كتب : إسلام مجدي
أقيمت فعاليات مؤتمر The Game لأول مرة في القاهرة يوم الأربعاء. وشهد حديثا مطولا من الخبراء حول صناعة كرة القدم والتحول الكبير الذي شهدته اللعبة مع بداية الألفية الجديدة.
تحدث خلال المؤتمر عدد من رواد الأعمال في عالم الرياضة وكرة القدم تحديدا وأيضا محاضرين كبار في علم إدارة الأعمال الرياضية. مثل ماجد سامي رئيس مجلس إدارة شركة وادي دجلة القابضة وألفونسو روبيرس الرئيس السابق للمبيعات الدولية بنادي ريال مدريد وأوشيان روبيرتس المدير التقني والمدرب المساعد لمنتخب ويلز وبيرناردو مورايس استشاري قانوني سابق بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
FilGoal.com حضر المؤتمر وينقل لكم أبرز ما ورد في فعالياته.
بدأت الجلسة الأولى بمحاضرة بين عادل محمد عبد الحليم أستاذ إدارة الأعمال بجامعة القاهرة وستين سودرمان الباحث بمركز الرياضة والأعمال بمعهد بحوث كلية ستوكهولم في السويد.
وتضمنت حديثا حول كيفية تعامل الأندية اقتصاديا فيما يخص كرة القدم، وهل تعتمد فقط على الصفقات أم أكثر من ذلك؟
في البداية تحدث عادل محمد عن كيفية إدارة الأعمال وتوسع الفكر الرياضي عموما، والتحول بشكل كامل من مجرد كيان محلي رياضي إلى كيان عملي كبير يبحث عن التوسع اقتصاديا.
فيما ناقش ستين سودرمان فكرة تكوين النادي، أن يكون مؤسسة متكاملة ولا يتعامل على أنه فريق كرة فقط، وأرجع الأمر إلى الفكر والتعامل مع الأساسيات حول البنية التحتية والتعليم الرياضي وتكوين مدارس كرة القدم وبناء الموهبة لكيلا تتكلف المزيد من الأموال عند إبرام الصفقات، ناهيك عن الإدارة المالية الحكيمة للموارد وعدم الصرف دن ضمان الحصول على مقابل يعوض ذلك.
الجلسة الثانية أدارها ألفونسو روبيريس، وهو الذي انضم إلى ريال مدريد عام 2002، وكان له دور كبير فيما يخص الطفرة التي حدثت لريال مدريد وتحوله لعلامة عالمية تجارية وأيضا عبر قنوات التواصل الاجتماعي والمجال الإلكتروني.
وقال :"حينما أتيت كان هناك فلورنتينو بيريز، وقتها كان النادي يتعامل على أنه فريق محلي، يحاول الفوز بالألقاب ويضم نجوم كبار دون التفكير بشكل توسعي للتحول إلى مؤسسة كبيرة ماليا، كان من المهم لنا أن نعلم كمية الموارد التي لدينا وفي نفس الوقت لا ننسى أننا فريق كرة قدم، لذا كونا شراكات واستثمرنا لكننا لم ننس هويتنا مطلقا".
وواصل :"الكثير من الأندية تقول إننا هنا من أجل الفوز بالألقاب من أجل الجماهير".
وأكمل :"النادي يجب أن يتعامل مع ما يمتلكه ويفكر في أهميتها وكيفية استغلال ذلك، حينما قابلت زملائي من الأندية الأخرى سألتهم لماذا نفعل ما نفعله؟ قالوا لي، لأننا نرغب في الحصول على مكاسب بقيمة 20 مليون يورو أو أكثر بجانب عقود الرعاية".
وأتبع "الفوز داخل الملعب مهم للغاية، لكن خارج الملعب أنت بحاجة لاستغلال انتشارك، في 2002 حينما انضممت إلى ريال مدريد كنا بحاجة لضم أفضل اللاعبين، ولكي تفعل ذلك فأنت بحاجة للمال ولذا فأنت بحاجة للموارد، فكنا نقترض وكان هناك دينا كبيرا، لذا عملنا لتطوير المجال الرياضي، وقمنا بالتعامل مع الأمر كشرائح، كان يعتمد على العوائد من التذاكر فقط، وهذا أمر خاطئ، كان مهما أن نستغل العلامة التجارية والملايين حول العالم التي تدعم النادي، يجب أن تمنحهم لكي يردوا إليك المنحة ولا تنعزل عنهم، نعم ستفوز لكن عليك أن تفعل هذا فتفوز بكل شيء".
وأردف :"لذا رتبنا عقود الرعاية، ورتبنا الأولويات وكيفية تغيير الأمر لكي ننتشر في كل مكان، الصعوبة في البداية أتت من التجربة بعض الأشياء ستجدي نفعها وبعضها لن يفعل، وهكذا سار الأمر".
