قصص المونديال المنسية - كارلوس كازيلي.. تحية لمن قال لا
الإثنين، 07 مايو 2018 - 13:52
كتب : مصطفى عصام
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن في الغرفة بصيص نور
وجاء هو من أخر البيت يسعى
فاعترض سبيله شيطان رجيم
وتواصلا يتقدم في المسير
صمم على المسير
وفقد الأخر نذيره
وزادت المآسي أحلام جديدة
“
فترة أحلام النقاهة” لنجيب محفوظ.
أولا البداية مثل الكثير من بدايات نجيب محفوظ الجميلة تبدو إكمالا لحديث متصل (وجاء..)، وهذا كل ما وصلني من أعمال نجيب محفوظ أنها جملة مفيدة واحدة. ثانيا ما نشير إليه بالتتابع من حروف العطف هكذا لأول مرة تقريبا.
ثالثا الرجل الذي يسعى هو الذي يتقدم الشيطان الرجيم فأصبح مسؤولا وفي الوقت نفسه لا يقوده الشيطان ولا يوجهه وليس عليه سلطان. رابعا ربما أصبح المتقدم في المسير مطمئنا حتى غدا إلى نهاية طريق به خير.
خامسا لم يعد للشيطان تأثيرا ففقد نذيره وتأثيره. سادسا ما دام الرجل هو القائد والشيطان فقد نذيره والمسير ينتهي إلى الخير فمن أين تأتي المآسي؟
الإجابة في أخيرا: تأتي المآسي من التصدي لحمل الأمانة مع احتمالات العجز عن ذلك، فيصبح الرجل مع أنه المتقدم ظلوما جهولا، لأنه هو الذي أورد نفسه موارد أصعب من قدراته، ولا عذر له أن الشيطان دفعه إلى ذلك، لأنه هو الذي تقدم المسير وهو من رأي في أخره الخير ومع ذلك يفاجئنا محفوظ بهذه النهاية التي تحملّنا المسؤولية كاملة دون أن نحيلها إلى شيطان رجيم من الإنس أو الجن.
من هنا تأتي البداية.
كلما وصلنا لمفترق طرق في الحياة يتعين لنا الاختيار بين الجيد أو السيئ في نظرنا، لست متأكدا من عدد من اختاروا الطريق الصحيح، ولكن إليكم قصة متمرد بالتأكيد استفت قلبه قبل رأسه، التشيلي كارلوس كازيلي يعطينا دروسا من تشيلي خارج الملعب وليس بداخله فقط.
قصص المونديال المنسية، سلسلة يقدمها FilGoal.com عن قصص لم يسلط عليها ما تستحقه من ضوء، والحلقة الثانية مع "ملك المتر المربع الذي قال لا"، كارلوس كازيلي.
اقرأ - رجل مطاطي لم يتوج بكأس العالم والفاشية في قفص الاتهام
إريك كانتونا: "عندما تتحرك كرة القدم بعيدا عن الهدف، يمكنك البكاء بسبب ذلك، لكن عندما تفقد حريتك.. لا فرصة في البكاء.. قاتل فحسب".
قصة متمرد آخر في ملاعب كرة القدم، تماما بداخله عبقري مثل كانتونا، عبقري غامض تمت تسميته "ملك المتر المربع" لقدرته الفائقة على المراوغة والمرور من الخصوم، عزز مكانته في فولكلور كرة القدم كقصته بأنه لم يكن لديه الخوف لحظة ما من خسارة كل شيء لكونه لم ينحني لأحد أكثر الديكتاتوريات فظاعة في القرن العشرين، هذه قصة عن مصافحة رفضت بل وأصبحت حدثا فاصلا في تاريخ البلاد.
