كتب : محمد البنا
في التاسع من فبراير هبط فريق إلكتريكو للكرة الخماسية في مطار كريستيانو رونالدو الدولي استعدادا لمواجهة ماريتيمو في جزيرة ماديرا، وقبل مغادرتهم بوابة الخروج.. نظر حارس مرمى الفريق جواو سيلفا إلى تمثال كريستيانو ومعه باقي الفريق..
"أعتقد أنه بشع! هو مثير للسخرية!" قالها جواو سيلفا ومعها ضحكات باقي الفريق، "انظروا إلى عينيه إلى فمه، كل شيء! لم أحبه هو سيء جدا".
وواصل "لماذا يلتقطون مع التمثال هذا صورا؟ لأنه رمز ماديرا؟ وفي الوقت ذاته تمثال سخيف".
تعليق حارس فريق الكرة الخماسية ربما هو أقل النكات التي طالت تصميم النحات البرتغالي إيمانويل جورج دا سيلفا سانتوس الذي يبلغ من العمر 41 عاما.
بصوت باكيا يقول: "إنه من الصعب أن أتحدث عن هذا الأمر" ثم يواصل بقوة "لحسن الحظ أن الأمر انتهى".
كان تعليقه على كمية الانتقادات اللاذعة التي نالت نحته للتمثال الأول.
واجرى موقع (بليتشر ريبورت) الشهر فيلما وثائقيا مع النحات عن التمثالين.. الأول الذي أصاب نحاته بهجوم لاذع، والثاني الذي استحق عليه الثناء.
ويقول سانتوس: "عندما قمنا بعرض التمثال على رونالدو، وجعلت التجاعيد كما هي في الحقيقة بالضبط.. لكن كريستيانو رأى أنها بارزة جدا وسأل عما إذا كان من الممكن أن أخففهم".
انتاب سانتوس القلق الذي قال: "كلنا يعلم أن رونالدو يحب الاهتمام بمظهره، وهذا يعني أننا سنعيد العمل من بدايته".
وأضاف "قاموا ببعض الضربات على التجاعيد، فبدلا من تخفيفها، أضافت بعض الصدمات للتمثال ولم تغير الكثير من التجاعيد".
تم شحن التمثال إلى ماديرا بعد طلائه بالبرونز ولم يستطع سانتوس الانتظار حتى رؤية الناتج النهائي بعد التعديل، ففتح الصندوق عند وصوله.
في 29 مارس 2017 وصل كريستيانو رونالدو إلى مطار ماديرا قبل أن يطلق اسمه عليه في حضور الإعلام وأسرة سانتوس والجميع يترقب.
تحدث رونالدو للإعلام.. ثم قام برفع الستار عن تمثاله ومعها ابتسامة وسط إشادة من الحشد.
يقول سانتوس: "شعرت هنا أن أحدهم قد أزال ثقلا من على ظهري".
الجميع كان يشعر بالفخر، نجل سانتوس حصل على كرة موقعة من كريستيانو.. الأمور تسير على ما يرام. والطفل يقول: "أنا فخور بك يا أبي".
لكن فجأة!
بدأت ردود الأفعال تظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. زوجة سانتوس تتصفح الإنترنت.
علمت اسرة سانتوس بردود الأفعال الساخرة من شكل التمثال.. الجميع يهاجم النحات، البعض يقول: "عليك أن تقتل نفسك!"
تطور الأمر إلى برامج تليفزيونية تسخر من شكل التمثال.
حتى أن بليتشر ريبورت ذاتها –التي أصدرت الفيلم الوثائقي عن النحات- سخرت من التصميم.
بليتشر ريبورت في فيلمها الوثائقي أحضرت مجموعة من الأشخاص ليقولون رأيهم في تمثال رونالدو.. وسانتوس يقف جانبه ليسمع أراءهم، والتي جاء أغلبها ساخرا.
البعض قال له: "فلتبدأ من جديد"
وقد بدأ بالفعل في إعداد تمثال آخر.. وجه جديد لكريستيانو، استخدم سانتوس السخرية والآراء اللاذعة لتعطيه قوة نحو البدء من الصفر مرة أخرى لاستبدال التمثال الحالي بآخر.
بعد عام كامل نجح سانتوس في إخراج تمثال استحق عليه الثناء..
يمكنك مشاهدة الفيلم الوثائقي كاملا عبر بليتشر ريبورت.