كتب : معتز سيد
يجلس وحيدا، صامتا، مصدوما غير قادر على الحركة أو الكلام، فقط يتخيل مشهدين. مشهد على اليمين لمنازل تُغلق أبوابها ليبقى الحزن في داخلها، ومشهد على اليسار لأشخاص يصرخون في الشوارع "نحن الأبطال.. نحن الأبطال".
بين المشهد الأول في البرازيل والمشهد الثاني في فرنسا، لا يقدر رونالدو على الحركة.
زملائه ينظرون له ويتحسرون عليه، فرغم أنه عاد من "الموت" جسديا إلا أنه مات من جديد الآن بسبب خسارة كأس العالم.
حكاياتنا هنا في "أسرار المونديال" ستكون مختلفة.. لن نسرد قصة مباراة في المونديال أو بطل قاد بلاده للتتويج، ولكننا سنتحدث عن أسرار أزمات فُجرت في كأس العالم.
طالع - مايكروفون المونديال - "يعتقدون أنها انتهت.. الآن انتهت"
طالع -
شعوب المونديال - حين اختلطت صرخات الفرح والألم معا في عهد خونتا الأرجنتين
ولنبدأ رحلتنا سويا من الأراضي الفرنسية ونهائي كأس العالم 1998 بين البرازيل وفرنسا.
صدمة ثم فرحة ثم صمت
في ليلة باردة من ليالي شهر يوليو في البرازيل، كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر انطلاق نهائي المونديال والكل يضع آماله على نجمهم الأول صاحب الـ21 عاما، رونالدو.
لكن الشعب البرازيلي تلقى الصدمة الأولى التي لم يتوقعها أي أحد. اسم رونالدو لم يظهر بين اسماء لاعبي البرازيل قبل بداية المباراة.
لا أحد يعلم ماذا يحدث، فالخبر كان بمثابة الصدمة. ولكنها صدمة غير مكتملة للنهاية.
المذيع الداخلي لملعب "فرنسا" في مدينة سانت إيتيان يعلن انضمام رونالدو إلى تشكيل البرازيل قبل دقائق قليلة للغاية من انطلاق النهائي.
الصدمة الأولى تلاشت والأمور تعود لطبيعتها الآن وينطلق نهائي كأس العالم.
أين البرازيل؟ أين رونالدو؟ أين الجميع؟.. سؤال يتردد في أذهان الجميع وهو يرى منتخب الديوك متسيدا تماما للنهائي ويسجل الأول ويتبعه بالثاني وينهي الأمور تماما بالثالث.
فرنسا تكتسح البرازيل 3-0 لتكتب لها هزيمة مهينة كانت الأسوأ على الإطلاق في مشاركات البرازيل بالكامل في كأس العالم.
الشعب البرازيلي لم يتقبل بسهولة واقع خسارة المونديل، وخصوصا مع حالة الأداء المتدني للمنتخب، ليبدأ الجميع في طرح نظرياته عن سبب أداء المنتخب.
اقرأ أيضا.. (صدمات المونديال - ملوك الكرة يهبطون من عالمهم المثالي أمام غاسلي الصحون وسعاة البريد)
التكهنات تبدأ
الحقيقة الوحيدة التي ظهرت بعد ذلك أن رونالدو كان مريضا يوم المباراة ولذلك لم يسجل ماريو زاجالو مدرب البرزايل، اسم رونالدو في التشكيل.
ولكنه عاد وضمه مجددا للتشكيل بعدما خضع رونالدو لفحوصات شاملة في إحدى المستشفيات أسفرت كلها عن نتائج سلبية.
تلك هي الحقيقة الوحيدة التي ظهرت لتبدأ بعدها التكهنات حول الأسباب الحقيقة لمرض رونالدو، فمن قائل أنه كان تحت ضغط عصبي كبير إلى متكهن أنه تعرض لتأثير المخدرات إلى آخره.