وجاءت الجلسة التالية بحضور ماجد سامي، الذي تحدث حول الاقتصاد في عالم كرة القدم وبناء الأسس الصحيحة من أجل مؤسسة رياضية قوية.
وتحدث سامي حول النظام الذي وضعه للاعبين لبناء أجيال فيما هو قادم للنادي من خلال مدارس كرة القدم، علاوة على نظام آخر لتطوير المدربين وعملية تعلم كبيرة يضعها من أجل ضمان نجاح المؤسسة ككل.
وضرب سامي مثالا بكريم حافظ لاعب نادي ليرس البلجيكي المعار لنادي لانس الفرنسي. إذ أنه أحد أبناء مدرسة كروية تابعة لنظام فريقه.
كما تحدث رئيس نادي وادي دجلة عن كيفية تطوير مدارس كرة القدم والاهتمام بالمواهب الشابة.
بعد ذلك تحدث أوشيان روبرتس خلال المؤتمر عن النهضة التي ساعد فيها لمنتخب ويلز ليتحول من المركز الـ114 في ترتيب المنتخبات حول العالم إلى المراكز الأولى في التصنيف.
"كان علينا أن نبني فلسفة كاملة، ونهتم بالمواهب التي لدينا، بجانب التأكد من القضاء بنسبة كبيرة على نقاط ضعفنا، والتي أبرزها كان الدفاع".
"لم يكن هناك تنوعا تكتيكيا ومرونة لذا طبقنا الكثير من الخطط الفنية، وحاولنا أن نجعل اللاعبين يتكيفون عليها".
وقام أوشيان بعرض الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي أظهرت عددا من مشاكل منتخب ويلز الدفاعية وكيفية التعامل معها.
بجانب ذلك شرح كيفية تطوير اللاعبين والمدربين من خلال برامج كثيرة أجراها الاتحاد الويلزي ودعم كرة القدم داخل الدولة، وبناء عدد من الملاعب خلال الأعوام الـ10 القليلة المقبلة.
وشرح كذلك بعض المواقف الدفاعية التي حدثت للمنتخب مؤخرا موضحا أنه في البداية ويلز لم يرغب في المنافسة على الألقاب لكن كان هناك هدفا أوليا بالمشاركة في كأس العالم 2014 ثم يورو 2016 وهكذا حتى وصل إلى نصف نهائي يورو 2016 لم يستعجل النتائج.
أوضح أيضا أن الطاقم التدريبي بمساعدته وضع نظاما كاملا بمعايير دقيقة ساهمت كثيرا اللاعبين على التكاتف سويا وعلاج الأخطاء بجانب التكيف على المرونة التكتيكة سواء اللعب بـ4 مدافعين في الخلف أو 3 مع تبادل المهام للاعبي الأجنحة والهجوم.
وعاد مجددا ستين سودرمان للحديث عن كيفية بناء مجال عمل في عالم كرة القدم، سواء كان ذلك عن طريق شركات صناعة الملابس الرياضية أم النادي نفسه. وأوضح أن الخطأ الأكبر والذي تسبب في مشاكل للاتحاد الدولي لكرة القدم أن نظام التمويل اعتمد بشكل كامل على الرعاة فقط وبالتالي الدائرة كانت مغلقة مما تسبب بالكثير من الأخطاء.
ثم تحدث بعد ذلك الثنائي بيرناردو أخصائي لوائح الفيفا وستيف بينريدج رئيس قطاع إدارة الرياضة والفعاليات. وكلاهما تطرق لمناقشة عقود الرعاية وكذلك كيفية منحها لشركات مثل X-Games وEA Sports.
وقدم إكين جونيل عرضا توضيحيا لما تقدمه شركة Dugout وأهمية التواصل الرقمي وإنتاج المحتوى في عالم الرياضة الحديث موضحا كيف أفاد ذلك الأندية الكبرى في أوروبا خاصة أصحاب الشعبية منها.
وتكلم عمر مندور الرئيس السابق لشركة "كوكاكولا" مصر عن كيفية التطور على الصعيد الرقمي والإلكتروني. فيما تحدث بورخا كاوس مدير إدارة الفعاليات ورئيس حقوق المباريات الودية ورعاية اللاعبين بشركة Arowana Sports عن أهمية المواجهات الودية في عالم الاقتصاد الحديث بكرة القدم ومساعدة ذلك على انتشار الأندية واستشهد بفيديو توضيحي من مواجهة أتليتكو مدريد واتحاد جدة. وكذلك نك ليتلهاليس مدرب النوم وعضو منتدب من شركة Elite Sports عن أهمية النوم للرياضيين وكذلك عن تجربته مع كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد.