كتب : فادي أشرف ومحمد سمير
تعود القصة إلى عام 2001 عندما انبهرت رنيم الوليلي الطفلة ذات الـ12 عاما بأداء الماليزية نيكول دافيد ببطولة العالم تحت 19 عاما.
انبهار الطفلة رنيم الوليلي في ذلك الوقت باللاعبة الماليزية دفعها للاحتفاظ بـ (بوستر) لصورة نيكول دافيد وتضعه في غرفتها بالاسكندرية ليكون حافزا لها لأن تصبح يوما ما مثلها.
ولمن لا يعلم نيكول دافيد فهي أيقونة رياضة الاسكواش بالنسبة لمنافسات السيدات صاحبة العديد من الأرقام القياسية التي تحتاج اللاعبات لكثير من الزمن لتحطيمها.
فهي أكثر لاعبة تتويجا بلقب بطولة العالم للسيدات برصيد ثماني مرات وأكثر من تصدر التصنيف الشهري للعبة برصيد 112 شهرا منهم تسع سنوات متتالية كما حققت 81 بطولة في تاريخها.
في عام 2001 كانت بطولة العالم للناشئات تحت 19 عاما بماليزيا وشاركت رنيم الوليلي في المنافسة كأصغر لاعبة بالبطولة تبلغ من العمر 12 عاما وانبهرت بأداء اللاعبة الماليزية نيكول دافيد التي لم تخسر أي شوط منذ بداية البطولة حتى نهايتها.
وعلى هامش بطولة الجونة الدولية للاسكواش المقامة حاليا وتختتم منافستها غدا الجمعة تحدث FilGoal.com مع اللاعبتين المصرية رنيم الوليلي والماليزية نيكول دافيد حول ذلك.
البداية:
وقالت رنيم الوليلي لاعبة وادي دجلة الحالية: "شاهدت نيكول دافيد لأول مرة عام 2000 ببطولة بريطانيا المفتوحة للناشئات وكان عمري وقتها 11 عاما تعرفت عليها وشاهدت أداء مبهر منها جعلها تحصد اللقب بسهولة".
وأضافت رنيم "في عام 2001 كانت أول مشاركة لي ببطولة العالم رغم صغر سني لكني أشكر مدربيني فهم من أصروا على مشاركتي وفي الحقيقة استفدت الكثير وشاهدت نيكول دافيد عن قرب".
وتابعت رنيم "نيكول دافيد لم تحصد لقب البطولة فقط بل إنها لم تخسر أي شوط وكان مجموع الأشواط لها 27-8 كحد أقصى وحدث ذلك فقط في المباراة النهائية أمام أمنية عبد القوي".
وكانت نيكول دافيد قد حصدت لقب بطولة العالم للناشئات للمرة الثانية في تاريخها لتحقق إنجاز تاريخي وقتها كونها أول لاعبة تحصد لقب البطولة مرتين قبل أن تسير رنيم الوليلي على خطاها وتحقق اللقب عامي 2005 و 2007.
وأوضحت رنيم "انبهرت بأداء نيكول في البطولة وبشعبيتها الكبيرة في ماليزية إذ حضر العديد لمساندتها بالإضافة إلى طلب التصوير معها عقب المباريات".
واستطردت "عدت إلى مصر بصورة كبيرة لنيكول دافيد ووضعتها في غرفتها لتكون هي الهدف الذي أريد أن أسير مثله في ذلك الوقت".
التنافس واكتساح لنيكول:
بعد ذلك أصبح الثنائي نيكول دافيد ورنيم الوليلي في مرحلة الكبار ولكن الأفضلية كانت دائما للاعبة الماليزية وجمعت أول مباراة بينهما ببطولة هيليوبليس المفتوحة 2001 وانتهت بفوز نيكول بثلاثة أشواط نظيفة.
وبعد خمس سنوات مباراة جديدة تجمع الثنائي في بطولة الهند عام 2006 ولكن بنفس النتيجة نجحت الماليزية في حسم اللقاء.
وفي ذلك تقول رنيم "واجهت نيكول أكثر من مرة وكانت دائما ما تتغلب عليّ في البداية كان الأمر طبيعي بالنسبة لي".
وأضافت "بعد ذلك شعرت أن الأمر قريبا ولكن يحتاج لبعض المجهود، مزيد من المباريات بيننا ولكن دون فائدة الأفضلية دائما لها".
وتابعت رنيم "مع الوقت بدأت أشعر أنه من الصعب تحقيق الفوز على نيكول وربما من المستحيل أن تنجح أي لاعبة في الحصول على صدارة التصنيف إلا بعد اعتزالها".
وأوضحت رنيم "أعتقد أنني لعبت معها أربع مباريات وخسرت ثم 8 وخسرت أيضا ثم 30 -كرقم مبالغ- ولم أحقق الفوز".
وكانت رنيم الوليلي قد خسرت في أول 10 مواجهات بينها وبين نيكول دافيد منذ سبتمبر 2001 وحتى مارس 2012.
كيف تنهي هيمنة أسطورتك:
كانت البداية في سبتمبر 2012 ببطولة ماليزيا المفتوحة والمقامة على ملعب (نيكول دافيد أرينا) والذي سمي بذلك الاسم تقديرا لإنجازات البطلة الماليزية.
