كتب : لؤي هشام
ليفربول انتصر بثلاثية نظيفة بعدما قدم أداء تكتيكيا كبيرا أمام مانشستر سيتي، ولكنها نصف المهمة فقط وليلة الثلاثاء سيتعين على الحمر المحافظة على تلك النتيجة بينما سيكون السماوي مجبرا على ابتكار حلول جديدة في المواجهة.
طوال الموسم الجاري ورجال المدرب بيب جوارديولا يقدمون أداء مذهلا ولكن ذلك تحول إلى إحباط خلال المباراتين الأخيرتين أمام كلا من ليفربول ويونايتد، وفي مواجهة الليلة فإن شكل موسم الفريق سوف يتحدد بأكمله.
خلال مواجهة ذهاب ربع النهائي ارتكب المدرب الإسباني عدة أخطاء فنية حرمت فريقه من مواصلة الابداع وكتبت ليلة تاريخية لمشجعي الريدز في ملعب أنفيلد. لفهم أكبر.. (ليفربول ومانشستر سيتي.. تغيير النظام ومساعدة صلاح وماني جلبا الانتصار في 30 دقيقة)
ولكن الأمر مازال في يد سيتي رغم صعوبته ولكن لتخطي تلك العقبة عليه الاتجاه نحو بعض الحلول التكتيكية التي قد تساعده على بسط سيطرته ومحاولة العودة مجددا.
كان ذلك ما استعرضته صحيفة تيليجراف البريطانية في تقريرها، وFilGoal.com ينقله لكم بتصرف.
إيجاد التوليفة التكتيكية المناسبة
جوارديولا عقد الأمور على فريقه المباراة الماضية وتسببت طريقة اللعب في التأثير على خط وسطه وبينما يقول ليفربول إنه سيذهب إلى ملعب الاتحاد من أجل تحقيق الفوز فإن طريقة 4-5-1 الدفاعية قادر سيتي على اختراقها.
ولكن على فريق مدينة مانشستر إيجاد المنظومة المناسبة والتأكد من أن تمريراته ستكون متاحة إذ لن يواجه المدرب يورجن كلوب عمق ملعب بهذه السهولة مجددا مثلما حدث في أنفيلد حينما عانى الفريق من قدرته على التمرير في الشوط الأول.
خريطة تمريرات الفريقين في المباراة الماضية
في المباراة الماضية تم منح كلا من كيفن دي بروين ودافيد سيلفا حرية التحرك من أجل التواجد في الوسط وتسهيل بناء اللعب ما كان يعني أن إلكاي جوندوجان ارتبط بالتواجد إلى جوار فيرناندينيو للمساعدة في التغطية الدفاعية.
كان ذلك ما تسبب في ترك مساحات في الجبهة اليمنى أمام انطلاقات كلا من ساديو ماني وأندي روبيرتسون.
رأينا سيتي يلعب بطريقة أشبه بـ4-1-4-1 وكانت تتحول إلى 2-3-2-3 في الوضع الهجومي. جابرييل خيسوس وسيرخيو أجويرو ربما يبدئان معا هذه الليلة حيث قد يلعب البرازيلي كمهاجم أيمن ينضم إلى العمق لكي يجاور أجويرو وحينها سيتكفل كايل ووكر بالجانب الأيمن.
كان ذلك قريبا مما حدث في مباراة الذهاب ولكن عودة البلجيكي إلى جوار فيرناندينيو للمساهمة في بناء اللعب ترك ووكر وحيدا وتسبب في ثغرة بتلك الجبهة. سيتي عليه أن يكون واثقا من أنه حينما يمتلك ليفربول الكرة سيتواجد اللاعبون حولهم في المكان المناسب.
تواجد دي بروين في الوسط
الاعتماد على فابيان ديلف كظهير أيسر
غياب ديلف كان مؤثرا على الفريق وإيمريك لابورتي الذي لعب بدلا منه لم يبد في مركزه المعتاد وارتكب عدة أخطاء، في العديد من الأحيان كان صلاح يهرب من رقابته ويتواجد بالعمق بدلا من الأطراف حيث يتوجب أن يبقيه.
