أستراليا.. شكرا للطائرات التي منحت كرة القدم تاريخا

لا يخطر في ذهن متابع كرة القدم الكثير عندما يأتي ذكر منتخب أستراليا. احتفال تيم كاهيل بلكم الراية الركنية مثلا، أو تسمية المنتخب بـ"سوكيروز" تيمنا بالحيوان الأكثر انتشارا في الدولة مترامية الأطراف والبعيدة عن بقية العالم. ولكن أستراليا لديها 3...

كتب : فادي أشرف

السبت، 12 مايو 2018 - 13:03
منتخب أستراليا

لا يخطر في ذهن متابع كرة القدم الكثير عندما يأتي ذكر منتخب أستراليا. احتفال تيم كاهيل بلكم الراية الركنية مثلا، أو تسمية المنتخب بـ"سوكيروز" تيمنا بالحيوان الأكثر انتشارا في الدولة مترامية الأطراف والبعيدة عن بقية العالم. ولكن أستراليا لديها 3 أرقام قياسية لا تنسى في تاريخ كرة القدم.

الأول: أستراليا هو المنتخب الذي يملك الرقم القياسي المسجل بأكبر فوز في تاريخ مباريات المنتخبات. 31-0 ضد ساموا الأمريكية في تصفيات أوقيانوسيا لكأس العالم 2002.

الثاني: أستراليا هو المنتخب الوحيد الذي حصل على بطولتين قاريتين في قارتين مختلفتين. بطولة أوقيانوسيا 4 مرات (1980، 1996، 2000، 2004)، وبطولة كأس آسيا في 2015.

الثالث: أستراليا هو المنتخب الأول الذي تأهل لكأس العالم من قبل بركلات الترجيح، حينما تعادلت مع أوروجواي في مجموع مباراتي ملحق تصفيات كأس العالم 2006 1-1 قبل أن تفوز بفضل تألق الحارس مارك شوارزر.

بجانب لاعبين تاريخيين وأجيال رائعة مرت على منتخب سوكيروز، تدين دولة أستراليا بمعظم الفضل في تاريخها الكروي لتطور صناعة الطيران في العالم. المسافة بين أستراليا وقارة آسيا، أقرب أرض يابسة إليها، حوالي 8000 كم، أكبر بـ10 مرات من المسافة بين القاهرة وأسوان.

لولا ذلك الأمر لظلت أستراليا معزولة مثلما كان الأمر قبل خمسينيات القرن الماضي، حيث تأهلت أستراليا للمونديال في المرة الأولى عام 1974، حيث لم يبدأ تاريخها الكروي بشكل فعلي إلا قبل هذا التاريخ بربع قرن تقريبا.

المجموعة الثانية.. (إسبانيا.. التحرر من سطوة الجيل الذهبي)

المجموعة الثانية.. (المغرب.. أسود الأطلس في روسيا بذكريات "صلاح الدين يفتتح اسكتلندا")

المجموعة الثانية.. (البرتغال.. منتخب النجم الأوحد يعود إليكم بشكل مختلف)

المجموعة الثانية.. (إيران.. لتحقيق ما هو أكبر من هزم "الشيطان الأكبر")

المجموعة الثالثة.. (فرنسا.. هل حان الوقت للخروج من عباءة زيدان؟)

تاريخ مشرف لـ"سوكيروز" في كأس العالم

لم تشارك أستراليا في تصفيات كأس العالم سوى قبل نسخة 1966، اقتربت من التأهل في أول محاولة لكنها خسرت من كوريا الشمالية. النسخة التالية كان الخروج على يد إسرائيل.

أستراليا تأهلت لأول مرة في نسخة ألمانيا الغربية 1974، منتخب الهواة لم يقدر سوى على تعادل مع تشيلي وخسارتين ضد ألمانيا الشرقية وجارتها الغربية ليودع البطولة في المركز الـ14 من أصل 16 منتخبا شارك فيها.