كان كارلوس أمبرتو كازيلي جاريدو أحد أهم لاعبي تشيلي عبر تاريخها، هداف بغزارة خلال مسيرته منذ عام 1969 وحتى عام 1986 ولكنه عرف أكثر بوعيه السياسي، فقد ولد بعائلة شيوعية يسارية في سانتياجو بـ 5 يوليو عام 1949، ونشأ فقط في جو يسمح له بالتعبير عن نفسه، فبالتأكيد كان مختلفا عن نظرائه اللاعبين كعضو نشط في اتحاد كرة القدم، في حين اختار أغلب اللاعبين المحترفين أن يبقوا معزولين لا ناقة لهم بالسياسة، بل كان كازيلي شديد الشفافية في تأييده الواضح ليسارية الرئيس سلفادور أليندي، حين قال: "منذ أن كنت استخدم أسبابي، لم أختر سوى اليسار، حين فقدتها، بحثت عنها مجددا في شخص سلفادور أليندي".
ارتفع كازيلي أكثر مع فريق كولو كولو التشيلي وانضم لهم بنهاية عام 1967 وكان قد أقترب أن يتم عامه الثامن عشر، في خلال عام 1967 شارك في ست مواجهات مسجلا هدفا وحيدا، إلا أن فترته المجيدة منذ 1967 وحتى عام 1973 انتهت بأنه سجل 66 هدفا في 123 مباراة وفاز معهم بالدوري التشيلي أعوام 1970 و1972 بالإضافة لهداف كأس ليبرتادوريس عام 1973 وكاد للحظات أن يعانق الكأس قبل أن يخطفها منهم نادي أتليتكو إنديبندنتي، وهذا جعل كازيلي أن ينضم للاروخا أوروبا بنادي ليفانتي الإسباني، فعلى الرغم من أنه قد سجل 15 هدفا في 24 مباراة، ولكن في النهاية هبط ليفانتي للدرجة الأدنى وانضم بعدها لنادي إسبانيول قبل أن تحدث الواقعة الفارقة في حياة كازيلي بهذا الوقت.
بعد مرور ثلاث سنوات فقط على فترة ألليندي، كان الاقتصاد متوترا. يمكن لأعداء ماركس الأول المنتخب ديمقراطيا في العالم أن يشتموا رائحة الدم. رفض الليندي المحاصر جميع عروض الممر الآمن، وفي خطاب إذاعي نهائي إلى الأمة، أعلن عن تحديه: "هذه كلماتي الأخيرة، وأنا متأكد من أن تضحيتي لن تذهب سدى".
وبدلا من مواجهة الإذلال والتعذيب المحتوم على أيدي أعدائه، وضع ألليندي بندقية AK47 زُعم أنها هدية من الرئيس الكوبي والصديق فيدل كاسترو – إلى ذقنه وأطلق رصاصتين على جمجمته. هذا في 11 سبتمبر من عام 1973، دخل في فترة حكم وحشي استمر قرابة عقدين من الزمن، مع إسكات معارضي النظام الجديد بأسلوب بربري.
قبل 28 عاما من أحداث 11 سبتمبر عام 2001 كان على التشيليين وقتها أن يختبئوا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 1973 حين انقلب الجنرال أوجوستو بيونشيه على الرئيس المنتخب سلفادور ألليندي، وبدأ نظام الديكتاتورية الذي استمر حتى عام 1990، كانت مجرد لعنة وحلت على البلاد بأسرها، حيث قام الجيش التشيلي بسجن أي شخص يعترض على ديكتاتورية الجيش الممثلة في بيونشيه، فقد الآلاف بل وبعضهم كان مسجونا بالملعب الوطني سانتياجو وتعرضوا للتعذيب أو القتل، ذهبت البلاد نحو طريق القمع وكان الهواء مليئا برائحة الدك وبطريقة ما كان لزاما على المواطنين أن يكيفوا على جلادهم الجديد ومصيرهم البائس.
