جونيور أجاي جناح الأهلي وأوبافيمي مارتينز (33 عاما) لاعب شانجغهاي شينوا الصيني، مهاجم إنتر ميلان السابق الذي لم يلعب للمنتخب منذ 3 سنوات!
أجاي خرج من القائمة الأولية للمونديال، طالعها من هنا.
يقول أمونيكي عن هذه المعضلة: "نيجيريا لا تمتلك مهاجما يستطيع شغل مركز الرقم 9. إيجالو قادر على الظهور بشكل جيد، لكنه سيحتاج إلى مساندة كبيرة من لاعبين مبدعين يساعدونه على التسجيل. نحتاج للاعب نعتمد عليه".
نيجيريا ستلعب وديا أمام الكونغو الديموقراطية وإنجلترا والتشيك قبل أن تبدأ رحلتها في المونديال أمام كرواتيا يوم 16 يونيه.
ثم تلعب مع آيسلندا يوم 21 قبل أن تواجه الأرجنتين في 26 يونيه.
مشكلة أخرى في قائمة نيجيريا، حراسة المرمى! الأمر الذي قد يدفع روهر لإشراك فرانسيس أوزوهو صاحب الـ19 عاما في المونديال!
مع المستوى المتذبذب لدانيل أكبيي وإيكوتشوكو إزينوا، تزداد فرصة حارس ديبورتيفو لاكورونيا في حماية عرين النسور في كأس العالم، فقال روهر:"أوزوهو هو الحارس الأول بالفريق بعد الأداء الذي ظهر به أمام بولندا، ربما يكون خيارنا الأول في المونديال".
حائط أوينبو!
ما يتميز به المنتخب النيجيري والذي قام به روهر مع تسلمه المهمة، هو الاعتماد على المايسترو جون ميكيل أوبي في مركز صناعة اللعب.
بدون ميكيل، تفقد نيجيريا الكثير من قوتها. فهو ضابط الإيقاع، صانع الفرص، وأحيانا مسجل الأهداف التي يحتاجها الفريق.
مع روهر، تعتمد نيجيريا بدرجة أكبر على الاختراق من العمق، بدخول الجناحين فيكتور موسيس وموسيس سيمون إلى منطقة جزاء المنافس.
خط وسط قوي متناسق على شكل مثلث قاعدته أوجونيي أونازي وويلفريد نديدي ورأسه ميكيل.
وفي الدفاع هناك حائط "أوينبو"، وهو ما يطلق على ثنائي قلب الدفاع ليون بالوجون وويليام تروست-إكونج المولود في ألمانيا وهولندا على الترتيب وهو ما يمنحه لقب "أوينبو"، الكلمة التي يطلقها النيجيريون على ذوي البشرة فاتحة اللون.
الانضباط والروح القتالية هما أساس نجاح النسور الخضراء مع "الألماني الفرنسي" روهر، فيقول بالوجون:"إنه مختلف، ألماني، وهذا شيء لم يعهده الأفارقة، يركز جدا على الانضباط. الأمر مرهق بالنسبة لبعض اللاعبين وأيضا لمن يعملون في الجهاز الفني فقط لأنهم لم يعتادوا على ذلك. كل شيء لابد أن يكون مضبوطا بنسبة 100%".
وواصل مدافع ماينز "روهر يعلم أيضا كيف يتعامل مع عقلية اللاعب الإفريقي. حين جاء أخبرنا أن الجميع يعتقد أن نيجيريا لن تتأهل من هذه المجموعة، ركز على روح المجموعة لأن جودة اللاعبين موجودة بالفعل".
بوردو
قيادة روهر لنيجيريا إلى المونديال بهذا الشكل الرائع ربما تمحو نتائجه السلبية الماضية في إفريقيا التي قاد فيها فرق الجابون والنيجر وبوركينا فاسو وقاد أيضا نادي النجم الساحلي التونسي.
الإنجاز الأبرز لصاحب الـ64 عاما هو قيادته لبوردو للتأهل لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996 حين خسر أمام بايرن ميونيخ.
أول ما قام به روهر في نيجيريا هو تغيير خط الدفاع بالكامل، فقط أبقى على الظهير الأيمن عبد الله شيهو.
