كتب : إسلام مجدي
"كان لدينا 3 أيام فقط للتدرب على التكتيك والخطة قبل مواجهة برشلونة". كانت تلك كلمات دانيلي دي روسي لاعب خط وسط روما عقب الفوز ضد برشلونة.
روما نجح في تحطيم برشلونة تماما في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ولعب بطريقة 3-4-2-1 وعزل ليونيل ميسي ولويس سواريز كليا عن رفاقه، لورينزو دي فرانشيسكو قال عقب المباراة إن تكتيكه كان السر وراء الفوز.
في مواجهات برشلونة بدوري الأبطال في دور المجموعات استقبل هدفا لم يكن يسمح لخصمه بفعل أي شيء.
قال دي فرانشيسكو :"يجب أن نلعب بطريقة إيجابية ويجب أن نسبب لهم المتاعب بأي طريقة ممكنة لنا، اللاعبون لديهم فرصة لذا لماذا لا نستغلها من دون ضغط؟".
روما لم يعاني من أي ضغط وبرشلونة ارتكب عدة أخطاء ساهمت كثيرا في فوز ذئاب العاصمة الإيطالية ربما لو كرر ليفربول الأمر ذاته سيعاني. فما التحذيرات الفنية التي يجب أن يحترس منها الحمر؟
أولا، روما ضغط ضغطا عليا من منطقة جزاء برشلونة لم يترك أي مساحات لبناء الهجمة وعزل الكرة تماما عن الوصول لخط الوسط وبالتالي قيد كل طريقة لإيصال الكرة وبناء الهجمات.
فيما يخص محمد صلاح فالأمر واضح، روما يعي جيدا خطورة النجم الدولي المصري والخطة كشف عنها كوستاس مانولاس وبرونو بيريز، كلاهما اتفق على جملة "ما أوقف ليونيل ميسي سيوقف محمد صلاح".
برشلونة فرض رقابة لصيقة لميسي تماما عن برشلونة، ما ساهم في ذلك طريقة 4-4-2 وتأخر خطي الوسط والدفاع في برشلونة عن إمداد الهجوم بالكرة والتحرك ما جعل الثنائي الأمامي بدا وكأنه لا يشارك في المواجهة.
ميسي كلما تحرك إما بين لاعبين أو لاعب، في نفس الوقت كانت الخيارات كلها إما للتمرير إلى الجانب أو الخلف وبالتالي التعرض للخطر بات أكبر.
برشلونة ارتكب أيضا أخطاء كبيرة، خاصة حينما امتلك الكرة، لم يمرر أحد الكرة للاعبين الذين امتلكوا مساحات بين خطوط روما، وكل لاعب فضل الحل الآمن لكنه لم يكن الحل الأمثل، وتلك نقطة أخرى.
بجانب ذلك استغل روما تمركز برشلونة بعد قطع الكرة، كثيرا ما كان يتواجد لاعبون من روما بين خطوط برشلونة بكل أريحية وبدون ضغط ما شكل خطورة كبيرة لبناء الهجمات.
خط دفاع برشلونة أيضا أخطأ في التمركز والرقابة وسمح لروما بالتغلغل بين خطوطه.
روما كان يتحول لطريقة 3-2-5 كلما امتلك الكرة، والخمس المهاجمون أزعجوا دفاعات برشلونة بكل الطرق.
الفريق الإيطالي أيضا وضع برشلونة أكثر تحت الضغط بتلك الطريقة لأن الأطراف اضطرت ظهيري النادي الكتالوني لفتح مساحات والثنائي باتريك شيك ورادجا ناينجولان ساهما في خلق مساحة لإدين دجيكو.
كلوب عليه أن يحذر من تمركز أي من لاعبي خط هجومه في مراكز متقدمة في الثلث الأخير من الملعب، لأنه ضد برشلونة كان ميسي وسواريز يلعبان بهذه الطريقة، ما يعني أن الفريق الكتالوني بدا وكأنه يلعب منقوصا بلاعبين.
التنظيم الدفاعي لروما يجب أن ينتبه له كلوب، لأن مهاجمي الفريق الإيطالي يعودون للدفاع فور خسارة الكرة، بل وكان يتحول إلى طريقة 5-4-1 ما جعل ميسي عاجزا تماما عن خلق الحلول خاصة مع غياب الإمدادات من خط الوسط.
برشلونة لم يستغل المساحات بين خطوط روما، ولم يتواجد لديه لاعب يلعب بين الخطوط، كانت تلك مشكلة أخرى.
إن تمكن ليفربول من تحريك أي من لاعبيه من الطرف إلى العمق وعلى الأغلب سيكون صلاح وساديو ماني، فهذا يعني أن ظهيري الجنب سيكونان مهمان للغاية للانطلاق خلف الأطراف التي ستتحرك لمراقبة الثنائي الإفريقي وأيضا تحرك لاعبي الوسط بسرعة في العمق.
روما كان يعمد بقوة إلى سحب قلبي دفاع برشلونة بعيدا عن مناطقهم لخلق مشاكل ومساحات كبيرة، ما مكن دجيكو من التحرك.
كلوب تعرض لمواقف فنية مماثلة خلال الموسم الجارين وتحديدا ضد مانشستر يونايتد حينما فرض جوزيه مورينيو مدرب الشياطين الحمر رقابة لصيقة على صلاح ومنعه من تشكيل أي خطورة.
ليفربول اعتمد طيلة المباراة على خطورة صلاح، ولم يتحرك المدرب الألماني سوى في نهاية اللقاء لتشكيل خطورة. الأمر الذي كلفه الخسارة.
روما اعتمد على نفس سلاح ليفربول فيما يخص الضغط العالي والدفاع بالكامل عند فقدان الكرة. الأمر الذي شكل خطورة على برشلونة ولم يترك له أي مساحة للتحرك. بجانب إيقاف ليونيل ميسي. صلاح سيتعرض لنفس الضغط والرقابة اللصيقة وكلوب يجب أن يستعد لذلك.