كتب : لؤي هشام
ثلاثية سريعة وأداء مبهر وضع قدما لليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وذلك خلال 30 دقيقة فقط. الحمر انتصروا على مانشستر سيتي في ليلة رائعة من ليالي أنفيلد التي لا تُنسى.
محترفنا المصري محمد صلاح قدم ليلة رائعة هو الآخر، تسجيل الهدف الأول وصناعة الهدف الثالث كان ملخص 51 دقيقة لعبها الدولي المصري قبل خروجه بسبب الإصابة.
ولكن كيف حقق الحمر هذا الانتصار المدوي على كتيبة المدرب بيب جوارديولا؟ ذلك ما شرحه مايكل كوكس الكاتب الرياضي الشهير المعني بالأمور التكتيكية في عالم الكرة الإنجليزية.
وFilGoal.com يستعرض لكم التقرير كما جاء في موقع Zonal marking.
تعرض سيرخيو أجويرو للإصابة وبيب جوارديولا أبعد رحيم سترلينج من تشكيله ربما بسبب أدائه الضعيف أمام ناديه القديم سابقا، وتم الاعتماد على إلكاي جوندوجان بدلا منه وهو نظام لم يكن معتادا.
حالة مانشستر سيتي في المباراة
في أخر مباراة بين الفريقين خسر سيتي بنتيجة 4-3 وحينها اعتمد على الحمر على الضغط الكبير في وسط الملعب ولهذا كان مفهوما أن بيب يريد أن يدخل هذا اللقاء برجل إضافي في وسط الملعب لكي يخلق موقف 4 لاعبين ضد ثلاثة.
الحل الذي بدا أقرب هو الاعتماد على سترلينج كمهاجم وهمي كما فعلها من قبل بطريقة ناجحة أمام مانشستر يونايتد، ومع الغياب الإجباري لأجويرو ظهر أن هذا الحل هو الأسهل ولكن عوضا عن ذلك اعتمد بيب على ثنائي وسط في العمق وأمامهم ثنائي متقدم.
الأمر أشبه بمربع في الوسط، ولذلك تقدم الظهير كايل ووكر للأمام لتعويض عدم وجود جناح أيمن وليروي ساني أضفى تواجدا على الأطراف في الناحية اليسرى مع تواجد ثلاثي دفاعي في الخلف مكون من فينسنت كومباني ونيكولاس أوتاميندي وإيمريك لابورتي.
الأمر لم يكن مختلفا كثيرا عما قدمه السماوي في انتصاره على إيفرتون 3-1 قبل تلك المباراة ولكن ترك مساحات كبيرة في الخلف بدا فيه مخاطرة كبيرة أمام فريق مثل ليفربول يتمتع بقدرات كبيرة في الهجمات المرتدة.
كان عجيبا أيضا استخدام جوارديولا لجوندوجان في الأمام كلاعب وسط متقدم بينما تواجد كيفن دي بروين إلى جوار فيرناندينيو.
ربما أراد الاستفادة من قدرات البلجيكي الكبيرة على التمرير من منطقة العمق ولكنه حرم الفريق من مميزات كيفن الكبيرة كجناح أيمن يدخل إلى العمق والذي كان ليصبح مفيدا في غياب لاعب بهذا المركز.
استجابة ليفربول
فيما استحوذ سيتي على الكرة في أول 10 دقائق لم يبد على لاعبي ليفربول الضغوطات، يورجن كلوب سمح للاعبيه بالتواجد بعمق الملعب حيث طلب من ساديو ماني ومحمد صلاح أن يلعبا إلى الداخل قليلا مع تقاربهما عما هو معتاد.
في بعض الأحيان كان يتواجد 6 لاعبين في وسط الملعب مع ضغط روبيرتو فيرمينو الجيد قريبا من فيرناندينيو.
المثال الأفضل على ذلك كان بعد 6 دقائق حينما حينما حصل كايل ووكر على رمية تماس في منتصف ملعب سيتي، فيرناندينيو ودي بروين كانا مراقبين من صلاح وماني ليجدا نفسيهما في مركز اللاعب رقم 10.
وكان ذلك يعني أن تشامبرلين وجيمس ميلنر بإمكانهما تقديم الدعم لجوردان هندرسون أمام الثنائي دافيد سيلفا وجوندوجان وهذا يلخص كيف تعامل ليفربول مع معركة الوسط. ووكر أبقى الكرة ما يقرب من 20 ثانية في يده بدون خيارات واضحة أمامه.
الضغط والأهداف
هدف ليفربول الأول لم يكن يعبر حقيقة عن المعركة الدائرة بين أسلوب الفريقين فقد كانت هجمة مرتدة بعد ركنية لسيتي، السماوي ألقى بمدافعيه الثلاثة في الأمام ثم حصل ماني على الاستحواذ بعد ذلك وساعد على تقدم فريقه للأمام واستغلال سرعة صلاح في الانطلاق.
المفاجئ حقيقة هو إصرار مانشسر سيتي على ترك دفاعه منقوصا حينما يهاجم في الكرات الثابتة.
