كتب : نادر عيد | الجمعة، 13 أبريل 2018 - 00:13
مقال رأي - إيهاب جلال.. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت
"أتحمل المسؤولية كاملة وأثق في تقديم اللاعبين لمباراة طيبة تليق باسم نادي الزمالك" إيهاب جلال قبل خسارة القلعة البيضاء للقمة أمام الأهلي.
بعد 24 ساعة، تنتهي القمة على استاد القاهرة بخسارة الزمالك بفارق 3 أهداف لأول مرة منذ عام 2006!
ليس فقط إيهاب جلال كان متفائلا بتجربته مع الزمالك بمجرد إعلانه مدربا للفريق في يناير الماضي، يقول إسماعيل يوسف بعد التعاقد الرسمي: "لاعبو الزمالك أظهروا روحا معنوية عالية عندما علموا بالأمر".
وكأنه المخلص المنتظر الذي يملك عصا موسى، قادر على قلب الأمور رأسا على عقب!
يقول أحمد حسام ميدو: "هناك شرط في عقد جلال مع الزمالك يتضمن مكافأة قدرها 5 مليون جنيه إذا فاز بالدوري هذا الموسم".
هل ظن جلال أنه قادر على قيادة الزمالك للقب الدوري فعلا وأن مشكلة الفريق كانت في المونتينجري نيبوشا يوفوفيتش؟
أنا لها
إيهاب جلال وضع نفسه أمام العاصفة وحيدا، تربص الكثيرون به منذ دخل ميت عقبة، كيف لهذا الرجل الذي لم يسبق له ارتداء القميص الأبيض أن يدرب الزمالك؟
وهو في طريقه إلى ملعب التدريب رفع عينيه تجاه بوابة الخروج فوجد معتمد جمال وفاروق جعفر يرحلان اعتراضا!
شعار صاحب الـ50 عاما كان "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت" مدافعا عن نفسه ومتعهدا ببذل أقصى ما جعبته من أجل الزمالك.
قبل التحدي والمجازفة بصدر مكشوف، قرار غير مدروس؟ أم كان عليه التعقل أكثر فيما يخص الوعد بتحسين النتائج على المدى القريب؟
تجربة جلال مع الزمالك مثيرة للجدل، فبعدما انتصر الفريق في 7 مباريات متتالية بالدوري سقط مدويا في الأربع التالية وكأنه فقد شيئا ما او استفاق على حقيقة أنه لم يواجه اختبارا قويا يعكس قدراته.
واحد فقط من هذه الانتصارات السبعة كان على فريق في النصف العلوي من ترتيب الدوري، سموحة!
وحتى وإن كان الفوز على فرق متأخرة في الترتيب، هذا لا يبرر السقوط أمام تاسع إثيوبيا وتوديع الكونفيدرالية مبكرا!
النتائج خادعة أحيانا.
المال
كرة القدم في عصرها الرأسمالي ترفع جميع عناصرها إلى السماء السابعة أو تخسف بهم الأرض بسبب المال.
وهي الأزمة الكامنة في نادي الزمالك التي تتسبب في عدم استقراره منذ سنوات. أزمة تحدث عنها من قبل جوزوالدو فيريرا وأليكس ماكليش وغيرهما من المدربين.
وهي إحدى الركائز الأساسية التي أدت إلى انهيار الزمالك في المباريات الأخيرة مع جلال، وباعتراف مرتضى منصور رئيس النادي الذي قال:"أقول للجمهور لا تحملوا الفريق المسؤولية في ظل وجود الوزير، نعيش في مناخ سيء لا يساعد على أي شيء".
نادي الزمالك يتحكم في خزينته اللجنة المعينة من قبل الوزارة. لا مال ينفق على الفريق ومجلس الإدارة مجمد على لسان مرتضى.
يقول حسين السيد الذي عمل مديرا للكرة في الزمالك العام الماضي:"المزاج يحكم صرف المستحقات المالية للاعبي الزمالك، العدل غائب تماما. مثلا إذا طلب لاعب ما صرف دفعة من مستحقاته، والمسؤول يحبه ودمه خفيف على قلبه، فإنه سيوافق على الفور، والعكس صحيح".
وتابع "كذلك صرف نسب المستحقات لم تتم بشكل صحيح، فلا يصح مثلا أن يصرف اللاعب الذي يتقاضى مليون جنيه سنويا دفعة توازي ما يحصل عليها زميل آخر له راتبه مليوني جنيه".
لا عجب إذن في وجود فتنة داخل الفريق، ربما مشكلة حازم إمام ومحمد إبراهيم المتعلقة بالمستحقات لها تاريخ.