اشتهرت أستراليا بخروجها من الأدوار الأخيرة في التصفيات كثيرا، إلا أن شاء القدر أن تعود للبطولة في 2006 في ألمانيا، آخر نسخة خاضها الأستراليون كممثلين عن قارة أوقيانوسيا قبل انتقالهم إلى قارة آسيا. تاريخ آخر حققه السوكيروز في هذه النسخة في فوزهم الأول على اليابان 3-1، حيث سجلوا أول أهدافهم في تاريخ البطولة وكذلك أصبحوا أول فريق في التاريخ يسجل 3 أهداف في 7 دقائق في كأس العالم.

رغم الخسارة من البرازيل 2-0 والتعادل مع كرواتيا 2-2، تأهلت أستراليا للدور الثاني – أفضل نتائجها عبر التاريخ – ولكنها خسرت من بطل هذه النسخة إيطاليا 1-0 بصعوبة بالغة وبركلة جزاء مشكوك في صحتها ضد الأتزوري.

مشاركتا 2010 و2014 لم يكونا بنفس ضجة مشاركة الجيل الذهبي في 2006، حيث خرج الأستراليون من الدور الأول في المرتين ولم يفوزوا سوى مرة واحدة جاءت ضد صربيا في 2010.

تأهل مقلق

المحاولة الثالثة للتأهل لكأس العالم بعد الانضمام لقارة آسيا كانت ناجحة مثل سابقتيها. في التصفيات التمهيدية واجه السوكيروز الأردن وطاجيكستان وقيرغزستان وبنجلاديش.

لم يخسر الأستراليون سوى من النشامى خارج الديار 2-0 ولكنهم ردوا الصاع صاعين بالفوز 5-0 في أستراليا. في الدور النهائي وقع السوكيروز في مجموعة موت تضم اليابان والسعودية والإمارات والعراق وثايلاند. التأهل لم يكن سهلا بل كان بعيد المنال في لحظات كثيرة.

بدأت أستراليا مباريات المجموعة بفوز 2-0 على العراق في مدينة برث، قبل الخسارة من الإمارات خارج الديار 1-0.

بعدها تعادلوا 2-2 ضد السعودية و1-1 ضد اليابان خارج الديار، ثم بدأ القلق بتعادل ضد ثايلاند، ثم تعادل ضد العراق، قبل الفوز على الإمارات 2-0 وفوز هام ضد السعودية 3-2 في أستراليا.

القلق زاد بعد خسارة من اليابان 2-0. تلك النتيجة تركت أستراليا في المركز الثالث المؤهل للملحق وعليها الفوز على ثايلاند. بعد 40 تسديدة على المرمى فازت أستراليا 2-1 وفي الوقت نفسه فازت السعودية على اليابان ما يعني تأهل أستراليا للملحق ضد ثالث المجموعة الآسيوية الأخرى. سوريا.

قصة سوريا الرائعة كانت سدا منيعا أمام السوكيروز، تعادل في ماليزيا 1-1 قبل أن تحدث نفس النتيجة في الوقت الأصلي في سيدني، ثم أضاف تيم كاهيل هدفا ثانيا كان الخمسين له مع أستراليا. قرب النهاية خلعت تسديدة عمر السومة قلوب الأستراليين إلا أن الأمور مرت بسلام وتأهل السوكيروز لمواجهة هندوراس، خارج الديار تعادلوا 0-0 ثم فازوا في أستراليا 3-1. مشوار التصفيات المعقد دفع المدرب أنجي بوستيكوجلو للاستقالة، وحل محله الهولندي مدرب الطواحين والسعودية السابق بارت فان مارفيك.

نجوم أستراليا.. النسخة الأخيرة لكاهيل وبروز نجم هادرسفيلد

تاريخ أستراليا الكروي يتلخص في اسمين بشكل مبدئي، هاري كيويل ومارك فيدوكا, مدعومين بنجوم أقل صيتا مثل الحارس مارك شواريز والمهاجم جون ألويسي، لكن النجم الأشهر للجيل الحالي يظل تيم كاهيل.