بعد أسبوعين فقط من الانقلاب عام 1973، كان على تشيلي بأجندتها الأمريكية الجديدة لزاما أن تواجه معقل الشيوعية الأول الاتحاد السوفيتي بموسكو في تصفيات كأس العالم ألمانيا الغربية 1974، ولكن ثمة مشكلة بسيطة بأن العودة ستقام على ملعب سانتياجو المحول إلى معسكر اعتقال أعقاب الاضطرابات المختلفة احتجاجا على الانقلاب، مزار اللعبة الجميلة صار معتقلا للتعذيب والتنكيل بأكثر من 7000 سجين سياسي دون حق أو تهمة موجهة سوى معارضة الجنرال بيونشيه.
رفض السوفييت اللعب على ملعب ملطخ بالدماء، أثار هذا جزع العالم كله وأرسل الفيفا وفدا لتفقد الموقف وظروف اللعب، وقتها تم إخفاء السجناء في خزانات الملعب كوما على كوم وبالأنفاق تحت تهديد السلاح خوفا أن يهمس أحدهم فيفتضح الأمر وأما أخوتهم فهددت بيوتهم تحت الذخيرة الحية، ولسوء الحظ لم يجد مسؤولو الفيفا أي شيء مشبوه وبالتالي الملعب مناسبا لإقامة الحدث المنتظر، زيارة السوفييت لمعقل أمريكا في جنوب القارة اللاتينية.
يمكن للسجناء أن يتذكروا بوضوح تلك الظروف الكابوسية حتى اليوم، فلم تكن حكومة بيونشيه قادرة على كشف المعتقلين أمام العالم بل وأيضا على أرضية ملعب كرة قدم، كان الديكتاتور يعلم أنها أسوأ صورة لنظامه تظهر للعالم الخارجي، وبالتالي كان السجناء معزولين تماما عن الطرف الزائر كما لو كان الأمر في عالمين مختلفين، وأصبح الاستاد مجازا لديكتاتورية بيونشيه، وقبل أيام قليلة من المباراة نقل الأسرى إلى شمال تشيلي، إلى مدينة تعدين الملح بصحراء أتاكاما.
لم يكن الانسحاب من المباراة وعدم الحضور سوى اعتراض فقط من السوفيت على تراخي اللجنة، الإنجليزي ستانلي روس رئيس الفيفا كان معروفا بتفضيل الدول التابعة لبريطانيا وسبق له أن تلاعب بالأوتار من أجل تغيير مكان مباراة أيرلندا الشمالية ضد بلغاريا من بلفاست إلى شيفيلد بإنجلترا، فلقد شعر السوفيت أن عددا من البلاد الإشتراكية من الممكن أن تقاطع كأس العالم إذا ما لعبت المباراة بملعب ناسيونال، وهذا من شأنه أن يسمح لإنجلترا التي فشلت في التأهل لكأس العالم عام 1974، أصدقت أيضا ألمانيا الشرقية تعليقا على لسانها بأنه "لا يختلف عن اللعب في معسكر اعتقال داخلي بعيد كل البعد عن كرة القدم"، أرادت القيادة السوفيتية في أوج نذير الحرب الباردة أن تقف بقوة وتعلن كراهيتها للقمع التشيلي برعايته الامريكية.
بدأت المباراة في العودة بتشيلي بعد عشر أسابيع من الانقلاب في ملعب سانتياجو. ملعب شبه فارغ ملئ ببنادق الجنود ورائحة البارود إن كانت تسمى بمباراة كما هو المتوقع. الحكم سدد صافرة اللعب بـ 11 لاعبا من تشيلي فقط بالميدان، بدوا وكأنهم مرتابون من فكرة أن البنادق حكمت بأن لا خصوم في الملعب، فمرروا قليلا وأطلقوا النيران في السباك المفتوحة الذي قبل الهدف خوفا من مقاضاة بالملعب الدموي، ووقفت لوحة النتائج على رأس عالية، تشيلي 1 الاتحاد السوفيتي 0، تأهلت تشيلي لكأس العالم بحيلة كاذبة.
لم يكن كازيلي النجم الوطني في ذلك التوقيت يرغب في اللعب، ولكنه شارك حفاظا على سلامة عائلته، ولكنه وقتها فضل الاحتراف بالقارة الأوروبية لأنه يعلم بأن مواقفه السياسية سيدفع ثمنها هو وعائلته لاحقا، كان يشعر بالخجل من كونه مسجلا في ورقة اللاعبين بتلك المباراة.
