لا شك أن ريال مدريد بقيادة فنية من زين الدين زيدان قد صنع التاريخ بالفعل بغض النظر عن أي تفاصيل فنية.
الفريق الملكي يبدو على مقربة من التتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ13 تاريخيا، وللمرة الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق، ولكنه عادل بالفعل رقم مهم
بالوصول للمباراة النهائية للسنة الثالثة على التوالي، ليكرر ما فعله يوفنتوس وميلان الإيطاليين في تسعينيات القرن الماضي.
أرقام عظيمة لكنها لا تقلل من مجهود بايرن ميونيخ الذي قدم أداء كبيرا استحق عليه بطاقة نهائي كييف، ولكنه فقد الفرصة بسبب تفاصيل صغيرة للغاية.
خسر البافاري فرصة الوصول للمباراة النهائية، ولكن لا يمكننا القول أنه قد وقع في الكثير من الأخطاء، في حين أن الريال بالغ قليلا في الحذر وتأمين النتيجة، وربما كانت مجاذفة لكنها نجحت في النهاية بشكل أو بآخر.
من تألق في سهرة "سانتياجو برنابيو" ومن استحق أن يسلط عليه الضوء؟
نظرة على أبرز ملامح مواجهة إياب نصف النهائي بين ريال مدريد وبايرن ميونيخ وبعض التفاصيل الفنية في هذا التقرير من FilGoal.com.
- اعطوا نافاس حقه
لن نتكلم عن تصدياته في مباراة الذهاب في ميونيخ.
الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، من جديد، يقدم ردا قويا في أرض الملعب يدلل به على استحقاقيته أن يكون حارسا أساسيا لفريق بحجم ريال مدريد.
لا جدال أنه يقع في بعض الهفوات، والتي قد يقع فيها أي حارس في العالم، ولا جدال كذلك على أنه لم يكن موفقا أمام يوفنتوس في إياب ربع النهائي.
لكن إن سألت من أكثر المساهمين في تأمين وجود الملكي في المباراة النهائية للعام الثالث على التوالي؟
الإجابة بالتأكيد ستكون كيلور نافاس.
رقميا، قام نافاس بـ8 تصديات ناجحة خلال أحداث المباراة، ويمكنك أن تدلل على أهمية عظمة كل تصدي إن تابعت المباراة جيدا.
تصديان حاسمان على الأقل خلال الشوط الثاني كانا لأهداف محققة، لم يكن ليلام عليها لو هزت شباكه.
قام نافاس كذلك بإبعاد 3 كرات بقبضة يده وخرج لإمساك كرة عرضية وحيدة بشكل ناجح.
نهائيان سابقان شارك بهما نافاس وساهم في تتويج الفريق باللقب، فهل يكون مساهما في لقب تاريخي ثالث؟
علينا الإنتظار حتى 26 مايو لمعرفة الإجابة في مدينة كييف الأوكرانية.
- تياجو ألكانتارا .. هل قدم الأداء الأعظم في مسيرته؟
خلال متابعة بعض التعليقات على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، لاحظت أحدهم يصف أداء الإسباني تياجو ألكانتارا، لاعب وسط بايرن ميونيخ، بأنه الأفضل له في مباراة كبيرة، وقد اتفق مع ذلك.
مستويات تياجو معروفة منذ عدة سنوات، عندما استقطبه بيب جوارديولا من برشلونة إلى البافاري واعتمد عليه في غالبية فترته في ميونيخ.
رحل بيب، ولكن استمر تياجو بألوان البافاري ليمتع المتابعين في الدوري الألماني، ولكن عندما يحين موعد كبير في دوري أبطال أوروبا على سبيل المثال، لم يكن تياجو بنفس الكفاءة.
اليوم، قدم تياجو كل شئ دفاعيا وهجوميا.
