كتب : فادي أشرف ومحمد سمير
خسر عمرو منسي رئيس الشركة المنظمة لبطولة الجونة للاسكواش كل أمواله في تنظيم النسخة الأولى للبطولة عام 2010، والآن يبحث منسي – الذي تفاجأ من حقيقة تنظيمه لـ6 نسخ سابقة من البطولة – عن التوسع وتنظيم بطولات لألعاب أخرى أيضا.
"مع انطلاق النسخة السابعة للبطولة تذكرت البدايات، والحلم الذي بدأ في 2009. تخيلت كل شيء تروه الآن". هكذا يتحدث منسي، لاعب الاسكواش السابق ورئيس شركة ievents المنظمة للحدث الذي جذب أكثر من 112 لاعب ولاعبة من 17 دولة مختلفة من المستويات العالمية للتنافس على بطولة ضمن البطولات السبع الكبرى للاسكواش، مثل بطولات الجراند سلام الـ4 في التنس.
"عندما بدأ الحلم لم يكن الجونة أو الاسكواش بنفس وضعهما الآن. كان لدينا أبطال في اللعبة ولكن ليس بالعدد الموجود الآن، ولم تكن الجونة مكانا يستضيف أحداثا كثيرة ولكنني رأيت هنا كل شيء، مكان محترم بإمكانيات كبيرة يمكنه استضافة تلك الأحداث، وأبطال مصريين يحتاجون بطولة كبرى على أرضهم".
منسي من مواليد الإسكندرية ويبلغ من العمر 35 عاما. لعب لنادي سبورتنج منذ 2002 وشارك في أكثر من 72 بطولة. على مستوى تنظيم البطولات كانت مسيرته أنجح من ممارسة اللعب، حيث نجح في إعادة بطولة الأهرام الدولية في عام 2016 بعد غياب دام 10 سنوات، كما أقام بطولة الإسكندرية الدولية أمام مكتبة الإسكندرية في 2015، كما أنه تولى تنظيم مهرجان الجونة السينمائي العام الماضي، والمقرر إقامة دورته المقبلة في سبتمبر المقبل.
الحديث سهل حسبما يوضح منسي، لكن التنفيذ لم يكن بالسهولة للاعب الاسكواش السابق الذي وصل للمركز الـ46 في التصنيف العالمي من قبل.
"لكي تقنع الجميع بأهمية تلك البطولة وأنت لاعب، لا تملك كيانا أو شركة منظمة أو تاريخ يسمح بذلك، كان الأمر صعبا، كان صعبا أيضا الحصول على رعاة للبطولة. ولكن بعد عام و8 أشهر خرجت البطولة بمساعدة شركة أوراسكوم، ربما لم يمنحوني المال ولكن منحوني فرصة تنظيم البطولة هنا وكذلك أقنعنا الاتحاد الدولي وساعدنا في ذلك عمرو شبانة الذي كان رئيسا للاعبين المحترفين داخل منظمة المحترفين".
الربح المادي لم يكن أولوية منسي حسبما يشرح، مؤكدا أنه ربما خسر كل ما يملك في النسخة الأولى للبطولة.
"الأمر الأهم كان هو أن تولد البطولة. للحقيقة حلمت بكل شيء، الملعب والمسؤولين والفنانين وكل الزخم حول بطولة الجونة. رأيت ذلك كله قبل أن يحدث".
في 2011 اندلعت ثورة يناير ما صعب تنظيم البطولة في ذلك العام، قبل أن تعود في 2012 وهي النسخة التي لم يخسر فيها منسي ماديا. "جابت اللي اتصرف" حسبما يشرح، الحلم بدأ يتحقق.
في 2013 قامت ثورة 30 يونيو أيضا ولم تقم البطولة، ولكن في 2014 انتبهت الدولة لوجود البطولة عن طريق وزارة الرياضة وهيئة تنشيط السياحة. "هنا كانت البداية" حسبما يقول منسي متحمسا.
"وقعنا عقدا لمدة 3 سنوات أن تكون البطولة ضمن البطولات الكبرى، هي البطولة الوحيدة من تلك النوع التي كانت تقام دون بطولة للسيدات، وكنا نلعب مباريات الدور التمهيدي في نادي سبورتنج في الإسكندرية. الآن لدينا بطولة للسيدات ومجمع اسكواش في الجونة، بجانب الملعب الرئيسي".
نجاح الحلم الأول منح منسي الحماس والشغف – حسبما يقول – لتنظيم بطولة أخرى. "سيكون هناك بطولة للعبة أخرى ربما هنا في الجونة أو في الساحل الشمالي".
في دولة تتعرض فيها الكثير من البطولات للفشل تنظيميا، يرى منسي أن مفتاح تحقيق النجاح في الإطار التنظيمي هو الشغف والحماس والحصول على حرية الحركة في التنظيم.
"الحلم مستمر، كل مرحلة لها طموحات معينة. ربما لا أرى فرصة استضافة الأولمبياد قريبا ولكنني أرى أن العمل يجب على دخول الاسكواش للأولمبياد، وأن نستمر في إيصال اللعبة للجمهور. هذه هي الاستفادة الحقيقية. تلك البطولة تذاع على 90 محطة تلفزيونية، هذا هو النجاح الحقيقي والفائدة التي تعود على مصر".