وبعد التقدم بهدف أصبح ضغط ليفربول أكثر من مجرد عامل، فلاعبي الثلاثي الأمامي بدأوا في غلق زوايا التمرير على لاعبي وسط سيتي، وميلنر وتشامبرلين تواجدا إلى جوار هندرسون باستمرار الذي لم يكن بمفرده أبدا أمام الدفاع طوال المباراة.
ميلنر خصيصا كان عاملا حاسما بقدرته الكبيرة على الفوز بالكرة، وفي الهدف الثاني وبعد التزحلق حصل على الكرة ومرر إلى أوكسلاد الذي أطلق قذيفة من 25 ياردة. كلا الهدفين (الأول والثاني) كانا على اختلاف طريقتيهما نموذجان بسيطان للتسجيل.
ببساطة كان يتم استرجاع الكرة ومن ثم التحول للأمام سريعا، لقد كان العرض الأمثل لفلسفة كلوب في الضغط المعاكس.
والهدف الثالث أيضا بدأ باسترجاع ميلنر للكرة بعد محاولة من أوتاميندي للمراوغة قبل أن ترتد لفيرمينو الذي مرر لصلاح فصنع لماني بعد موقف 3 ضد 2.
ليروي ساني Vs ألكساندر أرنولد
كل ما فات حدث خلال 30 دقيقة فقط ولكن قلة لاحظت ما حدث بعد ذلك، المنهج الرئيسي الذي اعتمد عليه سيتي - وربما الطريقة الوحيدة - هو بقاء ساني في أعلى الأطراف أمام أرنولد ومن ثم تمريرة قطرية متكررة صوب الألماني.
وقد كان خيارا منطقيا في ظل المستوى الرائع الذي يقدمه ساني في الآونة الماضية ومعاناة ألكساندر في الأسابيع الماضية، وعلى الرغم من ذلك فقد كان الأخير رائعا وببساطة نجح في الفوز بكل مواجهة ثنائية ضد منافسه رغم أنه قدم مواقف أقل ذكاءً من قبل في مواقف متشابهة.
حينما كانت النتيجة 1-0 على سبيل المثال وبعد ركنية لليفربول سارع سيتي لصنع هجمة مرتدة بالاعتماد على ماني ولكن أرنولد ظل يتراجع أمام الألماني مما تسبب في تأخر قرار الأخير، ألكساندر كان في موقف صعب ولكنه تعامل بخبرة كبيرة مع هذا الموقف.
كذلك قدم الدعم دائما لقلبي الدفاع وتدخل لاسترجاع الكرة في الكثير من اللحظات ومنع عدة تمريرات مثل التي حدثت بعد مرور 5 دقائق من الشوط الثاني حينما تم الاختراق من الطرف الأيمن والكرة كانت متجهة صوب سيلفا قبل أن يمنعها ألكساندر بعدما غطى المساحة خلف قلبي الدفاع.
سيتي استهدف اللعب على الظهير الشاب ولكنه كان شجاعا وذكيا وربما قدم واحدة من أفضل مبارياته مع الحمر.
التبديلات
ربما أراد كلوب مزيدا من الحماية بعد إصابة صلاح ولذلك دفع بجورجينيو فينالدوم ليلعب في الوسط وتحرك تشامبرلين إلى اليمين وبالتأكيد كان عليه أن يتراجع أكثر من صلاح لكي يمنع التمرير إلى ساني.
في المقابل قرر جوارديولا محاولة تصحيح الأوضاع بعد تغييره لنظامه المعتاد وعاد إلى طريقة 4-3-3 بعدما بدل مراكز دي بروين وجوندوجان ثم أخيرا دفع بسترلينج بدلا من إلكاي ولكن لم ينجح الفريق في تسديدة كرة واحدة على المرمى مما سيصعب من مهمة بيب الأسبوع المقبل.
الخلاصة
رغم كل العبقرية التي تمتع بها جوارديولا ولكن تلك الهزيمة أعادت معاناته في أدوار خروج المغلوب بالمسابقة فسابقا خسر بنتيجة إجمالية 5-0 أمام ريال مدريد وأمام برشلونة في الموسم التالي خسر في الذهاب 3-0 بعد مخاطرة كبيرة أمام الكتلان.
كان هناك بعض المنطق في محاولته للسيطرة على وسط الملعب ولكن ذلك حرم فريقه من أسلوبه الهجومي وكان أداءه في الثلث الأخير ذو بعد واحد وبدون تنوع.
أما ليفربول فقد كان الأداء الأفضل لهم تحت قيادة كلوب. تطبيق نموذجي للضغط المعاكس والهجمة المرتدة وقبل ذلك فقد كان تأقلمهم ورد فعلهم على مفاجأة سيتي بتغيير أسلوبه رائعا.
ماني وصلاح ساعدا ليفربول على تقارب الخطوط وقدما أدوارهما الدفاعية بامتياز كما ساهما في الحسم بالهجوم.