الهدوء خيّم على عاصمةٍ ملأها الضجيج منذ سويعات قليلة.. وشوارع المدينة السياحية الأشهر في البلاد أمست خاوية.. الدعوات تتعالى من ميدان "سيبليس" وأجراس كنيسة "ساجرادا فاميليا" أمرت الكل بالإنصات، فقد دقّت طبول الحرب.
الجميع يلتف أمام شاشات التلفاز، دقّات القلوب يُسمع صداها من داخل الصدور.. الترقب ساد وجوهاً تدرك أنها أمام مباراة ليست كبقية المباريات. فبعيداً عن المتعة و الإثارة داخل المستطيل الأخضر، هناك جوانب أخرى ميّزت الكلاسيكو وجعلته أكثر من مجرد لقاء بين فريقين، بل مواجهة بين مدينتين بأكملها.
FilGoal.com يعرض في السطور التالية أبرز جوانب النزاع السياسي في مباريات ريال مدريد وبرشلونة بمناسبة قمة الليجا المقبلة مساء السبت.
ماذا حدث في الماضي؟
فرانشيسكو فرانكو .. السفاح الذي أشعل الشرارة الأولى
جذور العداوة التاريخية بين الناديين بدأت تنمو بعد جلوس الجنرال الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو على سدة الحكم في إسبانيا.
فقد شهد يوم 18 يوليو 1936 انقلاباً عسكرياً قام به القائد العسكري فرانكو على الجبهة الشعبية الحاكمة للبلاد، والتي كانت تتكون من الديموقراطيين و الاشتراكيين، مما أدى إلى اشتعال حرب أهلية بين الجمهوريين في مدينة برشلونة، والقوميين بقيادة فرانكو في مدينة مدريد.
وفور اندلاع الحرب الأهلية التي راح ضحيتها أكثر من نصف مليون إسباني شنّ فرانكو حرباً لاذعة على مدينة كتالونيا ووصفها بأنها "مستوطنة للمجرمين و الأشرار" لأنها كانت تحتضن معظم معارضي حكمه.
فرانكو عاث في الأرض فساداً، واعتقل المحامي الشهير و السياسي المرموق جوسيب سونال عضو اليسار الجمهوري لإقليم كتالونيا ورئيس نادي برشلونة حينها وأعدمه دون محاكمة.
ثم قام بإعدام أشهر شعراء كتالونيا "لوكا ألفاريس" لأنه كان من أشرس معارضي حكمه، بل ووصلت درجة ظلمه إلى قيامه بقصف ملعب "كامب نو" بالصواريخ والقذائف.
حتى الهوية الكتالونية لم تسلم من استبداد فرانكو.
فقد أصر على طمسها بعد أن عيّن نائبه "إنريكي بينيرو" رئيساً لبرشلونة، ووجه له التعليمات المشددة بمنع التحدث باللغة الكتالونية ومنع تداول النشيد الوطني الكتالوني –الذي ألّفه ألفاريس- وإلغاء علم كتالونيا.
وخلال تلك الفترة اكتسب نادي برشلونة شعار (Més que un club) أو ( أكثر من مجرد نادٍ) بسبب احتضانه للهوية الكتالونية و ومقاومته لاستبداد فرانكو.
وعقب وفاة فرانكو صباح يوم 20 نوفمبر 1975 لعب سكرتير عام برشلونة خاومي روسيل و مدير النادي خوان جرانادوس بتمثال مصغر لفرانكو في إشارة إلى أن عصر الظلم و القمع قد ولّى ، وربما يعطيك هذا الموقف السابق نبذة صغيرة عن مدى الكراهية التي تكنّها جماهير برشلونة لطاغية مدريد.
مباراة 11-1 الشهيرة
تهديداتٌ ورشقٌ بالحجارة وسباب وشتائم.. كان هذا هو حال مباراة إياب نصف نهائي كأس الجينرال (كأس الملك) التي أقيمت في 13 يونيو عام 1943 بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة.
لقاء الذهاب انتهى بفوز البرسا بثلاثية في كتالونيا، وحان الآن موعد الإياب، النظام الإسباني وعد فريق العاصمة بالتتويج باللقب بغية ألا يذهب اللقب لخزائن المقاطعة الانفصالية!
مسؤول الأمن الداخلي في المباراة دخل على لاعبي برشلونة قبيل انطلاق صافرة البداية بدقائق وقال لهم: " لا تنسوا أنكم تلعبون كرة القدم بفضل كرم السلطات التي سامحتكم على عدم وطنيتكم".
وعند نزول لاعبي برشلونة إلى أرض الملعب استقبلتهم جماهير الغريم بإطلاق صافرات الاستهجان ورشق الحجارة مع ترديد هتافات: "الموت لكلاب كتالونيا".
