كتب : لؤي هشام
ها قد أتى اليوم الذي انتظره الجميع. أرسين فينجر يودع أرسنال وسيرحل عن الفريق نهاية الموسم، لحظة حملت الكثير من المشاعر المختلطة بين الحزن والذكريات التي لا تُنسى والتشوق لما هو قادم وحتى السعادة، في النهاية أتت تلك اللحظة بكل ما تحمله.
ولكن مع إعلان رحيل المدرب الفرنسي يبقى الانتظار والتساؤل هما السمة الأقرب لاسم المدرب الجديد الذي سيحمل تلك التركة الثقيلة، هل سيكون اسما كبيرا أم آخر ممن لم يتمتعوا بمسيرة كبيرة من قبل كما جاء فينجر قبل أكثر من 21 عاما.
اللائحة التي اقترنت بخلافة فينجر طالت أسماؤها خلال الأعوام الأخيرة، وFilGoal.com يستعرض الأبرز من بينهم.
باتريك فييرا
أخر اسم ظهر في قائمة المرشحين هو الأول في قائمتنا، فاللاعب الذي قدم مسيرة مذهلة مع المدفعجية تحت قيادة فينجر نفسه وكان أحد العناصر الأساسية والهامة في دوري اللاهزيمة وأزهى فترات مدربه الفرنسي مع المدفعجية تواجد بقوة كمدرب محتمل للفريق.
فييرا حظي بثقة هائلة من جانب فينجر كلاعب وكان أولى انتداباته عند تولي مهمة الفريق، ويبدو أن تلك الثقة مستمرة بين الجانبين ولكن هذه المرة في دور المدرب.
"فييرا قادر على أن يكون خليفتي، لقد تتبعت مسيرته التدريبية هو يبلي بلاء حسنا لكن إجمالا الدوري الإنجليزي مسابقة مختلفة وأنتم تعرفون ذلك" هكذا صرح أرسين قبل 24 ساعة من إعلانه الرحيل.
صاحب الـ41 عاما سبق له العمل في الطاقم التدريبي لمانشستر سيتي كما درب فريقي تحت 19 عاما و21 عاما في السماوي قبل أن يتجه إلى الدوري الأمريكي ويتولى مهمة نيويورك سيتي.
ومع فريقه الأمريكي شارك في 81 مباراة حقق الفوز في 37 منها وخسر 24 لقاء، وخطته المفضلة هي 4-3-3، وحاصل على الرخصة التدريبية B من يويفا.
يتحدث فييرا مع شبكة CNN الأمريكية عن فلسفته قائلا: "نريد أن نلعب كرة قدم إيجابية وبعقلية هجومية ونحاول تحقيق الفوز بالمباريات ولكن الشيء الأهم هو أننا نرغب في إعطاء المتعة للجماهير".
كان ذلك ربطا بسياسة مجموعة سيتي التابعة لملاك إماراتيين وسيرا على نفس النهج الذي يتبعه بيب جوارديولا في فريق مدينة مانشستر الأزرق الذي أكد باتريك أنه يحاول التعلم من فلسفته.
ويبدو أن اللاعب ذو الأصول السنغالية يتعلم سريعا إذ يتصدر فريقه المجموعة الشرقية في الدوري بدون أي هزيمة حتى الآن بعد مرور 7 جولات، وتلك الفلسفة لا تبدو بعيدة عما عاصره كلاعب في أرسنال ومن رغبة في تقديم كرة ممتعة طالما مثلت هوية المدفعجية.
ولكن يظل السؤال الأبرز هو قدرة ذلك المدرب الشاب على التحكم في كافة مقاليد الأمور بالنادي اللندني خاصة أن حمل تركة أكثر من 21 عاما أمرا ليس هينا.
توماس توخيل
اسم آخر ارتبط كثيرا بتدريب أرسنال في الفترة الماضية، رغم أن التقارير الأخيرة طالعتنا باقترابه من باريس سان جيرمان الفرنسي، ولكنه يظل أحد أبرز الأسماء المتوقع قدومها إلى ملعب الإمارات.
المدرب الشاب الذي حقق نتائج قوية مع بروسيا دورتموند قبل أن تتم إقالته لا يرتبط بأي عقد مع فريق في الوقت الحالي، وهذا قد يسهل مهمة إدارة المدفعجية كثيرا.
توخيل واحد من أولئك المدربين الذين تتناسب أفكارهم وفلسفتهم مع هوية أرسنال، فمدرب ماينز الأسبق يفضل الاستحواذ وتقديم كرة هجومية والاعتماد على الضغط المعاكس.