كازيلي لاحقا عام 2004: "لقد قام الفريق بأحد أكثر الأمور سخرية في التاريخ.. لقد كان هذا حرجا عالميا أمام جميع الشاشات".
هذا الإحباط على مدى بضعة أشهر في وقت لاحق حتى يونيو عام 1974، حين ذهب بيونشيه لتوديع الفريق قبل السفر صوب ألمانيا الغربية، في ذلك اليوم المشؤوم كان يتذكر كازيلي كيف شعر بثقل ظل رجل يرتدي عباءة مع نظارة داكنة وقبعة، رجفة باردة أصابت ظهره من رؤية هذا الشيء الذي يشبه هتلر مع جمس رجال خلفه مدججين بالسلاح.
حينما بدأ بالاقتراب من أجل السلام وتوديع الفريق، وضع كازيلي يده خلف ظهره ولم يعطيها له، ردة فعل نتجت عن شجاعته في الاحتجاج وذلك مغروس في ذهنه منذ سنواته التكوينية، سأحتج على أي شيء خاطئ مهما كلفني الثمن.
كان هذا الرفض صوب بيونشيه هو أولى أعمال التظاهر العلني ضد الديكتاتور، كان على كازيلي أن يدفع الثمن بسجن والدته وتعذيبها بسبب أفعال واحتجاج أبنها السياسي.
"قلت لا للديكتاتورية.. ولا للتعذيب.. دفعوني ثمن كل هذا بما فعلوه مع والدتي".
لم يتمكن فريق تشيلي من الاستعداد بشكل سليم، لم يرغب أي فريق في زيارة العاصمة لأداء مباريات ودية، أما خلال البطولة بأكملها، كان اللاروخا يعامل وكأنهم حفنة من السجناء بالغربة، محاطين بصفوف من الرجال العسكريين من قبل بيونشيه ولم يسمح لهم بالتحدث مع أي أحد من الخارج، ليست بالطبع بيئة لعب كرة القدم، وحدث ما لا مفر منه في نهاية المطاف.
كانت الأمور مؤثرة أكثر على أعصاب كازيلي ففقد أعصابه في أول مباراة لتشيلي ضد البلد المستضيف وتم طرده من قبل الحكم دوجان باغان، خسرت تشيلي المباراة وسجل كازيلي بأنه أول لاعب يسجل ضده مخالفة وخرج له الكارت الأحمر مباشرة منذ بداية التطبيق بكأس العالم 1970، خرجت تشيلي من دور المجموعات بثلاث هزائم بخفي حنين.
بعد كأس العالم لعب كازيلي أربع مواسم مع إسبانيول ظهر فيهم بشكل جيد إلى حد معقول، ولكنه عاد لسنوات مجده مجددا مع فريق كولو كولو خلال خمس سنوات منذ 1978 وحتى 1983، ولم تحرم جماهير أمريكا اللاتينية من الاستمتاع بمهاراته فاختير أفضل لاعب في كوبا أميركا عام 1979، لكن المجد القاري استعصى عليه مرة أخرى حين خسر الكأس في الأمتار الأخيرة أمام باراجواي.
هذا هو الحال دائما معه، لم يكن قادرا على تذوق النجاح مع منتخب بلاده أو بالخارج، ربما كان سيحصل على أفضل لاعب أو حتى أفضل تسديدة في كأس العالم 1978 لولا أن بيونشيه حرمه من الذهاب مع منتخب اللاروخا، حصل كازيلي على فرصة لتخليص نفسه من الحظ العثر مجددا في كأس العالم بإسبانيا 1982 بملاعب ليست غريبة عليه، حين تحصل على ركلة جزاء أمام النمسا، وتقدم لتسديدها شخصيا ولكنها خرجت أسوأ ما يكون، واصل مسيرته المجيدة التي وصلت لـ 29 هدفا في 72 مباراة، ولكن أكبر يوم له في الملعب مع المنتخب لم يأت بعد بالتأكيد.