هجمة مرتدة سريعة لريال مدريد خلال الشوط الأول مع ارتداد ضعيف وتمركز سئ من أعضاء خط دفاع بايرن ميونيخ. من يتواجد في المكان السليم لاعتراض تمريرة للفريق الإسباني كان من الممكن أن تصبح صناعة لهدف؟
إنه تياجو ألكانتارا الذي ينتزع الكرة ثم يلتف ليبدأ هجمة لفريقه بدلا من تشتيتها بلا طائل.
نجح تياجو في الفوز بـ5 التحامات من أصل 13 محاولة قام بها خلال مباراة اليوم، كما أتم 3 مراوغات بشكل ناجح بنسبة 100% من أصل محاولاته، وأتم 93 تمريرة سليمة بنسبة دقة بلغت 92%.
8 كرات طولية دقيقة من أصل 12 مررها تياجو لزملائه في الأمام، كما لعب كرة عرضية وحيدة سليمة من أصل محاولتين.
إن كان هناك منتصرا في نزال وسط الملعب في تلك المواجهة، فغالبا سيكون بايرن ميونيخ، وبجانب مجهودات كورينتين توليسو وإسهامات جيمس رودريجيز الهجومية، فإن العامل الأساسي وصمام الأمان في تلك الغلبة في وسط الملعب هو الإسباني ألكانتارا.
- جيمس رودريجيز .. لم تكن ضربتك كافية
سجل التعادل في شباك فريقه السابق ورفض الاحتفال، وأضاع فرصة محققة مع نهاية الشوط الأول بغرابة، ولكن يظل الكولومبي رودريجيز أفضل من قدم مردودا أمام ريال مدريد على مدار مباراتي الذهاب والإياب.
القدرة على الظهور لاستلام الكرة من لاعبي الوسط والتقدم بها وسط المساحات الضيقة، مع تنفيذ تمريرات سليمة وتحقيق الخطورة على المرمى، كل ذلك هو رأس مال رودريجيز الأساسي الذي عاد لإكتشافه من جديد مع بايرن ميونيخ طوال هذا الموسم.
بلغت نسبة تمريرات جيمس الدقيقة 82% بواقع 63 تمريرة سليمة، كما أتم مراوغة وحيدة ناجحة، وتواجد على الأطراف كثيرا فأتم عرضيتين صحيحتين من أصل 9 محاولات.
ساهم رودريجيز دفاعيا كذلك فاستخلص الكرة في 3 مناسبات بشكل ناجح واعترض تمريرة أخرى للاعبي ريال مدريد بشكل ناجح كذلك، كما ربح في 6 التحامات بشكل سليم من أصل 12 محاولة.
خرج رودريجيز في الدقيقة 84 من عمر المباراة ليعوضه لاعب الارتكاز الإسباني خافي مارتينيز، وهو التبديل الذي لاقى استعجابا كبيرا من المتابعين، ولكنه ربما كان لهاينكس فكرة معينة أراد تنفيذها لخطف هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، ولم يكن اللاعب الكولومبي جزء من تلك الخطة.
- كريم بنزيمة .. تخصص في إقصاء البافاري
وكأن الفرنسي كريم بنزيمة يهوى التسجيل في شباك بايرن ميونيخ عندما يلتقيان في نصف نهائي دوري الأبطال.
في موسم 2013/2014، انتصر الملكي بهدف نظيف في سانتياجو برنابيو وكان بتوقيع بنزيما، وفي مباراة اليوم يسجل بنزيمة في مناسبتين في واقعة نادرة هذا الموسم، ليساهم بشكل رئيسي في تأهل الملكي للنهائي الثالث على التوالي.
المهاجم الفرنسي يواجه الكثير من الانتقادات على الدوام بسبب مستواه مع ريال مدريد، وحدة الانتقادات بلغت أقصاها هذا الموسم، ولكنه عاد يرد في اليوم الأهم للفريق منذ بداية الموسم.
الأمر لا يتوقف عند التهديف فقط، فالفرنسي قدم مستوى كبير في الهجوم ليقوم بدور المحطة ويتواجد في أكثر من مكان في الثلث الأمامي على مدار المباراة، ويأتي يمينا ويسارا لمساندة الظهيرين المتقدمين هجوميا، كما أنه كان قويا بشكل كافي في الالتحامات فربح 6 من أصل 18 محاولة التحام.
