محمد يسري

كيف استفاد صلاح من تجربته مع مورينيو

توقعات كبيرة كانت منتظرة من محمد صلاح في تشيلسي، لكنه لم يشارك سوى في 10 مباريات في الدوري الإنجليزي في النصف الثاني من موسم 2013-2014 سجل خلالها هدفين وصنع مثلهما بالإضافة لـ45 دقيقة ضد مانشستر سيتي في كأس الاتحاد.
الأربعاء، 25 أبريل 2018 - 12:27
صلاح

تحولت مسيرة نجمنا المصري محمد صلاح بشكل رهيب بعد فترته في تشيلسي بقيادة جوزيه مورينيو. من لاعب بديل إلى أفضل لاعب في إنجلترا، فهل كان المدرب البرتغالي ليدمر مسيرته الكروية؟

في يناير 2014 انتقل صلاح إلى تشيلسي قادما من بازل السويسري. صاحب الـ22 عاما وقتها كان أفضل لاعب في سويسرا ويعرف شباك تشيلسي جيدا إذ سجل في مرماه خلال مباراتي دوري أبطال أوروبا موسم 2013-2014.

توقعات كبيرة كانت منتظرة من محمد صلاح في تشيلسي، لكنه لم يشارك سوى في 10 مباريات في الدوري الإنجليزي في النصف الثاني من موسم 2013-2014 سجل خلالها هدفين وصنع مثلهما بالإضافة لـ45 دقيقة ضد مانشستر سيتي في كأس الاتحاد.

وفي موسم 2014-2015 لم يشارك إلا 30 دقيقة فقط في الدوري. دقائق لم تكن كفاية لأن يسجل أو يصنع أية أهداف. هذا بجانب 70 دقيقة في مباراة بكأس الاتحاد ومباراتين في كأس الرابطة صنع خلالها هدفا ومباراتين في دوري أبطال أوروبا بواقع 77 دقيقة.

لم يستطع صلاح وقتها منافسة أسماء مثل إدين أزار، ويليان، أوسكار، أندرى شورله وراميريز فرحل لفيورنتينا معارا في يناير 2014-2015 قبل أن ينتقل لروما مطلع موسم 2015-2016 ويبقى مع الذئاب لموسمين ثم ينتقل إلى ليفربول لينفجر في أنفيلد ويصبح لاعب الموسم الحالي في إنجلترا.

ورغم قلة المشاركة مع مورينيو، إلا أن صلاح استفاد من تجربته مع تشيلسي تحت قيادة المدرب الاستثنائي.

كيف؟

يقول صلاح عن العمل مع مورينيو وعن فترته في تشيلسي "إنها واحدة من المحطات الرئيسية في حياتي الشخصية ومسيرتي الرياضية. لقد تعلمت كثيرا منها. كنت صغيرا وفجأة لعبت مع واحد من أفضل المدربين في العالم بجانب تواجدي مع لاعبين استثنائيين".

كما أكد على علاقته الطيبة بمورينيو وذلك بعد أن رحل عن صفوف تشيلسي.

العمل الذي قام به مورينيو مع صلاح في التدريبات لم يظهر في فترته مع تشيلسي بسبب قلة مشاركاته، لكن ظهر بوضوح في فترة إعارته مع فيورنتينا.

التحرك بين الخطوط وفي المساحات الضيقة، زيادة الوعي الخططي والقيام بالواجب الدفاعي. كلها أمور ظهرت في فترة صلاح مع فيورنتينا ولم تكن موجودة عند نجمنا المصري حين كان في بازل. تلك النقاط كانت ثمار عمل مشترك بين صلاح ومورينيو.

بعد العمل مع مورينيو بات صلاح لاعبا خططيا عظيما.

هذا بجانب أن صلاح في تشيلسي زامل فرانك لامبارد، جون تيري، ديديه دروجبا، بيتر تشيك وفيرناندو توريس وأزار وسيسك فابريجاس وغيرهم من اللاعبين الاستثنائيين حسب وصف نجمنا المصري.

اللعب مع هؤلاء أضاف لصلاح الكثير من الخبرة بجانب تطوير الصفات القيادية التي بات يتمتع بها الآن.

الإيمان بموهبة صلاح

لطالما آمن مورينيو بموهبة صلاح حتى قبل انتقاله إلى تشيلسي عندما كان في بازل.

صلاح كان قد سجل في مرمى تشيلسي ذهابا وإيابا في دوري أبطال أوروبا موسم 2013-2014، وبعد أحد المرات قال عنه مورينيو:" إنه لاعب جيد وسريع للغاية".

الإعجاب استمر بعد أن انتقل صلاح لتشيلسي.

وعدد مورينيو إمكانية صلاح اللعب في أكثر من مركز قائلا:"معجب باستطاعته اللعب بنفس الطريقة مثل مهاجمي فريقنا وهى القدرة على التكيف في أي وضع. قادر على اللعب على الجناح الأيمن أو الأيسر أو خلف المهاجم".

وعن مميزاته قال: "صغير وسريع ومبدع ودائما يلعب بحماس".

لكن مورينيو كان ينظر لصلاح وكأنه سيكون نجم الفريق المستقبلي. أي أنه يحتاج لوقت لكي يتطور ويشارك في المباريات. وهو ما رفضه صلاح بعد عام مع تشيلسي وقرر الرحيل".

وأوضح مورينيو قبل تعاقده مع صلاح "حين قمنا بتحليل أدائه في الملعب وجدنا أنه شخصية لطيفة في الملعب وقادر على العمل مع الفريق والتكيف مع حياته الجديدة".

