كتب : إسلام مجدي
ديجا فو هي كلمة فرنسية نستخدمها كثيرا وتعني "شوهد من قبل"، في إشارة إلى ظاهرة أطلق عليها هذا الاسم من قبل العالم إميل بويرك. والأمر تكرر في مواجهة ريال مدريد ضد يوفنتوس بدوري أبطال أوروبا.
هدف مبكر ربما عقد الحسابات قليلا، لكن ذلك لم يمنع يوفنتوس من تقديم شوط أول رائع، ثم انهار كل شيء في الشوط الثاني، الأمر الذي شاهدناه من قبل في نهائي دوري أبطال أوروبا.
بين شوطي مباراة نهائي كارديف خلال العام الماضي، اندلع شجارا كبيرا وكان محوره ليوناردو بونوتشي الذي يلعب لميلان حاليا. ومن ثم قال الفريق إنه تعلم الدرس جيدا ولن يخفق مرة أخرى.
اتفق طارق دياب أسطورة الكرة التونسية ومحلل قنوات بي إن سبورتس مع هشام الخلصي مقدم البرامج والذي قال نصا :"قال يوفنتوس إنه تعلم الدرس في كارديف، لكن هل فعل ذلك فعلا؟ قلنا إن هناك شيئا ما حدث بين الشوطين، وقد كان".
يضيف طارق دياب :"الإمكانيات الفردية عالية للغاية بالنسبة لريال مدريد مقارنة بيوفنتوس".
فيما تحدث ماسيمليانو أليجري عقب المباراة قائلا :"لأنه في عالم كرة القدم يحدث هذا، من الممكن أن تقدم مباراة جيدة ضد فريق استثنائي مثل ريال مدريد، وحينما لا تسير معهم الأمور على ما يرام، لديه لاعبون بإمكانهم قلب الأمور لصالح الفريق".
وأردف "تقولون إننا لم نتعلم من مواجهة كارديف، لكن عندما نخسر يجب أن نصمت وتتحدثون أنتم، استقبلنا الهدف الأول وكنا سلبيين واستقبلنا الهدف الثاني، رأيتم كل شيء وماذا فعل رونالدو في الهدف الثاني وأخطأنا في كل شيء".
ماتيا دي تشيليو قد مباراة سيئة للغاية منذ بدايتها وحتى النهاية، مرر بنجاح بنسبة 90% من لمسه الكرة لـ59 مرة لكن لم تكن جميعا إيجابية، وراوغ مراوغة وحيدة واعترض الكرة 3 مرات. الهدف الأول جاء من الجهة اليمنى وإيسكو علم جيدا كيف يستغل اللاعب منذ اللحظات الأولى إضافة إلى ذلك كانت هناك بعض الاختيارات الخاطئة لأليجري.
قال طارق دياب :"لديه دانيلي روجاني لماذا لم يدفع به؟ أندريا بارزايلي تقدم به العمر كثيرا، كان يجرب الكثير من الطرق قبل المواجهة لكنه اختار هذه الطريقة لمواجهة ريال مدريد".
يوفنتوس بدأ اللقاء بطريقة 4-4-2 باللعب بجناحين لتتحول إلى 4-3-3 ديبالا كصانع ألعاب وجونزالو إيجوايين يقود الهجوم، والثنائي أليكس ساندرو ودوجلاس كوستا كأجنحة، وفي العمق رودريوجو بينتانكور وسامي خضيرة.
افتقر يوفنتوس للحلول الفردية كثيرا في الشوط الأول، لم يخلق الكثير من الفرص على الرغم من أنه كان الطرف الأفضل، على الرغم من ذلك الحلول الفردية لريال مدريد كانت الأفضل، ضرب العارضة مرة وسجل مرة.
زين الدين زيدان فضل اللعب بطريقة 4-1-2-1-2 وكان الأفضل فيما يخص السيطرة على وسط الملعب والحد من خطورة الأطراف، فيما حاول ديبالا أكثر من مرة الحصول على ركلة جزاء بدلا من صناعة الفرص لفريقه.
قال محمد أبو تريكة أسطورة الكرة المصرية ومحلل قنوات "بي إن سبورتس" عقب المباراة :"الأمر واضح وصريح، ريال مدريد كان أفضل في كل شيء، حتى بدلائه كانوا أفضل وأقدر على صنع الفارق".
