قبل الوداع .. 7 سهرات أوروبية استثنائية قدمها أرسين فينجر

ملعب "واندا متروبوليتانو" في العاصمة الإسبانية مدريد كان شاهدا على المشهد الأوروبي الأخير للمدير الفني الفرنسي المخضرم أرسين فينجر رفقة نادي أرسنال. فينجر أعلن في وقت سابق رحيله عن النادي اللندني بنهاية الموسم بعد مسيرة...

كتب : علي أبو طبل

الأحد، 06 مايو 2018 - 12:06
أرسين فينجر

ملعب "واندا متروبوليتانو" في العاصمة الإسبانية مدريد كان شاهدا على المشهد الأوروبي الأخير للمدير الفني الفرنسي المخضرم أرسين فينجر رفقة نادي أرسنال.

فينجر أعلن في وقت سابق رحيله عن النادي اللندني بنهاية الموسم بعد مسيرة تدريبية استمرت معهم لمدة تجاوزت الـ20 عاما ما بين قلعتي "هايبوري" و"الإمارات".

تتويجات عديدة نالها الفريق تحت قيادة الرجل الفرنسي، ولكن فقط كان ينقصها تتويج أوروبي.

الأمر كان قريبا في 2006 حين وصل أرسنال لنهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه قبل الخسارة أمام برشلونة.

ولم تأت فرصة أقرب للتتويج الأوروبي أكثر من تلك في الموسم الجاري بوصول الفريق لنصف نهائي الدوري الأوروبي، ولكن الرحلة انتهت أمام فريق إسباني آخر وهو أتليتكو مدريد، لتنتهي قصة فينجر مع أرسنال دون أي تتويج أوروبي.

رغم ذلك، فمسيرة المخضرم الفرنسي بين جدران النادي اللندني لم تخل من بعض اللحظات الأوروبية المميزة، والتي ساهم في كتابة تفاصيلها بالكامل.

فقبل موسم 1996/1997، كانت مشاركات أرسنال الأوروبية محدودة، ولكن الأمر تحول فيما بعد لمشاركة شبه دائمة في دوري أبطال أوروبا دون غياب.

دعونا نلقي نظرة على أبرز 7 لحظات أوروبية عاشها أرسين فينجر مع أرسنال في هذا التقرير من FilGoal.com

- الانتصار الأول في دوري الأبطال

كانت ليلة 30 سبتمبر من عام 1998 شاهدة على أول انتصار لأرسنال في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة آرسين فينجر.

الفريق اللندني اقتنص تعادلا خارج ملعبه أمام لانس بنتيجة 1-1 في الجولة الأولى، قبل أن تحين الجولة الثانية من دور المجموعات ليحقق المدفعجية انتصارا هاما على باناثانيكوس اليوناني.

توني آدامز ومارتن كيون منحا أرسنال الأفضلية في هذه المباراة التي انتصروا فيها بنتيجة 2-1 على ضيفهم اليوناني.

رحلة أرسنال في تلك النسخة لم تمتد لأكثر من دور المجموعات بعد تحقيق انتصارين وتعادلين وتلقي هزيمتين.

ليلة كبيرة في إيطاليا

تمر المواسم، ولا يزال أرسنال يخطو خطواته الأوروبية الأولى، ولا يزال أفضل إنجاز في تلك الفترة هو بلوغ ربع النهائي.

في موسم 2003/2004، لم يبلغ أرسنال أكثر من تلك المرحلة، ولكن في خلال المشوار الأوروبي في ذلك الموسم، كانت هناك ليلة استثنائية لكتيبة آرسين فينجر في إيطاليا.

كان جيلا استثنائيا في موسم استثنائي أنهاه المدفعجية محليا دون تلقي أي خسارة في الدوري الممتاز.

في مرحلة المجموعات، تلقى أرسنال هزيمة كبيرة على ملعب "هايبوري" أمام إنتر ميلان بثلاثية نظيفة، فكان لا بد من رد قوي إيابا.

في "جيوسيبي مياتزا"، جاء الرد الصاعق من كتيبة فينجر بنتيجة 5-1 على الفريق الإيطالي.

تيري هنري سجل في مناسبتين تاركا الـ3 الأخرى للسويدي ليونبرج والبرازيلي إيدو والفرنسي روبير بيريس.