كان كازيلي يلعب مباراة الوداع. وكان المكان الاستاد الوطني الشهير سانتياجو حيث بدأ كل شيء أكثر من عقد من الزمن. وعلى النقيض من الاستاد القريب شبه الفارغ في ذلك اليوم، تجمهر أكثر من 80،000 شخص حيث كان الغضب ضد بينوشيه قد اكتسب الكثير من الزخم بحلول ذلك الوقت وكانت الحكومة تشعر بالحرارة. كانت هذه المباراة تشتمل على كل المكونات التي تحولت إلى قصة احتجاج سياسية، وبالتالي لم تجرؤ قناة تلفزيونية واحدة على بث اللعبة. لكن هذا لم يضعف روح الحشد.
عدد قليل جدا من السجناء كانوا محظوظين لإطلاق سراحهم في ذلك الوقت. الغالبية لم تستطع رؤية الشمس طوال حياتها. لم يتم حساب الكثير منها. لكن هؤلاء الذين يتنفسون الآن، لا يستطيعون أن يفوتوا المباراة التي كانت أكثر من مجرد لعبة كرة قدم بسيطة. لقد غطت السياسة اللعبة في ذلك الوقت. كانت فورة في بلد يعاني من الاضطهاد لعقود. كان كازيلي واحدا منهم؛ لقد تجرأ على الوقوف طويلا على السلطة حتى على حساب أحبائه. كان أكثر من مجرد بطل كرة قدم، وكان رمز الشجاعة الذي كان أبناء وطنه فخورين به. أراد الجميع أن يكونوا مثله، لكنهم لم يجرؤوا على ذلك – ذلك اليوم هو فرصتهم في الخلاص. وفي وقت سابق وضع كازيلى بلاده تحت وطأة بطاقة حمراء، حيث افتقد ركلة البداية، وللأسف لم يحظ بفرصة لرفع رأسه. لكن بلاده لا تريد أن تهدر هذه الفرصة. قد تكون طريقة فريدة للتعبير عن أسفهم لابنهم المحبوب لجعله كبش فداء ، والسخرية من الديكتاتور اللاروخي.
في عام 1988، فتحت أولجا جاريدو والدة كايزلي الفخورة ، علنا للتعذيب والإهانة التي مررت بها. كانت الأمور مخيفة لدرجة أنها لم تستطع حتى تلك اللحظة، أن تكشف عن ذلك لعائلتها. دعا كازيلي الذي كان جالسا إلى جانب أمه العاطفية أثناء العرض الحي، إلى طرد الديكتاتور سيء السمعة. وقد وصلت تلك المباراة في نهاية المطاف إلى صعودها، ورفعت فوق كل العقبات لكي تنطق الكلمات الأكثر شيوعا في تشيلي، نونسا ماس (لن تعود مرة أخرى). ومنذ ذلك الحين، ظل الاستاد الوطني في سانتياغو في الأخبار للأغراض الرياضية فقط. لا شيء أكبر من كونها المكان المناسب لأول وسام دولي في البلاد، كوبا أمريكا 2015.
وكان كازيلي قد التقى مع بينوشيه في حفل استقبال في لا مونيدا في عام 1988. من باب المجاملة، في هذه المرة استقبله كايزلي. وقد طلب بينوشيه، الذي كان قد تضاءل من قوته الآن، وعرف جيدا المنفى الوشيك، من كازيلي صورة فوتوغرافية لهما، لكن رفض كازيلي وضع الصورة. أيديولوجيته لم تتغير بعد!
كان من دواعي سروري أن أقول "لا" للديكتاتور نيابة عن تشيلي،"لقد كان احتجاجا شديدا لسنوات عديدة من الرعب والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان".
كان كازيلى راضيا عن مساعدة وطنه الأم بطريقته الخاصة في العودة إلى الديمقراطية.