يقول طلعت يوسف الذي كان سببا في تفكير جلال في الاستقالة بعد مباراة مصر للمقاصة:"المدرب ليس السبب في تراجع الزمالك، المسؤولية مشتركة مع الإدارة".
"نسمع تصريحات تضر النادي يوميا ولجان ومشكلات، طبيعي أن يؤثر هذا على اللاعبين. يجب أن يرحل جلال فورا، المناخ غير مناسب، مهما كانت إمكاناته الفنية سيفشل".
هل أدرك جلال أن الأمر أبعد من ملعب التدريب؟
اللاعبون؟
يقول أحمد حسام ميدو:"أزمة الزمالك تتمثل في بيع عدد كبير من اللاعبين، وضم عدد أكبر دون الحفاظ على قوام أساسي. الفريق يجب أن يكون قوامه 40% من أبناء النادي. عندما تضم صفقة جديدة يجب أن تلعب مع لاعبين قدامى يفهمون نظام الفريق".
عدد اللاعبين في قائمة الزمالك الحالية والذين انضموا الموسم الحالي يبلغ 13، وهذا بخلاف من رحلوا معارين مثل أحمد كابوريا ورزاق سيسيه وغيرهما.
ضف هذا الرقم إلى الباقين في صفوف الفريق منذ الموسم الماضي، ربما تجدد مبررا لماذا استخدم جلال 30 لاعبا في 17 مباراة فقط!
يقول حسن شحاتة:"التشكيل أمام الإسماعيلي كان به عدة أمور خاطئة واللاعبون شعروا أنهم لا يستطيعون اللعب أو قيادة الفريق بشكل جيد، ولا ينبغي أن تغير في التشكيل كثيرا في كل مباراة، يجب أن يكون هناك عمودا فقريا واضحا للفريق وتغير في لاعب أو اثنين فقط".
ويقول نيبوشا يوفوفيتش مدرب الزمالك السابق:"ذهبت إلى المران فوجدت 45 لاعبا، كيف أركز مع هذا العدد والمطلوب مني أن أمنح الجميع الفرصة؟".
وصرح خالد جلال المدرب العام الأسبق للفريق "نصحت مرتضى في إحدى الجلسات بيننا ضرورة تقليص عدد اللاعبين في القائمة. قلت له يجب أن تكون القائمة 25 لاعبا فقط وخمسة من شباب النادي. كثرة العناصر تخلق الكثير من المشاكل لأي جهاز فني وهذا من بين المشاكل التي يعاني منها الزمالك كثيرا".
ومن هنا نتطرق إلى سؤال آخر، هل اللاعبون الذين انتدبهم الزمالك قادرون على قيادته للتتويج؟
يقول سامي الشيشيني:"هناك نوعية من اللاعبين في الزمالك حاليا لا يستطيعون التأقلم مع الضغط وهذا حدث أمام ولايتا ديشا والخروج من الكونفيدرالية".
وأضاف "لاعبو الزمالك شعروا بالاستسهال فخرجوا من البطولة وهذا يوضح أن خبرات الفريق حاليا قليلة. هناك أيضا بعض الأخطاء لإيهاب جلال منها كثرة التبديل في التشكيل الأساسي، والدفع بلاعبين بشكل أساسي رغم غيابهم لفترة كبيرة مثلما حدث مع أحمد داوودا وعماد فتحي وباسم مرسي".
مع الخسارة القاتلة أمام مصر للمقاصة والتي جعلت جلال يقدم استقالته مترددا قبل أن يتراجع، جعلت الأخير يدرك أنه فعل كل بوسعه من أجل الزمالك، لم يعد يملك شيئا لينقذ الفريق.
فقام بإلقاء الكرة في ملعب اللاعبين قائلا لهم قبل مواجهة الاتحاد:"نتيجة أخرى غير الفوز ستكون كارثة في حق أنفسكم".
وكانت الكارثة في وجه جلال، انتهت التجربة وعنوانها "راسب".
خاض جلال مع الزمالك 17 مباراة، فاز في 9 وخسر 6. ودع الكونفيدرالية وبعد أن كان الزمالك ينافس على الوصافة من أجل دوري الأبطال، ربما يفقد المركز الثالث الآن لصالح المصري!
مقالات أخرى للكاتب
-
لقد كانت قمة الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 13:59
-
المتعصبون الأربعاء، 27 مايو 2020 - 18:14
-
البقاء لله الثلاثاء، 25 فبراير 2020 - 10:19
-
عزيزي صلاح الخميس، 22 أغسطس 2019 - 17:17