فوزان فقط يحتاجهما الفريق لمعادلة عدد انتصارات لفريق بالدوري الممتاز خلال موسم واحد، سيتساوى مع تشيلسي الذي حقق اللقب الموسم الماضي بـ30 انتصارا من أصل 38 مباراة.
5 جولات متبقية، هل يحقق مانشستر سيتي رقما قياسيا ويتجاوز البلوز؟
موسم استثنائي حسم فيه الدوري قبل عدة أسابيع، لكن ماذا بعد لفريق بيب جوارديولا؟
يمكن للفريق أيضا أن ينفرد برقم النادي الأكثر تسجيلا للأهداف خلال موسم واحد بالدوري، في 2009/2010 سجل تشيلسي 103 هدفا خلال رحلته نحو اللقب. يحتاج سيتي إلى 10 أهداف من أجل معادلة إنجاز البلوز الذي حققه مع المدرب كارلو أنشيلوتي.
غالبية الأرقام القياسية يمتلكها تشيلسي الذي حقق أكثر عدد من النقاط خلال موسم واحد في حقبة جوزيه مورينيو الأولى، وتحديدا خلال موسم 2004/2005 حين حصد الفريق 95 نقطة.
الآن مانشستر سيتي في جعبته 87 نقطة، و3 انتصارات قد تكون كافية لتحطيم عدد من الأرقام في آن واحد.
الفريق انفرد مسبقا برقم أكثر عدد من الانتصارات المتتالية في موسم واحد في الدوري، حين وصل لـ18 فوزا.
أرقام قياسية عديدة تحققت، وأخرى قد تحدث في الجولات المتبقية، ولكن يبقى الجدال.
هل مانشستر سيتي هو الفريق الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز؟
حين يبدأ النقاش حول الأول تتجه المقارنة مع فريق مانشستر يونايتد الذي حقق الثلاثية التاريخية في موسم 1998/1999، وفريق أرسنال في موسم 2003/2004 الذي حقق الدوري بدون هزيمة.
فيما يخص منافسات الدوري، فمانشستر سيتي يتفوق حتى الآن، وقد يفرض سيطرته تماما على الكثير من الأرقام القياسية التي سبق ذكرها مع نهاية الموسم.
تحقيق الدوري دون هزيمة كان أمرا محتملا تحقيقه لمانشستر سيتي هذا الموسم.
استمر الأمر لـ22 جولة بدون هزيمة، قبل أن تأتي تلك الأولى على يد ليفربول في ملعب "أنفيلد" بنتيجة 3-4، ثم أتت هزيمة أخرى في الجولة 32 أمام مانشتر يونايتد بنتيجة 2-3.
أرسنال، وإن كان قد حقق الدوري بدون هزيمة من قبل في موسم استثنائي لا ينساه جمهور المدفعجية، فإنه حقق حينها 26 انتصارا فقط و12 تعادلا.
الغريم مانشستر يونايتد يبقى الفريق الإنجليزي الوحيد الذي حقق الثلاثية التاريخية في موسم 1998/1999 تحت قيادة السير أليكس فيرجسون.
ولكن خلال منافسات الدوري، لم يحقق الفريق أرقاما استثنائية مخلدة، حيث تعرض لـ3 هزائم على مدار الموسم وحصد 79 نقطة، توج بالدوري بفارق نقطة وحيدة عن أرسنال الذي نافس حتى الأمتار الأخيرة.
أين يقع سيتي 2017/2018 من هؤلاء؟
يمكن تقييم الموسم بأنه مجرد موسم محلي استثنائي حمل العديد من الأرقام القياسية القوية، وأثبت خلاله بيب جوارديولا نجاحا كبيرا وقدرته على تطبيق طريقته والنجاح بها خلال مجريات الموسم الإنجليزي، بعد أن تعلم من موسمه الأول الذي يمكن اعتباره موسمه الأضعف في مسيرته التدريبية.
ما بين الانتقالات الصيفية الأخيرة وانتقالات يناير الماضي، أنفق مانشستر سيتي قرابة الـ316 مليون يورو من أجل استقطاب اللاعبين وتقوية خطوطه، وبالأخص الخط الدفاعي.
آيمريك لابورتي من أتليتك بلباو، كايل وولكر من توتنام، بنيماين ميندي وبيرناردو سيلفا من موناكو، دانيلو من ريال مدريد، وحارس المرمى إديرسون من بنفيكا، هي الصفقات التي أبرمها النادي بتوجهيات من بيب جوارديولا، وقد شاركت جميعها بشكل أساسي أو على فترات ليست بقليلة على مدار الموسم المزدحم، باستثناء ميندي الذي حرم جوارديولا من خدماته بسبب إصابة ثقيلة لحقت به في بداية الموسم.
تدعيمات أضيفت إلى وجود نيكولاس أوتاميندي والقائد فينسنت كومباني في مراكز قلب الدفاع، وفيرناندينيو وإلكاي جوندوجان وديفيد سيلفا وكيفن دي بروين في مراكز خط الوسط وصناعة اللعب، ورحيم ستيرلنج وليروي ساني وسيرجيو أجويرو وجابريل خيسوس في الهجوم.
مع انطلاق الموسم المحلي القوي، توقع الجميع أن فريق بيب جوارديولا سيأكل الأخضر واليابس محليا وأوروبيا.
الفريق بالفعل توج بلقب كأس رابطة المحترفين بمسيرة ثابتة متبعا أسلوب المداورة، وبعد أن تفوق على أرسنال في المباراة النهائية بثلاثية نظيفة.
ولكن الهزيمة الأولى في الموسم المحلي أمام ليفربول أظهرت للمنافسين التاليين أن سيتي فريق يمكن التغلب عليه.
