"أمام منافس مثل سيتي إذا فعلت ما تفعله بنسبة 99% ستخسر". كانت تلك كلمات يورجن كلوب مدرب ليفربول قبل مواجهة مانشستر سيتي في دوري الأبطال، لكن فريقه قدم 150% من المطلوب ليحقق فوزا كبيرا ومستحقا.
يورجن كلوب مع ليفربول واجه سيتي جوارديولا في 5 مناسبات لم يخسر سوى مرة وحيدة كانت بنتيجة 5-0 في الدور الأول حينما طرد ساديو ماني.
في مواجهة 5-0 بالتحديد لعب سيتي بطريقة 3-1-4-2 وامتلك سيرخيو أجويرو وبينجامين ميندي، الأمر الذي سهل عليه الكثير بامتلاك جناحين قادرين على تنفيذ خطته باللعب بـ3 مدافعين.
بعد ذلك ساءت الأمور كثيرا بإصابة ميندي، ليخرج جوسيب جوارديولا ويؤكد أنه لن يلعب بـ3 مدافعين وأيضا لن يلعب بالثنائي الهجومي.
بعد ذلك لعب سيتي بـ4 مدافعين في الخط الخلفي حتى مواجهة إيفرتون في الجولة الـ32 حينما عاد للعب بـ3 مدافعين وكأنه يجري تجربة قبل مواجهة ليفربول، وأيضا يمنح يورجن كلوب فرصة حقيقية للإجهاز عليه.
ضد إيفرتون الوضع كان سهلا، سيتي لعب بطريقة 3-5-2 وهاجم وضغط، لعب بفيرناندينيو كمحور ارتكاز وسيلفا ودي بروين كصناع لعب متأخرين وواكر وليروي ساني على الأطراف، وأخيرا جابريل خيسوس بجانب رحيم سترلينج.
في ذلك اللقاء كان ساني يضم إلى العمق لمساندة جابريل خيسوس في الهجوم. والثنائي آيمريك لابورتي ونيكولاس أوتاميندي يكون لديهما المساحة لبناء الهجمة من الخلف.
مانشستر سيتي خلال تلك المباراة لعب بخط دفاع متقدم للغاية وشجع إيفرتون على لعب كرات طولية، بدء من حارس المرمى بجانب فيل جاجيلكا. لكن سيتي بعد امتلاكه الكرة لفترة طويلة واستحواذه على الكرة، جعل إيفرتون يدافع داخل مناطقه وفي الثلث الأخير، لنرى ديفيد سيلفا يركض خلف شيموس كولمان الذي كان مشغولا بإيقاف لابورتي، أما سترلينج فأبقى مورجان شنايدرلين مشغولا لكي يتحرك سيلفا. ليكون الهدف الأول.
بدا ذلك البناء ناجحا جدا مع سيتي، خاصة وأنه عزل ثيو والكوت وجينك توسون عن باقي فريق إيفرتون وهيمن تماما على مضيفه. لذا تجربة جوارديولا كانت ناجحة إلى حد كبير.
المعسكر الآخر كان أكثر هدوء، كلوب كان يعرف جيدا ما سيفعله خلال المباراة.
قال المدرب الألماني إلى موقع الاتحاد الأوروبي "يويفا" :" "دائماً ما تمتاز الفرق التي يدربها بالقدرة على التمركز السليم والقدرة على اتخاذ القرارات الممتازة. في برشلونة كان لديه مجموعة من اللاعبين المبتكرين، في بايرن ميونيخ كان الوضع مشابهاً. الآن في سيتي لديه مجموعة مميزة".
وواصل "هم يتمركزون بشكل جيد على أرضية الملعب وهو الأمر المهم للغاية. حينما يتمركز اللاعبون بشكل جيد يصبحون متاحين بصورة دائمة، الأمر الذي يجعلهم يتحكمون في الكرة بشكل صحيح. ومع وجود لاعبي وسط قادرين على الدفاع، يمكنك قطع الكرة ونقلها للأجنحة التي تنطلق وترسل الكرات داخل منطقة الجزاء. هذا هو التحدي الحقيقي بكل تأكيد".
الأمر أيضا بدا واضحا في كرة الهدف الثالث ضد إيفرتون مثالا وليس حصرا، قطعت الكرة ومن ثم كل لاعب وجد بجانبه اثنين أو أكثر من خيار لتمرير الكرة إليه.
وأكمل "الأمر عبارة عن خليط من مهارات جوارديولا وبالطبع المهارات المميزة للاعبين".
إذا كلمة السر هنا في المواجهة كان "التمركز الجيد" والإتاحة بشكل دائم، ما يجعلك بحاجة لـ3 من قاطعي الكرات مثلا مع جناحين أصحاب سرعات، ومن أفضل من ليفربول يمتلك سرعات في إنجلترا؟ بوجود محمد صلاح وساديو ماني الأمر سهلا.
