كلاسيكو يونايتد - في وداع الصديق اللدود.. الفصل الأخير في رحلة أرسين فينجر

المنافس الأول هو خصم الكلاسيكو الأخير .. سيناريو يكاد يكون مُعد مسبقا تنتهي به مغامرة أرسين فينجر في إنجلترا بعد 22 سنة في النصف الأحمر من لندن.

كتب : إسلام مجدي

الأحد، 29 أبريل 2018 - 13:14
فينجر ومورينيو

المنافس الأول هو خصم الكلاسيكو الأخير .. سيناريو يكاد يكون مُعد مسبقا تنتهي به مغامرة أرسين فينجر في إنجلترا بعد 22 سنة في النصف الأحمر من لندن.

ما بين أليكس فيرجسون وجوزيه مورينيو والبروفيسور الفرنسي، علاقة ثلاثية صعبة الفهم، ركائزها الأساسية التصريحات النارية و"قصف الجبهات" والاحترام المتبادل في النهاية.

هذه المباراة هي الـ60 له ضد مانشستر يونايتد، تاريخ كبير حملته تلك المواجهات، فرق من أعظم الفرق التي ظهرت في حقبة البريميرليج، سير أليكس فيرجسون ضد آرسين فينجر. لطالما حملت تلك المباراة معنى خاص.

ربما ذلك المعنى الذي حملته تلك المباراة منوط بأن الفريقين استمرا على القمة لسنوات، هما فقط كانا من الثوابت مع بداية حقبة "البريميرليج" حتى أتى جوزيه مورينيو.

آخر مباراة كبيرة متبقية لفينجر ضد خصم لطالما لعب ضده أفضل المباريات ويمتلك ضده الكثير من الذكريات سواء سعيدة أو مؤلمة ستكون ضد يونايتد بل ومدربه مورينيو.

هيمن مانشستر يونايتد وأرسنال على المنافسة في إنجلترا لعقد من الزمان بدء من 1993، وفازا بـ11 من أصل 12 لقبا للدوري فيما بينهما وفقط بلاكبيرن كان الوحيد الذي تخلل تلك المنافسة لموسم.

في الفترة من 1997 وحتى 1999 كان الصراع قد بدأ، أرسنال قد بدأ التطور فعليا مع مدربه الجديد آرسين فينجر وبشراكة هجومية بين إيان رايت ودينيس بيركامب ثم باتريك فييرا، تمكن فريق فينجر من حصد لقب الدوري بعد 10 مباريات متتالية من الفوز في مسابقة كلاسيكية بينه وبين مانشستر يونايتد ليفوز المدفعجية بالثنائية في 1997-1998.

قبل أرسنال كان يونايتد قد هيمن على إنجلترا وفاز بـ4 ألقاب دوري من آخر 5 مواسم، حتى أتى أرسنال، مرة أخرى نجح المدفعجية في حسم لقب الدوري عام 2001-2002، في ذلك الوقت كان هناك أكثر من متنافس ما بين سير أليكس فيرجسون وفينجر وبين باتريك فييرا وروي كين ومارتين كيون ورود فان نيستلروي.

قال فيرجسون عن فينجر في وقت سابق :"لقد أتى من اليابان إلى الكرة الإنجليزية والآن يخبر الجميع في إنجلترا كيف ينظمون كرة القدم لديهم، أعتقد أنه يجب أن يغلق فمه".

في ذلك الوقت خلال المؤتمرات الصحفية كان الصحفيون يقولون للمدربين "المدرب قال كذا" للحصول على رد قوي وهو ما انتقده فينجر بعد ذلك، خاصة وأن معظم التصريحات كانت خارج السياق.

بإمكاننا أن نحصي عددا من المباريات في الدوري الإنجليزي التي شهدت حبسا للأنفاس حتى صافرة الحكم ما بين آرسنال يونايتد، على سبيل المثال في الدوري عام 2003 حينما تعادلا بنتيجة 2-2 على ملعب هايبوري، تلك التي سجل ريان جيجز هدف التعادل في آخر لحظة فيها.

