كتب : محمد يسري
إنجلترا زرقاء، قبل 5 جولات من نهاية الدوري توج مانشستر سيتي باللقب، موسم مذهل مع بيب جوارديولا بعدما أنهى الفريق البطولة ثالثا الموسم الماضي.
ماذا حدث؟
مركز دي بروين
أبرز الاختلافات تتمثل في ما قدمه كيفن دي بروين هذا الموسم، وهو ما يتضح في منافسة اللاعب البلجيكي بقوة على جائزة لاعب الموسم مع محمد صلاح نجم ليفربول وهداف الدوري حتى الآن برصيد 30 هدفا.
انفجار دي بروين هذا الموسم يأتي بعد تغيير مركزه في الملعب. بضع خطوات للخلف جعلته يتمتع بحرية أكبر في وسط الملعب وبدا وكأنه ارتكاز وليس صانعا للألعاب كما كان يتمركز في الموسم الماضي.
بعد 33 مشاركة فقط في الموسم الحالي صنع دي بروين 102 فرصة للتسجيل وقدم 15 تمريرة حاسمة لرفاقه. وهو معدل أفضل مما قدمه في الموسم الماضي بعدما صنع 103 فرصة للتسجيل و18 تمريرة حاسمة خلال 36 مباراة.
صاحب الـ26 عاما كان عقل بيب جوارديولا في الملعب. ينفذ كل ما يطلبه منه ويوفر احتياجات زملائه بصناعة الفرص لهم بالطريقة التي تفيدهم لاستغلالها.
مثلا يوضح دي بروين "ليروي ساني سريع للغاية مما يتيح له تخطي المدافع إذا كان الأخير يسبقه بخطوات قليلة، مثله مثل رحيم ستيرلينج، يحبان الركض في المساحات".
الحصاد
حصد جوارديولا ثمار تطويره للاعبيه في الموسم الماضي. تطوير لا يتعلق بالقدرات الفردية فقط، بل بالتأقلم على الأسلوب وتنفيذ ما يبحث عنه المدرب الإسباني.
لم يقم جوارديولا بتغيير جذري في تشكيله الأساسي، فقط بنيامين ميندي قبل إصابته بقطع في الرباط الصليبي وكايل ووكر إضافة إلى حارس المرمى إديرسون مواريش، مع الحفاظ على العناصر التي عملت معه في الموسم الماضي.
قوام الفريق في الموسم الحالي أصبح يفهم ما يريده جوارديولا من المباريات بشكل أفضل. طريقة الاستحواذ على الكرة، الضغط، الدفاع، التحرك في الملعب. كلها أمور اختلفت في الفريق عن التي كان عليها في الموسم الماضي رغم وجود نفس الأسماء.
هذا بالإضافة إلى تطور جوارديولا ذاته في استخدام أدواته.
أضاف لدي بروين خيارات أكثر للتمرير في خط الوسط لفك ضغط المنافسين. استغلال ديفيد سيلفا للتحرك في أنصاف المساحات في مناطق المنافس، هذا بالإضافة إلى تطوير ليوري ساني وجابريال خيسوس.
شباب أذكياء
عمل جوارديولا على تقليل أعمار لاعبي فريقه في فترة الانتقالات الصيفية الماضية والعمل على جلب الشباب.
في الصيف الماضي استغنى الفريق عن خيسوس نافاس وجايل كليتشي وبكاري سانيا وبابلو زاباليتا وألكسندر كولاروف وويلي كاباييرو. كل هؤلاء أعمارهم فوق الـ30.
وباع فيرناندو ونوليتو وسمير نصري وويلفرد بوني. كلهم أيضا فوق الـ30 باستثناء بوني صاحب الـ29 عاما.
وتعاقد مع بيرناردو سيلفا (23 عاما) وإديرسون مواريش (24 عاما) وبنيامين ميندي (23 عاما) وكايل ووكر (27 عاما) ودانيلو (26 عاما) ودعم فريقه في يناير بإيمريك لابورتي (23 عاما).
بات جوارديولا يخوض حصص الفريق التدريبية وسط مجموعة قادرة على قبول وفهم أسلوبه وتنفيذه في الملعب خاصة وأنهم أذكى خططيا وأفضل بدنيا من المجموعة التي استغنى عنها الفريق.
العناصر الجديدة جاءت من فرق تستحوذ على الكرة وتطبق الضغط العالي وهو ما يحتاجه جوارديولا من لاعبيه.
كما أضافت هذه العناصر عمقا للتشكيلة وقوة لدكة البدلاء التي عانى سيتي من ضعفها في الموسم الماضي.
دفاع أقوى
هفوات دفاعية وأخطاء فردية ومساحات كبيرة خلف المدافعين. كلها أمور عانى منها مانشستر سيتي في الموسم الماضي لم تكن حاضرة في الموسم الحالي والسبب جوارديولا.
أصبح جوارديولا أكثر هدوءا في عملية الضغط وهو ما أثر بالإيجاب على مستوى تقدم خط الدفاع.
في الموسم الماضي كان خط دفاع سيتي يتمركز على دائرة منتصف الملعب أحيانا بسبب صعود الفريق للأمام للضغط على حامل الكرة، لكن الوضع اختلف هذا الموسم.
بات خط دفاع الفريق لا يصعد للأمام بنفس الدرجة القاتلة التي كان عليها في الموسم الماضي.
هذا بالإضافة إلى عدم صعود الظهيرين للهجوم مثل الموسم الماضي. ووكر أصبح أقرب لمدافع ثالث ناحية اليمين رفقة نيكولاس أوتاميندي وفينسينت كومباني أو جون ستونز، وفابيان ديلف استمر في تنفيذ فكرة الظهير الوهمي الذي ينضم لخط الوسط أثناء الهجوم من أجل حماية أكبر للدفاع.
قوة دفاع سيتي تظهر هذا الموسم في استقبال الفريق لـ25 هدفا فقط بعد 33 مباراة بعد 39 هدفا في الدوري الموسم الماضي.
مسرح الاتحاد
استغل مانشستر سيتي ملعب الاتحاد هذا الموسم الاستغلال الأمثل في طريقه لحصد لقب الدوري.
خلال 16 مباراة لعبها حتى الآن على ملعبه، انتصر سيتي 14 مرة وتعادل مرة واحدة وخسر مثلها وسجل 53 هدفا واستقبل 13 فقط. ليحصد 43 نقطة ويخسر 5 نقاط فقط على ملعبه.
لكن في الموسم الماضي وخلال 19 مباراة لعبها سيتي على ملعب الاتحاد انتصر الفريق 11 مرة فقط! وتعادل 7 وخسر مباراة. وسجل سيتي 37 هدفا فقط في هذه المباريات واستقبل 17.
في الموسم الماضي خسر سيتي 17 نقطة على ملعبه. عدد نقاط يوضح لماذا أنهى الفريق الدوري في المركز الثالث.