ليضيف طارق دياب :"أليجري أخطأ في التشكيل، فعل الأمر في نهائي كارديف وأيضا هذه المرة ضد ريال مدريد".
وواصل "ريال مدريد أفضل بكثير من يوفنتوس، وامتلك عناصر أقدر على صنع الفارق".
يوفنتوس عانى للوصول إلى مرمى ريال مدريد، إذ أن أخطر فرصة له كانت تلك التي تصدى لها كيلور نافاس من كرة ثابتة، وفي كل المباراة لم يسدد على مرمى الملكي سوى مرتين.
خط وسط يوفنتوس بحاجة للجودة اللازمة لقلب الطاولة على خصوم بحجم ريال مدريد، فالملكي امتلك لوكا مودريتش وتوني كروس وإيسكو وكاسيميرو بجانب ماتيو كوفاسيتش، في المقابل لم يمتلك يوفنتوس في العمق ما يكفي للتفوق فرديا.
بجانب ذلك كانت هناك بعض الأخطاء الفردية التي تسببت في الخسارة، مثل تحرك بارزايلي في الهدف الأول والذي اعترف بدوره أنه كان خطأه، فلا يعقل أن يتم تمرير الكرة داخل منطقة الجزاء ويتجه خط الدفاع بالكامل لمراقبة كريم بنزيمة ويترك رونالدو يأتي من الخلف ويسكن الكرة في الشباك.
تحدث والتر زينجا حارس إنتر ميلان السابق عقب المباراة عبر قناة "بي إن سبورتس" وقال :"تحدثت قبل المباراة وقلت إن يوفنتوس يجب أن يفكر في رونالدو وحده بعيدا عن ريال مدريد، انظر لكل أهدافه لقد سجلها من أمام المرمى مباشرة".
وواصل "طريقة الدفاع نفسها كانت مختلفة، أسلوب يوفنتوس يعتمد على عودة الجميع للخلف، كان من المهم أن يراجع الفريق فلسفته وعدم منح رونالدو الفرصة تلو الأخرى".
وأكمل "الوضع غريب، لكنك كان يجب أن تضع في حساباتك بشكل خاص أنك تواجه رونالدو".
لمس رونالدو الكرة ضد يوفنتوس 34 مرة، منها 6 مرات فقط داخل منطقة الجزاء في حين أن أغلب المرات التي لمس خلالها الكرة كانت بعيدا عن منطقة جزاء يوفنتوس.
إضافة إلى ذلك فنجم الفريق والذي كان من المفترض أن يصنع الفرص ويتيح لفريقه المساحات في بناء الهجمات، تحصل على بطاقة حمراء في وقت حيوي من المباراة. ومن الواضح أنه لا يجيد التعامل مع الضغوط وهو الأمر الذي حذره منه أريجو ساكي أسطورة التدريب الإيطالية في وقت سابق كان ذلك حينما سأله لماذا تكون عنيفا مع الحكام أثناء لعبك مع يوفنتوس عكس فترتك مع باليرمو؟ ليرد اللاعب أن السبب هو الضغوط واللعب لفريق بحجم يوفي.
السبب الرئيسي وراء تكرار معظم الأخطاء هو أن أليجري فضل أن يفرض أسلوبه واللعب بشكل معتاد عوضا عن التركيز بشكل أكبر على فارق الجودة، ليسير في المسار الطبيعي ويمنح ريال مدريد مفتاح الفوز بالمباراة، الأمر الذي حدث منذ فترة قريبة في نهائي كارديف.
أتم زينجا :"يوفنتوس لم يواجه ريال مدريد كما يجب، كان أولى أن يشرك روجاني وأن يلعب بـ3 مدافعين ويمنح نفسه فرصة للقتال، لكن ما فعله هو الوقوف واستقبال الضربات ولم يكن ذلك طواعية، ريال مدريد يمتلك جودة أكبر بكثير من يوفنتوس خاصة في خط الوسط، الأمر الذي منح الملكي ذلك الفوز، أكثر حتى من بارزايلي، لأن يوفنتوس لم يسجل وبالتالي فرصته صعبة للغاية".