كتب : محمد سمير
نور الشربيني -22 عاما- ربما هي الاسم الأبرز حاليا في عالم الاسكواش لما حققته من إنجازات عديدة رغم صغر سنها.
كانت نور من أبرز اللاعبات في مستوى الناشئات رغم صغر سنها لكنها تعرضت لإصابة قوية عندما بلغت من العمر 15 عاما هددت مشوارها في اللعبة لكن تخطت كل ذلك وأصبحت على قمة التصنيف العالمي.
بخطى ثابتة وصلت نور الشربيني إلى نصف نهائي بطولة الجونة المقرر ختامها في 27 أبريل الجاري.. ربما لم يعد ذلك غريبا الآن رغم وقوعها في مواجهات صعبة بالدورين الثاني وربع النهائي.
في بداية عام 2006 ظهرت لاعبة ماليزية تدعى (نيكول دافيد) وهي أصبحت بكل تأكيد أيقونة للعبة الاسكواش بصناعة تاريخ عريق وأرقام قياسية يصعب على الجميع تحقيقها إذ حققت لقب بطولة العالم 8 مرات واحتلت التصنيف العالمي لأكثر من تسع سنوات متتالية لكن الآن يتوقع الكثيرون ومن بينهم لاعبات الاسكواش أنفسهن أن نور الشربيني تحتاج لمزيد من الوقت فقط لتحطيم ذلك.
البداية:
لفتت نور الشربيني أنظار متابعي رياضة الاسكواش حول العالم في 2009 ببطولة العالم للناشئات تحت 19 عاما والتي أقيمت بالهند.
شاركت نور في البطولة وهي تبلغ من العمر 13 عاما فقط أي أنها من أصغر المشاركات في البطولة ولكن بخطوات ثابتة ودون رهبة من خوض مباريات أمام اسماء لاعبات أكبر منها سنا وتاريخا فاجئت نور الجميع بالتأهل لنهائي بطولة العالم تحت 19 عاما.
وتقول نور في ذلك: "في الحقيقة فعلت ذلك ولم أشعر برهبة من أي شيء بسبب كوني طفلة لا تعي ما يحدث حولها ورهبة الأمور".
وأضافت نور "كنت ألعب من أجل المشاركة في رياضة أحبها فقط وأخوض المباريات لتقديم أفضل ما لدي دون خوف من خسارة أو اسماء لاعبين".
وحققت نور المعجزة وحصدت لقب بطولة العالم للناشئات وقتها بالفوز على زميلتها نور الطيب بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد وتصبح أصغر لاعبة تحقق لقب بطولة الناشئات في تاريخ رياضة الاسكواش.
وتابعت نور في تصريحاتها لـ FilGoal.com على هامش بطولة الجونة "رغم ذلك كنت سعيدة لتحقيق الفوز لكن لم أعي حجم الإنجاز وقتها فكما أوضحت أشارك من أجل خوض مباريات في لعبة أحبها".
ولكن تلك المعجزة في رياضة الاسكواش كادت أن تتوقف بعد تعرضها لإصابة قوية في الركبة قاربت على إنهاء مشوارها في سن أقل من 15 عاما بقليل.
الإصابة وتهديد بنهاية المشوار مبكرا:
تعرضت نور لإصابة قوية في الركبة هددت استمرارها في ملاعب الاسكواش وفقا لحديث أحد الأطباء.
وقالت نور عن ذلك "حتى الآن لا أعرف طبيعة تلك الإصابة كل ما أعلمه أنها كانت في الركبة ووقتها كنت ناشئة أشارك في بطولات بريطانيا للناشئات والعالم للناشئات ولأول مرة لم ألعب بطولة بريطانيا بسبب الإصابة".
وأضافت نور "في الأغلب سبب الإصابة كوني كنت طفلة في ذلك الوقت فذلك بسبب النمو وانفصلت أحد عظام القدم عن الركبة أو ما شابه ذلك".
وتابعت نور "وقتها ذهبت إلى الكثير من الأطباء سواء في الاسكندرية أو حتى في القاهرة ولكن كانت تقاريرهم مختلفة".
وأوضحت نور "فأحد الأطباء قال لي لن تلعبي اسكواش مرة أخرى انتهى الأمر عند ذلك وسنحاول علاج الإصابة لتمشي بصورة طبيعية لكن طبيب آخر قال لي الأمر بسيط سيحتاج فقط لعمليتين جراحيتين وبعد ذلك علاج طبيعي".
لم تعلم نور وقتها هل بالفعل انتهى مشوارها مع رياضة الاسكواش أم أن هناك فرصة مرة أخرى لعلاج الإصابة والاستمرار في الملاعب.
