"أنا معجب بجوزيه مورينيو كثيرا ولدي رقم هاتفه ربما أتصل به في وقت ما تحدثنا بالساعات عن كرة القدم" دييجو أرماندو مارادونا في عام 2010.
قبل ذلك بعامين وبالتحديد في شهر أكتوبر أعلن الاتحاد الأرجنتيني تعيين مارادونا مدربا لراقصي التانجو للمرة الأولى خلفا لألفيو باسيلي الذي تقدم باستقالته من منصبه بسبب سوء النتائج في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.
المباراة الأولى لمارادونا كانت ودية أمام أسكتلندا وفاز بها بهدف دون رد.
وبعدها التقى المنتخب الأرجنتنيني بمنافسه الفرنسي وديا أيضا وفاز بهدفين دون رد.
كل شيء كان يسير بشكل جيد ففي اللقاء الرسمي الأول له بالتصفيات المؤهلة للمونديال هزم فنزويلا برباعية دون رد.
ولكن الطامة الكبرى جاءت بعد ذلك بأربعة أيام فقط.
المنتخب الأرجنتيني سقط بسداسية مدوية مقابل هدف أمام مضيفه بوليفيا في الجولة 12 من التصفيات.
وتحدث مارادونا بعد تلك المباراة قائلا: "بوليفيا لعبت مباراة عظيمة وقاموا بكل شيء بشكل صحيح ونحن لم نقم بأي شيء ولهذا خسرنا بتلك النتيجة ولا يوجد أي أعذار لنا".
ورغم ذلك استفاق المنتخب الأرجنتيني ونجح في تحقيق انتصارين في الجولتين الأخيرتين من التصفيات ليحجز مكانه في المونديال الإفريقي.
أخطاء مارادونا
مع إعلان قائمة الأرجنتين المسافرة إلى جنوب إفريقيا ساد الذهول العالم وقتها فقرر مارادونا استبعاد خافيير زانيتي وستيبان كامبياسو ثنائي إنتر ميلان وهذا أول أخطائه الكبرى.
كان الثنائي في ذلك الوقت أحد أهم أضلاع إنتر ميلان تحت قيادة مورينيو في الفوز بالثلاثية التاريخية للمرة الأولى في تاريخ النادي الإيطالي.
وفي المقابل استدعى مارادونا خوان فيرون ذو الـ35 عاما ومارتن باليرمو صاحب الـ36 عاما، والثنائي لم يشارك في مباريات دولية لعدة سنوات.
ورغم ذلك سار المنتخب الأرجنتيني بشكل جيد في دور المجموعات فانتصر على نيجيريا بهدف دون رد، وكوريا الجنوبية بأربعة أهداف لهدف، واليونان بهدفين مقابل لا شيء.
وضمن راقصو التانجو التأهل لدور الـ16 وهم في صدارة المجموعة بشكل طبيعي وتغلبوا على المكسيك في دور الـ16 بثلاثة أهداف لهدف بسهولة.
وهنا اعتقد مارادونا أن منتخب الأرجنتين يستطيع عبور أي منافس بسهولة ولكنه وقع أمام ألمانيا التي كانت دكت إنجلترا بأربعة أهداف لهدف في دور الـ16 ولكنه لم ينتبه للإنذار.
سقط التانجو برباعية دون رد أمام الماكينات ليودع مارادونا الذي توج باللقب التاريخي في عام 1986 البطولة في 2010 بأسوأ طريقة ممكنة.
أحد أهم الأخطاء التي عانى منها مارادونا طوال مشواره بالبطولة هي اعتماده على طريقة 4-1-2-3 ما جعل خافيير ماسكيرانو وحيدا في منتصف الملعب.
هل تعلم من كان يواجه ماسكيرانو أمام ألمانيا؟
سامي خضيرة وباستيان شفاينشتايجر وميسوت أوزيل ولوكاس بودولسكي وتوماس مولر.
بل وما زاد الأشياء سوءا هو مطالبة مارادونا لماكسي رودريجيز وآنخيل دي ماريا جناحي الفريق بالتقدم أكثر للأمام وذلك جعل دفاع الأرجنتين الضعيف من الأصل يبدو مهلهلا أكثر.
أما الخطأ الأول الذي عاد ليطارد مارادونا مثل ظله هو الجبهة اليمنى في الفريق في عدم وجود زانيتي.
فتارة اضطر للاعتماد على جابرييل هاينزه وتارة أخرى اضطر للاعتماد على جوناس جويتيريز الذي كان نقطة ضعف واضحة أمام نيجيريا الضعيفة وقتها.
وعند إيقاف جويتيريز بسبب تراكم الإنذارات اعتمد مارادونا على نيكولاس أوتاميندي كظهير أيمن وشكل نقطة ضعف أمام كوريا الجنوبية.
وأمام ألمانيا استغل لاعبو المانشافت ذلك الأمر كأفضل ما يكون لصالحهم واعتمدوا خلال اللقاء كثيرا على التوغل لمنطقة جزاء الأرجنتين من تلك الناحية.
مورينيو لم يقل ذلك
قبل إحدى المباريات في المونديال تحدث مارادونا في مؤتمر صحفي قائلا: "أنا معجب بجوزيه مورينيو كثيرا ولدي رقم هاتفه ربما أتصل به في وقت ما تحدثنا بالساعات عن كرة القدم في النواحي الهجومية والدفاعية".
وأضاف "مورينيو بدا لي كشخص يمكن أن تضعه بجانب سريرك وأن تسأله في كل مرة تحتاج لشيء ما".
وعند سؤاله هل يحب اللعب بطريقة دفاعية مثل مورينيو أجاب "لا، لكن كل شيء سار معه بشكل جيد صحيح؟ لقد توج بدوري الأبطال".
في ذلك الوقت كان مورينيو يعتمد على طريقة 4-2-3-1 مع إنتر ميلان بوضع زانيتي وكامبياسو في وسط الملعب أمام جدار رباعي قوي من المدافعين تضمن مايكون ولوشيو ووالتر صامويل وكريستيان كيفو.
ودائما كان يعتمد مورينيو على ثنائي ارتكاز في وسط الملعب وأحيانا ثلاثة لتأمين دفاع فريقه لكن مارادونا لم يقم بذلك ليعاني في المونديال، وبالتأكيد لم ينصح المدرب البرتغالي نظيره الأرجنتيني بالدفع بلاعب واحد فقط كارتكاز في وسط الملعب.
فالحديث مع مورينيو لم يجعل مارادونا يستفيد به كثيرا في تلك الجزئية فترك ماسكيرانو وحيدا في وجه الرياح الألمانية ليلحق بالأرجنتين أحد أسوأ هزائمهم عبر التاريخ في المونديال.