حارس برشلونة تم اتهامه بأنه ساهم في خسارة فريقه متعمداً، وقيل في رواية أخرى إن الحجارة التي كان يلقيها جمهور مدريد عليه جعلته يقف على بعد مرماه بأمتار مما ساهم في استقباله للأهداف بسهولة.
وبفضل كل هذه العوامل انتهى الشوط الأول من المباراة بتقدم ريال مدريد 8-0 وقرر لاعبو برشلونة الانسحاب بين الشوطين، لكن الجيش والشرطة الإسبانية أجبرتهما على استكمال اللقاء الذي انتهى 11-1 لريال مدريد، وألغى نتيجته الاتحاد الإسباني بعد ذلك نظراً لأحداثه الغريبة.
الروايات تضاربت حول حقيقة تلك المباراة، الكتالونيون المتعصبون أكدوا أن الشوط الأول انتهى بتقدم فريقهم بهدف نظيف ثم حدث ما حدث بين شوطي المباراة مما أدى إلى فوز ريال بتلك النتيجة العريضة.
لكن صحيفة "موندو ديبورتيفو" المعروفة بتحيزها لبرشلونة قالت في عددها الصادر بعد المباراة: "الفريق انهار خلال النصف ساعة الأولى من اللقاء، شيء لا يصدق.. ثمانية أهداف سُجلت في الشوط الأول، ريال مدريد بذل قصارى جهده ومع ارتفاع حرارة الجماهير، انهارت برشلونة".
جماهير ريال مدريد أكدت كذلك أن فريقها فاز عن جدارة واستحقاق، وأنكرت تدخل فرانكو في مجريات اللقاء، فلو تدخل فرانكو في مباراة نصف النهائي، لمَ لم يتدخل لحسم النهائي للريال ومنع أتليتك بلباو من تحقيق اللقب في المباراة التي انتهت 1-0 للباسكيين؟
جوزيف باليس ظهير أيسر برشلونة في تلك المباراة صرّح لأحد البرامج الإسبانية وكشف عن بعض كواليس هذا اللقاء المثير للجدل:
"لقد لعبت الكثير من المباريات ضد ريال مدريد، خلال 9 مواسم قضيتها مع برشلونة، لكنني أذكر مباراة كأس الجنرال بين عامي 1943- 1944، حينما خسرنا بنتيجة11-1 "..
"أذكر أننا وصلنا لملعب ريال مدريد ودخلنا لتفقده، هناك قابلنا بعض عمال الصيانة بالملعب وقالوا لنا: سنقضي عليكم اليوم، وبنتيجة ساحقة، وكان ردنا: "لابد أنكم تمزحون"..
" توجهنا لغرفة الملابس لتجهيز أنفسنا، حكم المباراة كان يدعى سيليستينو جونزاليس، قام باستدعاء قائد فريقنا وبدأ يوجه له التهديدات قائلاً: "أنصحك أن تحسن التصرف وإلا رأيت ما لا يسرّك"..
"حينما بدأنا المباراة، لم نتمكن من عبور منتصف الملعب، ففي كل مرة نفعل ذلك كانت تظهر راية الحكم بشكل غريب، ثم سجل سوسبيدرا هدفاً لنا لم يحتسبه الحكم"..
"لاعب الدفاع تورتا غادر الملعب بسبب الإصابة، وآخر اسمه بينيتو طرد من اللقاء، وفي غرفة الملابس ما بين الشوطين، قررنا ألا نخرج إلى الملعب ثانية وقلنا لمدربنا لن نخرج إلى الملعب لأن الحكم محتال"..
" دخل رئيس شرطة مدريد وسألنا: أيها السادة، ألن تلعبوا؟ أجبناه بالرفض، فقام بتهديدنا باحتجازنا "..
"أحد الصحفيين كان يدعى "سامارانش" علّق على هذه الحادثة معتبراً أن ما حصل كان يستحق أن تكون النتيجة خمسين هدفاً بدلاً من 11 فقط، لكن ما الذي ما حدث للصحفي؟ لقد تم سحب البطاقة الصحفية منه"..
"رغم أن هذه المباراة قد كانت منذ وقت طويل، إلا أنني لازلت أذكرها جيداً".
دي ستيفانو يسكب البنزين على النار
دي ستيفانو بدأ حياته الكروية في ريفير بليت الأرجنتيني ثم انتقل بعدها إلى نادي مليونيريوس الكولومبي، قبل أن يتخذ الخطوة الأكبر في تاريخه بالانتقال إلى الميرينجي عام 1953، لكن كيف تم هذا التعاقد؟
بدأت القصة عندما تألق دي ستيفانو في دورة ودية أقيمت في مدريد مع ناديه الكولومبي عام 1952 وجذب أنظار مسئولي قطبي إسبانيا، لدرجة أن سنتياجو برنابيو رئيس ريال مدريد وقتها صاح من المدرجات قائلاً: "أريد التعاقد مع هذا اللاعب".