عبر أرسنال المجموعات بعد تلك الليلة المميزة، كما عبر سلتا فيجو الإسباني في ثمن النهائي، ولكن الرحلة توقفت أمام الغريم تشيلسي في ربع النهائي، وفي النهاية توج بورتو البرتغالي باللقب.

- الموسم الأوروبي الأفضل

موسم 2005/2006 كان الأفضل لأرسنال على الإطلاق في دوري أبطال أوروبا.

عبر المدفعجية دور المجموعات دون تلقي أي خسارة أمام أياكس الهولندي وثون السويسري وسبارتا براغ التشيكي.

ولكن في ثمن النهائي جاء الاختبار الأصعب.

أرسنال يواجه ريال مدريد الذي يحتوي أفضل نجوم اللعبة في تلك الفترة.

الذهاب كان في "سنتياجو برنابيو"، والتوقعات المبدئية لا تصب في صالح كتيبة أرسين فينجر.

ولكن الغزال الفرنسي تيري هنري منح ليلة استثنائية لعشاق أرسنال، مقتنصا انتصارا بهدف نظيف في معقل النادي الملكي.

التعادل سلبيا في "هايبوري" إيابا كان كافيا لتأمين تأهل أرسنال نحو الدور التالي.

- ليلة بكى فيها ريكيلمي

عبر أرسنال ربع النهائي في الموسم ذاته بعد التفوق على يوفنتوس بثنائية في مجموع المواجهات، ليخوض نصف النهائي الأوروبي الأول في تاريخه.

الهدف هو العبور نحو النهائي الأوروبي في ملعب فرنسا، والعقبة في تلك المرة هي فياريال الإسباني الذي يقدم مسيرة أوروبية استثنائية بدوره.

الإيفواري حبيب كولو توريه منح الانتصار لأرسنال ذهابا في "هايبوري" بهدف نظيف بتوقيعه، ليحين موعد الإياب في ضيافة الغواصات الصفراء.

فياريال قادر على العودة، ومارس بالفعل ضغطا كبيرا لمعادلة نتيجة مجموع المواجهات.

العديد من الفرص أضاعها الفريق الإسباني طوال الـ90 دقيقة وسط تألق كبير من الحارس الألماني يانز ليمان، ولكن لم تكن هناك فرصة أسهل من تلك التي جاءت للأرجنتيني خوان رومان ريكيلمي.

في الدقائق العشرة الأخيرة، احتسب الحكم ركلة جزاء لفياريال كان تسجيلها كافيا لمد المباراة لأشواط إضافية.

انبرى ريكيلمي لتنفيذها، ولكن من جديد الألماني ليمان يتألق أمامها ويحافظ على نظافة شباكه، مؤمنا بلوغ أرسنال للنهائي الأوروبي الأول.

كانت ليلة أوروبية عظيمة لفينجر وجماهير أرسنال، وتمنوا لو توجوا تلك المسيرة بلقب أوروبي، ولكن الحلم انتهى في المباراة النهائية على يد برشلونة.

- ضحية أخرى من ميلانو

مرت 5 سنوات تقريبا على سقوط إنتر ميلان في "جيوسيبي مياتزا" أمام أرسنال بخماسية.

هو نفس الملعب، ولكن جماهير ميلان تفضل أن تسميه "سان سيرو"، حيث حل أرسنال ضيفا من جديد ولكن أمام منافس مختلف.

أرسنال يواجه ميلان في إياب ثمن النهائي، والأفضلية للنادي الإيطالي حامل اللقب بعد انتهاء الذهاب في لندن بالتعادل السلبي.

ولكن آرسين فينجر قرر أن يقدم لجماهير أرسنال ليلة أوروبية استثنائية.

قدم المدفعجية واحدة من أفضل عروضهم الأوروبية، وتمكنوا من التفوق على الفريق الإيطالي صاحب الألقاب السبع بثنائية نظيفة بين جماهيره.

10 دقائق أخيرة من عمر المباراة هي ما صنعت الفارق لصالح الضيف اللندني، حيث كانت الضربة الأولى عن طريق سيسك فابريجاس في الدقيقة 84، قبل أن يضيف التوجولي إيمانويل أديبايور الثاني في الدقيقة 90.

