كتب : علي أبو طبل
مباراة ليفربول ومانشستر سيتي تشهد مواجهة ومقارنة خاصة بين نجمي الفريقين هذا الموسم، المصري محمد صلاح والبلجيكي كيفن دي بروين.
رغم أنها مواجهة ضمن مسابقة أوروبية، ولكن الصراع المحلي الإنجليزي على جائزة اللاعب الأفضل في الدوري الممتاز هذا الموسم يلقي بظلاله جزئيا على هذه المواجهة.
السؤال الشاغل خلال المراحل الحاسمة للموسم المحلي الإنجليزي هو: من يفوز بجائزة أفضل لاعب هذا الموسم في الدوري الممتاز؟
تتعدد الأسماء، ولكن يبقى هذا الثنائي هو الأبرز لحسم الجائزة.
لماذا يرجح البعض كفة صلاح؟
الجناح المصري انضم خلال الصيف الماضي من نادي روما الإيطالي إلى ليفربول، مع توقعات بتألقه لكن ليس للدرجة التي بلغها مع الأخير.
موسم صلاح أصبح الأفضل في تاريخ ليفربول مقارنة بأول موسم لكل نجم سبق وارتدى القميص الأحمر، وصل الآن لـ37 هدفا بمختلف البطولات متفوقا على مهاجم الفريق السابق، الإسباني فيرناندو توريس الذي سجل 31 هدفا في أول مواسمه بين جدران قلعة "أنفيلد".
لا يزال الموسم الأول لصلاح في مدينة ليفربول، ولكنه تمكن من رد اعتباره بعد سنوات قليلة من رحيله عن تشيلسي دون بصمة تذكر، ليصبح واحدا ضمن النجوم الأبرز في إنجلترا حاليا.
يحتل الجناح المصري صدارة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 29 هدفا، تعادل مع الإيفواري ديديه دروجبا كأكثر إفريقي يسجل عددا معينا من الأهداف في موسم واحد.
ويمتلك صلاح أفضلية كسر ذلك الرقم، تماما كما يمتلك أفضلية أن يكسر رقمي لويس سواريز وكريستيانو رونالدو وآلان شيرار الذين سجلوا 31 هدفا خلال موسم واحد بالدوري، ليصبح الأعلى تهديفيا في تاريخ المسابقة بنظامها الحالي الذي يضم 20 ناديا.
شيرار يعد أفضل المسجلين على الإطلاق في تاريخ الدوري الممتاز برصيد 260 هدفا، وهو الأعلى تسجيلا خلال موسم واحد برصيد 35 هدفا ولكن خلال موسم أقيم فيه الدوري بمشاركة 22 ناديا، خاض شيرار 4 مباريات إضافية.
رغم ذلك، تظل الإمكانية أمام الجناح المصري لكسر ذلك الرقم في عدد أقل من المباريات، وإن حدث خلال 6 جولات متبقية، فسيصبح حدثا استثنائيا قد يستغرق مواسما لكسره من جديد.
كل ما حققه صلاح بالنظر لكونه الموسم الأول له مع ليفربول، يجعل كثيرون يرونه الأحق بالجائزة.
على الجانب الآخر، معسكر مؤيدي دي بروين لهه أسبابه.
صانع اللعب البلجيكي يعد ضمن العقليات الفذة في كرة القدم العالمية خلال الوقت الحالي بما يمتلكه من تحركات مستمرة ورؤية مميزة لجنبات الملعب، وقدرته المستمرة على صناعة الأهداف والفرص المحققة، بجانب تميزه في الضغط وتقديم دوره الدفاعي على أكمل وجه.
ببساطة، دي بروين هو القلب النابض لأسلوب مانشستر سيتي، فهو المايسترو وكل شيء يدور من حوله حسبما يخطط تماما.
هنا تختلف المعادلة، وتذهب إلى طريق آخر بعيدا عن المقارنة الرقمية.
دي بروين يمتلك أفضلية أخرى، وهي أنه قريب للغاية من الحصول على ميدالية التتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز مع نهاية الموسم.
أن تكون اللاعب الأهم في الفريق الأفضل في البلاد، فذلك قد يرجح كفتك قليلا.
ولكنها ليست قاعدة ثابتة على كل حال، فهاري كين وتييري هنري ولويس سواريز توجوا من قبل بجائزة اللاعب الأفضل رغم عدم تتويج أنديتهم بلقب الدوري.
