كتب : محمود سليم | الأربعاء، 09 مايو 2018 - 09:59
مقال رأي - كيف تغير الزمالك بفضل خالد جلال
"اللاعب الذي لن يقاتل من أجل قميص الفريق لن يشارك، بل لن يكون له مكان داخل النادي".
المدير الفني ليس منوطا فقط بالأمور الخططية والجوانب الفنية في الفريق وخلال المباريات وإنما أدواره مقسمة في عدة جوانب أخرى تعد من أهمها الجوانب النفسية وكيفية الإعداد النفسي والتعامل مع اللاعبين من أجل خلق الدوافع لهم فهذا الأمر في أحيان كثيرة يعوض بعض قصور جوانب أخرى، وهو أول ما يمكن الإشادة به في تقييم المرحلة السابقة (وإن كانت غير كافية بكل تأكيد) لخالد جلال المستمر مع الفريق للموسم القادم كما أعلن رئيس النادي.
أما على الجانب الخططي "التكتيكي" فقد أوضح جلال في تصريحات تليفزيونية عقب الفوز على الأهلي بأنه خاض المباراة بطريقة لعب 4-2-3-1 التي يفضلها والتي تخلق للفريق كثافة هجومية، وهنا نتوقف أمام أمرين هامين، أولهما توظيف يوسف أوباما في مركز صناعة اللعب رقم 10 خلف كابونجو كاسونجو وما يتميز به اللاعب مع وبدون الكرة وهي ميزة افتقدها الفريق منذ فترة فكل من يلعب في مركز الوسط المهاجم خلف رأس الحربة في الزمالك كان غير مجد بدون الكرة.
لم تر صانع ألعاب الزمالك يتحرك في عمق الهجوم كمهاجم ثان في منطقة الجزاء ويوفر ما أطلق عليه جلال الكثافة الهجومية (ويعد محمود كهربا آخر لاعب يمكنه خلق الكثافة الهجومية والتحول لمهاجم ثان في منطقة الجزاء بجوار المهاجم وهي من أكبر مشاكل الفريق).
الأمر الثاني هو زيادة خطوط الفريق في حالة الدفاع وهو الأمر الذي يساعد على تقليص المساحات فيما بين الخطوط فيصبح الفريق مترابطا بشكل أفضل، إذ توجد 4 خطوط أولها رباعي الدفاع، أمامه كحائط دفاعي صلب في عمق وسط الملعب الثنائي محمود عبد العزيز وطارق حامد خلف الثلاثي معروف يوسف ويوسف أوباما وأيمن حفني (الذي غاب عن المواجهة الأخيرة أمام الإسماعيلي بداعي الإصابة) ثم المهاجم كاسونجو.
نعود مجددا للهجوم والذي اختلف حسب المنافس، ففي مواجهات مثل الإنتاج الحربي كان الثلاثي خلف المهاجم يتحرك لعمق الملعب بين الخطوط ليخلق كثافة عددية في تلك المنطقة ويخلق مساحات على الأطراف لتقدم الظهيرين حمدي النقاز وأحمد أبو الفتوح وتحولهما لجناحين.
أما في حالة مواجهات الفرق الكبرى مثل الأهلي والإسماعيلي فكان الفريق يعتمد على التحرر التام للرباعي الهجومي أوباما وحفني ومعروف وكاسونجو مع إعطاء تعليمات خاصة لأوباما بالتحرك والانطلاق والاختراق في أية مساحة تظهر بفضل تحركات كاسونجو في خط دفاع المنافس.
ففي مواجهة الأهلي لم يخلق ذلك الأمر أية خطورة ولكن كانت المشكلة التي أحدثتها تلك التحركات المتحررة خلف لاعبي وسط الأهلي وأمام خط دفاعه، أما أمام الإسماعيلي فقد حسمت المباراة بفضل تلك الفكرة.
لكن هناك جانب آخر لها، وهو جانب دفاعي في ظل الخطورة الكبيرة للأجنحة الهجومية لفريقي الأهلي والإسماعيلي كان لابد من تقييد الثنائي النقاز وأبوالفتوح (أو معروف كظهير أيسر في مواجهة الإسماعيلي) وهو ما أكده جلال عقب مواجهة الإسماعيلي في تصريحاته إذ قال:"وجهت تعليمات خاصة لحمدي النقاز ومعروف يوسف بأن ينتبها لتوغل الثنائي محمد صادق وإبراهيم حسن من طرفي الملعب إلى العمق ولذلك استطعنا غلق المساحات".
هي مجرد محاولة لاستقراء ما قدمه الفريق مع خالد جلال خلال تلك الفترة الوجيزة التي أوضحت تصحيح الأخطاء التي يعاني منها الفريق دائما مثل الالتزام الدفاعي للاعبي الوسط المهاجم على الطرفيم على سبيل المثال بالإضافة لإضافة بعض الأفكار الهجومية التي أوضحناها.
مقالات أخرى للكاتب
-
تحليل في الجول - فكرة لم تكن من أجل سطيف فقط.. ودور وليد سليمان الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 16:20
-
تحليل في الجول - كلوب وساري.. الهدف واحد والأسلوب مختلف الإثنين، 01 أكتوبر 2018 - 16:58
-
تحليل في الجول - أبرز بصمات كارتيرون.. وأنماط تطور الأهلي معه الإثنين، 24 سبتمبر 2018 - 12:19
-
مصر مع أجيري.. فكرة غزال وتقسيم الملعب لـ5 أجزاء الأحد، 09 سبتمبر 2018 - 16:36