ماذا عن ليفربول؟
بعيدا عن إيفرتون اللحظات الأولى من مواجهة ليفربول في دوري الأبطال كانت مشابهة لمواجهة التوفيز، ساني على اليسار يستعد للتوجه إلى العمق وسيلفا يحاول البحث عن مساحة ليتحرك فيها وخيسوس كذلك.
لم يدم ذلك طويلا، ليفربول علم كيف يضرب سيتي قبل أن تبدأ حتى المباراة، الأمر الذي كان قد شرحه كلوب، كرة طويلة من مرتدة على الأطراف ومحاور ارتكاز قوية، انظر إلى تمركز جوردان هيندرسون وما قدمه جيمس ميلنر في هذه المباراة. الأول كان يتراجع مع قلبي الدفاع والثاني كان منوطا بالتسليم والتسلم.
في المقابل سيتي لم يضغط كما يجب، فينسنت كومباني اهتم بتغطية المرمى عوضا عن الكرة، وفيرناندينيو لم يضغط كما يجب ما منح صلاح الفرصة لتوجيه الكرة داخل المرمى.
ليفربول كان من الممكن أن يستقبل هدف التعادل مباشرة بسبب الهجمة المرتدة التي شنها ساني بعد كرة قطعها ديفيد سيلفا، لولا أن الألماني لم يمرر إلى كيفن دي بروين وسددها بعيدا عن المرمى.
تشتت مانشستر سيتي كثيرا كلما امتلك ليفربول الكرة في الثلث الأخير، فتشامبرلين كان واقفا قبل أن تصله الكرة وتحرك وسدد دون ضغط ليسجل الهدف الثاني، هذه المنطقة كان فيرناندينيو منوطا بتغطيها أكثر من كومباني نفسه. الأمر الذي كان يفعله هيندرسون طوال اللقاء.
في مواجهة 4-3 بالدوري، انطلق تشامبرلين وسدد وسجل من دون ضغط، في كل مرة كان ليفربول يقطع الكرة من سيتي كان الأمر يتحول إلى كارثة دفاعية لنظام بيب.
ضغط ليفربول من الثلث الخاص بمانشستر سيتي، وشل عملية التنظيم التي كان يقوم بها جوارديولا، وبالتالي ضرب كلوب أهم حجر في بناء منظومة سيتي، الكرة قطعت ومن ثم شنت هجمة الهدف الثالث، وأيضا مررت من على الأطراف إلى صلاح الذي قام بعمله على أكمل وجه وصنع الهدف الثالث.
حينما كان ليفربول يقف ويقلل من ضغطه كان يمنع بذلك النظام الذي يخلقه بيب بوضع كل لاعب قريب بجانب زميله، في تلك النقطة دخل لاعبو الأزرق السماوي في حالة ارتباك ولم تكن التمريرات دقيقة كما يجب.
خطة كلوب كانت مزعجة للغاية، إذ أنه عمد إلى إرباك وتقليص الحلول لدى موهوبي سيتي، ما يجعل الكفة تميل قليلا لصالح الحمر.
في حين أن فريق مثل إيفرتون تراجع إلى الخط الخلفي وحاول سد الثغرات، ليفربول ضغط ضغطا عاليا وطارد الكرة، وحينما كان يخسرها كان هدفه استرجاعها سريعا خاصة في الثلث الخاص بسيتي، كل ذلك صعب الأمور على الأزرق السماوي ليركض بين خطوط ليفربول.
الشيء الوحيد الذي كان يمكن لجوارديولا فعله لمواجهة كل هذا هو الحصول على الكرة وإجبار ليفربول على التراجع، وهو ما حدث في الشوط الثاني، لكن لم يكن هناك تهديدا حقيقيا، انتهت المباراة بلا تسديدات على المرمى، وتمريرة وحيدة في الشوط الأول دخلت منطقة جزاء الحمر.
هل قدم كلوب خطة محكمة لإيقاف جوارديولا؟ من الواضح أن المدرب الألماني يعرف الطريق جيدا لذلك، حتى وأنه يتفوق في المواجهات المباشرة على الإسباني. فهل يستمر ذلك النجاح؟ هذا هو ما ننتظر معرفته في مباراة الإياب.
اقرأ أيضا
مرتضى يهدد عمومية الزمالك مجددا: إما 40 ألفا أو الاستقالة
نادر السيد: قد أترشح لرئاسة الزمالك
بالفيديو - رئيس أهلي جدة: أتممنا التعاقد مع عبد الله السعيد بداية من الموسم المقبل
خبر في الجول – تعرف على تفاصيل مفاوضات الأهلي والأسيوطي لضم مهند لاشين
دي بروين يكشف عما قاله لمورينيو في تشيلسي: لم نتحدث سوى مرتين