دي بروين سجل 7 أهداف فقط في بطولة الدوري هذا الموسم بجانب هدف في دوري الأبطال، ولكنه صانع اللعب الأفضل في الدوري الممتاز بمساهمته المباشرة في تمهيد 15 هدفا لزملائه.
أضف إلى ذلك 4 أهداف أخرى صنعها في المسابقة الأوروبية الكبرى.
صانع اللعب البلجيكي كذلك هو الأكثر خلقا للفرص المحققة في الدوري الممتاز هذا الموسم برصيد 98، متفوقا على ميسوت أوزيل الذي صنع 84 فرصة وكريستيان إريكسن صاحب رصيد الـ75 فرصة لاعبي أرسنال وتوتنام على الترتيب.
ماذا يحدث حين يغيب صلاح ودي بروين عن التشكيلة الأساسية؟
صلاح لاعب هام ضمن منظومة يورجن كلوب، ولكن تسير المنظومة بثبات من حيث النتائج حتى في غيابه.
6 مباريات بمختلف البطولات هذا الموسم غاب خلالها اللاعب المصري عن تشكيل ليفربول الأساسي، انتصر الفريق في 4 منها.
حدث ذلك أمام إيفرتون (2-1) في كأس الإتحاد الإنجليزي، كما حدث أمام بيرنلي بنفس النتيجة في الدوري، وأمام ستوك سيتي بثلاثية نظيفة وأمام كريستال بالاس ذهابا في "أنفيلد" حين تفوق ليفربول بهدف نظيف.
بينما اكتفى ليفربول بالتعادل مع بورتو سلبيا في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال، حيث شارك صلاح في الدقائق الأخيرة من المباراة التي لم تمثل أهمية كبيرة نظرا لتفوق الفريق الإنجليزي ذهابا بخماسية نظيفة.
مباراة وحيدة شهدت خسارة ليفربول في غياب صلاح، وكانت أمام ليستر سيتي في كأس رابطة المحترفين خلال بدايات الموسم، وبنتيجة 0-2.
نسبة فوز ليفربول في المباريات التي لا يبدأ فيها صلاح أساسيا تبلغ 66.6%..
غياب دي بروين عن التشكيل الأساسي لبيب جوارديولا يبدو مؤثرا أكثر في النتائج النهائية للمباريات.
حيث حقق سيتي انتصارين فقط في الوقت الأصلي من أصل 7 مباريات لم يبدأ فيها صانع اللعب البلجيكي.
كان ذلك على ويست بروميتش ألبيون بنتيجة 2-1 في كأس رابطة المحترفين، وعلى بيرنلي بنتيجة 4-1 في كأس الإتحاد الإنجليزي.
بينما تعرض الفريق لـ3 هزائم في غياب دي بروين، أمام شاختار دونيتسك الأوكراني وبازل السويسري بالنتيجة ذاتها 1-2 في دوري أبطال أوروبا.
الهزيمة الثالثة كانت المفاجأة الأبرز هذا الموسم حين تم إقصاء مانشستر سيتي بهدف نظيف على يد ويجان أثليتك في كأس الاتحاد الإنجليزي.
تعادلان في غياب دي بروين، كانا أمام ليستر سيتي وولفرهامبتون في بطولة كأس رابطة المحترفين، ولكن فريق بيب جوارديولا تفوق خلالهما عن طريق ركلات الترجيح.
وبالتالي، تبلغ نسبة فوز مانشستر سيتي في المباريات التي لا يبدأ فيها دي بروين أساسيا 28.5%. فقط!
مواجهة مباشرة هي الثالثة بين النجمين هذا الموسم، ورغم أنها في إطار أوروبي، ولكنها قد تساهم في تشكيل الآراء حول من هو الأفضل في إنجلترا هذا الموسم.
وعلى كل حال، لن يكون المشهد الأخير المباشر بينهما، إذ يلتقي الفريقان إيابا في ملعب "الاتحاد"، كما يتلقي الثنائي وجها لوجه في لقاء مصر وبلجيكا الودي في السادس من يونيو المقبل ضمن الاستعدادات لمونديال روسيا 2018.
من يكون الأفضل؟ يتكرر السؤال وتبقى الإجابة معقدة وغير حاسمة نظرا للمستوى المبهر الذي يقدمانه.