كتب : محمد يسري
فقد ريال مدريد التركيز لدقائق فتعادل أتلتيكو مدريد في ليلة تألق فيها يان أوبلاك وفضل فيها زين الدين زيدان إراحة كريستيانو رونالدو.
التعادل حسم دربي مدريد الذي أقيم على ملعب سانتياجو بيرنابيو في الجولة 31 للدوري الإسباني بهدف لكل فريق. كريستيانو رونالدو تقدم لريال مدريد وأنطوان جريزمان تعادل لأتليتكو مدريد. (التفاصيل)
FilGoal.com يستعرض أبرز ملامح دربي مدريد في السطور التالية..
- ما بين بنزيمة وبيل
مؤخرا اعتمد زيدان على طريقة 4-4-2 الكلاسيكية بوجود ثنائي هجومي وثنائي على الأطراف. خطة جعلت ريال مدريد يقدم أداء هجومي قوي ومثمر بعد بداية متعثرة مطلع الموسم الحالي.
ويعد بنزيمة أحد أهم اللاعبين في تلك الطريقة لربطه بين الوسط والهجوم. هذا بجانب دوره الرئيسي في التحرك وسحب المدافعين وخلق المساحات لرونالدو. ومع اعتماد زيدان على جاريث بيل ورونالدو ضد أتليتكو مدريد افتقد ريال مدريد لأدوار بنزيمة.
خصائص بيل مختلفة عن بنزيمة خصوصا بشأن اللعب في عمق الملعب. الأخير يجيد اللعب كمحطة وظهره للمرمى، عكس بيل الذي يفضل أن يتمركز على حدود منطقة الجزاء وينطلق نحو المرمى لتسجيل الأهداف أو التحرك بحرية دون خلق مساحات لزميله في الهجوم.
ومع تكتل أتلتيكو مدريد الدفاعي وعدم إيجادة بيل التحرك لسحب المدافعين كان يتحرك الجناح الويلزي نحو الخط لاستلام الكرة مع ترك رونالدو محاصر وسط مدافعي أتليتكو مدريد في منطقة الجزاء.
وهنا بات طريق الوصول لمرمى أوبلاك هو الكرات العرضية التي فاز لاعبو أتليتكو مدريد بأغلبها لوجود رونالدو وحيدا وسطهم مع عدم إيجادة لوكاس فاسكيز أو ماركو أسينسيو للكرات الرأسية.
لكن نجح رونالدو في تسجيل هدف من كرة عرضية من بيل حولها رونالدو بنجاح في المرمى.
ومع نزول بنزيمة بدلا من رونالدو. استمر بيل في اليسار وظل بنزيمة محاصر أيضا.
وهنا كان يجب على زيدان أن ينقل بيل للعب خلف بنزيمة في العمق ويستفيد من الثنائي في عملية تبادل المراكز بينهم وينتقل أسينسيو للجهة اليسرى للعب الكرات العرضية.
- تغيير رونالدو: لأن هناك ما أهم من الدوري
رسالة زيدان كانت واضحة للجميع عقب إخراجه لرونالدو في الدقيقة 60. هناك ما هو أهم من الدوري.
الدوري انتهى فعليا لصالح برشلونة وإنهاء الدوري في المركز الثاني أو الثالث أو حتى الرابع لن يهم طالما ضمن الفريق المشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
وربما لن يتم تذكر المركز الذي أنهى به ريال مدريد إذا توج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا، وهذا هو الأهم لزيدان ولرونالدو نفسه وللجماهير أيضا في الموسم الحالي.
خرج رونالدو بعد أن سجل هدف الفريق ليستريح قبل مواجهة يوفنتوس في إياب ربع نهائي دوري الأبطال وهى المباراة التي يرغب فيها ريال مدريد أن يكرر تفوقه على الفريق الإيطالي بعد أن انتصر ذهابا في تورينو 3-0.
زيدان وضح خروج رونالدو قائلا "التغيير جاء من أجل الراحة. لدينا الكثير من المواجهات وعلينا أن نجعله يحصل على الراحة اللازمة".
وأكمل "رونالدو بحاجة للراحة وبسببها يجد نفسه أفضل كل يوم وهذا ما يلاحظه الجميع".
- تفاصيل بسيطة تأثيرها كبير
بعد أن تقدم رونالدو لريال مدريد في الدقيقة 53؛ لم يحافظ الفريق على تركيزه وشرد ذهن اللاعبين في مشهد دائما ما يتكرر مع لاعبي الفريق في الأعوام الأخيرة.
وهنا استغل أتليتكو مدريد قلة التركيز وضغط واستحوذ على الكرة ونجح في تسجيل هدف التعادل بل وكاد أن يحرز الهدف الثاني عن طريق كوكي.