غير الأسلوب من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، ميكيل صانع ألعاب، موسيس وسيمون على الجناحين، والتركيز بشكل كامل على الاختراق من العمق.
والنتيجة، 9 انتصارات من 14 لقاء حتى الآن، خسر فقط أمام جنوب إفريقيا في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 وضد صربيا وديا.
وهناك هزيمة اعتبارية كانت 3-0 أمام الجزائر في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم بعد انتهاء اللقاء 1-1، وذلك لإشراك نيجيريا اللاعب شيهو رغم أنه موقوف.
التشكيل
الفريق الذي سيختاره روهر على الأرجح لمواجهة كرواتيا في مستهل مباريات نيجيريا في المونديال سيكون على النحو التالي:
الحارس: أوزوهو
الدفاع: إلديرسون – بالوجون – تروست-إكونج – شيهو
الوسط الدفاعي: أونازي – نديدي
الوسط الهجومي: سيمون – ميكيل – موسيس
الهجوم: إيجالو
وتبقى على الدكة العديد من الأوراق الرابحة القادرة على صناعة الفارق مثل كليتشي إهياناتشو وأليكس إيوبي مهاجمي ليستر سيتي وأرسنال على الترتيب، ومع وجود أيضا المخضرم السريع أحمد موسى الذي نال مرتين من شباك الأرجنتين في مونديال 2014.
يقول إيوبي: "الطريقة التي تأهلنا بها تجعلنا واثقين بأنفسنا جدا. واجهنا فرقا قوية، لذا نستطيع الذهاب بعيدا في المونديال".
ميكيل وموسيس
اللاعبان الأهم في المنتخب. ميكيل ورغم أنه غادر القارة العجوز وأصبح لاعبا في تيانجين تيدا الصيني إلا أنه لم يفقد بريقه.
روهر أعاد اكتشافه بإشراكه في المركز رقم 10، فبات اللاعب الأهم في صفوف النسور الذي يتحرك الفريق حوله.
ظهرت معاناة نيجيريا حين قرر روهر عدم إشراكه في اللقاء الودي أمام صربيا.
أما موسيس، فهو صائد الشباك، نجم تشيلسي هو هداف الفريق في التصفيات بزيارته للشباك 3 مرات وصنع هدفا آخر.
يمنحه روهر حرية التحرك على الرواقين، سواء في اليمين أو اليسار، قدراته الهجومية وانسجامه مع ميكيل الذي لعب معه في تشيلسي يمنحان نيجيريا الكثير من الحلول.
التوقعات كبيرة لنيجيريا في المونديال، لديها فرصة كبيرة في تجاوز الدور الأول، لكن إذا حدث ذلك، هل تتوقف الرحلة في ثمن النهائي مثلما حدث دائما من قبل؟
تعرف على باقي منتخبات المونديال
المجموعة الثانية.. (إسبانيا.. التحرر من سطوة الجيل الذهبي)
المجموعة الثانية.. (المغرب.. أسود الأطلس في روسيا بذكريات "صلاح الدين يفتتح اسكتلندا")
المجموعة الثانية.. (البرتغال.. منتخب النجم الأوحد يعود إليكم بشكل مختلف)
المجموعة الثانية.. (إيران.. لتحقيق ما هو أكبر من هزم "الشيطان الأكبر")
_ _
المجموعة الثالثة.. (فرنسا.. هل حان الوقت للخروج من عباءة زيدان؟)
المجموعة الثالثة.. (أستراليا.. شكرا للطائرات التي منحت كرة القدم تاريخا)
المجموعة الثالثة).. بيرو.. آمال وتطلعات طموحة رفقة الرجل الذي قتلهم قبل 32 عاما
المجموعة الثالثة.. الدنمارك.. العائدون من الموت يحولون اتجاه إبحار سفينتهم لإعادة غزوتهم
_ _
المجموعة الرابعة.. الأرجنتين.. ميسي ورفاقه في محاولة لفك العقدة والتخلص من ذنب "يد" مارادونا
المجموعة الرابعة.. (أيسلندا.. البركان الذي قد يثور في روسيا)
المجموعة الرابعة.. (كرواتيا.. هل تستخدم عائلة "تش" لعبة ملكهم لتخطي أسطورة اليابانية)