في مباراة شهدت اعتماد حسام البدري المدير الفني للأهلي على نفس الرسم التكتيكي بالـ4-2-3-1 بتوظيف وليد سليمان في مركز 10 في صناعة اللعب ضد الترجي بديلا لعبد الله السعيد أظهر الفريق تغيرا كبيرا في أسلوب لعبه على الجانبين الدفاعي والهجومي.
حيث كان من الطبيعي دائما للأهلي خاصة على ملعبه وبالتحديد في بداية المباراة أن يطبق أسلوب الضغط العالي بكل شراسة على الخصم لفرض سيطرته على المباراة وإرباك حسابات المنافس وإجبار لاعبيه على الوقوع في الأخطاء، ولكن في مواجهة الترجي بدأ البدري بالضغط فوق المتوسط بداية من أعلى ثلث وسط الملعب أسفل الثلث الهجومي حيث يتم ترك لاعبي الدفاع يمررون الكرة ولكن عند وصولها لأحد لاعبي الارتكاز يبدأ الضغط في تلك المنطقة عن طريق الثنائي وليد سليمان ومروان محسن.
يبدأ اللاعب محمد علي منصر في الارتداد للخلف لاستلام الكرة من قلب الدفاع وبالتالي سيبدأ الضغط.
الأمر تكرر في حالات كثيرة خاصة في الشوط الأول.
هذا الأمر أجبر المنافس على إرسال الكرات الطولية وبالتالي كان الأهلي يستحوذ على الكرة في مناطق وسط ملعبه وبالتالي فهو مطالب بالتحضير وبناء اللعب وهو ما يعاني منه الأهلي في الفترة الأخيرة وتزداد المعاناة في ظل تواجد ثنائية حسام عاشور وأحمد فتحي في وسط الملعب وتزداد أكثر في وجود وسط ملعب قوي مثل فرانك كوم وكوليبالي ومنصر، لذلك اعتمد الأهلي أيضا على الكرات الطولية ومحاولة كسب الكرات الثانية في منتصف ملعب الترجي لاختصار مرحلة التحضير وبناء اللعب وبالفعل كاد يستغلها في أكثر من حالة مثل تمريرة ميدو جابر لمروان محسن الذي سددها أعلى المرمى في بداية اللقاء بعد الفوز بالكرة الثانية وكانت حالة هجومية للأهلي بـ3 ضد 2، وحالة أخرى لباكا في الشوط الثاني مررها له مروان برأسية وسددها في الدفاع رغم تواجد وليد سليمان منفرد تماما بجواره.
الأهلي بدلا من اعتماده على التمرير القصير والاستحواذ وبناء اللعب والضغط العالي تغير تماما لاستغلال الكرات الطولية والضغط المتوسط.
ومع ذلك ظهرت الخطورة بعض الشئ من أمرين اعتاد عليهما البدري في مواجهات الترجي حيث يتراجع الفريق ويترك الاستحواذ للمنافس ومع استخلاص الكرة يحاول استغلال المساحات خلف خطوطه, وكان وليد سليمان دائما هو محور بناء تلك المرتدات.
لاحظ هذه الحالة فرصة انفراد باكا وتم اعتراض طريقه من مدافع الترجي ولم يحتسبها الحكم خطأ، وليد سليمان يتسلم بين الخطوط دون رقابة من كوم.
وهنا الانفراد الذي أهدره باكا بنفس الطريقة من وليد سليمان.
وهذه الحالة أيضا انتهت بتمريرة من وليد لباكا لمروان الذي أخطأ في استلامها.
ومع تراجع الترجي في الشوط الثاني بدأ البدري في إعطاء التعليمات بتقدم أيمن أشرف من الجانب الأيسر أو محمد نجيب على الجانب الآخر.
ولكن ما يحسب على الفريق كان عدم التعاون وعدم التفاهم الذي ظهر جليا في الثلث الهجومي حيث أظهرت خريطة التمريرات عدم تواجد أي ثنائية هجومية للفريق (لم يمرر أحد رباعي الهجوم للآخر 5 تمريرات أو أكثر).
ربما لو أحسن باكا أو وليد سليمان أو مروان محسن اتخاذ القرار في بعض الفرص التي سنحت لهم لخرج الفريق فائزا بالنقاط الثلاث ولكن على البدري كذلك مراجعة أوراقه وتغيير طريقة اللعب التي تناسب هذا الاسلوب سواء كانت باللعب بثنائي أو ثلاثي هجومي.