هل تبدو إمكانية العودة من التأخر بنتيجة 1-4 أمام فريق مثل برشلونة ممكنة لروما الذي يرغب في إعلان التحدي؟

الأمر يحتاج إلى "معجزة أمام فريق لم يخسر سوى مباراة رسمية واحدة هذا الموسم" هذا ما أوضحه المدير الفني لذئاب العاصمة الإيطالية ولكن أوزيبيو دي فرانشيسكو لا زال متمسكا بأمل تقديم مباراة عظيمة أخرى كتلك التي قدمها الفريق أمام تشيلسي على ملعب "أولمبيكو" في مرحلة المجموعات.

ما بين المعجزة أو تأمين التفوق يدخل الفريقان تلك الموجهة لإعلان أحد المتأهلين إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم.

أرقام رائعة لروما على ملعبه أوروبيا هذا الموسم يقابلها عدم فاعلية من الهجوم الكتالوني حين يحل ضيفا في المنافسة الأوروبية الكبرى تحت قيادة أرنستو فالفيردي.

خاض برشلونة 4 مباريات أوروبية خارج ملعبه هذا الموسم ولم ينجح سوى في انتزاع انتصار وحيد وسجل هدفين خلال تلك المباريات الأربعة أحدهما في شباك سبورتنج لشبونة في مرحلة المجموعات والآخر في شباك تشيلسي في ذهاب ثمن النهائي.

ثلاث مباريات اقتنص برشلونة فيهم التعادل خارج قواعده أمام تشيلسي بنتيجة 1-1 وأمام يوفنتوس وأولمبياكوس في مرحلة المجموعات بالتعادل السلبي.

نتائج وإن كانت لا تدل على فاعلية برشلونة الهجومية خارج ملعبه هذا الموسم لكنها تدل على قدرة دفاعية بالخروج بنتيجة تؤمن ما حققه ذهابا.

أما روما فيمتلك رقما دفاعيا قويا حين يلعب على ساحته "أولمبيكو" حيث لم يستقبل أي أهداف أوروبية على ملعبه هذا الموسم.

تعادل الفريق مع أتليتكو مدريد في المجموعات سلبيا واكتسح تشيلسي بثلاثية نظيفة وانتزع فوزا آخر من كاراباغا أغدام الأذربيجاني بهدف نظيف قبل أن يفوز في ثمن النهائي بهدف نظيف على شاختار دونيتسك الأوكراني وهو ما أهله إلى تلك المرحلة من البطولة.

بالنظر لمسيرة الفريقين في البطولة قد يحتفظ روما من جديد بنظافة شباكه أمام برشلونة ولكنه يحتاج إلى 3 أهداف ليحقق المعجزة وهو ما يبدو صعبا أمام فريق يقوده فالفيردي هذا الموسم.

"الخطأ الأكبر هو أن نعتقد أننا تأهلنا إلى نصف النهائي بالفعل. الأمر لم ينته وعلينا ألا نبالغ في الثقة"

هكذا صرح المدير الفني الإسباني الذي يعتبر هدف إدين دزيكو ذهابا بمثابة شوكة في الحلق ويمكن أن تنقلب بسببه الأمور.

هذا في الوقت الذي يعود فيه حارس المرمى الألماني أندريه تير شتيغن إلى هذا الملعب، حاملا بعض الذكريات السيئة.

آخر مواجهة بين الفريقين على ملعب "أولمبيكو" انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 وشهدت هدفا رائعا لجناح روما أليساندرو فلورينزي الذي سدد بقوة مخادعا تير شتيغن الذي تقدم عن مرماه لتسقط الكرة في الشباك من مسافة بعيدة للغاية.

"لم أتغير بعد ذلك الهدف. الأهداف التي تأتي على تلك الشاكلة نادرة للغاية وهي تجارب نمر بها ونتعلم منها. أعتقد أنني اكتسبت بعدها خبرات أفضل"

يدخل الحارس الألماني بهذه التصريحات مواجهة الإياب واثقا بنفسه بعد نتيجة الذهاب التي ترجح كفة فريقه وبمعنويات كبيرة وثقة نفس هائلة وخبرات أكبر من تلك المواجهة الأخيرة في روما قبل عامين حيث يبدو حارس مرمى برشلونة على مشارك أن يكون حارس منتخب ألمانيا الأول في مونديال روسيا.

