قصص المونديال المنسية - رجل أنقذ كأس العالم من دمار الحرب العالمية الثانية
الأربعاء، 02 مايو 2018 - 11:53
كتب : عمرو عبد المنعم
اندلعت شرارة الحرب العالمية الثانية وأصبح العالم في حالة من الفوضى وكرة القدم لا تسير بانتظام.. توقفت بطولات المونديال والكأس الذهبية في خطر الضياع والدمار.
الحرب والدمار في جميع بلدان أوروبا والحفاظ على أي شيء أمر صعب للغاية بما في ذلك كأس العالم التي يحصل عليها بطل المونديال.
البداية من نسخة البطولة عام 1934 عندما استضافت إيطاليا كأس العالم بمشاركة 16 منتخبا، ليفوز المنتخب الإيطالي بلقب المونديال بالتغلب على تشيكوسلوفاكيا في النهائي بهدفين لهدف ويحصل الأزوري على الكأس الذهبية.
بسبب فوزه بمونديال 1934 تأهل منتخب إيطاليا لكأس العالم 1938 في فرنسا ليفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي بالانتصار على المجر بنتيجة 4-2 ويكون أول منتخب يحقق اللقب مرتين متتاليتين.
وعاد منتخب إيطاليا إلى بلاده حاملا كأس العالم وبعد أقل من عام بدأت الحرب العالمية في 1939.
ولكن.. أين اختبأ كأس العالم خلال الـ12 عاما وهي فترة توقف بطولات المونديال بسبب الحرب العالمية الثانية وحتى عودة المونديال عام 1950؟
الإجابة عند أوتورينو باراسي.. هذا هو الشخص الذي استطاع الحفاظ على كأس العالم من الضياع والدمار لمدة 12 عاما خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
الدكتور أوتورينو باراسي أحد المسؤولين عن الرياضة في إيطاليا، بدأ مسيرته الرياضية بالمشاركة في تنظيم كأس العالم 1934 في إيطاليا، ثم أصبح مفوضا للاتحاد الإيطالي لكرة القدم عام 1944 ورئيسا للاتحاد عام 1946، وأيضا نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
في هذه الفترة غزا الجيش الألماني معظم البلدان الأوروبية ما جعل الاتحاد الإيطالي يخاف من ضياع كأس العالم أو سرقته أو تعرضه للدمار، لذلك وضع الاتحاد الكأس داخل صندوق وتم وضعه وديعة في أحد البنوك في روما.
وهنا أوتورينو كان له رأي آخر للحفاظ على الكأس من الدمار بسبب الحرب ولم يقتنع أبدا بفكرة الحفاظ على الكأس في البنك.
ذهب أوتورينو إلى البنك الذي يوجد به كأس العالم في روما وأخذ الكأس سرا دون أن يعلم أحد.
كأس العالم أصبح في حوزته ومهمته الآن الحفاظ عليه من دمار الحرب.
بطريقة غريبة قد يتعجب منها البعض استطاع أوتورينو الحفاظ على الكأس.
ذهب أوتورينو بكأس العالم إلى منزله وجاء بأحد صناديق حفظ الأحذية ووضع بها الكأس ثم وضع الصندوق أسفل الفراش في غرفة النوم الخاصة به في منزله.
طلب هتلر تنظيم بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 1942 وكلف ضباط الجيش الألماني بالبحث عن الكأس في إيطاليا لجلبه إلى ألمانيا من أجل تنظيم البطولة.
صباح أحد الأيام عام 1941 ذهب مجموعة من ضباط الشرطة السرية الألمانية إلى منزل أوتورينو للبحث عن كأس العالم.
الضابط الألماني: أين كأس العالم تكلم؟
الدكتور أوتورينو: لا أعلم ربما أرسله الاتحاد الإيطالي إلى ميلان.
رجال الشرطة الألمانية يفتشون كل أركان منزل أوتورينو بحثا عن الكأس.
ينظر أحد رجال الشرطة تحت السرير ويجد صندوقا خشبيا.
يتوقف قلب أوتورينو وفي عقله يقول "إنها النهاية سيجدون الكأس".
يقوم الضابط الألماني ويذهب بعيدا عن السرير.. من المستحيل أن يوجد كأس العالم في صندوق خشبي خاص بالأحذية.
يتنفس أوتورينو الصعداء ويعود قلبه للعمل بشكل طبيعي.
يرتفع صوت الضابط الألماني: كأس العالم لا يوجد هنا.. علينا الذهاب الآن.
في عام 1943 تلقت ألمانيا سلسلة من الهزائم في الحرب العالمية الثانية ومعها حليفتها إيطاليا إلى أن استسلمت إيطاليا لدول الحلفاء وأصبحت تحت الاحتلال.
لكن كأس العالم ظل في مكانه داخل صندوق الأحذية تحت الفراش في غرفة الدكتور أوتورينو طيلة هذه السنوات وبهذه الطريقة استطاع الحفاظ على الكأس من السرقة أو الدمار أو الوقوع في يد قوات الاحتلال في إيطاليا أو حتى الجيش الألماني.
بعد ذلك وخلال عام 1943 سلم باراسي كأس العالم إلى الاتحاد الإيطالي الذي بدوره سلمه إلى المحامي جيوفاني ماورو وهو أحد رجال كرة القدم في إيطاليا، والذي سلم الكأس إلى صديقه ألدو تشيفيني وهو لاعب كرة قدم سابق في ميلان وإنتر، وهو الذي أخفى كأس العالم في منزله الريفي في إقليم بريمباتي دي سوبرا لمدة 4 سنوات.
انتهت الحرب العالمية في عام 1945 وظلت أوروبا عدة سنوات في حالة من الفوضى وتم تسليم كأس العالم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1947 من أجل إقامة البطولة في البرازيل عام 1950.
تولى الدكتور أوتورينو باراسي بناء على طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم مهمة مساعدة البرازيل في تنظيم بطولة كأس العالم عام 1950، المهمة الذي نفذها أوتورينو بنجاح.
بعد كأس العالم 1950 تم تعيين أوتورينو باراسي عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1952 وظل في هذا المنصب حتى وفاته عام 1971.
ويظل العالم بالكامل يدين بالشكر للدكتور أوتورينو الذي استطاع الحفاظ على كأس العالم خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
طالع أيضا:
تركي آل الشيخ: مستعد لدعم الأهلي بجهاز فني عالمي ولاعبين أجانب على مستويات عالية
بعد وداع دوري الأبطال - مولر: ليس علينا الشعور بالخجل ولكن
محمود عاشور يدير مباراة الزمالك والإنتاج
الكشف عن – لماذا سيشارك كاسيميرو في نهائي دوري الأبطال رغم الإنذار