"من المعيب أن نضم لاعبين من بلدان أخرى، ونطلق عليهم المنتخب الفرنسي، هم لا يحفظون النشيد الوطني ولم يظهر أحدهم الاهتمام".
هذه الكلمات قيلت في حق الفريق الأكثر نجاحا في تاريخ منتخب فرنسا الكبير كرويا، نعم لمس المجد الأوروبي ذات مرة مع بلاتيني لكن زيدان قاد جيله للجلوس على قمة العالم.
جان ماري لوبان، زعيم الجبهة الوطنية في فرنسا ربما تلقى العقاب لاحقا من زيدان الذي خرج للحديث عن السياسة لأول مرة ربما وأبدى سخطه على الشعب الفرنسي بعد أن وصل لوبان لجولة إعادة في انتخابات الرئاسة عام 2002 أمام جاك شيراك.
كلمات زيدان كان مفعولها سحريا، النتيجة كانت 82.2% لجاك شيراك فيما حصد لوبان 17.8% فقط، هكذا كانت قيمة زيزو بالنسبة للفرنسيين وهي القيمة ذاتها لمنتخب الديوك.
المجموعة الثانية.. (إسبانيا.. التحرر من سطوة الجيل الذهبي)
المجموعة الثانية.. (المغرب.. أسود الأطلس في روسيا بذكريات "صلاح الدين يفتتح اسكتلندا")
المجموعة الثانية.. (البرتغال.. منتخب النجم الأوحد يعود إليكم بشكل مختلف)
المجموعة الثانية.. (إيران.. لتحقيق ما هو أكبر من هزم "الشيطان الأكبر")
عباءة زيدان
منتخب فرنسا ارتدى عباءة زيدان في 1996 قبل أن يخلعها في 2006، في خلال تلك الفترة وصل الديوك إلى نهائي كأس العالم مرتين، في الأولى توجوا بها والثانية خسروا بركلات الترجيح أمام إيطاليا.
هذا المنتخب هو صاحب التركيبة الأكثر تعقيدا بين المنتخبات الكبرى في العالم على الأقل، صراعات سياسية تحيط به مع صعود تيار اليمين في أوروبا، عنصرية وفضائح لمدربين ولاعبين، واختلافات كبيرة أودت بهم إلى الهاوية أكثر من مرة.
يحاول المنتخب الفرنسي إثبات أنه بدون زيدان يستطيع أن يحقق المجد، لكنه لم يحدث حتى عندما وصل لنهائي اليورو الأخير خسره على ملعبه ووسط جمهوره أمام البرتغال التي خسرت نجمها الأوحد كريستيانو رونالدو بعد ربع ساعة للإصابة.
تاريخ جيد لكن ليس الأفضل
فرنسا لديها تاريخ عريق في كأس العالم، صاحب فكرة المونديال في الأساس فرنسي وهو جول ريميه، وبالطبع شارك الديوك في أول نسخة عام 1930 بأوروجواي وودعوا البطولة من دور المجموعات.
مشاركات الديوك بشكل عام في كأس العالم هي 14 قبل مونديال روسيا، لعب الديوك خلالها 59 مباراة نجح في الفوز بـ28 وخسر في 19 وتعادل في 12.
أول مباراة لعبها الديوك في كأس العالم كانت أمام المكسيك، وانتهت بفوز عريض لفرنسا 4-1 قبل أن يخسروا أمام الأرجنتين وتشيلي بنفس النتيجة 1-0.
ونظمت فرنسا كأس العالم لأول مرة عام 1938 وخرج الديوك من ربع النهائي.
المشاركة البارزة الأولى كانت عام 1958 بالسويد ووصل فيها المنتخب الفرنسي لنصف النهائي قبل أن يودع على يد رفاق الشاب بيليه، لكنهم حصدوا المركز الثالث لاحقا على حساب ألمانيا الغربية.
نسخة 1958 شهدت رقما فرنسيا تاريخيا، إذ سجل جاست فونتين 13 هدفا وهو الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها لاعب في بطولة واحدة.
ثم عاد بلاتيني ليقود جيله في 1982 و1986 للوصول إلى نصف النهائي من جديد، لكنه حصد الرابع في الأولى والثالث في الثانية.
المشاركة الأفضل، كانت عندما نظمت فرنسا المونديال للمرة الثانية في 1998 وحينها توج الديوك باللقب الوحيد لهم بقيادة زين الدين زيدان الذي سجل ثنائية في النهائي أمام البرازيل قبل أن يضيف زميله إيمانويل بوتي الثالث.
