كتب : علي أبو طبل
هل وضع ليفربول قدما في النهائي الأوروبي لهذا الموسم؟
هدفان لروما في الدقائق الأخيرة يجعلنا لا نخرج عودة الذئاب ضد برشلونة من الحسبان.
مباراة الإياب في "أولمبيكو" ستكون مشتعلة للغاية مع رغبة ذئاب العاصمة في إثبات قوتهم وتحقيق عودة ملحمية جديدة.
ولكن وصولا للحظة الحالية، فإن الألماني يورجن كلوب أثبت تفوقا فنيا كبيرا على الإيطالي أوزبيبيو دي فرانشيسكو في ملعب "أنفيلد".
الأفضل في العالم؟
لا بد أنها كانت ليلة استثنائية للمصري محمد صلاح الذي أحرز هدفين وصنع مثليهما في الانتصار الخماسي للفريق الأحمر على حساب الضيوف الإيطاليين.
هداف الدوري الممتاز في إنجلترا كان سلاحا واحدا ضمن أسلحة عديدة استغلها كلوب خير استغلال.
ما هي أبرز الأسلحة التي ساهمت في تفوق الفريق الإنجليزي؟ وما العوامل التي ساعدت على تراجع روما في غالبية فترات المباراة؟
- دفاع متقدم أمام سرعات ليفربول؟
بدأ دي فرانشيسكو المباراة برسم خططي يحتوي 3 مدافعين في الخط الخلفي في خطة 3-4-3، وظننا أنه قد يلجأ لإغلاق المساحات والدفاع متأخرا والتأمين ومحاولة مباغتة ليفربول من مرتدات.
روما ظهر بشكل جيد في الربع ساعة الأولى من عمر المباراة، وكان لأليكساندر كولاروف تسديدة قوية ارتطمت بعارضة لوريس كاريوس.
لكن الظهير الصربي لم يكن بالحيوية الكافية للعب في دفاع متقدم، واستسلم لسرعات ليفربول الهجومية، وبالأخص محمد صلاح الذي كان في جبهته.
دفاعات روما ككل كانت بطيئة في التحرك، فأظهر روما تفوقا كبيرا أسفر عن هدفين في الشوط الأول، كان الثاني منهما من هجمة مرتدة اعتمدت على ثنائية فيرمينيو وصلاح فقط لا غير، وبدون مساعدة من طرف ثالث، تمكن الثنائي من تشكيل جملة حتى سكونها في شباك أليسون.
استمرت الأزمة دون حل حقيقي، بل أن صلاح هيمن على الجبهة اليمنى تماما واستعرض مهارات لم يكن لنتوقع أن تظهر منه في مباراة نصف نهائية، ليصنع هدفين إضافيين للزملاء فيرمينيو وماني.
اللعب بتلك الطريقة الدفاعية المتهورة دون تعديل حقيقي يصلح الأمر أدى إلى كارثة حقيقية، لكن ماء وجه الضيوف الطليان حفظ بهدفين.
- الأزمة ليست في خروج صلاح
نال يورجن كلوب انتقادات عديدة بإخراجه محمد صلاح قبل قرابة الـ20 دقيقة من نهاية المباراة.
فهل ارتكب المدير الفني الألماني خطأ هنا؟
في الواقع، الخطأ ليس في خروج صلاح ذاته، بل في البديل الذي حل بدلا منه.
مباراة يتقدم فيها فريقك بخماسية نظيفة، فمن البديهي أن تخرج أفضل نجومك لإراحته وحمايته. ليس تفكيرا خاطئا على الإطلاق.
البديل كان داني إنجز المائل للثلث الهجومي، ولكن ربما كان من الأفضل أن يشرك كلوب لاعب ينضم إلى وسط الملعب لإغلاق المساحات وعدم ترك أي فرص لروما للعودة.
ربما تطول مدة غياب تشامبرلين بعد إصابته في بداية المباراة، ويستمر غياب إيمري تشان، ولكن كان من الممكن إشراك كلاين أو مورينو على أحد الطرفين وإغلاق الأطراف واللعب بخطة 4-4-2 تأمينية مع حذر هجومي وتقليل من إيقاع المباراة.