التكهن الأكثر غرابة والذي كان مفتاح بداية الأزمة كان حول دور شركة "نايكي" التي كانت ترعى المنتخب البرازيلي ورونالدو شخصيا، إذ قال بعضهم أن الشركة أصرت على أن يشارك رونالدو في النهائي لأنها استثمرت أموالا طائلة للترويج لمعداتها من خلال رونالدو.
نايكي وقعت عقدا مع البرازيل بقيمة 160 مليون دولار ولمدة 10 سنوات وقد كان وقتها أضخم عقد رعاية في تاريخ البرازيل.
تكهن دور شركة "نايكي" في خسارة المونديال لم يستمر لمجرد أيام وينتهي بل تسبب في تجمع عدد من المحامين المدنيين ليقدموا عريضة في محكمة ريو دي جانيرو، يطالبون فيها بتفسيرات حول الأسباب الخفية للهزيمة.
ولكن على الرغم من ذلك فأن القضية لم تسفر عن أي نتائج تذكر ولكن الشكوك حول تورط "نايكي" استمر وخصوصا بعد أن نشرت إحدى الصحف البرازيلية تفاصيل عقد الشركة مع المنتخب والمشكلة كانت في أحد بنود العقد وهي أن للشركة الحق في التدخل في تنظيم عدد من المباريات وهو ما اعتبره العديد من الصحفيين في البرازيل بـ"الاستسلام غير المبرر" ليبدأ التحرك..
نائب شيوعي يُدعى "ألدو ربيلو" قام بتقديم اعتراض حول الأمر في مجلس النواب لفتح تحقيق حول بنود العقد. وارتكز ألدو في عريضته على "بنود العقد تمس حقوق السيادة الوطنية وهوية المواطنين البرازيليين".
الاتحاد البرازيلي بدأ حربه ضد عريضة النائب الشيوعي ليبذل محاولات مستميتة للحؤول من دون عرض العريضة على النواب في المجلس للتصويت عليه، ليبقى الاعتراض الذي قدمه ألدو حبيس أدراج المجلس لمدة عام ونصف!
حتى جاءت الشعلة الجديدة التي فجرت كل شيء.
اقرأ أيضا.. (قصص المونديال المنسية – رجل مطاطي لم يتوج بكأس العالم والفاشية في قفص الاتهام)
فضيحة ريناتا
بعد خسارة مونديال فرنسا، تولى فاندرلي لوكسمبورجو مسؤولية تدريب المنتخب، وهو منصب يعده البرازيليون بأهمية منصب رئيس الدولة.
النتائج تحسنت قليلا مع لوكسمبورجو ولكنها عادت للتدهور بعدما خسرت البرازيل أمام باراجواي ثم بثلاثية ساحقة أمام تشيلي في تصفيات كأس العالم 2002.
وعندما تخسر البرازيل فلا تتوقع أن تسير الأمور بشكل طبيعي أبدا.
بدأت حملة هجوم شرسة للغاية ضد لوكسمبورجو ليس مجرد هجوم بل كشفت صحف برازيلية محاولات المدرب للتهرب من دفع الضرائب.
كيف يحدث ذلك؟ هنا تظهر ريناتا ألفيس صديقة المدرب.
ريناتا كانت تشتري العقارات والسيارات والعديد من الممتلكات لحساب لوكسمبورجو من دون الإعلان عن الملكية الحقيقية لها وبعد مدة من الزمن أثارت هذه التعاملات شكوك مفتشي الضرائب ليطلبوا الإطلاع على أرصدة المدرب.
صحف البرازيل واصلت حملتها لكشف الحقائق لتظهر علاقة المدرب مع ريناتا على الملأ للجميع وهنا يخرج المدرب وينكر تماما معرفته من الأساس بريناتا.
وهنا كان الخطأ ربما الأكبر في حياة مدرب البرازيل. عليك ألا تغضب امرأة أبدا..
جُن جنون ريناتا لتقرر الخروج والحديث مع الصحف وتتهم لوكسمبورجو بالتحايل واستغلال نفوذه كما كلفت محاميها برفع قضية ضد المدرب لتطالبه بدفع 500 ألف دولار كتعويض لرواتب متأخرة لم يسددها لها عندما كانت وكيلة أعماله.