أتم بنزيمة 4 مراوغات بشكل سليم وسدد مرتين على المرمى كانتا في لقطتي هدفي الملكي، وأتم 24 تمريرة سليمة بدقة بلغت 72%.
ربما لا يستمر بنزيمة على هذا المستوى فيما تبقى من الموسم، ولكن ذلك لا يقلل من رصيد ما قدمه في مواجهة اليوم، والتي شهدت محدودية كبيرة في حلول زين الدين زيدان الذي اتفقد إسكو للإصابة.
- حلول محدودة .. وأخرى متأخرة
شاهدنا ناتشو يحل بديلا لأسينسيو في الدقائق الأخيرة ليلعب كظهير الأيمن وينال لوكاس فاسكيز حريته نحو الهجوم أخيرا.
كظهير أيمن، وفي ظل غياب كارفاخال، لم يكن فاسكيز هو الحل الأمثل ولكنه أبلى حسنا وحد بشكل كبير من خطورة ريبيري والجانب الأيسر ككل.
ربح فاسكيز 8 من أصل 13 محاولة التحام، واستخلص الكرة في 4 مرات بشكل سليم كما اعترض تمريرتين للاعبي البايرن وشتت الكرة من مناطق الخطورة في مناسبتين بشكل مثالي.
بما أن ناتشو كان سليما .. لماذا لم يبدأ به زيدان ويكسب فاسكيز هجوميا؟
ربما الإجابة هي أن المدافع الإسباني الدولي لم يكن سليما بنسبة 100% ولم يرد المدير الفني الفرنسي المخاطرة بالبداية به حتى لا يخسره على المدى البعيد، فاعتمد فاسكيز كحل أساسي، وبقى ناتشو خيارا بديلا للتأمين.
احتفظ زيدان بكاسيميرو كذلك كورقة رابحة على دكة البدلاء، وبدأ بماتيو كوفاسيتش الذي أبلى حسنا.
إن نظرت لأرقام اللاعب الكرواتي الشاب فستجده قد أبلى حسنا، ولكن الواقع في أرض الملعب كان وجود مساحة كبيرة ما بين لاعبي وسط ريال مدريد والخط الدفاعي من خلفهم، وهو ما استغله جيمس رودريجيز خير استغلال مسببا المتاعب للنادي الملكي.
متى يشارك كاسيميرو؟ .. سؤال ظل على كل لسان خلال الشوط الثاني، حتى شارك الارتكاز البرازيلي أخيرا في الربع ساعة الأخيرة لتضييق المساحات على البافاري وتأمين نتيجة التعادل التي كانت كافية للتأهل.
بدت كلها تعديلات روتينية محدودة في تشكيل ريال مدريد الذي يعاني طوال الموسم من ضعف قائمة بدلاءه، وهو ما يتحمله زين الدين زيدان بدرجة كبيرة أكثر من أي شخص آخر.
الحلول بدت محدودة كذلك لدى يوب هاينكس وبالأخص مع وجود العديد من الإصابات، فمن أجل الزحف الهجومي لم يجد سوى ساندرو فاجنر لدعم ليفاندوفسكي الذي لم يكن في حالته تماما على مدار المبارتين.
وبحثا عن هدف التأهل، ربما لم يجد سوى خافي مارتينيز ليشركه كبديل لجيمس رودريجز الذي استهلك بدرجة كبيرة، واعتمد في الدقائق الأخيرة على الكرات الطولية الساقطة في منطقة جزاء ريال مدريد، على أمل أن تتحول إحداها إلى الشباط بطريقة أو بأخرى.
بايرن ميونيخ سيطر وقدم مستوى كبير إيابا بالتحديد، ولكن ربما كانت تعديلات هاينكس الأخيرة هي ما قللت من ريتم لعب الفريق وقللت من فرص خطف هدف الفوز.