وقالت نيكول دافيد لـ FilGoal.com في ذلك الشأن: "في تلك البطولة شعرت بوجود جيل قوي من اللاعبات المصريات وأن هناك من يمكنه منافستي وتحقيق أرقام قياسية".
وقد حدث ذلك بالفعل ونجحت رنيم الوليلي في إيقاف هيمنة نيكول دافيد على البطولة والتي كانت قد حصلت عليها في سبع مرات متتالية لتفوز رنيم باللقب وقتها بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد وكان ذلك الفوز الأول في تاريخ رنيم على الماليزية نيكول دافيد وقد كان ذلك ببلادها على ملعب يحمل اسمها.
وقالت رنيم: "كان الأمر بمثابة الحلم بالنسبة لي كانت الأزمة أنني كنت قريبة جدا من وداع البطولة في نصف النهائي على يد لاعبة ماليزية أخرى تدعى لو ويرن".
وأضافت رنيم "وبعد أن وصلت للنهائي قلت لنفسي ما الذي سيحدث مثلا هل سأخسر المباراة؟ سيكون طبيعي هذه نيكول دافيد التي لم أتغلب عليها من قبل".
وتابعت "فدخلت المباراة دون تفكير في أي شيء وحققت فوزي الأول عليها ولقب البطولة التي سيطرت عليها لسبع سنوات متواصلة".
وقالت نيكول عن خسارتها الأولى أمام رنيم وعلاقة ذلك بالصورة التي وضعتها في غرفتها لأسطورتها نيكول: "الفوز بمباراة في دور مبكر يختلف تماما عن الفوز بلقاء يحصد لك بطولة".
وتابعت "الأمر كان مختلفا لرنيم فهي فازت بالمباراة وبالبطولة وحققت ذلك على لاعبة ربما تكون تأثرت بها منذ الصغر".
وأضافت نيكول "ذلك يعطيها حماس أكثر ودفعة لتكون في تحد جديد وعدم العودة للخلف وربما يكون قد حدث ذلك بالفعل".
وأتمت نيكول في تلك النقطة "بالنسبة لي دائما ما كنت أرى رنيم لاعبة رائعة وكانت تقدم مستويات جيدة ومع الوقت تطورت كثيرا وتستحق كل ما وصلت إليه ففي بطولة ماليزيا 2012 شعرت بالفعل قدرتها على حصد المزيد من البطولات والأرقام".
ولم تنه رنيم هيمنة نيكول دافيد على بطولة ماليزيا المفتوحة فقط بل نجحت في تحقيق ما هو أشبه بالمعجزة للاعبات الاسكواش وخطفت صدارة التصنيف العالمي من اللاعبة الماليزية في سبتمبر 2015 بعد هيمنة على القمة منذ أغسطس 2006 ومنذ صدارة رنيم لم تعد نيكول للقمة مجددا إذ تصدرت رنيم 4 أشهر ومثلهم للإنجليزية لورا ماسارو وعامين لنور الشربيني حتى الآن.
المستقبل:
ربما تكون نيكول دافيد في نهاية مشوارها ولكن لديها رصيد كبير من الإنجازات وبالحديث مع اللاعبات الناشئات من مصر أثناء بطولة الجونة اتفقت جميع اللاعبات على مثل أعلى وهدف للسير مثله من اللاعبات وهي "رنيم الوليلي".
وبسؤال رنيم عن ذلك قالت: "بالطبع ذلك شيء يشرفني أن أكون بالنسبة لعدد من اللاعبات الناشئات مثل أعلى مثلما كانت نيكول دافيد لي ولكن هل استحق ذلك في الحقيقة لا استطيع أن أحكم على نفسي".
وتابعت "بالنسبة لنا جميعا فنيكول دافيد أسطورة بمعنى الكلمة فخلال فوزي الأول عليها كان ذلك في ماليزيا وأفقدها اللقب ورغم ذلك استقبلت الهزيمة بابتسامة وأصرت على فتح باب الملعب لي لأخرج أولا.. ما تفعله كان مدهشا".
وأضافت رنيم "ليس ذلك فقط فلا أعتقد أنني رأيت نيكول عصبية بسبب خسارة بل تتعامل باحترافية كبيرة ورغم أي هزيمة إذا طلب أحدا التصوير معها توافق على الفور".
وبالنسبة للناشئات المصريات توضح رنيم "ربما لأنني أصبحت أكبر لاعبة سنا في الوقت الحالي فتأثيري أكبر عليهن مع ابتعاد أمنية عبد القوي قليلا وربما لاعتبارهن نور الشربيني كصديقة كونها قريبة من سنهن".
وواصلت رنيم "نيكول دافيد أسطورة بالتأكيد وستبقى كذلك بالنسبة لي أتمنى أن أكون عن حسن ظن من تريد أن تصبح مثلي يوما ما".
وأتمت مازحة "لكن أعتقد أنني أغضب كثيرا فربما إذا شاهدتني أحداهن عند قيادتي للسيارة لن أكون مثل أعلى بعد ذلك".
رنيم الوليلي هي حاليا في المركز الثاني بالتصنيف العالمي بينما أسطورتها منذ الصغر نيكول دافيد في المركز التاسع.
ومع تقدم نيكول دافيد في السن إلا أن إنجازتها تبقى محفورة للجميع وأرقامها العالمية تحتاج لسنوات من أجل تحطيمها إذا نجحت لاعبة في الاستمرار على القمة.