ولكن المشكلة الأكبر كانت عدم قدرته الكبيرة على التمرير للأمام أو التحرك للأمام بنفسه ولهذا تواجد ليروي ساني وحيدا في الثلث الأخير بالطرف الأيسر، وبدون تحركات قطرية بالقرب منه لم يجد الألماني الكثير من الحلول.
ومع تواجد ديلف كظهير أيسر فإن ذلك لن يوفر مزيدا من الدعم فقط للجناح ولكنه يوفر أيضا خيارا بتواجده في وسط الملعب - كظهير وهمي - عند استحواذ فريقه على الكرة.
خريطة متوسط التمركز لسيتي أمام يونايتد تُظهر أن الفريق كان أكثر تنظيما من مواجهة ليفربول وعلى الرغم من الهزيمة في النهاية إلا أن الفريق غطى مساحات أكبر في أرض الملعب.
قدرة فابيان الكبيرة على تغيير الأدوار لن تقدم يد العون فقط لفيرناندينيو ولكنها ستعطي لسيتي مزيدا من الخيارات للتمرير حينما يتراجع ظهراء الحمر للدفاع كما سيسمح لجوارديولا باللعب بخيسوس وأجويرو معا إذ لن يحتاج للاعتماد على ثنائي دفاعي في الوسط بتواجد جوندوجان إلى جوار فيرناندينيو.
ديلف ووكر يتمركزان بامتياز على الأطراف أو في العمق وإذا كان سيتي سيستحوذ على الكرة بشكل كبير فبإمكانه حرمان ليفربول من هجماتهم المرتدة وتعريضهم لضغط هائل.
تواجد ديلف في الوسط
الفوز بمعركة الوسط
ليفربول سيواجه مشكلة كبيرة بإيقاف جوردان هندرسون وإصابة إيمري تشان فتواجد اللاعب محطم الهجمات في ثلاثي الوسط أمر حيوي وهام في نظام كلوب مع الفريق من أجل إعادة تدوير الكرة وحماية الدفاع وتنظيم إيقاع التمرير.
جورجينيو فينالدوم لعب هذا الدور في التعادل السلبي أمام إيفرتون وربما يتواصل أمام سيتي ولكن عقلية الهولندي الهجومية قد لا تجعله الخيار الأنسب للقيام بهذه المهمة ولكن الأمل في أن يكون أقرب لأندريا بيرلو من جاك ويلشير في هذا الدور :)
ستمثل انطلاقات أليكس تشامبرلين من الوسط للهجوم في صنع الخطورة ما قد يترك جيمس ميلنر وحده في مساعدة فينالدوم من أجل الفوز بمعركة الوسط أمام دي بروين وسيلفا وفيرناندينيو.
عودة صلاح وماني ساهمت في إغلاق العمق
لمزيد من الفهم.. (كيف يتخلص جوارديولا من "كماشة" كلوب؟)
وإذا تمكن سيتي من الاستحواذ على الكرة فإن ثلاثي ليفربول عليه إجبار لاعبي سيتي على التمرير الجانبي وتقليل المساحات بين الخطوط في الدفاع وهو ما أدوه بشكل جيد في أنفيلد.
وكيفية تنظيم فينالدوم لخط الوسط من العمق ستؤثر على المباراة بشكل كبير مع تواجد دي بروين وسيلفا بالقرب منه ومع نقص خبرته بهذا المركز فإن ذلك قد يكون قاتلا للفريق.
التحركات المناسبة واستهداف ديان لوفرين
على الرغم من الهزيمة في الدربي إلا أن سيتي قادر على بذل المزيد من الحركة والحصول على طاقة أكبر في ملعب الاتحاد، ربما لن تصل الأجواء الحماسية إلى ما حدث في أنفيلد ولكن لاعبي سيتي يعرفون أن هذه المباراة ستحدد الموسم.