روما سجلوا هدفين، وحاولوا بعدها لإضافة ثالث، ربما لو سجل لوضعت جماهير ليفربول أياديها على قلوبها بشكل أكبر مما هو عليه الآن بأضعاف.
- فيلم رعب ألماني
هل يمكن أن يواجه أحدهم رعبا أكثر من ذلك الذي يواجهه حين يشاهد سلسلة أفلام SAW؟
نعم، عندما يواجه ليفربول بخطوطه المتقاربة وضغطه العالي على حامل الكرة بداية من حارس مرمى خصم الفريق الأحمر.
هل تعلم كم كرة استخلصها ثنائي الوسط جوردان هندرسون وجيمس ميلنر مجتمعين طوال المباراة؟ إنها 5 كرات من خلال ضغط متقدم على مستقبل الكرة من لاعبي روما في وسط الملعب.
الأمر ظهر بشكل أكثر كثيرا في النصف ساعة الأولى من الشوط الثاني.
ماني وفيرمينيو استخلصا الكرة مجتمعين في 4 مناسبات بشكل سليم.
الأرقام مؤشر بسيط، ولكن عند المشاهدة عمليا لما يحدث في أرض الملعب، فإن لاعب أي خصم لليفربول إذا واجه وضعية مشابهة فإنه سيصاب بالرعب بالتأكيد.
إنها الطريقة التي سحق بها ليفربول ضيوفه الرومان في البداية، وهي الطريقة التي أتعب بها كلوب نظيره بيب جوارديولا في ربع النهائي، والكل عاش في حالة من الرعب.
- تعديل متأخر آخر
لم يكن الدفاع المتقدم هو خطية دي فرانشيسكو الوحيدة، بل تشكيلته الهجومية في بداية المباراة أيضا.
اعتمد المدير الفني لروما على دزيكو وحيدا في قلب الهجوم، ولكنه حرمه من مساندات جناحيه الهجوميين الشعراوي وبيروتي، واكتفى بإشراك جنكيز أوندير مع تعليمات هجومية لراديا نايجولان.
النتيجة أن خط الوسط بدا هشا دفاعيا، ولم يكن حتى في المقابل فرصة هجوميا لاتعاب ظهيري ليفربول كما حدث في الدقائق الاخيرة من المباراة.
اشترك بيروتي في النهاية بدلا من واحد من الثلاثي الدفاعي وهو خوان خيسوس، وعوض جينالوس الارهاق البدني لدانييلي دي روسي الذي خرج مستبدلا، فظهر روما بشكل أفضل.
ولكن الوقت كان قد فات.
- عودة جديدة؟
من الصعب أن يتكرر الأمر مرتين.
روما عاد أمام نسخة متخاذلة من برشلونة، ولكن ليفربول فريق متعب وهجومي خارج قواعده.
كان من الممكن أن يستسلم ليفربول للضغط إيابا أمام مانشستر سيتي في ربع النهائي.
الفريق استسلم أمام كتيبة بيب جوارديولا في الشوط الأول، ولكن في الشوط الثاني انقلب المستوى وظهر ليفربول بشكل ممتاز ليقلب الطاولة ويؤكد تفوقه.
هل المهمة في "أولمبيكو" صعبة لهذا الحد؟
هدفان لدجيكو وبيروتي أزادا من التساؤلات ما حول إن كانت المهمة قد حسمت أم أن ليفربول يجب أن يؤمن نفسه من أي مفاجآت محتملة.
طالع أيضا
بالفيديو - جيرارد: بدون أدنى شك صلاح هو أفضل لاعب في العالم حاليا
بالفيديو – الكلمات تعجز أمام عظمة صلاح.. ليفربول 5 - 2 روما
حازم إمام: ليفربول أصبح فريق "باصي لـ صلاح".. أحرز هدفين من لا شيء
بالفيديو - إبداع صلاح في ملخص لمساته أمام فريقه القديم "سجل 2 وصنع 2"
كلوب: إن اعتقدتم أن صلاح الأفضل في العالم فاكتبوا ذلك.. وهذا سبب تبديله
#ليلة_الأبطال – هدفان صلاح في روما يحققان عدة أرقام قياسية "العربي والإفريقي الأعظم"