"سوف ندافع كثيرا ونهاجم كثيرا، استمتع كثيرا بالجماهير وتلك الفسلفة" هكذا صرح توماس في أول مؤتمر صحفي له حينما تولى مهمة تدريب دوتموند.
مع أسود الفيستفاليا خاض 107 مباراة حقق الانتصار في 69 منها وسقط في 18 مباراة، ومعدل التهديف كان مرتفعا إذ بلغ أكثر من 2.4 هدف في المباراة الواحدة.
والمدرب المتأثر بأفكار بيب جوارديولا يتمتع بمرونة تكتيكية في أرض الملعب إذ تتنوع خططه بين 4-3-3 أو 4-1-4-1 أو حتى ثلاثي خلفي، في النهاية يظل افتقاده للخبرة الكافية المحك الحقيقي حول جدارته بالمنصب في قادم الأيام.
يواخيم لوف
المدرب الذي مضى على توليه مهمة المنتخب الألماني أكثر من 12 عاما و14 عاما كمدرب مع المانشافت - كان مساعدا ليورجن كلينسمان - اسم قوي ظهر في قائمة المرشحين لخلافة العجوز الفرنسي.
صاحب الـ58 عاما لم يعرف إدارة أندية كبيرة قبل فترته مع الماكينات إذ كان أبرز الفرق التي دربها شتوتجارت وأوستريا فيينا النمساوي بجانب فينيربهاتشه التركي.
ولكن ما يقدمه لوف من استقرار في النتائج وثبات في المستوى لفترة زمنية طويلة رفقة الألمان جعله مرشحا قويا لخلافة فينجر، خاصة في ظل قدرته على السيطرة على عدد كبير من النجوم.
قوة الشخصية والتعامل بهدوء كانا من العوامل التي وضعته في تلك القائمة، ولكن هل عدم احتكاك المدرب الألماني بالكرة الإنجليزية من قبل سيصبح أمرا سهل التأقلم عليه؟
المدرب المتوج بمونديال 2014 وكأس القارات 2017 ووصافة 3 نسخ من بطولة اليورو يملك نسبة فوز مع ألمانيا بلغت 66.25% بعد خوضه لـ160 مباراة.
وعقد لوف الذي يعتمد على خطة 4-2-3-1 - في معظم الأحيان - يمتد مع الماكينات حتى 2020، والتقارير أشارت إلى انتظار أرسنال لتحديد مستقبله مع حامل لقب المونديال عقب نهاية البطولة.
ليوناردو جارديم
المدرب البرتغالي المتسم بالواقعية والذي صنع طفرة مع موناكو الفرنسي بمجموعة من اللاعبين الشباب ربما تتسم قدرته الكبيرة على التعامل مع المواهب الشابة كأحد عوامل الجذب للنادي اللندني.
فالنادي الذي أتبع سياسة الاعتماد على المواهب الشابة ومنحها الفرص باستمرار رفقة فينجر قد يتناسب مع فلسفته مدرب يسير على نفس النهج والطموح في فريق الإماراة الفرنسية.
"جارديم مدرب ذكي جدا ويقرأ المباريات بشكل جيد، يفهم اللاعبين جيدا ويعرف ما يحتاجونه بسرعة.. طريقته هذه ساعدته على إدارة مهارات اللاعبين الحاليين للفريق وهم صغار السن من الذين يحتاجون فترة للنضج، لكنه صبور وهادئ بشكل كافي لتطوير هؤلاء اللاعبين" هكذا يتحدث رادميل فالكاو عن مميزات مدربه.
مسيرة جارديم من سبورتينج براجا مرورا بأولمبياكوس ثم سبورتينج لشبونة وأخيرا موناكو اتسمت بالاتساق والثبات في النتائج بشكل تصاعدي.
واقعيته واستمراريته وقدرته على التعامل مع صغار سن قد يضعوه في مرتبة متقدمة للأسماء المرشحة لتولي المهمة.
مع موناكو خاض 216 مباراة - أغلبها بخطة 4-4-2 - وفاز في 123 مباراة وخسر 46 لقاء، كما نجح في إيقاف هيمنة باريس سان جيرمان على لقب الدوري الموسم الماضي وأوصل الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
كارلو أنشيلوتي
طرح اسم المخضرم الإيطالي بات أمرا اعتياديا مع كبار فرق أوروبا خاصة في ظل عدم توليه قيادة أي فريق منذ إقالته من تدريب بايرن ميونيخ قبل عدة أشهر.
