كتب : زكي السعيد
الدقيقة 55 من مباراة الأرجنتين وإنجلترا في كأس العالم 1986، 4 دقائق فقط بعد هدف "يد الإله" الشهير لدييجو مارادونا.. الأعسر الأعظم في التاريخ يتسلم الكرة في وسط ملعب إنجلترا.. وما حدث في الثواني اللاحقة أطاح بكثير من العقول.
إلا أن هدف مارادونا الشهير لم يكن العمل الخارق الوحيد في تلك اللحظة، بل زامنه تعليقا أسطوريا لمعلق المباراة الذي جسدت كلماته أعظم التعليقات الارتجالية المليئة بالحماس في تاريخ التعليق الرياضي ربما.
FilGoal.com يقدم سلسلة مايكروفون المونديال، والتي نطرق فيها أذنينا لكلمات المعلقين الخالدة بمباريات كأس العالم تاريخيا، وبطل هذه الحلقة هو المعلق الأوروجوياني الشهير فيكتور هوجو موراليس..
لمتابعة كل تقارير كأس العالم اضغط هنا
هدف القرن، الأعظم في تاريخ المونديال، قمة الأهداف الفردية في عالم كرة القدم، واجهة إبداعات مارادونا.. ولكنها أيضا قمة مسيرة موراليس معلق الإذاعة الأرجنتينية الذي لم تلعثم أمام روعة انطلاقة مارادونا.
القصة بدأت عندما تسلّم مارادونا الكرة في وسط ملعب إنجلترا ووجهه لمرماه، قبل أن يلتف بمهارة فائقة أطاحت بالثنائي الإنجليزي بيتر ريد وبيتر بيردسلي.. وهنا بدأ صوت موراليس في أخذ نبرة أكثر حدة، وخرجت لفظاته الإسبانية بشكل أسرع، وعندما تخطى مارادونا الجزار تيري بوتشر دون عناء يذكر، أدرك موراليس أن شيئا كبيرا على وشك الحدوث..
دييجو أكمل انطلاقته المثالية متجاوزا تيري فينويك وكيني سانسوم، قبل أن يراوغ الحارس بيتر شيلتون ويودع الكرة الشباك، ليبدأ مقطعا ثانيا في تعليق موراليس الأسطوري، مقطع امتزجت فيه صرخاته بالدموع من هول الهدف.. كلمات موراليس ما بدت متراكبة، إلا أنها كانت صادقة بكل تأكيد.
"الكرة مع مارادونا، يراقبه لاعبان. مارادونا يسيطر على الكرة ويتجه لليمين، عبقري عالم الكرة.. يتخطى الثالث.. سيمرر لبوروتشاجا.. مارادونا يواصل.. عبقري! عبقري! عبقري! تا تا تا تا تا تا.. جووووووووول جووووووول.. أريد البكاء! يا إلهي! فلتحيا كرة القدم! هدف خارق.. ديجول.. مارادونا.. هذا يدفعني للبكاء.. أنا آسف.. مارادونا في انطلاقة لا تُنسى.. أفضل لعبة على الإطلاق.. طائرة كونية.. من أي كوكب أتيت؟ تركت خلفك كل هؤلاء الإنجليز.. جعلت أمة كاملة تصرخ في صوت واحد.. الأرجنتين 2 إنجلترا 0.. ديجول ديجول.. دييجو أرماندو مارادونا.. أشكرك أيها الإله.. أشكرك على كرة القدم.. على مارادونا.. على تلك الدموع.. على تلك.. الأرجنتين 2 إنجلترا 0".
موراليس
فيكتور هوجو موراليس مولود في 26 ديسمبر 1947 بمدينة كاردونا بالأوروجواي. بدأ مسيرته الإعلامية بالعمل في بعض الإذاعات الصغيرة، قبل أن يتم تعيينه مديرا للقسم الرياضي في إذاعة أورينتال التي تبث من العاصمة مونتيفيديو عام 1970، المنصب الذي لـ11 عاما.
في يناير 1981، اتخذ موراليس قرارا مصيريا وغادر أوروجواي متجها إلى جارتها الأرجنتين بعد أن خضعت كلماته لكثير من الضغوط والتحذيرات في بلاده.. وفي الأرجنتين صنع شعبيته العظمى.
يقول موراليس عن الهدف:
"كلما شاهدت الهدف، لا أصدق أنني علقت عليه. كان الأمر رائعا. أرغب في أخذ لقطات من الهدف ووضعها فوق سريري جنبا إلى جنب مع صور دالما ابنتي الوحيدة مع كلمات "أفضل ما حدث لي"".
"الإقدام على تلك اللعبة كان أمرا مستحيل، لن يتكرر هذا الهدف مجددا بكل ما يحمله من أهمية وندية من المواجهة بين الأرجنتين إنجلترا".
"يوم الأرجنتين العظيم الحقيقي في كأس العالم كان بالانتصار على إنجلترا، أكثر حتى من الفوز على ألمانيا. مباراة إنجلترا في نظري كانت أكثر قيمة في نظري من النهائي".
"أشعر كما لو أني شاهدته بالتصوير البطيء، لا يمكنني أن أستعيد في ذاكرتي السرعة الحقيقية للعبة. دييجو تقدم كما لو أنها فيلم بالتصوير البطيء داخل هالة صفراء، وهذا ليس أكثر من مجرد مخيلتي. رأيتها بتلك الطريقة كما لو كانت حقيقة، إلا أنها خيال بالطبع. حركاته كانت أشبه بالحلم، وفي الحلم تكون الأشياء أبطأ، تشعر بالرغبة في الهرب من شيء ما إلا أن أقدامك لا تساعدك.. هكذا رأيت دييجو في لقطة الهدف".
التعليق الأصلي في الإسبانية:
"…ahí la tiene Maradona, lo marcan dos, pisa la pelota Maradona, arranca por la derecha el genio del fútbol mundial, deja el tendal y va a tocar para Burruchaga. ¡Siempre Maradona! ¡Genio! ¡Genio! ¡Genio! Ta-ta-ta-ta-ta-ta-ta. ¡Gooooool! ¡Gooooool! ¡Quiero llorar! ¡Dios santo, viva el fútbol! ¡Golaaaaaazooo! ¡Diegoooool! ¡Maradona! Es para llorar, perdónenme. ¡Maradona, en recorrida memorable, en la jugada de todos los tiempos! ¡Barrilete cósmico! ¿De qué planeta viniste? ¿Para dejar en el camino a tanto inglés, para que el país sea un puño apretado gritando por Argentina? ¡Argentina 2 - Inglaterra 0! ¡Diegol, ¡Diegol! ¡Diego Armando Maradona! Gracias Dios, por el fútbol, por Maradona, por estas lágrimas, por este Argentina 2 - Inglaterra 0."