كتب : لؤي هشام
وديتان خاضتهما ألمانيا خلال فترة التوقف الدولي بمارس أمام كلا من إسبانيا والبرازيل. ربما تعد الماكينات المرشح الأول للتتويج بلقب كأس العالم الذي تحتفظ به منذ النسخة الماضية ولكن وديتي إسبانيا والبرازيل أظهرت العديد من الملامح للمانشافت.
بعض الملامح كانت إيجابية وأخرى سلبية، لذا على المدير الفني يواخيم لوف أن يدرك أنه مهمة فريقه لن تكون سهلة في البطولة العالمية وأن مشوار الحفاظ على اللقب لن يكون ورديا كما يراه البعض.
جزء من التوقعات الكبيرة التي ينتظرها الكثيرون من الألمان في مونديال روسيا يرجع إلى قائمة المنتخب المدججة بالنجوم في الكثير من المراكز، وبالتأكيد الأغلبية تتذكر أن الماكينات تمتلك 3 تشكيلات قادرة على اللعب في المستوى الأول.
ولكن خلال الوديتين ظهر بعض أوجه القصور الدفاعية التي يتوجب علاجها قبل البطولة لما تمثله من نقطة ضعف واضحة، إلى جانب تنوع وقدرات هجومية رغم التعادل في المباراة الأولى 1-1 مع الإسبان والسقوط بهدف أمام السيلساو.
اقرأ أيضا عن باقي المنتخبات في ملامح التوقف الدولي
أمام إسبانيا ورغم انتهاء اللقاء بالتعادل إلا أن المواجهة كانت اختبارا هاما قبل البطولة لتكشف للمدرب لوف النقاط السلبية في فريقه، والتي تتمثل بشكل كبير في المساحات الشاسعة خلف ظهر الدفاع وعلى الطرف الأيمن حيث يتواجد جوشوا كيميتش.
تعتمد الماكينات على أسلوب الضغط العالي والهجوم بكثافة كبيرة معتمدةً في ذلك على إمكانيات لاعبيها الكبيرة والسرعات التي تتمتع بها، ولكن يظل البطء النسبي لقلبي الدفاع جيروم بواتينج وماتس هوميلس أمرا مقلقا في قادم المحطات.
في الهدف الأول للاروخا تمكن أندريس إنييستا من ضرب الدفاع بتمريرة إلى مورينو في ظهر هوميلس الذي لم تسعفه سرعته في إيقاف الكرة.
وهنا حالة أخرى حيث تسبب تأخر جوناس هيكتور في العودة للدفاع في أفضلية عددية للاعبي إسبانيا، بجانب بطء في العودة من جانب كيميتش.
إهدار غريب للكرة في النهاية، ولكن ما حدث في هذه اللعبة تحديدا تكرر في أكثر من مناسبة، وبدا واضحا استغلال إسبانيا للمساحات خلف كيميتش.
هذا ما تظهره الصورة، بجانب فرصة أخرى لجوردي ألبا بنفس الطريقة تقريبا ولكنه أهدرها.
مع الاعتماد على الضغط العالي في مواجهة الخصوم كان ذلك يتسبب بطبيعة الحال في ترك مساحات كبيرة خلف الدفاع، وهو ما كان سببا إحداث خطورة كبيرة على المرمى الألماني.
وكما كان الوضع أمام إسبانيا، فإن مواجهة البرازيل أيضا شهدت خطورة بنفس الأسلوب، وهنا يظهر جابرييل خيسوس في وضع انفراد ولكنه أهدرها بغرابة.
أما على الجانب الهجومي فقد طبق الألمان ضغطا كبيرا على الخصوم، وكان هناك كثافة كبيرة داخل مناطق جزاء الخصم.
هنا في في هذه الصورة يظهر تواجد 9 لاعبين في هدف توماس مولر أمام إسبانيا التي أُجبرت على التراجع بشكل كبير، مجموعة متبادلة من التمريرات انتهت بتسديدة قوية داخل شباك دافيد دي خيا.
الكثافة الهجومية استمرت كذلك رغم التعادل، وبنفس العدد من اللاعبين.
ومع محاولة التنوع في الاختراق أمام اللاروخا سواء من العمق أو الأطراف إلا أن الحلول انحصرت أمام البرازيل في سلاح العرضيات فقط.
العرضيات كانت السلاح الأوحد أمام السيليساو. 31 عرضية صنعها الألمان مقابل 19 مثلا أمام إسبانيا، ولكنهم لم يكونوا قادرين على الاستفادة من تواجد ماريو جوميز كمهاجم صريح مع التنظيم الكبير للمنافس الذي أغلق جميع المنافذ.
التسديدات أيضا كانت سلاحا هاما في كلا المباراتين وخاصة أمام الإسبان إذ كانت أكثر دقة، مولر سجل هدفا من تسديدة ودي خيا أكثر تسديدتين قويتين بصعوبة بعد ذلك. 10 تسديدات أمام الماتادور و13 أمام راقصي السامبا.
إجمالا يبدو أن يواخيم لوف استقر على بعض العناصر التي لن تمس خلال المونديال.
مارك تيرشتيجن - إن لم يعد مانويل نوير - وكيميتش على الجبهة اليمنى، وبواتينج وهوميلس في الدفاع، توني كروس في وسط الملعب ويوليان دراكسلر الذي كان أحد العناصر القليلة التي شاركت في المباراتين.
ولكن على لوف المدرب الذي تولى المهمة قبل ما يقرب من 12 عاما أن ينظر للعديد من الثغرات التي ظهرت خلال الوديتين.
أهمها هو عدم استقراره على من يشارك في مركز الظهير الأيسر. - سواء جوناس هيكتور (الأقرب) أو مارفين بلاتنهارت - الاسمان لا يظهران بنفس جودة باقي الأسماء المتواجدة في القائمة وربما يكونا الحلقة الأضعف في منظومة الماكينات.
أما في الجهة المقابلة حيث كيميتش فيبدو واضحا أن ظهير بايرن ميونيخ لا يؤدي مهامه الدفاعية بنفس الجودة الهجومية التي تخدم أفكار مدربه، وهو ما قد يمثل نقطة ضعف واضحة خلال قادم المحطات بالمونديال.
هجوميا لم ينجح مهاجمو الألمان - ماريو جوميز وتيمو فيرنر - في التسجيل، ولكن الأخير اكتسب ثقة كبيرة تكفي ربما لكي يصبح المهاجم الأول في روسيا.
وقعت ألمانيا في المجموعة السادسة بالمونديال إلى جوار المكسيك وكوريا الجنوبية والسويد، وتصدر المجموعة لن يكون أمرا عسيرا بالتأكيد.
ولكن الاصطدام بالمنتخبات الأخرى الكبيرة في قادم الأدوار سيفرض على المانشافت تفادي الأخطاء سابقة الذكر لمحاولة الاحتفاظ باللقب.
اقرأ أيضا عن باقي المنتخبات في ملامح التوقف الدولي