في 2018، يأتي كاهيل بعمر الـ39 ولكنه يظل الخبير القادر على التسجيل في الأوقات الحالكة. يدعم كاهيل لاعبين خبراء أقل سنا مثل قائد المنتخب مايل جيديناك لاعب أستون فيلا، وماسيمو لونجو لاعب كوينز بارك رينجرز والمهاجم ماثيو ليكي الذي يلعب لهيرثا برلين.

لكن يظل كاهيل هو النجم الأكبر. مهاجم ميلوول الإنجليزي الحالي سجل 50 هدفا في 105 ظهور بقميص السوكيروز، ولعب في 9 بطولات كبرى مع أستراليا.

كاهيل لم يسجل في 10 مباريات في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي هذا الموسم بعد انتقاله إليه في يناير من ملبورن سيتي، إلا أن لحظته الِأشهر في كأس العالم تظل هدفه الرائع ضد هولندا في النسخة الماضية.

كاهيل صاحب التاريخ الطويل مع الأندية منذ 1998، سجل 168 هدفا في 694 مباراة، وتظل فترته مع إيفرتون بين 2004 و2012 هي الأفضل له في مسيرته.

النجم الثاني في منتخب أستراليا هو لاعب هادرسفيلد آرون موي.

لاعب وسط الملعب الذي بدأ في ناشئين بولتون ثم انتقل إلى سانت ميرين في أسكتلندا، تألق هذا العام مع فريق هادرسفيلد الذي ضمن البقاء في الدوري بأداء مميز لموي الذي سجل 4 أهداف في 31 مباراة.

هذا هو موسم موي الثاني مع هادرسفيلد، بعد أن انضم له نهائيا بعد الموسم الماضي الذي قضاه هناك معارا من مانشستر سيتي الذي انضم له من فريق ميلبورن سيتي.

وسجل موي 5 أهداف في 32 مباراة مع السوكيروز.

فان مارفيك.. ضد الكرة الهولندية

بعد رحيل من السعودية لعدم الاتفاق حول عقد جديد، تولى الهولندي فان مارفيك وصيف نسخة 2010 مع الطواحين مسؤولية أستراليا في يناير الماضي.

يأتي فان مارفيك حاملا خبرة عريضة مع المنتخبات، أوج تألقه كان مع هولندا حينما وصل للنهائي الذي خسره ضد إسبانيا.

رغم تأهله مع السعودية، يخوض فان مارفيك البطولة مع منتخب أستراليا بآمال أقل من تلك التي حملها مع هولندا قبل 8 أعوام إلا أن الدور الثاني يظل أمرا مطروحا على الطاولة في المجموعة التي تضم كل من فرنسا والدنمارك وبيرو.

يقدم فان مارفيك كرة تمتاز بالقوة البدنية مع التركيز على الهجمات المرتدة، وتعد أبرز إنجازاته كرويا هو حصوله على كأس الاتحاد الأوروبي مع فينورد في 2002.

تكتيكيا، فان مارفيك ليس مدربا هولنديا تقليديا. الأمر وصل لدرجة هجوم يوهان كرويف عليه بسبب قراراته التكتيكية في نهائي كأس العالم 2010، واصفا إياه بأنه "ضد الكرة الهولندية".

يعتمد فان مارفيك على الضغط القوي في وسط الملعب مع التحول السريع من الدفاع للهجوم بطريقة 4-2-3-1. أبرز تطبيق لذلك كان وجود نايجل دي يونج ومارك فان بومل مع منح الحرية التامة هجوميا للثلاثي آريين روبن وروبن فان بيرسي وويسلي شنايدر.

بالمناسبة، فان مارفيك بطل عالم في إحدى ألعاب كروت اللعب (الكوتشينة) وتدعى كلافيرجاس في عام 1975.

توقع FilGoal.com لمشوار أستراليا

التأهل للدور الثاني يبدو أمل واقعي بالنسبة لأستراليا، ولكن الوقوع خلف فرنسا والدنمارك أمر ممكن كذلك. مباراة السوكيروز مع الدنمارك ستحدد مشوارهم في روسيا.

طالع كل تغطية FilGoal.com وتقارير كأس العالم من هنا