المفاجأة الأبرز في موسم مانشستر سيتي كانت الخروج من كأس الإتحاد الإنجليزي على حساب ويجان أتليتك الذي يلعب في الدرجة الثالثة بهدف نظيف أحرزه ويليام جريج.
هزيمة أنهت حلم التتويج بالثلاثية المحلية.
تزامن ذلك مع سير الفريق بثبات أوروبيا، ولكن ليفربول عكر صفو تلك المسيرة بإقصائه لسيتي من الدور ربع النهائي بعد التغلب عليه ذهابا وإيابا بنتيجة 5-1 في مجموع المبارتين.
لتكون الحصيلة النهائية لموسم قوي للغاية قدمه الفريق على صعيد الأداء والفنيات هي لقبين محليين.
في النهاية، يمكن التقييم من خلال مجموعة من الأسئلة.
هل مانشستر سيتي هو الفريق الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز؟
الأمر نسبي من شخص لآخر، فالبعض يعتبر تحقيق اللقب دون هزيمة هي إثبات كبير للقوة، ولكن الفريق يمكن أن يختتم الموسم المحلي بأرقام قياسية قد تنتظر وقتا لإعادة كسرها من جديد.
هل مانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا هو الفريق المثالي؟
شتان الفارق بين موسم المدير الفني الإسباني الأول في إنجلترا وموسمه الحالي.
اختلاف كبير في شخصية الفريق ما بين الموسمين، اللجوء للواقعية في بعض الأحيان من فترات الموسم والتي ساهمت في اقتناص نقاط صعبة من مباريات كان من الممكن فقدها.
تطور كبير في المستويات الفردية للعديد من اللاعبين والتي ساهمت في هذا الموسم الاستثنائي رقميا.
كل ذلك في الوقت الذي احتفظ فيه بيب بفلسفته التدريبية الهجومية وهيمن بها على أندية تعتمد الأسلوب الإنجليزي البدني الكلاسيكي، الذي ظن الكثيرون لفترات أنه عقبة كبيرة في طريق جوارديولا في محطته الإنجليزية.
ولكن الفريق بعيد كثيرا عن المثالية، وقد انكشف ذلك خلال مشوار الفريق الأوروبي ومباريات خروج المغلوب.
يمكن أن تسيطر وتقدم مباريات ممتعة وأن تستمر بالضغط على منافسيك، ولكن كل ذلك ينهار عندما تكون ذو شخصية هشة.
سار مانشستر سيتي بثبات أوروبيا حتى ربع النهائي، ولكن خلال تلك المسيرة لم يقابل أي من العمالقة في القارة.
مسيرة شهدت مواجهات ضد نابولي الإيطالي وفاينورد الهولندي وشاختار دونيتسك الأوكراني ثم بازل السويسري في دور المجموعات لا يمكن وصفها بالصعبة أبدا بالنظر لفريق يقوده فنيا بيب جوارديولا.
في ربع النهائي، تجنب الفريق مواجهات ضد برشلونة أو ريال مدريد أو بايرن ميونيخ، ولكنه تلقى الإقصاء على يد مواطنه ليفربول، فريق ضمن هؤلاء المتنافسين في المسابقة التي يهيمن عليها سيتي محليا.
الأزمة هنا يمكن اعتبارها أزمة في شخصية الفريق، القدرة على الحسم في المراحل الفاصلة.
يمكن أن تقدم 50 مباراة بأداء ممتع وانتصارات كبيرة في مباريات متتالية دون أن تواجه ضغوطا كبيرا، ولكن المباراة الـ51 هي الأهم والأكثر عرضة للضغوط وتمثل نقطة فاصلة، فتفشل فيها لأنك لازلت تفتقد لشخصية محددة قادرة على تجاوز ذلك.
لن يكون الموسم الأخير لبيب جوارديولا في إنجلترا، ولا يزال في مخيلته مشروعا يريد تطبيقه ومن ثم تحقيق اللقب الأوروبي الأغلى، ربما خلال الموسمين المقبلين.
ولكن لتحقيق ذلك، عليه أن يدرك شيئا هاما في المرحلة الراهنة.
نعم، لقد قدم موسما محليا استثنائيا وقد يخلد بالأرقام.
ولكن الخروج بلقب دوري ولقب كأس الرابطة فقط خلال الموسم هو أمر غير استثنائي. أمر حققه من قبل مانويل بلجريني وروبيرتو مانشيني.
عليه أن يدرك أنه لم يحقق شيئا استثنائيا في مسيرة الفريق الأوروبية. فمشوار الفريق حتى الخروج أمام ليفربول لم يكن صعبا، كما أن الفريق بتاريخه الأوروبي الضئيل يمتلك نتيجة أفضل من قبل، تحققت تحت قيادة التشيلي مانويل بلجريني الذي قاد الفريق لنصف النهائي الأوروبي قبل موسمين.
لن تكون مبالغة حين نقول أن تشتت المنافسين وبداياتهم الضعيفة للموسم خلال منافسات الدوري خدمت فريق جوارديولا للغاية.
لا يمكن التقليل من إنجاز سيتي في الدوري هذا الموسم، ولكن ربما لو أن ليفربول ومانشستر يونايتد كانا على مقربة من سيتي في النقاط المحققة في تلك المرحلة الحاسمة من الموسم لتمكنا من التفوق عليه بسبب واحد فقط، وهو شخصية الفريق.
هو الأمر الذي حسم لليفربول التأهل الأوروبي الأول لنصف النهائي منذ عام 2008، وهو الأمر الذي يجب أن يتغير كليا إن أراد بيب أن يكون أيقونة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.
الكثير من العمل أمامك يا بيب. أنت تدرك جيدا أن ما زال هناك الكثير لتطويره، وأن الأمر لا يتعلق فقط باستقطاب لاعبين جدد.