كتب : فادي أشرف ومحمد سمير
يعيش الاسكواش المصري عصرا ذهبيا. 7 رجال في أول 10 مصنفين عالميا، و4 في التصنيف العالمي للسيدات لكن الأمر لم يكن كذلك دائما.
قبل 10 أعوام لم يكن الأمر كذلك، كان عدد المصنفين المصريين في الترتيبات الأعلى أقل.
ولكن ماذا بعد هذا الجيل الذهبي؟
تتمتع مصر بقاعدة عريضة ممارسة للاسكواش، وأثناء وجود FilGoal.com في بطولة الجونة للاسكواش، تحدث مع 4 ناشئين مصريين متوقع لهم أن يقودوا المسيرة في المستقبل. في الأعوام المقبلة يبدو الأمر أصعب لأن دولا مثل إنجلترا، وأمريكا تحديدا بدأت في التركيز على اللعبة ويهددان الهيمنة المصرية على الرياضة.
مروان طارق الحاصل على بطولة العالم للناشئين تحت 19 عاما العام الماضي، والمصنف 544 عالميا لعدم خوضه الكثير من البطولات العالمية يقول: "الحصول على بطولة العالم يمنحني ثقة ومكانة. كذلك التدريب مع لاعبين كبار مثل علي فرج ومحمد أبو الغار ومازن هشام. دائما ما يمنحوني نصائح كثيرة بعد التمرين. هذا الجيل هو الأحرص على ألا تنتهي إنجازاته عنده بل يريد استمرارها".
مروان صاحب الـ18 عاما يضيف "دائما ما تحاول إنجلترا وأمريكا سحب البساط من تحت أقدام المصريين، على مصر أن تهتم بأن يسافر اللاعبون وأن يكون هناك حوافز أعلى ومكافآت للاعبين. عندما يفوز مصري مننا على لاعب أمريكي أو إنجليزي هذا يربي لديهم (عقدة) من المصريين، وفي حال حدوث العكس يمنح هذا الأمريكيين والإنجليز ثقة أكبر عند مواجهتنا".
مروان، الذي يريد أن يكون مثل علي فرج – المصنف الثاني على العالم – يستعد للسفر للدراسة في نفس الجامعة التي انخرط فيها فرج، ليس الناشئ الوحيد الذي تعقد عليه مصر آمالا في تواصل أجيال الاسكواش، هناك أيضا صاحبة الـ16 عاما جنا شيحة.
"دائما ما نحاول ونتدرب ونتعلم من الجيل الأكبر لكي نكون جاهزين أن نأخذ مكانهم"، جنا التي يصفها بعض متابعي الاسكواش بأنها The Next Big Thing، أو الناشئة التي تملك أكبر فرصة للتألق، ترى أن أهم ما تأخذه من الجيل الأكبر ليست النصائح الخاصة بالاسكواش.
"أهم ما أحصل عليه هو النصائح الخاصة بالعقلية، مهارات الاسكواش ستأتي مع الوقت لكن الأهم هي العقلية، نصائح مثل الصبر وكيفية التعامل العقلي مع اللعبة أمر هام جدا".
لاعبة سبورتنج السكندري، والحاصلة على برونزية بريطانيا المفتوحة تحت 17 عاما، لديها نظرية حول التهديد الأمريكي للسيطرة المصرية. "كل اللاعبين المصريين يسافروا هناك للدراسة، كما أنهم يأخذون المدربين. نحن نذهب هناك للدراسة كقرار أسري، في أمريكا يحاولون تقليد تجربتنا. الموضوع كبير فعلا".
جنا تلخص الأمر أن أمريكا لديها القدرات المالية والبنية التحتية، في حين تملك مصر العنصر البشري من لاعبين ومدربين أكفاء، وتشدد أنها في حين تريد أن تحقق ذاتها ولا تكون مثل أحد، ترى أن رنيم الوليلي هي قدوتها في اللعبة وأخلاقيا.
مثل جنا، ترى روان العربي الوليلي كالنموذج الذي تطمح في أن تصل إليه يوما ما، ولكن رؤيتها لإمكانية سحب البساط من تحت أقدام لاعبي الاسكواش المصريين مختلفة.
"أنا محظوظة لأنني يمكن أن أتفق مع رنيم، أو أي لاعبة، أن ألعب معها في مباراة وأحصل على تشجيعهم"، روان العربي حاملة لقب بطولة العالم للناشئات تحت 19 عاما، والمصنفة 31 عالميا رغم سنين عمرها الـ17، ترى أن وجود جيل قوي يسبق جيلها أمر يشكل فرصة لتواصل الخبرات.
تواصل روان "أتمنى ألا يكون هناك خطر من تركيز أمريكا على اللعبة، سنظل مصريين وسنظل نتحسن بالتوازي معهم، نرى تحسنا في مستواهم بواسطة المدربين المصريين ولكن تظل حتى الآن ماليزيا منافستنا الأولى".
على عكس روان، يرى يوسف سليمان وصيف بطولة العالم للناشئين قبل 3 أعوام وجود جيل قوي قبل جيله كضغط، رغم أنه يشدد على استفادته القصوى من هذا الجيل.
المصنف رقم 50 عالميا وصاحب الـ21 عاما يقول: "عندما ننظر للخطوات التي قام بها لاعبون مثل محمد ومروان الشوربجي، ورامي عاشور، ودخولهم المراكز الـ10 الأولى في التصنيف في وقت سريع وعمر صغير، هذا أمر يضع ضغطا علينا. نتعلم منهم الكثير ولكن لا نريد لهذا الجيل أن ينتهي".
ويضيف "أرى أن كل جيل يجب أن يأخذ وقته، كلنا كناشئين مصريين نسير بشكل جيد ونحصد البطولات. وللحق، الجيل الأكبر لا يترك فرصة لنقل خبراته إلينا. أنا أدرس في إنجلترا وهناك ألعب مع الأخوين الشوربجي طوال الوقت، وعندما أعود إلى مصر ونادي هليوبوليس أتدرب مع علي فرج وعمر مسعد. نتعلم الكثير".
يشرح سليمان وجهة نظر أخرى عن الخطر الأمريكي الذي يهدد سيطرة الفراعنة: "جامعتي في إنجلترا تريد استمراري كمحترف، ولكن أمريكا أخطر لأنها تخطف المصريين وتضمهم لأفضل 10 جامعات للعالم بمنح كاملة. بعدها يحاول هؤلاء المصريين أن يعودوا لينافسوا في بطولات المحترفين لكنهم قد يحبطون لأنهم يكونوا قد فقدوا جزء من مستواهم بسبب عدم المشاركة في تلك البطولات لفترة تصل إلى 4 سنوات. فقط علي فرج نجح في تخطي هذا الأمر".
ويتم سليمان حديثه بوجهة نظر مختلفة: "الاستفادة في تطور أمريكا في اللعبة هو إمكانية دخولها في الأولمبياد. أرى أن عدم دخول اللعبة الأولمبياد حتى الآن وراءه أمر سياسي. فقط تخيل معي كم ميدالية ذهبية ستضمنها مصر بمجرد دخول اللعبة للأولمبياد، مع تطور أمريكا قد تكون فرصة دخول الاسكواش الأولمبياد أيسر".