وعاد زيدان ليقود فرنسا لنهائي 2006 قبل أن يطرد بعد الاعتداء على مدافع إيطاليا ماركو ماتيراتزي في لقطة شهيرة ربما كلفت الديوك اللقب الثاني لهم ويفوز الأتزوري بركلات الترجيح.
التصفيات
مشوار فرنسا في التصفيات لم يكن سهلا، خاصة أنه كان في مجموعة واحدة مع هولندا والسويد، لكنه استطاع الظفر بالبطاقة المباشرة واحتلال الصدارة.
المنتخب الفرنسي تفوق على خصومه المباشرين، إذ هزم هولندا ذهابا في أمستردام 1-0 وإيابا في باريس 4-0، خسارته الوحيدة في التصفيات كانت أمام السويد في ستوكهولم 2-1 لكنه انتصر بنفس النتيجة في باريس.
نجمه في التصفيات هو مهاجمه الأول أنطوان جريزمان بالطبع الذي سجل 4 أهداف، ومعه أوليفيه جيرو مهاجم تشيلسي الذي سجل نفس العدد من الأهداف أيضا.
البركة بالشباب
منتخب فرنسا لم يعد فريق النجم الأوحد، على الرغم من وجود العديد من الأسماء الكبيرة مثل بول بوجبا لاعب وسط مانشستر يونايتد وجريزمان مهاجم أتليتكو مدريد لكن قوة الديوك في ثقل الفريق ذاته.
منتخب فرنسا يمتلك قواما ربما يعتبره الكثيرون هو الأقوى في كأس العالم، نظرا لتوافر بديل في كل مركز ليس بعيدا عن مستوى اللاعب الأساسي.
كذلك يمتلك المنتخب معدل أعمار صغير وهو ما يجعله ليس مرشحا فقط لنسخة 2018 بل للنسخة المقبلة أيضا في قطر.
ومع ذلك فبجانب بوجبا وجريزمان، فثالث أبرز لاعب في المنتخب الفرنسي هو الشاب كيليان مبابي جناح باريس سان جيرمان والذي سطع نجمه سريعا العام الماضي قبل أن يصبح ورقة أساسية في تشكيل الديوك.
وحتى الآن، فإن الخسارة الأكبر لتشكيل المنتخب الفرنسي هي إصابة لوران كوسيلني مدافع أرسنال الإنجليزي والذي تأكد غيابه عن المونديال بسبب قطع في وتر أكيليس.
هناك العديد من العناصر الشابة التي ستدعم تشكيل الديوك في المونديال، مثل توماس ليمار وكينجسلي كومان وسيديبيه.
ديشامب والفرصة الأخيرة
كأس العالم 2018، ربما سيكون أخر ظهور لديديه ديشامب كمدير فني لمنتخب فرنسا لو فشل في تحقيق إنجاز يذكر على الأقل.
ديشامب تولى تدريب منتخب فرنسا في 2012 عقب استقالة زميله في الملاعب لوران بلان الذي فشل في صنع شيئا مع الديوك.
ديشامب هو قائد منتخب فرنسا في حقبته التاريخية، وهو الذي رفع كأس العالم الوحيد في تاريخ الديوك، والآن أتت الفرصة الثانية أمامه ليصبح الوحيد الذي فاز به كلاعب ومدرب لهم.
توقعات FilGoal.com لمشوار فرنسا في كأس العالم
فرنسا ستلعب في المجموعة الثالثة بجانب منتخبات أستراليا وبيرو والدنمارك، الديوك عانوا الأمرين من قبل أمام الفرق الصغيرة وبالتالي سيكون عليهم الحذر لو أرادوا أن تسير الأمور بشكل طبيعي.
ونقصد بالطبيعي هنا أن يتأهل المنتخب الفرنسي بسهولة كمتصدر لمجموعته إلى الدور الثاني.
وسينتظر المنتخب الفرنسي وصيف المجموعة الرابعة، والتي تضم منتخبات الأرجنتين وكرواتيا ونيجيريا وأيسلندا والذي على الأرجح سيتخطاه الديوك ليصل إلى دور الثمانية.
ربع النهائي لن يكون سهلا أمام الفرنسيين، إذ سيواجه الديوك الفائز من متصدر المجموعة الأولى ووصيف المجموعة الثانية والتي ستكون مباراة على الأرجح بين أوروجواي والبرتغال، ونتوقع أن يتخطوا تلك العقبة أيضا.
لكن نصف النهائي قد يصطدم فيه الفرنسيون بمنتخب البرازيل والذي يعتبر مرشحا قويا للفوز باللقب أيضا، لكن وفقا لاعتبارات تاريخية يتفوق فيها الأزرق على الأصفر دائما قد يتأهل الفرنسيون للنهائي.