أنشيلوتي يمتلك خبرة كبيرة للغاية في التحكم في مقاليد الأمور وإدارة الفترات الانتقالية، وتوليه المهمة كفترة انتقالية لما بعد رحيل فينجر قد تكون فكرة مثالية في حال لم تكن الإدارة قد استقرت على اسم المدرب القادم.
خبرته في الكرة الإنجليزية نظرا لفترته السابقة مع تشيلسي قد تسهل أيضا من المهمة، ولكن الأمر لا يجب أن يتخطى أكثر من فترة انتقالية إذ يحتاج النادي لأفكار جديدة ومدرب متحمس للانطلاق رفقة مشروع النادي اللندني.
والإيطالي يبدو أنه ليس الشخص المناسب لذلك في حال ما أراد المدفعجية ضخ دماءً جديدة، ولكنه بالتأكيد قادر على جلب الهدوء والاستقرار بين صفوف الفريق لقدرته الكبيرة على التعامل مع اللاعبين بمختلف شخصياتهم.
ماسيمو أليجري
إيطالي آخر في القائمة، مدرب يوفنتوس المتميز تكتيكيا قد يكون خيارا للنادي اللندني وتجربة مواطنه أنطونيو كونتي مع اللندني الآخر تشيلسي قد تفتح الباب أمام تجربة مماثلة في أرسنال.
أليجري نجح في إعادة يوفنتوس إلى مصاف المقدمة في البطولات الأوروبية خلال الأعوام الأخيرة رغم الفشل في التتويج مرتين بالمباراة النهائية، واتباعه لسياسة هادئة وصبورة ساعدته على وضع اسمه بين كبار مدربي العالم.
ولكن تظل نقطة مدى تناسب أفكاره وطريقة لعبه مع هوية أرسنال الكروية محل جدل أيضا، إذ يركن مدرب ميلان الأسبق إلى التراجع الدفاعي في أحيان كثيرة متشبعا بالفلسفة الإيطالية.
ولكن قدرته على تقديم فريق متماسك وثبات في النتائج لعدة أعوام قد يساعداه على تلك المهمة مع أرسنال الذي يبدو أنه في افتقاد للاستمرارية مؤخرا.
وارتبط اسم ماسيمو أيضا بتدريب تشيلسي خلفا لكونتي في الموسم المقبل، فهل يشهد الصيف تنافسا بين الناديين اللندنيين؟
لويس إنريكي
صاحب الخماسية التاريخية مع برشلونة في أول مواسمه يحضر أيضا بالقائمة، وكذلك عدم ارتباطه بأي نادي في الوقت الحالي أمر يضيف مزيدا من المصداقية للتقارير التي تتحدث عن رغبة أرسنال في التعاقد معه.
الكرة الهجومية السريعة التي قدمها مع بارسا حتما وضعته في قائمة المرشحين والنتائج المبهرة التي تحققت على يده في أولى المواسم كذلك، ولكن انهيار برشلونة بشكل كبير في أخر مواسمه مع الفريق سلط الضوء على مدى قدرته على الاستمرارية.
قبل برشلونة لم يقد إنريكي فريقا على قدر كبير من التنافسية سوى روما، والسؤال هو إن كان قادرا على قيادة مشروع طويل المدي مثل مشروع أرسنال أم سيتخذ نهجا تنازليا كما حدث مع البلاوجرانا.
ولكن تقديمه كرة تتناسب مع هوية أرسنال وقدرته على صنع طفرة مبكرة قد يساعدانه على اتخاذ مقعد الرجل الأول.
ومسيرة فينجر الطويلة مع الفريق شهدت سنوات من المجد والإخفاق والليالي الأخيرة مع المدفعجية (طالع التقرير).
وفي خضم اللحظات التي تنوعت بين الانتصار والانكسار كانت هناك 5 أشياء استثنائية لن ينساها مشجعو النادي اللندني (طالع التقرير).
اقرأ أيضا:
صلاح: أنا ودي بروين وسيلفا ودي خيا وكين نستحق جائزة الأفضل
كيف وضع صلاح اسمه في كتب التاريخ وسجل 40 هدفا مع ليفربول
791 مليون دولار حصيلة مخصصات كأس العالم.. الكل مستفيد في المونديال
بسبب حفل صلاح.. تعديل موعد لقاء الأهلي وبتروجيت ومواجهة الزمالك والأسيوطي
القيعي يدلل: الأهلي عوض السعيد "الذي سيبقى في قلبنا".. ورحيله ليس كارثة
الزمالك لـ في الجول: حسم ملف المدرب بعد مباراة الأهلي.. وسياستنا معه ثابتة