نتذكر أيضا تتويج مانشستر يونايتد باللقب هذا العام وتصريحات فيرجسون عن أنهم "هربوا بجريمة قتل"، أما فينجر فطالب بـ"وضع فريقه أمام جدار وإطلاق الرصاص عليهم".

وكذلك هناك معركة "البيتزا" بين لاعبي الفريقين والتي شهدت قذف فيرجسون بقطعة بيتزا من لاعب في أرسنال اعترف سيسك فابريجاس فيما بعد بأنه بطل الواقعة.

كل تلك الحروب "الجميلة" استمرت بين فينجر وفيرجسون من جهة، وآرسنال ويونايتد من جهة أخرى، كانت هيمنة من كل النواحي سواء على ألقاب الدوري أو النجوم، حتى أتى جوزيه مورينيو الوافد الجديد إلى الدوري الإنجليزي لتدريب تشيلسي. لم يعد الأمر يتمحور حول فريقين كبار أصبح هناك ثالث يطالب بحقه في المنافسة.

تعادل الفريقان في بداية حقبة مورينيو، لكنه كان يعرف جيدا أنه قادر على إزعاج فينجر أكثر من فيرجسون، خاصة وأن الفرنسي كان خصمه المباشر في العاصمة اللندنية وأرسنال كان كبير لندن وقتها، لذا مهمة مورينيو تركزت أكثر على فينجر.

بدا ذلك واضحا حينما قال ؟:"فينجر لديه مشكلة معنا، وأعتقد أنه ما تسمونه في إنجلترا بالمتلصص، إنه شخص يحب مشاهدة الآخرين".

أن تصف مدربا بالمتلصص وهو الذي حقق الدوري بلا هزيمة وأعاد أرسنال للواجهة ضمن الكبار بل كان يسيطر على إنجلترا، جعل ذلك الوضع يتغير ربما كانت التصريحات معهودة في إنجلترا كحروب كلامية لكن توجيه الإهانة المباشرة لم يكن معتادا في ذلك الوقت بهذه الطريقة.

رد فينجر "أعلم أننا نعيش في عالم لدينا فقط فائزون وخاسرون، لكن حينما تشجع الرياضة الأندية التي ترفض أخذ زمام المبادرة فالرياضة في خطر". كان ذلك تعليقا على تكتيك مورينيو.

استمر الأمر على هذا المنوال، وتلاشت بعض الشيء حقبة فينجر-فيرجسون، نظرا لأن مورينيو وضع الفرنسي في حالة حرب دائمة معه، سواء بأنه يتنمر بتشيلسي، أو يتحدث طيلة الوقت عن الفريق.

في المقابل كان فينجر يتحدث عن أن مورينيو انفصل على الواقع، مشيرا إلى أن هذا يحدث حينما "ينجح الأغبياء".

بعد اشتعال ذلك الصراع رحل مورينيو لتدريب إنتر ميلان وتحقيق أعظم إنجازاته على الإطلاق مع الفريق الإيطالي بعد بورتو، في حين أن فينجر وأرسنال لم يعودا كما كانوا، لم يعد ذلك الفريق الذي كان ينافس على الدوري بل اكتفى بالتواجد في المركز الرابع، لم يعد يضم بين صفوفه تيري هنري وباتريك فييرا وفريدي ليونبيرج ودينيس بيركامب ويانز ليمان وغيرهم، قلت جودة اللاعبين وأصبحت الأهداف محدودة للغاية وحتى وإن وصل الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال، فإنه اصطدم بمانشستر يونايتد وفريق شاب وقوي جدا ضم كريستيانو رونالدو كارلوس تيفيز وواين روني وغيرهم.

لم يجد يونايتد صعوبة في هز شباك مانويل ألمونيا بأربعة أهداف في مباراتي الذهاب والإياب، أما أرسنال فسجل هدفا وحيدا.