التمرير يجب أن يكون أسرع والتحركات يجب أن تكون أخف وأذكى وإنهاء الفرص أكثر حسما ولو تمكن الفريق من تسجيل هدف واحد مبكرا فإن أعصاب لاعبي ليفربول سوف تهتز.
وديان لوفرين قد يجد نفسه في مواجهة عدة لاعبين هجوميين مع توالي العرضيات ناحية مركزه الدفاعي والتركيز أيضا على ألكساندر أرنولد قد يساعد كثيرا على الرغم من قدرته على مجابهة ساني في الذهاب.
ولكن تواجد اللاعب خارج أرضه مع زيادة الضغط قد يجبره على ارتكاب أخطاء خاصة وأن لوفرين إلى جواره. فيرجيل فان ديك كان رائعا للغاية ولكنه ليس قادرا على تولي المهمة بمفرده.
لذا ربما يهاجم جوارديولا من خلال الجبهة اليسرى بكثافة أكبر حتى لو كان ذلك ما تسبب في تقليص فرص فريقه بالذهاب لذا على ليفربول أن يعتمد في رقابته على الرقابة الفردية لمحاولة إيقاف تمريرات سيتي الخطيرة.
الحذر من الهجمات المرتدة
بالطبع كل ما طرحناه سابقا قد يتغير في لحظة من مرتدة خاطفة لمحمد صلاح وحجم التوقعات كبير بشأن ذلك بالنسبة لما سيقدمه سيتي من أداء هجومي ولكي يضمن السماوي حرمان منافسه من ذلك فعليه أن يضمن تمريراتا صحيحة.
هنا في الهدف الأول كان بإمكان ساني التمرير بدقة لدي بروين ولكن تمريرته الخاطئة لماني سمحت للحمر بصنع هجمة مرتدة سريعة وإحراز أول أهدافهم.
سيتي كان متوترا في تمريراته بمباراة الذهاب وعليه أن يتأكد من عكس ذلك بحثا عن مزيد من التواصل بالتمريرات أمام منطقة 18 ليفربول إضافة إلى التحرك باستمرار وإيجاد المساحات المناسبة بين الخطوط لإعطاء حامل الكرة خيارا أكبر في التمرير.
حامل الكرة لا يبقى دائما صاحب الخطأ الأكبر عند انقطاع تمريرته ولكنه بالطبع قد يتحمل ذلك، وهذا ما تشرحه تلك اللحظة تحديدا من جانب ساني الذي لم يمرر لدي بروين.
دي بروين كان ليصبح في وضع أقرب إلى المرمى وقدرة أكبر على التسديد أو التمرير لخيسوس الذي كان في وضعية أفضل كذلك.
اللاعبون العظام عليهم اتخذا القرار المناسب في مثل تلك اللحظات وهذا ما يميز ليونيل ميسي عن غيره من اللاعبين الموهوبين، وهذا تحديدا ما يحتاجه ساني في التطور بشأنه.
التمرير واتخاذ القرارت السيئة كانا ببساطة ما ساعدا استراتيجية ليفربول البسيطة، البقاء في الخلف والاستعداد للمرتدة ومن ثم الضغط والضغط والضغط للفوز بالكرة وهو ما سار بالشكل الأمثل.
اقرأ أيضا
الأهلي: حرمان السعيد من مكافأة الدوري؟ لا تزر وازرة وزر أخرى
الأهلي: لم نحدد منصبا إداريا لـ غالي.. ومصير الثلاثي الأجنبي
في الجول يكشف تفاصيل اجتماع إيهاب جلال في الزمالك "لم أتقدم باستقالتي وهذا الدليل"
وكيله: إذا كنت رئيسا للزمالك لقبلت استقالة إيهاب جلال.. ولو استمر سيفوز بكل البطولات
الأهلي: لم نهتم بالمال في إعارة السعيد.. والبدري اتفق مبدئيا على تجديد عقده
ماذا قالت صحف إنجلترا عن عودة صلاح قبل عاصفة سيتي "مو جاهز للانطلاق"
عضو اتحاد الكرة: خسارتا المنتخب ضد البرتغال واليونان خلف تأجيل مفاوضات تجديد عقد كوبر