ريال مدريد دخل في مفاوضات مع ناديه الكولومبي، وفتح برشلونة خطوط اتصال مع ريفير بليت الذي أكد أن له حق التصرف في اللاعب حتى عام 1955 لأن انتقاله لمليونيريوس لم يكن قانونياً.
دي ستيفانو وقع لبرشلونة وشارك في مباراة ودية مع الفريق الكتالوني قبل انطلاق موسم 1953- 1954 لكن الاتحاد الإسباني رفض اعتماد عقد اللاعب لأن برشلونة لم يكن معه الاستغناء الخاص به من الفريق الكولومبي.
وبالطبع استغل مسؤولو ريال مدريد هذه الفرصة الذهبية واتفقوا مع النادي الكولومبي وأخطروا الفيفا بحقيقة الموقف، وبعد أن كانت وجهة اللاعب هي برشلونة قابله رئيس النادي الملكي سنتايجو برنابيو في المطار وأقنعه بأن يكون لاعباً في صفوف الفريق الملكي.
وحينما علم رئيس برشلونة مارتي كارييتو بقرار الاتحاد الإسباني مزق عقد دي ستيفانو ليصبح اللاعب من حق ريال مدريد رسمياً.
جمهور برشلونة اعتبر أن ما حدث في تلك الصفقة هو مؤامرة بتدخل شخصي من فرانكو، وحلقة جديدة من مسلسل حربه مع الكتالونيين.
وبكل تأكيد أن تلك الصراعات على اللاعبين تزيد من حدة التوتر بين جماهير الأندية، خاصةً إذا كان اللاعب بحجم دي ستيفانو، ومن باب الطرافة في هذا الموضوع أن أول كلاسيكو جمع بين الفريقين بعد انتقال دي ستيفانو فاز به الريال 5-0 وأحرز اللاعب هدفين في شباك برشلونة، ليسطر بعدها اسمه بحروف من ذهب في تاريخ اللوس بلانكوس.
إهانة جماهير برشلونة للنشيد الوطني الإسباني
دائماً ما تستغل جماهير برشلونة أي مباراة يتم عزف النشيد الوطني الإسباني في بدايتها، حتى يُسمع دوّي صافراتها من به صمم.
صافرات الاستهجان التي يطلقها الجمهور تعبر عن ازدرائه وعدم احترامه للنشيد الذي يمثل قيمة كبيرة للدولة الإسبانية، فإهانة النشيد من إهانة الدولة، وتلك هي الرسالة التي تحاول جماهير البلوجرانا التعبير عنها.
مواقف إهانة النشيد تكررت مراراً وتكراراً، كان أبرزها في في مباراة نهائي كأس ملك إسبانيا موسم 2013-2014 بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب "ميستايا"، فبكل تأكيد لا يمكن أن تفوّت فرصة وجود خصمك الأكبر أمامك من دون إهانته، وهو ما حدث حينما أطلقت الجماهير صافراتها ضد النشيد الإسباني و الملك خوان كارلوس.
وفي الموسم التالي (2014-2015) وقبل مباراة نهائي كأس الملك بين برشلونة وأتليتك بلباو، تحدث رئيس الوزراء الإسباني حينها ماريانو راخوي حول صافرات الاستهجان المتوقع انطلاقها أثناء عزف النشيد الوطني.
راخوي قال في لقاء مصوّر مع الإذاعة القومية الإسبانية “RNE” نقلته وكالة الأنباء الإسبانية "إفي": "صافرات الاستهجان في نهائي الكأس لا معنى لها، ولا يجب أن تحدث في أي مكان في العالم".
وأضاف "نهائي كأس الملك حدث رياضي لا علاقة له بالسياسة، وأعتقد أن معظم الشعب الإسباني يؤيد احترام النشيد".
وتابع "أتمنى احترام النشيد، وأن يفوز الفريق الأفضل".
وبسؤاله عن العقوبات التي سيتم تطبيقها في حالة التشويش على النشيد أجاب راخوي: "لن نستبق الأحداث".
جماهير برشلونة لم تعبأ بتصريحات رئيس وزراء البلاد وأطلقت الصافرات طوال مدة عزف النشيد التي استمرت 48 ثانية قبل بداية المباراة التي شهدت حضور العاهل الإسباني فيليبي السادس، وبالرغم من أن النشيد تم بثّه عبر ميكروفونات الملعب بأعلى صوت ممكن إلا أن صوت الصافرات ظهر بوضوح.
رئيس المجلس الأعلى للرياضة الإسبانية ميجل كاردينال عقّب على تلك الأحداث قائلاً: "إن لجنة مكافحة العنف تدرس احتمالية فرض عقوبات إذا تم إثبات حدوث وقائع تعارض الإطار القانوني".