ريناتا لم تتوقف هنا لتفجر فضيحة كبرى تتعلق بصفقات يجريها المدرب لحسابه الشخصي نظير بيع اللاعبين لفرق مختلفة.
اقرأ أيضا: شعوب المونديال - فاشية موسوليني التي صنعت من معاناة الطليان مهمة وطنية وفخرا زائفا
كشف المستور من خبايا الفساد
لوكسمبورجو لم يجد أمامه أي شيء يفعله أمام الرأي العام البرازيلي المنقلب تماما ضده إلا أن ينجح في تغيير ذلك عن طريق التتويج مع البرازيل بدورة الألعاب الأولمبية في سيدني.
ولكن ذلك لم يحدث بعدما ودع منتخب السامبا منافسات البطولة من الدور ربع النهائي أمام الكاميرون.
فضيحة ريناتا + فضيحة الكاميرون = طرد المدرب من منصبه + كشف المستور من خبايا الفساد في كرة القدم في البرازيل.
الجميع كان يعلم أن الفساد ينخر في جذور اللعبة الأهم في البرازيل فالاتحاد لا ينجح في تنظيم بطولات محترمة كما أن معظم اللاعبين الجيدين يلعبون خارج البرازيل.
ما كان يُصبر الجميع على هذا الفساد أن المنتخب يحقق الألقاب، ولكن تلك الألقاب والانتصارات توقفت لتقرع ناقوس الخطر.
مجلس الشيوخ في البرازيل تحرك وطلب التحقيق بشكل رسمي في فساد الكرة البرازيلة. التحقيق اتخذ شكل هيئة برلمانية عليا، وهي للعلم، هيئة تتجاوز سلطاتها سلطات الشرطة ولها الحق في الإطلاع على ملفات الشرطة والحسابات البنكية وسجلات الضرائب وكل شيء.
التحقيقات لم تتوقف عند ريناتا واتهاماتها القوية جدا، ولكنها فتحت ملفات قديمة. وهو ملف تورط "ناريكي" في خسارة البرازيل لكأس العالم.
فُتح الملف من جديد ومنح مجلس الشيوخ تفويضا مفتوحا للنائب الشيوعي الذي بدأ الأمر منذ البداية والذي قرر استدعاء أهم الشخصيات التي كانت على علاقة بالأمر لأخذ أقوالهم.
اقرأ أيضا.. (في ظل أبطال المونديال – الحمام الزاجل الذي خلد تاريخ البرازيل في كأس العالم)
الاستجواب الأول.. مرض رونالدو
بعد عامين من خسارة النهائي، بدأ استجواب الشهود حول واقعة مرض رونالدو. أول الشهود كان المدرب زجالو (مدرب المنتخب في النهائي).
قبة البرلمان تعج بالنواب والصحفيين ويبدأ زجالو حديثه. في البداية كان هادئا ويتحدث كأنه في حوار تليفزيوني قبل أن يعرض نسخة من صحيفة برازيلية تدعي أن "زجالو يحاول إلغاء التحقيق" ليبدأ في الصراخ.
صراخ متتالي من زجالو يهاجم فيه الصحيفة ويتهمها بالكذب والكل يحاول تهدئته وهو يستمر في الصراخ "تريدوني أن أصمت بعد كل ما قيل عني.. ما هذا الجنون؟ كيف أصمت؟ لا لا".
ليتدخل النواب ويبدأ زجالو صاحب الـ 69 عاما في الهدوء قليلا ويبدأ سرد قصة رونالدو..
"تناول المنتخب الغداء في ذلك اليوم وصعد الجميع إلى غرفتهم للراحة بينما أنا أخدت أشاهد شريطا مصورا لمباراة فرنسا في نصف النهائي".
"بعدها بقليل سمعت بعض الضوضاء خارج الغرفة ولكنني اعتقدت بأنها ضوضاء من بعض مشجعي فرنسا وقررت أن أنام".
"في الخامسة، استيقظت وخرجت من غرفتي لأتفاجأ بخبر مرض رونالدو وفي المساء قمت بإرساله إلى المستشفى لمعرفة ما يجري".