خلال 7 دقائق فقط، ومن الدقيفة 53 وحتى 60؛ مرر أتلتيكو مدريد 38 مرة مقابل 37 لريال مدريد، وصوب الضيوف 3 كرات كلهم بين القائمين والعارضة مقابل تسديدة واحدة فقط لريال مدريد على مرمى أوبلاك.
ريال مدريد بدا وكأنه استعاد النسخة التي بدأ بها الموسم الحالي عقب تعادل أتليتكو مدريد. الفريق ظهر مهللا وتم اختراقه دفاعيا واستسلم لضغط كتيبة سيميوني المبكر في وسط الملعب وخسر الكرة. لكن تراجع أتليتكو مدريد وعدم استمراره في الضغط أعاد الاستحواذ مرة أخرى ثم استعاد الفريق قواه.
هذه التفصيلة البسيطة قد تتسبب في إنهاء مشوار الفريق في دوري أبطال أوروبا في الفترة المقبلة حيث اقترب من الوصول لنصف النهائي بعد أن انتصر ذهابا على يوفنتوس 3-0 في تورينو وينتظره في العودة على ملعب سانتياجو بيرنابيو.
فقدان التركيز تسبب في إنهيار ريال مدريد بداية الموسم الحالي وترتب عليه فقدان العديد من النقاط التي جعلت الفريق يخسر الدوري لصالح برشلونة إكلينيكيا. وعلى زيدان حلها والحديث مع اللاعبين ومطالبتهم بتركيز أكبر في الفترة المقبلة حتى لا يخرج الفريق بخفي حنين من الموسم ودون أي بطولة.
-لا ملامح هجومية لأتليتكو مدريد
لم يظهر فريق المدرب دييجو سيميوني بأي شكل هجومي طوال دقائق اللقاء باستثناء لقطة تسجيل جريزمان هدف التعادل بجانب تسديدة كوكي من داخل منطقة الجزاء التي جاءت عقب هدف المهاجم الفرنسي مباشرة.
لقطتان فقط ظهر فيهم عمل أتليتكو مدريد الجماعي على مستوى الهجوم. ودون عن ذلك كانت اللقطتان كلها فردية لم تكتمل مثل تصويبة دييجو كوستا التي تصدى لها كايلور نافاس في الشوط الأول.
وكرر سيميوني الطريقة التي لعب بها مباراة الدربي في الذهاب. لم يغامر ولم يهاجم واكتفى بالتكتل على حدود منطقة الجزاء لمنع ريال مدريد تهديد مرمى أوبلاك. 8 تسديدات فقط وصلت لمرمى أتليتكو مدريد من أصل 30 تسديدة سددها ريال مدريد.
ورغم البداية بكوستا وجريزمان إلا أن سيميوني استغل الثنائي في الضغط على لاعبي ريال مدريد أثناء تحضير الهجمة في وسط ملعبهم.
وحتى حين دفع سيميوني بأنخيل كوريا بدلا من فيتولو، تمركز المهاجم الأرجنتيني البديل في الناحية اليمنى، ثم تقدم للعب بجوار جريزمان حين خرج كوستا ونزل جابي إلى أرضية الملعب.
لكن كوريا عاد مرة أخرى للجانب الأيمن بعد نزول كيفن جاميرو بدلا من توماس بارتي.
وفشل أتليتكو مدريد حتى في تطبيق الهجمات المرتدة التي تعد من سمات الفريق ومع ذلك لم يفكر سيميوني في الاستحواذ على الكرة ولو لدقائق أكثر للضغط على ريال مدريد والتسجيل رغم أن الفريق هز شباك نافاس وكاد يتقدم حين ضغط واستحوذ.
- تألق أوبلاك
يستمر الحارس السلوفيني في الظهور بأداء رائع في مباريات فريقه وهو ما أكده ضد ريال مدريد في مباراة الدربي.
حافظ أوبلاك على شباكه في الشوط الأول من اللقاء وتصدى لكل فرص ريال مدريد والتي كان أخطرها من داني كارباخال من داخل منطقة الجزاء بجانب تصويبة رونالدو.
وفي الشوط الثاني أنقذ أوبلاك مرمى أتليتكو مدريد في الدقائق الأخير بعدما تصدى لمخالفة سيرجيو راموس وتعامل معها بشكل ممتاز. حيث تحرك باتجاه الكرة وأبعدها بيده العكسية فوق المرمى.
وتصدى صاحب الـ25 عاما لـ7 كرات خلال مواجهة ريال مدريد.
أوبلاك وعقب كل مباراة يثبت أنه من أفضل حراس المرمى في الفترة الأخيرة، فتصدى لـ34 تسديدة من أخر 39 وجهت نحو مرماه في كل البطولات.