رد عليه نائب رئيس الشئون المؤسسية لنادي برشلونة كارليس فيلاروبي وقال: "نادي برشلونة يطالب الجميع باحترام الأناشيد و المؤسسات، لكننا لا نستطيع فرض سلوك معين".
وقال رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس: "النيل من النشيد الوطني أمر سخيف ، سأسعى جاهداً لاتخاذ القرارات اللازمة لوقف مثل تلك الأمور".
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الحكومية لمكافحة العنف قررت فرض غرامة قيمتها 123 ألف يورو على الاتحاد الاسباني بصفته منظماً لنهائي البطولة مع تغريم نادي برشلونة 66 ألف يورولـ"مسؤوليته في التنظيم وتأمين المباراة" وأتليتك بلباو 18 ألف يورو لـ"عدم اتخاذ أي إجراء وعدم التعاون".
المطالبة بالاستقلال
مطالبة جماهير برشلونة باستقلال كتالونيا تعد جانباً آخراً من جوانب النزاع السياسي الذي اقتحم "الكلاسيكو" في الآونة الأخيرة.
وليس بالأمر الصعب أن يلاحظ أي متابع للدوري الإسباني قيام جمهور البرسا بعمل "دخلات" ذات طابع سياسي تحمل ألوان علم كتالونيا لرفعها خصّيصاً قبل بداية أي كلاسيكو للتعبير عن رغبتهم بالانفصال بمقاطعتهم عن إسبانيا.
ويمكن اعتبار الدقيقة 17 والثانية 14 من الكلاسيكو الذي أقيم في 7 أكتوبر 2012 في الجولة السابعة من الدوري من أبرز مشاهد مطالبة جماهير الفريق الكتالوني بالاستقلال حيث لوّحت جماهير "كامب نو" بأعلام كتالونيا مع كتابة كلمة "independencia" وترديد الهتافات المطالبة بالاستقلال.
سر الدقيقة 17:14 يكمن في الإشارة إلى ضم إسبانيا لإقليم كتالونيا في 11 سبتمبر 1714.
وقد لاقت لافتة "Catalonia is not Spain" شهرة ً واسعة بعد ظهورها في كلاسيكو إياب موسم 2001-2002، حيث لم يخلُ "كامب نو" بعدها من تلك المقولة .
رد فعل العاصمة على أفعال جماهير برسا
وبعد سرد الوقائع و المطالب السياسية لجماهير برشلونة التي اتخذت من الكلاسيكو منبراً للتعبير عنها، ما هي ردود الأفعال على تلك الأحداث على الجانب الآخر في العاصمة مدريد؟
FilGoal.com تواصل مع شابي مارتن نيبرادا رئيس أكاديمية ريال مدريد في مصر للحصول منه على بعض الإجابات.
نيبرادا قال: "ردود الأفعال في الإعلام الرياضي الإسباني تتباين. كل صحيفة رياضية - سواء كانت تابعة لمدريد مثل ماركا أو تؤيد برشلونة مثل سبورت - تحاول ترسيخ قيم فريقها وزعزعة قيم الفريق الآخر إلى حد ما، لكنني لا أعتقد أنهم يتحدثون في الأحداث السياسة، فقط يهاجمون الفريق الخصم وحسب."
وأضاف " بخلاف العقوبات المادية التي يطبقها الاتحاد الإسباني على نادي برشلونة، لا أعتقد انه يتم معاقبة المشجعين بأي شكل ما، فالعقاب الوحيد الذي يمكن أن يؤثر عليهم هو خسارة فريقهم (قالها مازحاً)".
ثم أوضح "هناك فئة معينة من جماهير برشلونة وهي أولتراس "Boixos Nois" تم اتخاذ بعض الإجراءات في حقهم من الجهات الإدارية في النادي، سواء بمنعهم من الدخول أو بتغيير مكانهم في الملعب، وذلك يكون عادة لأسباب أمنية وتحسباً لأي فعل مخالف منهم، وقد تم منعهم من حضور أي مباراة في "كامب نو" منذ عام 2003 بسبب ميولهم الانفصالية وأفعالهم الخرقاء".
وأتم "بشكل ما ترتبط السياسة والكرة دائماً ببعضهما البعض، وهذا شائع في كثير من دول العالم التي تستغل الكرة في الدعاية السياسية، بالتأكيد هناك مشجعون لبرشلونة لا يحبذون فكرة الانفصال، ويوجد عشاق لبرشلونة من خارج كتالونيا لأنهم يعتبرونه ناديهم، فمن غير العادل الربط بين كل جماهير برشلونة والنادي كمؤسسة بالاتجاه القومي الانفصالي الكتالوني".