كتب : محمد يسري
الكرة ليست بالاستحواذ أو صناعة الفرص، وإنما باهتزاز الشباك. سيطر الألمان لكن فاز الإسبان. حصار أحمر لم يقدر على هدم حصن الملوك، وورقة زين الدين زيدان الرابحة تحسم الانتصار.
لنستعرض معا أبرز ملامح قمة بايرن ميونيخ وريال مدريد والتي حسمها الأخير 2-1 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
حصار
طبق المدرب يوب هاينكس الضغط العالي على ريال مدريد وحرمه من الخروج بالكرة من مناطقه طيلة فترات المباراة.
بجيمس رودريجيز وتوماس مولر وفرانك ربيري وروبرت ليفاندوفسكي لم يعط بايرن الفرصة لريال مدريد لتحضير الهجمة رغم وجود توني كروس ولوكا مودريتش وسيرجيو راموس.
ضغط بايرن أجبر ريال مدريد على لعب الكرات الطولية والتي كانت من نصيب بايرن ميونيخ.
كما ساهم خروج أريين روبن مصابا والدفع بتياجو ألكانتارا في إضافة صلابة أكثر لوسط ملعب بايرن ميونيخ في الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني استحوذ بايرن على الكرة وحاصر الفريق الملكي في منطقه جزائه، اعتمد ريال مدريد على الهجمات المرتدة والضغط الفردي وهو ما أسفر عن هدفه الثاني عن طريق ماركو أسينسيو.
ورغم استحواذ بايرن الذي وصل إلى 60% افتقد الفريق للحسم بعدما أضاع مولر وليفاندوفسكي وربيري الفرص للتسجيل.
سيرخيو راموس ورافايل فاران ثنائي دفاع ريال مدريد استخلص الكرة 4 مرات وقام بـ4 اعتراضات وأبعد الكرة 11 مرة.
معاناة رونالدو
في مباراة أتليتكو مدريد احتفظ زيدان ببنزيمة على دكة البدلاء ودفع بجاريث بيل وكرر نفس الأمر في مباراة الإياب ضد يوفنتوس. والنتيجة كانت واحدة، رونالدو يعاني لغياب اللاعب الذي يفتح له المساحات ويتحرك على حدود منطقة الجزاء لسحب المدافعين.
وأمام بايرن كرر زيدان نفس الأمر. لم يدفع ببنزيمة وفضل الدفع بإيسكو ولوكاس فازكيز خلف رونالدو لتأمين الدفاع.
دفاع ريال مدريد لم ينجح بالشكل الأمثل في الشوط الأول إذ صال وجال ربيري في الجبهة اليسرى وتفوق على لوكاس وداني كارباخال وفي الجبهة اليمنى تألق جوشوا كيميتش.
ريال مدريد لم ينجح في تأمين دفاعه ولم يجد رونالدو شريكا له في الهجوم في ظل ابتعاد لوكاس وإيسكو، وحتى أسينسيو بعد نزوله، عن منطقة جزاء بايرن.
حلول زيدان لتلك الأزمة قد تتشكل في العودة للعب بطريقة 4-4-2 ماسة (4-1-2-1-2) لكن بوجود أسينسيو بدلا من إيسكو في مركز صانع اللعب على أن يعود الأول للمساندة الدفاعية في الناحية اليسرى مع مارسيلو وتحرك لوكا مودريتش للتمركز أمام كارباخال مع وجود توني كروس وكاسيميرو في الوسط.
وذلك ليتفرغ بنزيمة لخلق المساحات لرونالدو الذي لم يسدد على مرمى بايرن ولا مرة. لأول مرة منذ مباراة نابولي في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي لا يصوب الدون على المنافس.
أسينسيو
جبهة يمنى قوية لبايرن أزعجت ريال مدريد كثيرا في الشوط الأول، لكن هذا النشاط الألمانم لن يستمر والسبب ماركو أسينسيو.
إصابة إيسكو منعته من استكمال اللقاء ليدفع زيدان بصاحب الـ22 عاما. أسينسيو ساند مارسيلو دفاعيا بعودة للتغطية خلف الظهير البرازيلي وهو ما لم يقدمه إيسكو قبل خروجه.
وكعادته في المباريات الكبرى ترك أسينسيو بصمته وسجل هدف انتصار ريال مدريد بعد استغلال خطأ رافينيا.
أين مولر وليفاندوفسكي؟
مستوى مخيب ظهر به الثنائي توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي خلال المباراة ولم يقدم حلولا هجومية لبايرن.
مولر الذي شارك في مباراته رقم 13 في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أضاع فرصة ومرمى ريال مدريد خال من حارسه كايلور نافاس، كما أخطأ في 10 تمريرات ولم يكمل سوى 18 تمريرة فقط.
حلول مولر كانت معدومة خلال اللقاء. لم يراوغ أو يقدم أي فرصة للتسجيل.
حال الهداف البولندي لم يكن أفضل كثيرا، رغم صناعة ليفاندوفسكي فرصتين للتسجيل إلا أنه أضاع فرصة التعادل لبايرن بعد تمريرة رائعة من كورينتين توليسيو ضربت دفاع ريال مدريد ووضعت ليفاندوفسكي وجها لوجه مع نافاس لكنه أطاح بها خارج المرمى.
مارسيلو
رغم تسببه في هدف بايرن ميونيخ بعد ركضه خلف الكرة وهى تخرج من الملعب وتأخره في العودة إلا أن الظهير البرازيلي كفر عن ذنبه وقدم مباراة رائعة بعد هذه الخطأ.
سجل مارسيلو هدف التعادل لريال مدريد في توقيت كان يعاني فيه الفريق من ضغط بايرن وقلة الفرص للتسجيل بالإضافة إلى نجاحه في التغطية العكسية في أكثر من مرة وإنقاذ مرمى الفريق من استقبال الأهداف.
الأداء الدفاعي لمارسيلو تحسن في الشوط الثاني بعدما وجد المساندة الدفاعية من أسينسيو فاستخلص الكرة مرتين وأبعدها 5 مرات.