"في ذلك الوقت حددت بالفعل اللاعب الذي سيشارك بدلا من رونالدو وبدأت أشجع المنتخب لتحقيق الانتصار وأذكرهم عندما انتصر السامبا بمونديال 62 حتى بعد غياب بيليه بسبب الإصابة".
"لكن قبل المباراة بـ40 دقيقة تقريبا ظهر رونالدو في أرض الملعب وكان متحمسا وقال لي: نتائج الفحوصات بالكامل سلبية. أريد أن ألعب المباراة. ووافقت على طلبه".
هنا انهال النواب الموجودون في القاعة عليه بالاسئلة حول قراره بإشراك اللاعب رغم علمه بمرضه ولكن رد المدرب جاء غاضبا..
"لنعكس الأمر. إذا منعت رونالدو من اللعب وخسرنا المباراة لاتهمني الجميع بالتقصير وعدم تقدير الموقف. وقال الجميع وقتها "كيف لا يلعب رونالدو وهو الأفضل في العالم".
وتابع صارخا "لقد سألت رونالدو إذا كان يريد الخروج من الملعب بين الشوطين ولكنه رفض. ماذا كان علي أن أفعل؟".
"الفحوصات التي قام بها لم تظهر أي مشاكل. إذا كنتم تبحثون عن أسباب لهزيمتنا في هذا اليوم، فبالتأكيد ليس مشاركة رونالدو".
لينتهي بعدها استجواب اليوم الأول بعد أكثر من 5 ساعات.
الاستجواب الثاني.. جثة رونالدو
وجاء اليوم الموعود ليمثل اللاعب ألفيس إدموندو دي سوزا أمام لجة التحقيقات.
إدموندو كان اللاعب الذي قرر المدرب أن يشركه في المباراة بدلا من رونالدو قبل أن يغير قراره.
ليبدأ إدموندو سرده للقصة الكاملة لمرض رونالدو..
"بعد فترة الغداء، صعد الجميع إلى غرفهم الخاصة وكنت في غرفتي رفقة دوريفا بينما في الغرفة المجاورة يوجد كارلوس ألبرتو ورونالدو".
"الساعة الثالثة بعد الظهر فجأة اندفع كارلوس ألبرتو إلى الغرقة قائلا: "النجدة.. فليساعدني أحد.. رونالدو يموت!!".
"خرجت من الغرفة مسرعا وأخذت أطرق على أبواب كل الغرف لطلب المساعدة، ودخلت إلى غرفة رونالدو لأرى مشهدا مخيفا للغاية".
"رونالدو ممدودا في سريره ويرتعش بشدة ويضرب نفسه بكلتا يديه. لم نقدر على فعل أي شيء ولم نقدر على إيقافه".
"فجأة خرجت الرغوة البيضاء من فمه بكثرة لينهال عليه سيزار سامبيو ويحاول فتح فمه لتحرير لسانه حتى لا يختنق ويموت".
"وبالفعل ينجح سيزار في ذلك ليبدأ جسد رونالدو في الهدوء شيئا فشيئا. ويصمت تماما وكأنه تحول إلى جثة".
"أطباء المنتخب وصلوا، وقتها ظهر رونالدو وكأنه يغط في نوم عميق للغاية ومن هنا فلم يجد الأطباء ما يفعلونه لنتركه ونذهب إلى غرفة أخرى. الأطباء طلبوا مننا إلتزام الهدوء حتى لا يتسرب الخبر للخارج".
"كنا في حالة قلق شديدة للغاية ورأيت أعضاء المنتخب يتناوبون للمرور على غرفة رونالدو".
"حتى حان موعد وجبة السادسة في مطعم الفندق. الكل حضر باستثناء رونالدو في البداية ولكنه وصل بالفعل واتخذ مكانه جالسا دون أن يتحدث مع أي أحد وقد ظهر وكأنه عاد من الموت وفي حالة مرض شديد جدا".
"الطبيب ذهب إلى رونالدو ليخبره بأن عليه إجراء بعض الفحوصات قبل المباراة. رونالدو غضب بشدة وأصر أنه يريد أن يلعب فوعده الطبيب بأنه سيسمح له بذلك إذا كانت النتائج سلبية".