وتابعت نور حديثها "بعد ذلك قررت عائلتي السفر إلى ألمانيا في بداية يناير 2011 وقيل لي وقتها أنني سأكون جاهزة لممارسة اللعبة من جديد خلال ستة أشهر ولكن مع التأهيل والعلاج الطبيعي".
وأضافت "كانت رغبتي المشاركة في بطولة العالم للناشئات في يوليو 2011 بأمريكا ولكن كانت هناك مشكلة أن ذلك العام حدثت فيه الثورة فلم يكن هناك تأهيل بالصورة المطلوبة لكن بعد ذلك قمت بالعلاج الطبيعي في الاسكندرية".
وأتمت نور حديثها عن تلك الإصابة "قال لي الطبيب في ألمانيا أن عودتي للملعب ستكون في يوليو وفي ذلك التوقيت لم أعلم هل سيمكنني المشاركة من جديد وإذا شاركت هل سأقوم بخوض المنافسات بنفس الصورة الماضية أم أن الإصابة ستكون قوية كما قيل لي من أحد الأطباء وسينتهي مشواري وكانت بطولة العالم بأمريكا هي المقياس بالنسبة لي".
بطولة العالم للناشئات 2011:
عادت نور لملعب الاسكواش من جديد في شهر مايو وقبل شهرين من الموعد المقترح ولكن مازال يراودها في ذلك الوقت كيف ستؤدي ببطولة العالم.
وتقول نور "كانت بطولة العالم للناشئات في أمريكا بيوليو 2011 هي أول بطولة أخوضها وكان ذلك مفاجئا كوني لم ألعب أي بطولة أخرى قبل الحدث الأكبر على مستوى الناشئات".
وأضافت نور "وكانت المفاجأة بالنسبة لي هو تأهلي للمباراة النهائية رغم عودتي من إصابة لا أعلم مدى تأثيرها على مشواري وهو ما شجعني لتقديم مستوى جيد بعد ذلك".
وخسرت نور الشربيني نهائي بطولة العالم للناشئات لتحصل على الوصافة أمام زميلتها نور الطيب.
وبعد تلك البطولة عادت نور لتألقها اللافت للنظر وقدمت مستويات رائعة وشاركت في بطولات الكبار والناشئات في نفس التوقيت.
إنجاز تاريخي في عمر الـ16:
في أكتوبر 2012 وقبل أن تكمل نور الشربيني عامها الـ17 وصلت إلى المركز الخامس عالميا في تصنيف اللاعبات على مستوى الكبار وفي ذلك العام أيضا حققت لقب بطولة العالم للناشئات للمرة الثانية في تاريخها.
وقالت نور: "في تلك الفترة كنت أدخل لأخوض المباريات وداخلي شعور بالخوف من تكرار الإصابة ولكن مع الوقت ومع تحقيق الفوز اكتسبت الثقة شيئا فشيئا".
لم تتوقف إنجازات نور عند ذلك الحد فدخلت قائمة أفضل أربع لاعبات على مستوى العالم للكباراة في فبراير 2013 وبعد ذلك بخمسة أشهر حققت إنجازا تاريخيا بتحقيق لقب بطولة العالم للناشئات للمرة الثالثة لتصبح أكثر لاعبة حصولا على اللقب وهو الرقم الذي لم يكسر حتى الآن من أي لاعبة ناشئة.
وفي ذلك العام تم تأجيل نسخة بطولة العالم للكبار 2013 إلى مارس 2014 بسبب ظروف تنظيمية ودخلت نور التاريخ وعمرها 18 عاما بالوصول إلى نهائي بطولة العالم للناشئات والكبار في نفس النسخة.
وفازت نور على الماليزية نيكول دافيد أيقونة اللعبة في الدور نصف النهائي في مباراة ماراثونية لثلاثة أشواط مقابل شوطين وفي مباراة ماراثونية أخرى خسرت النهائي أمام الإنجليزية لورا ماسارو بنفس النتيجة وانتهى الشوط الفاصل لصالح اللاعب الإنجليزية 11-9.
قمة العالم والسر في ثبات المستوى:
عند الحديث مع اللاعبات سواء من مصر أو جنسيات أخرى فالجميع يتفق "ما حققته وتحققه نور في اللعبة مرعبا فهي تقدم مستويات رائعة وقد تصبح نيكول دافيد الجديدة".
نور الشربيني تمتلك رقما مميزا في مواجهة الأسطورة نيكول دافيد أيقونة اللاعبة إذ أن نور هي المصرية الوحيدة التي تتغلب على نيكول في المواجهات المباشرة.