معنويات هائلة استمدها الفريق اللندني بعد هذه المواجهة، ولكن الرحلة انتهت في ربع النهائي أمام ليفربول بعد الخسارة بنتيجة 3-5 في مجموع المواجهات.

- كيف تهزم برشلونة الاستثنائي

في الفترة ما بين أعوام 2009 و2012، كان بمثابة الرعب أن تواجه برشلونة بقيادة فنية من بيب جوارديولا.

أرسنال وقع منافسا لبرشلونة في أكثر من مناسبة خلال تلك السنوات، ولكن كانت هناك ليلة استثنائية أوروبيا في موسم 2010/2011.

خلال تلك الفترة، أرسنال بدأ في فقدان العديد من نجومه تواليا وساعيا نحو تكوين جيل جديد.

الفريق عبر نحو ثمن النهائي الذي بات عادة لا تنقطع، لتوقعه القرعة في مواجهة الفريق الكتالوني الطامح لاستعادة اللقب الأوروبي.

كل المؤشرات تصب في مصلحة كتيبة بيب جوارديولا، وتسجيل ديفيد فيا للتقدم للضيوف ذهابا في ملعب "الإمارات" دعم تلك الحسابات كليا.

لكن كتيبة أرسين فينجر قدمت أداء استثنائيا في الشوط الثانية، ولم يحتج الفريق اللندني لأكثر من 5 دقائق لقلب الطاولة.

التعادل جاء في الدقيقة 78 بطريقة مميزة عن طريق الهولندي روبن فان بيرسي، ثم سجل الروسي أندريه آرشفين الفوز للمدفعجية ذهابا في الدقيقة 83.

أرسنال يذهب إلى "كامب نو" بمعنويات مرتفعة، ولكنه غادر البطولة في النهاية بعدما تمكن برشلونة من العودة 3-1.

ولكن أرسنال سجل نفسه كند قوي في تلك المواجهة أمام فريق كان خسارته في تلك الفترة يعد أمرا استثنائيا.

برشلونة ربح اللقب في النهاية بعد التغلب على مانشستر يونايتد في نهائي ويمبلي بنتيجة 3-1.

- وميض العودة

المواسم الأخيرة لم تكن موفقة لأرسنال تحت قيادة فينجر سواء على الصعيد المحلي أو الأوروبي، رغم بعض التتويجات بكأس الإتحاد الإنجليزي محليا.

الفريق فقد بريقه بدرجة كبيرة، وفي موسم 2015/2016 تحديدا كانت الأمور صعبة لكتيبة المدفعجية.

الفريق وقع في مجموعة تضم بايرن ميونيخ الألماني ودينامو زغرب الكرواتي وأولمبياكوس اليوناني.

شاءت الأقدار أن تكون مواجهة بايرن هي الأخيرة لأرسنال في مرحلة الذهاب، ومن المفترض أن تكون المواجهات ضد بطل كرواتيا وبطل اليونان بمثابة فرص لتحقيق نتائج إيجابية قبل تلك المواجهة الصعبة أمام فريق يقوده بيب جوارديولا.

ما حدث جاء عكس التوقعات.

أرسنال يتلقى هزيمة مفاجئة في كرواتيا أمام دينامو زغرب، ثم يخسر على ملعبه بنتيجة 2-3 أمام أولمبياكوس اليوناني، لتأتي مواجهة بايرن ميونيخ تاليا، وبهذه المؤشرات يبدو الخروج من دور المجموعات حتميا.

ولكن المواجهة التي شهدها ملعب الإمارات تعد من اللحظات الأوروبية الاستثنائية لكتيبة المدفعجية.

قدم أرسنال أداء كبيرا أمام العملاق البافاري، وانتصر بهدفين نظيفين بتوقيع أوليفييه جيرو وميسوت أوزيل.

انتصار كتب عودة ملحمية لأرسنال في المنافسات.

أرسنال تعرض لهزيمة كبيرة إيابا أمام بايرن ميونيخ بنتيجة 1-5، ولكن ذلك لم يمنع عودة المدفعجية من جديد بانتصارين متتاليين على دينامو زغرب وأولمبياكوس بثلاثية نظيفة في المواجهتين.

أرسنال ينهي المجموعة وصيفا للبافاري ويتأهل لثمن النهائي، حيث انتهت الرحلة من جديد أمام برشلونة.