هنا يتدخل أحد النواب ليقطع حديث إدمندو ويسأله (متى وصل زجالو إلى موقع الحدث؟).
ليرد اللاعب: "وصل خلال عشر أو 15 دقيقة".
إجابة مثيرة للغاية والسبب أن زجالو في جلسة الاستجواب الأولى أشار إلى موعد حضوره بعد الحدث بـ3 ساعات وليس 15 دقيقة.
فأيهما يكذب ولماذا؟
اقرأ أيضا.. (فضائح تحكيمية في المونديال – انتقام بلاتر و6 كيلوجرامات من الهيروين)
الجلسة الأهم.. رونالدو يتحدث
الجمهور يتزاحم خارج القاعة التي تعج بعدد كبير للغاية من الصحفيين والسبب هو رونالدو.
رونالدو يدخل إلى قاعة البرلمان للاستجواب ومعه ألدو ربيلو نائب الاتحاد وقتها.
ويبدأ رونالدو في رواية الأحداث..
"استيقظت في الخامسة بعد الظهر للانضمام إلى زملائي في المطعم. لاحظت أنهم يعامولني بغرابةّ".
"لا أتذكر أي شيء عن الحالة الغامضة التي أصابتني ولم أعرف من الأساس سبب قلق زملائي".
أحد النواب يقطع حديث رونالدو ليسأله (متى وصل زجالو إليك؟)
ويجيب رونالدو بكل ثقة "لقد كان هناك ما هو أهم بكثير يشغل بال الجميع غير توقيت قدوم رجالو إلى غرفتي".
إجابة رونالدو الواثقة قتلت كل محاولات النواب لفتح الحديث مجددا عن زجالو ولكنها إجابة أغضبتهم أيضا لتبدأ أسئلتهم القوية لرونالدو.
نائب: هل أنت من عينك المدرب لمراقبة زيدان في الكرات الثابتة؟
رونالدو: لا أتذكر من كان المسؤول عن ذلك.
نائب: ما هي بنود عقدك مع نايكي؟
رونالدو: البنود سرية لا أقدر على كشفها.
نائب: نريد معرفة تلك البنود..
رونالدو يبدأ الغضب "أنا لست هنا للدفاع عن نايكي ولا عن الاتحاد البرازيلي ولا عن أي شيء أنا فقط أقول الحقيقة".
"عقد نايكي يخدم الكرة البرازيلية بطريقة غير مسبوقة وعلاقتي معهم جيدة جدا ولم يطلبوا مني سوى أن أرتدي أحذيتهم وأسجل الأهداف. وهذا ما أفعله".
نائب: لماذا خسرنا نهائي كأس العالم؟
هنا فقد رونالدو هدوئه تماما ليبدأ بالصراخ بلا أي توقف.
"لماذا خسرنا؟ لماذا خسرنا؟ هل تريدون أن تعرفوا لماذا خسرنا؟ خسرنا لأننا لم ننتصر!! هذا كل شيء".
"نعم في رياضة كرة القدم هناك مكسب وهناك خسارة. لقد انتصرنا عشرات المرات ولم يسأل أي أحد عن سبب الانتصارات".
وتنتهي جلسة رونالدو..
اقرأ أيضا.. (ضحايا المونديال - مدرب اليابان ينقلب على "الملك كازو")
الفضائح مستمرة
مع توالي الخسائر على المنتخب البرازيلي كانت تتوالى الفضائح.
لم يكن يمر أي يوم في الصحف البرازيلية دون صحفات تتحدث عن فضيحة جديدة في المنتخب.
وخرجت شهادة ريناتا ألفيس للعلن أمام الجميع والتي كشفت من خلالها "يوجد أحد المنازل في مدينة ريو يطلقون عليه اسم "سفارة" ويلتقي فيه العديد من المدربين والوكلاء ورؤساء الأندية من أجل عقد صفقات ودفع عمولات ولوكسمورجو كان يحصل على أموال مقابل بيع اللاعبين بالدولار وكان يحقن كرات القدم التي يسافر بها المنتخب للخارج، بمادة تشبه الكوكايين".