فنور واجهت نيكول 13 مرة تغلبت فيهم في 9 مواجهات وخسرت 4 فقط وكانت الأربع مباريات التي خسرت فيهم ضمن أول خمس مواجهات بينهما.
وقالت نور: "أعتقد أن السبب في ذلك هو تعودي منذ الصغر على اللعب أمام تلك الاسماء الكبيرة في اللعبة وكوني طفلة غير مدركة ما يحدث عندما أدركت أصبح لدي رصيد بالفعل لمنافستهن".
وأضافت نور "بعد خسارة بطولة العالم نسخة 2013 في النهائي خسرت من الدور الأول في نسخة ديسمبر 2014 وكانت بمثابة الدرس بالنسبة لي".
وتأجلت نسخة 2015 لتقام في أبريل 2016 ويتم ترحيل نسخة 2016 إلى أبريل 2017 بالجونة على أن تقام نسخة 2017 نفسها في ديسمبر من العام نفسه بمدينة مانشستر.
وحققت نور رقما قياسيا جديدا بعد تحقيق لقب بطولة العالم التي أقيمت في أبريل 2016 "نسخة 2015" في ماليزيا بتعويض خسارتها بشوطين نظيفين للفوز بثلاثة أشواط مقابل شوطين على الإنجليزية لورا ماسارو.
لتصبح نورا أول لاعبة مصرية تتوج بلقب بطولة العالم للسيدات كما أصبحت أصغر لاعبة على مستوى العالم تفوز باللقب.
وكانت نور قد نجحت في إقصاء نيكول دافيد الأسطورة الماليزية على ملعبها في الدور ربع النهائي.
وتابعت نور "كان ذلك بمثابة الحلم بالنسبة لي لقد أصبحت أول مصرية تفوز باللقب وعوضت خسارة نسخة 2013 وأصبحت أصغر من توجت باللقب في العالم".
وأضافت نور "كل ذلك كان بمثابة التشجيع لي من أجل الاستمرار وتحفيز كبير للنجاح خاصة مع اهتمام العديد بمتابعتنا في الاسكواش سواء من متابعين أو إعلاميين".
ولم تكتف نور بذلك بل عادت وفازت ببطولة العالم نسخة 2016 التي أقيمت في الجونة العام الماضي لتحقق اللقب للعام الثاني على التوالي.
ومنذ تصدر نور للتصنيف العالمي للعبة في مايو 2016 لم تتراجع إذ تهيمن على الصدارة لعامين متواصلين.
وبخلاف نيكول دافيد لم تنجح لاعبة على مستوى العالم في التربع على قمة التصنيف العالمي لأكثر من عام على التوالي.
وعن سر الاستمرارية توضح نور "لا أفكر ابتعد تماما عن أي تفكير سلبي".
وتابعت "السر بالفعل في عدم التفكير أي تفكير سيزيد من الضغط علي وقد يتسبب في تراجع مستواي أخوض كل مباراة بمباراة وكل بطولة ببطولة لا أركز في أي شيء آخر ابتعد عن التركيز في أي شيء آخر قد يضرني".
وكانت رنيم الوليلي هي أول مصرية تتربع على قمة التصنيف العالمي للعبة في سبتمبر 2015 واستمرت في ذلك لمدة أربعة أشهر.
وتقول نور عن ذلك: "أنا ورنيم أصدقاء جدا بل أكثر من ذلك وربما أكون قد تعلمت الدرس منها عندما وصلت للقمة زاد الضغط عليها وخسرت مباريات غير متوقعة فتسبب في تراجعها قليلا".
وأضافت نور "أنا الآن أركز ماذا سأقدم في مباريات الجونة وبعد الانتهاء منها سأركز في تدريبي للاستعداد لبطولة بريطانيا المفتوحة".
وعن كسر أرقام نيكول دافيد مستقبلا أتمت نور حديثها "بالطبع أتمنى ذلك وإن كان ذلك يبدو بعيدا الآن لكن سأركز أكثر في تدريبي والتركيز على البطولات وبعد ذلك تأتي الأرقام القياسية بمفردها فقد حققت الآن أكثر مما توقعته".
إنجازات نور الشربيني:
- أكثر من توج في العالم بلقب بطولة العالم للناشئات (3 مرات)
- أول مصرية تتوج ببطولة العالم للكبار (2015) وأكثر مصرية فازت باللقب (مرتين)
- أكثر مصرية تصدرا للتصنيف العالمي (24 شهرا وحتى الآن)
- صاحبة الأفضلية في المواجهة المباشرة أمام نيكول دافيد (9 مباريات لنور مقابل 4 لنيكول)
- التتويج بـ15 بطولة دولية رغم صغر سنها (22 عاما)