تشيلسي باع وقتها خوان مانويل ماتا لمانشستر يونايتد وكان يبحث عن لاعب شاب لديه قوة انفجارية لتعويضه، لهذا تعاقد مع صلاح.

وفسر مورينيو "خسرنا لاعبا كبيرا بحجم ماتا لكننا تعاقدنا مع لاعب شاب لديه قوة انفجارية كبيرة. معه ومع أندري شورله وإدين أزار وأوسكار وويليان سنكون في أفضل حال".

وتمنى مورينيو وقتها أن يسير صلاح على خطى ويليان الذي أتى من أوكرانيا وقدم مستويات رائعة في الدوري الإنجليزي، وقال:"ويليان نجح في الانتقال من عالمه السابق واللعب في قمة دوريات العالم. أتمنى أن يحقق صلاح ذلك، لديه خبرة في أوروبا حيث لعب في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي من قبل".

مورينيو كان يعلم قدرات صلاح جيدا لهذا لم يتفاجأ بما قدمه مع ليفربول هذا الموسم.

وقال عن مستواه هذا الموسم:"لست متفاجئا مما يقدمه صلاح هذا الموسم، كنت على دراية بقدراته عندما انضم إلى تشيلسي".

وأضاف "لقد تطور خلال فترته في إيطاليا وأصبح أكثر نضجا وتحسن جسديا".

وتابع "اللاعبون يحتاجون لوقت لكي ينسجموا مع فرقهم الجديدة، البعض منهم يستمر والبعض الآخر يفضل الانتقال إلى ناد آخر. إنه أمر طبيعي في كرة القدم".

ثقة أكبر حصل عليها لصلاح بسبب إيمان مدرب بحجم مورينيو بموهبته.

رحلة خاصة إلى إسبانيا، هل جنى ثمارها الآن؟

حين تعاقد تشيلسي مع صلاح في يناير 2014 لم يكن متاحا للجناح المصري أن يشارك في دوري أبطال أوروبا مع البلوز لأنه كان مقيدا في قائمة بازل الأوروبية ولوائح الاتحاد الأوروبي "ويفا" وقتها كانت تمنع مشاركة لاعب مع فريقين في نفس النسخة من البطولة الأوروبية.

وعلى الرغم من ذلك كان صلاح ضمن كتيبة مورينيو المسافرة إلى إسبانيا لمواجهة أتليتكو مدريد في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال في اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي.

صلاح لم يكن يحق له المشاركة وقتها، لكن مورينيو اختاره للسفر وذلك من أجل الانصهار والتأقلم بشكل أكبر مع الفريق ولكي يعيش أجواء مختلفة لم يعيشها مع بازل من قبل.

مورينيو كان يريد بث الثقة في نفس صلاح في ذلك التوقيت بتواجده في المناسبات الكبرى.

السفر إلى إسبانيا ومعايشة الأجواء مع الفريق كان من أجل تطوير شخصية صلاح أيضا. وهذا ما يفسره فرانك لامبارد نجم تشيلسي السابق.

يقول لامبارد عن فترة صلاح في تشيلسي "شخصيته كانت خجولة. لكن الآن (يقصد فترته مع ليفربول) ظهرت شخصيته بقوة".

ليس لامبارد وحده من أشاد بتطور شخصيته بل دروجبا أيضا.

وقال الأسطورة الإيفوارية وأيقونة تشيلسي:"لقد أصبح قائدا، رأينا ذلك مع المنتخب المصري وكذلك ليفربول، يمكنني أن أرى ذلك من خلال احتفاله بالأهداف، فهو ليس مجنونا عندما يخرج لسانه بل يقول: نعم إنه أنا".

مشاهدة لقاء نصف نهائي دوري أبطال أوروبا من الملعب مع الفريق ضد أتليتكو مدريد ربما كان سببا في لعب صلاح مباراة فريقه ليفربول ضد روما في نصف نهائي المسابقة العام الحالي بضغوط أقل لأنه يعرف هذه الأجواء من قبل فسجل هدفين وصنع مثلهما وبات الريدز قاب قوسين أو أدنى من نهائي كييف.

الحصول على ميدالية الدوري الإنجليزي

لم ينس مورينيو أن صلاح كان فردا في كتيبة الفريق التي حققت لقب الدوري الإنجليزي موسم 2014-2015 رغم وجود نجمنا المصري في ذلك التوقيت معارا لفيورنتينا.

مورينيو هاتف صلاح لكي يخبره بأن يأتي لمقر الفريق ويحصل على ميداليته الخاصة ببطولة الدوري.

المدرب الاستثنائي لم يفعل هذا مع صلاح فقط.

وصرح مورينيو بعد فوز تشيلسي بالدوري "أندرى شورله، محمد صلاح، مارك شوارزر، لويس بيكر وكل من بدأ الموسم معنا سوف يتم دعوتهم للمباراة الأخيرة في الدوري والعشاء الخاص بجائزة أفضل لاعب في الفريق. هم ينتمون لنا".

تجربة صلاح في تشيلسي كانت مثمرة وتعلم كثيرا رغم قلة المشاركة. العمل بقرب مع مورينيو ومزاملة نجوم كبار في الدوري الإنجليزي يعد أغلبهم من الجيل التاريخي لتشيلسي ساهم في تكوين شخصية حادة كرويا لصلاح في ملاعب حاسمة في المباريات الكبيرة. حتى إن صلاح استفاد من جلوسه احتياطيا في تلك الفترة وخلق لنفسه الدافع لأن يظهر ما يمتلكه من مهارة حتى أصبح لاعب الموسم.