شهادة نارية جديدة فتحت النار على الكرة البرازيلية. شبكة التحقيقات تخطت مجرد أزمة عقد نايكي مع الاتحاد البرازيلي لتصل إلى كل المعاملات التجارية والمالية للاتحاد. ليقرر النائب إرسال وفدا إلى أوروبا للتحقيق في أزمة الإتجار باللاعبين من دون السن القانونية.
الوفد الأوروبي عاد باللاعب فابيو فاريا دورس سانتوس صاحب الـ16 عاما والذي أخبر الوفد أن وسيطا برازيليا قام بتهريبه إلى بلجيكا ووعده باللعب في أحد الفرق هناك ولكنه تركه وحيدا ليقضي 8 أشهر يعاني من الفقر والتشرد.
التحقيقات أظهرت صورة سوداء للكرة البرازيلية وكأنها بازار مفتوح لمقاضية لاعبي كرة القدم في مقابل مصالح شخصية.
وانتهت التحقيقات في مايو 2001 بعد سماع أكثر من 125 شاهدا في أكثر من 60 جلسة استماع لم يتم الوصول خلالهم لأي دليل يدين شركة نايكي.
ولكن اتهامات بالجملة وجهت نحو رؤساء الأندية. التقرير النهائي للجنة المكون من أكثر من 686 صفحة، اتهم 33 شخصا بجرائم مختلفة من بينهم رئيس الاتحاد الذي اتهم بالتهرب من الضرائب وإخفاء معلومات وتضليل العدالة والتزوير واستعمال أموال الاتحاد لأغراض خاصة.
حادثة رونالدو كانت مجرد المحرك الأول لتحقيقات القرن التي كشفت وابل من الفساد الذي يدمر الكرة البرازيلية.
الخطوة الواحدة التي كانت متبقية هي أن يتم التصويت في المجلس بالموافقة على تقرير النائب الشيوعي ومحتواه ليحول رسميا إلى مكتب المدعي العام.
وعاش رؤساء الأندية أسوأ أيامهم في تلك الفترة إذ تحول الرأي العام بالكامل ضدهم ولم يعد يستمع أي أحد إلى تبريراتهم حتى بعدما نشروا إعلانات مدفوعة الأجر في الصحف المحلية لتكذيب ما جاء في التقرير.
البعض حاول رشوة بعض النواب لعدم التصويت ومنهم من قرر الاستقالة من المجلس حتى لا يقع أي أحد في فخ الرشوة.
وفي النهاية تم التوصيت لصالح التقرير بأغلبية ساحقة وكانت تلك الخطوة أعظم هزيمة تلقاها كل القائمين على الاتحاد البرازيلي.
الشفافية انتصرت لينتج عن التقرير تغييرات جذرية في الحياة البرازيلية. انتخابات أطاحت بالجميع ومازالت حتى الآن بعض القضايا مستمرة.
أما الاتحاد البرازيلي فقد نقل مقره بعيدا عن عيون الجماهير..
** المصادر: كتاب Futebol: the brazilian way of life
اقرأ أيضا.. (شعوب المونديال - البرازيل 1950.. حلم التحول إلى دولة عظيمة انتهى على كابوس الماراكانا)
اقرأ أيضا.. (حكايات المونديال - رجل أنقذ كأس العالم من دمار الحرب العالمية الثانية)
اقرأ أيضا.. (شعوب المونديال - حين اختلطت صرخات الفرح والألم معا في عهد خونتا الأرجنتين)
طالع أيضا
بالفيديو – في مباراة الـ3 ركلات جزاء.. مازيمبي يهزم وفاق سطيف
تركي آل الشيخ يعتذر عن عدم قبول الرئاسة الشرفية للزمالك
أبو تريكة: أنصح رمضان صبحي بعدم الاستمرار مع ستوك
مرتضى يكشف إتمام الاتفاق مع جروس
قصص المونديال المنسية – رجل مطاطي لم يتوج بكأس العالم