المباراة تأتي في موعد تحمل فيه جماهير ذئاب روما ذكريات سيئة للغاية.

في 2007 وبتاريخ يتوافق مع تاريخ مواجهة اليوم حل روما ضيفا على مانشستر يونايتد في "أولد ترافورد" في ربع نهائي البطولة كذلك.

روما تفوق بنتيجة 2-1 ذهابا في "أولمبيكو" وكان يأمل رفاق فرانشيسكو توتي تأمين تفوقهم من أجل مرور تاريخي إلى نصف النهائي ولكن رجال أليكس فيرجسون عاقبوهم بنتيجة تاريخية بلغت 7-1.

فهل يتمكن رجال دي فرانشيسكو من محو آثار تلك الهزيمة التاريخية وتحقيق معجزة في العاشر من إبريل تجعل الجماهير فخورة بألوان فريقها؟

"الأمر يبدو صعبا ولكننا سنقدم ما في وسعنا وسنحاول" يعقب دي فرانشيسكو خلال مؤتمره الصحفي الأخير.

برشلونة يدخل بمعنويات كبرى متسلحا بنتيجة الذهاب بجانب نتيجة كبيرة أخيرة حققها الفريق في الدوري بالتفوق على ليجانيس بنتيجة 3-1 في ظل تسجيل ليونيل ميسي لـ "هاتريك" أعلن من خلاله عن جاهزيته لتأمين المرور لنصف النهائي.

يأتي ذلك تزامنا أيضا مع تعادل قطبي مدريد إيجابيا وجها لوجه واقتراب حسم لقب الدوري.

بينما لم يعط رجال دي فرانشيسكو التركيز الكامل للمواجهة الأخيرة في الدوري المحلي أمام فيورنتينا حيث سقطوا أمام ضيوفهم بثنائية نظيفة لكن الفريق لا يزال في المركز الرابع.

تلك المواجهة المحتدمة في العاصمة الإيطالية تشهد قيادة تحكيمية فرنسية حيث يقودها الحكم كليمنت توربين.

[image:0]

توربين بدأ مسيرته كحكم منذ 2005 وظهر في الدوري الفرنسي الممتاز للمرة الأولى في 2008 بينما حصل على الشارة الدولية في 2010.

قاد توربين هذا الموسم فقط 26 مباراة تحكيميا في مختلف البطولات منها 4 مباريات في دوري الأبطال منذ بداية دور المجموعات.

لم تشهد أي من تلك المباريات وجود برشلونة أو روما كأطراف فيها والمثير للاهتمام أن 3 منها انتهت بالتعادل.

حيث تعادل سبارتاك موسكو مع ليفربول بنتيجة 1-1 وسبورتنج لشبونة مع يوفنتوس بالنتيجة ذاتها في مرحلة المجموعات وتعادل إشبيلية مع مانشستر يونايتد سلبيا في ذهاب ثمن النهائي وكل ذلك من خلال وجود توربين في القيادة التحكيمية.

توتنام هوتسبير تمكن من التفوق على بوروسيا دورتموند كمباراة وحيدة شهدت انتصار أحد الطرفين تحت أنظار توربين هذا الموسم في دوري الأبطال.

4 مباريات أوربية أشهر البطاقة الصفراء خلالها في 12 مناسبة بينما لم يشهر اللون الأحمر على الإطلاق وفي مجمل المباريات التي قادها في مختلف البطولات هذا الموسم فقد أشهر اللون الأحمر في 3 مناسبات فقط خلال الدوري الفرنسي وأشهر اللون الأصفر في 84 مناسبة واحتسب 5 ركلات جزاء في المنافسات المحلية، وذلك خلال 26 مباراة خاضها.

من ضمن المباريات التي خاضها هذا الموسم مباراة وحيدة في بطولة الدوري الأوروبي شهدت انتصار أرسنال الإنجليزي على ميلان بهدفين نظيفين في ملعب "سان سيرو".

فكيف يسير سيناريو مواجهة اليوم من بيل كل تلك السيناريوهات التي شهدتها المواجهات تحت قيادة توربين؟