استمر يونايتد في القمة وينافس تشيلسي، ثم ظهر استثمار مانشستر سيتي، كل ذلك وأرسنال ظل ساكنا مع فينجر في المركز الرابع لم تعد المنافسة بتلك القوة. حتى أتت مواجهة 8-2 الشهيرة عام 2011.

"إنها مفاجأة حينما تواجه آرسنال فتتوقع مباراة صعبة، لكن لم يمتلكوا جودة في خط الدفاع أو الوسط فقط كان في الهجوم، كنا مهملين واهتممنا بتسجيل الأهداف تلو الأخرى، نحن راضون تماما عن الأداء".

"أعتقد أنه من غير العادل أن ننتقد فينجر، إنه يؤدي وظيفته، ما قام به لأرسنال وفلسفته قد منحوا الفريق لاعبين ممتعين للغاية".

"كما أنه باع لاعبين ممتازين أيضا، الناس ينسون ما قدمه، إنه عالم ساخر الذي نحيا فيه، وحينما تخسر مباريات قليلة فهم يحكمون عليك".

كانت تلك كلمات أليكس فيرجسون عقب ذلك الفوز التاريخي، الذي وعلى ما يبدو كان القشة التي قصمت ظهر البعير تواصل ترنح أرسنال لم يعد يتخطى دور الـ16 في دوري الأبطال واستمر في المركز الرابع.

مع كل تلك الأحداث وبعد عامين عاد مورينيو مرة أخرى لتدريب تشيلسي هذه المرة بوصف جديد، "المتخصص في الفشل".

وصل الأمر إلى حد الاشتباك بصورة شهيرة للغاية لمورينيو وفينجر كلاهما يشتبك مع الأخر بشكل غاضب للغاية، وفي الدرع الخيرية أهدى مورينيو ميداليته إلى طفل صغير بعد خسارته للدرع الخيرية من أرسنال بهدف أليكس أوكسلايد تشامبرلين.

لم تدم فترة مورينيو مع تشيلسي كثيرا، ورحل عن تدريب الفريق ليتولى بعد ذلك تدريب مانشستر يونايتد.

مورينيو واجه أرسنال فينجر 18 مرة فاز في 9 وتعادل في 7 وخسر مباراتين.

كمدرب لمانشستر يونايتد واجه مورينيو نظيره فينجر في 3 مباريات فاز في مباراة وخسر مباراة وتعادل مباراة.

لن يدوم الصراع طويلا ومورينيو في مقعد المدرب للشياطين الحمر نظرا لأن فينجر قد أعلن عن رحيله بنهاية الموسم، ومواجهة يونايتد ستكون المباراة الأخيرة للفرنسي ضد فريق إنجليزي من الكبار، هكذا بدأت مسيرة فينجر كواحد من الكبار في عالم التدريب في صراع مع مانشستر يونايتد واليوم تنتهي بنفس الطريقة.

قال مورينيو في وداع فينجر :"لا تعلم الطريقة التي نحترم بها بعضنا البعض، قد يبدو الأمر صعبا في بعض اللحظات لكننا لا نكره بعضنا البعض".

أما فيرجسون فقال :" "أنا سعيد حقا من أجل فينجر، لدي احتراما كبيرا له وللعمل الذي قدمه في أرسنال".

"إنه دليل عظيم على موهبته واحترافيته وعمله الجاد الذي قدمه واستطاع تكريس 22 عاما من حياته في العمل الذي يحبه في وقت يمكث المدرب مع الفريق لموسم أو اثنين".

"ما قام به فينجر يوضح حجم الإنجازات التي حققها لخدمة ناد بحجم أرسنال".

"أنا سعيد لأنه أعلن رحيله في ذلك الوقت من الموسم لأنه يستحق الحصول على الوداع الذي يستحقه، هو بلا شك واحد من أعظم المدربين في الدوري الإنجليزي".

"أنا سعيد لكوني كنت منافسا له وزميل وصديق لشخص عظيم".