كتب : زكي السعيد
تحدث بيتر كراوتش لاعب ستوك سيتي عن ذكرياته الأولى مع كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، وذلك خلال مقال نشره اللاعب في صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية.
وعاد كراوتش بالذاكرة لوقت تواجده في منتخب شباب إنجلترا: "مشاهدة مباراة ريال مدريد ويوفنتوس دفعتني إلى التفكير في مباراة منتخب إنجلترا تحت 21 عاما التي شاركت فيها في مواجهة البرتغال بشهر مارس 2003. تلك كانت الليلة التي فتح فيها كريستيانو رونالدو عيني على طريقة مختلفة للعب كرة القدم".
"امتلكنا فريقا قويا وقتها: جاريث باري، جو كول، مايكل كاريك، جيرمان ديفو جميعهم بدأوا المباراة. ولكننا عرفنا أننا سنواجه لاعبا مميزا، والحديث قبل المباراة لم يكن عن رونالدو، لقد كنا قلقين بشأن ريكاردو كواريزما، إذ لم يسمع أي شخص برونالدو".
"كواريزما لم يكن مخيبا، لقد كان ساحرا وظل يرسل تلك الكور الطولية بعرض الملعب، لكن رونالدو كان سخيفا (يقصد ساحرا). كان ممتازا، تمكن من السيطرة على تلك التمريرات الطولية المرسلة من كواريزما بظهره، قبل أن يتجه صوب المرمى بسرعة غير عادية. ظهيرانا جلويد سامويل وبول كونشيسكي مُزقا، خسرنا 4-2 ورونالدو سجل".
"ولذلك عندما أتى إلى الدوري الإنجليزي لاحقا في هذا العام، عرفت ما يجب توقعه من رونالدو، جميع الخدع والمراوغات، ولكن لأكون صريحا، لم أتوقع أبدا أن يكون أعظم مهاجم رأينه وواحد من أفضل لاعبين على الإطلاق".
المهاجم صاحب الـ201 سم يعتقد أن رد فعل جماهير يوفنتوس على هدف رونالدو في شباك فريقها كان طبيعيا: "لقد تشرفنا بمشاهدة ظاهرة كروية وأظن أن رد فعل جماهير يوفنتوس الذين وقفوا على أقدامهم وقاموا بتقديم التحية لهذا الهدف الرائع هو برهان على عظمة ما حققه".
"المرة الوحيدة التي رأيت فيها ملعبا كاملا يقف ويحيي لاعب زائر كانت عندما سجل رونالدو البرازيلي 3 أهداف لريال مدريد على ملعب أولد ترافورد في 2003".
"كانت لفتة راقية من جماهير يوفنتوس، ولكن اللاعب البرتغالي يستحقها تماما لأنه في مستوى مختلف. كل أسبوع وفي المباريات الكبيرة حتى، تعلم أنه سيسجل الأهداف".
وتحدث كراوتش عن واقعة طرد واين روني في كأس العالم 2006 بعد أن ضغط رونالدو على حكم المباراة التي انتهت في الأخير على تأهل البرتغال إلى نصف النهائي بركلات الجزاء الترجيحية: "خلال ربع نهائي كأس العالم 2006 في جلسنكيرشن، لم نصدق الطريقة القاسية التي أرغم بها الحكم على إقصاء واين روني. لم يهمه أنهما يلعبان سويا في مانشستر يونايتد. رونالدو كان عازما على توريط روني في بطاقة حمراء".
"لن يتقبل فكرة الخسارة، أنا متأكد أن ما يفعله ليونيل ميسي في برشلونة ينعكس على رونالدو؛ كم من مرة رأيت ميسي يسجل 3 أهداف في إحدى الليالي، وبعد 24 ساعة يفعل رونالدو الأمر عينه؟ لا يمكن أن تكون مصادفة.
ويمتلك كراوتش رأيا بشأن اللاعبين الأفضل في التاريخ: "لم تتح لي فرصة رؤية دييجو مارادونا يلعب أبدا إلا على التلفاز. رأيت فقط بعض المقاطع ليوهان كرويف وبيليه، وقرأت عن بطولات ألفريدو دي ستيفانو وفرنيتش بوشكاش، ولكن بكل أمانة أعتقد أن رونالدو وميسي هما أعظم لاعبين تنفسا على الإطلاق".
"قبل عدة أسابيع أشرت إلى حقيقة أنني سأستمتع بإخبار أحفادي في أحد الأيام أنني تواجهت مع ميسي على أرض الملعب، كان ذلك خلال مباراة ليفربول وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا 2007، وسأقول الأمر عينه على رونالدو".
"الناس يحبون مناقشة أفضلية أحدهما، والأمر مثير بكل تأكيد، كنت دائما في معسكر ميسي، إذ أشعر أن موهبته طبيعية وهبة من عند الرب، بينما رونالدو تدرب بلا هوادة ليجعب من نفسه خارقا بتلك القوة البدنية التي يمتلكها".
"النقاش حول أفضلية أحدهما صعب للغاية ويجب أن يتوقف، فنحن لا نعلم لكم من المدة سنراهما يلعبان، علينا فقط أن نستمع بما يفعلناه دون أن نجعل أحدهما أقل من الآخر".
"هذان اللاعبان صنعا ذكريات لا تعد ولا تحصى للعديد من الناس، سواء كانت بمهارة أو مراوغة في مباراة أو هدف جلب بطولة، لا تفصلونهما.. تذوقوهما".
وتطرق كراوتش للحديث عن انتصار ليفربول الباهر على مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء الماضي: "مرة جديدة كان محمد صلاح على قدر الحدث بتسجيله لهدف وصناعته لآخر، لكن لاعبين آخرين ظهرا بشكل رائع، هما جيمس ميلنر وترنت ألكساندر أرنولد. ميلنر تحديدا لم يبعد كيفن دي بروين عن ناظريه. الكثيرون لا يقدرون مدى احترافية ميلنر".
"امتلكت شعور أن ليفربول سيفوز بمباراة الذهاب، ولكن مهما بلغت الأسبقية، فلا أعتقد أن التأهل قد حسم. مانشستر سيتي هو أحد أفضل الفرق في العالم، وإن وجد الفريق القادر على العودة من التأخر بـ3 أهداف، فهو قادرين على فعلها".
ولعب كراوتش لأندية بورتسموث وليفربول وتوتنام خلال مسيرته الكروية، ويمتلك 42 مباراة دولية مع إنجلترا سجل خلالها 22 هدفا.