"مستوى بول بوجبا في الشوط الأول لم يكن يصلح لفريق يلعب في دوري الهواة". كانت تلك كلمات آلان شيرار نجم الكرة الإنجليزية وأسطورة نيوكاسل تعليقا على أداء بول بوجبا في الشوط الأول من دربي مانشستر.
بول بوجبا
النادي : لاعب حر
الشوط الثاني أتى مختلفا كليا، رغم أن جوسيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي كان يلعب بطريقة 4-3-3 الطبيعية وأشرك رحيم سترلينج كمهاجم وهمي لكنه لم يتمكن من فرض سيطرته المعتادة والفوز.
ما الذي حدث في الشوط الثاني؟ وكيف اختلف يونايتد؟ يوضح لكم FilGoal.com خط سير اللقاء وكيف تمكن يونايتد من قهر سيتي في دقائق.
رأينا ذلك واضحا أيضا في أكثر من مرة تفوق خلالها المدرب الإسباني ضد نظيره البرتغالي، إما باستخدام ليونيل ميسي في أغسطس 2011 حينما كان ليونيل ميسي يقوم بالدور، أو رحيم سترلينج مرة أخرى في الدور الأول التي انتصر فيها سيتي بنتيجة 2-1.
مانشستر يونايتد بدأ اللقاء بطريقة 4-3-3، يحولها إلى 4-5-1 حينما يدافع.
بداية المواجهة كانت قوية للغاية من طرف سيتي استحوذ وهيمن، وبيب أراد بناء الهجمة من الخلف ولكي يوقف مورينيو ذلك ضغط يونايتد ضغطا عاليا لمنع بناء الهجمات. ساعد ذلك في البداية على تضييق المساحات وتعصيب الأمور على سيتي.
ما صنع الفارق فعليا لسيتي أن يونايتد توقف فجأة عن ذلك الضغط العالي، وتحول للعب بطريقة 4-5-1 وذلك للتركيز على إيقاف التمريرات لسيتي. كانت تلك التحولات مناسبة جدا مع ليفربول خلال مواجهة دوري أبطال أوروبا التي فاز بها الحمر بنتيجة 3-0.
نيمانيا ماتيتش كان منوطا بإيقاف المهاجم الوهمي وبوجبا كان يعمل على إيقاف إلكاي جوندوجان أكثر من القيام بمهامه في صناعة الفرص. وأندير هيريرا راقب ديفيد سيلفا رقابة لصيقة.
مانشستر سيتي امتلك البدائل لمواجهة يونايتد، سترلينج كان يتحرك لمنح سيلفا خيارات أكثر من الاتجاه إلى الأطراف فقط، بجانب ذلك ليروي ساني انضم إلى العمق ما منح ديفيد سيلفا فرصة للركض في مسافات كبيرة خلف خط دفاع يونايتد. بعملية تغيير المراكز تلك كان سيتي قد وجد حلا للوقوف في وجه طريقة يونايتد التي استشفها من ليفربول وأيضا للتخلص من الرقابة اللصيقة التي يفرضها مورينيو.
لهذا كان جوسيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة ليفربول يوم الإثنين يقول إنه سعيد للغاية بأداء فريقه، لأنه كان لديه فرصة لخلق الفرص وإيجاد حلول لما قد يواجهه يوم الثلاثاء في إياب ربع نهائي دوري الأبطال.
بجانب ذلك، المهاجم الوهمي سبب مشاكل ليونايتد في خط دفاعه وذلك بسبب حالة الارتباك في الأدوار والرقابة.
لأنه إن كان رحيم سترلينج يتقدم إلى وسط الملعب فإريك بايلي كان يطارده ما يترك مساحة في دفاعات يونايتد.
الشوط الثاني كان الوضع مختلفا كليا، الضغط كان عاليا للغاية وأجبر سيتي مرارا وتكرار على خسارة الاستحواذ في مناطق خطيرة من الملعب. بجانب أنه كان الأكثر عددا عند الحصول على الكرة.
خط وسط يونايتد لم يكن يركض داخل منطقة جزاء سيتي في الشوط الأول واكتفى بالتواجد في أماكنه. في الشوط الثاني اختلف ذلك كليا، ولا يوجد أفضل من بول بوجبا للحديث عن ذلك الأمر.
قال بوجبا :"يجب أن أشكر مايكل كاريك، لأنه بعد كل مباراة كان يجعلني أشاهد فيديو ويقول لي إنني يجب أن أركض بشكل معين مثل مواجهة سيتي للأمام وألا أتوقف، إنه ساعدني كثيرا كل مرة بعد التدريبات يقول لي، انظر إلى هذا الركض بإمكانك أن تقتل الخصوم لأنه لا أحد سيوقفك".
وواصل "من الصعب أن تركض بهذه الطريقة ضمن خط وسط مكون إثنين لأنك يجب أن تتوقف وتتحكم في الكرة، حينما يكون لديك 3 لاعبين، أعلم أن ماتيتش سيظل في الخلف وستكون لدي الحرية الكاملة للتحرك في الأمام".
بوجبا حصل على حرية أكبر في الشوط الثاني وأصبح أكثر من لاعب متاحا داخل منطقة الجزاء، بجانب تواجد دفاع سيتي منشغلا بروميلو لوكاكو ما منح أندير هيريرا وبوجبا فرصة للتفوق على سيتي.
الأمر ذاته الذي حدث حينما لعب لينجارد في الأمام بجانب لوكاكو في كرة الهدف الثاني ما سمح لبوجبا بوجود مساحة أكبر في عمق دفاع سيتي.
صحيفة "ميرور" البريطانية ألقت الضوء على سبب تألق بوجبا قائلة :"النجم الفرنسي لم يكن لديه دور هجومي في الشوط الأول لأنه انشغل بالأداء الدفاعي معظم الوقت مع رقابة إلكاي جوندوجان الأمر الذي تغير كليا في الشوط الثاني بالحصول على حريته".
قال أندير هيريرا بعد ذلك :"آشلي يونج ومايكل كاريك كان لهما دور كبير فيما حدث بالشوط الثاني، قالا كلمات قوية، لم نتحدث كثيرا حول الفنيات لكن تحدثنا حول الكبرياء وعدم مرور جماهيرنا بليلة صعبة إن خسرنا".
لا شك أن تحرير الثنائي أليكسيس سانشيز والذي تحرك يمينا ويسارا كيفما شاء، وكذلك بول بوجبا الذي تقدم للعمق وسجل كان له عظيم الأثر في فوز يونايتد بشوط المباراة الثاني، لكن هل يمكن للشياطين الحمر تقديم نفس المستوى لفترة طويلة؟