ملامح التوقف الدولي - البرتغال.. حيرة الاستقرار على الهوية
الأربعاء، 28 مارس 2018 - 14:42
كتب : زكي السعيد
تسبب المنتخب البرتغالي في إقلاق مضجع جماهيره في فترة التوقف الدولي، بسبب مستويات غير مقنعة في مواجهتي مصر وهولندا.
البرتغال انتظرت حتى الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع لإدراك التعادل في مواجهة مصر قبل أن تخطف الانتصار بالنفس الأخير من اللقاء (طالع التفاصيل).
لاحقا تجرعت البرتغال خسارة مريرة على أرضها أمام المنتخب الهولندي بثلاثية نظيفة (طالع التفاصيل).
ويرصد FilGoal.com أهم ملامح المنتخب البرتغالي في مباراتيه الوديتين استعدادا لمونديال روسيا 2018.
على رونالدو أن يختار
منذ سطوع نجم المهاجم أندري سيلفا رفقة بورتو قبل عامين، أفادت عديد التقارير الصحفية برغبة كريستيانو رونالدو أن يتعاقد ريال مدريد مع المهاجم البرتغالي الشاب، حتى بعد انتقاله إلى ميلان الإيطالي.
قائد البرتغال وهدافها التاريخي معجب جدا بسيلفا الذي يتفاهم معه بشكل واضح في خط الهجوم، ويقوم بدور مصغر لما قام به كريم بنزيمة في ريال مدريد لسنوات.
سيلفا لا يزاحم رونالدو في منطقة الجزاء ويسانده كثيرا في طريقة 4-4-2، أو حتى في طريقة 4-3-3 التي يشغل فيها رونالدو مركز الجناح الأيسر الذي ينضم للعمق بشكل متكرر.
هذه الشراكة التي لم تصنع الفارق في مباراة مصر، فضل فيرناندو سانتوس التخلي عنها في المباراة الثانية أمام هولندا عن طريق إشراك ريكاردو كواريزما.
كواريزما بدوره يعد مفيدا لرونالدو ولكن بشكل مختلف، فهو أفضل مرسل عرضيات في المنتخب البرتغالي، ولاعب ريال مدريد يقتات على ضرباته الرأسية، ومرمى المنتخب المصري خير شاهد من خلال عرضيتين لكواريزما ورأسيتين لرونالدو في شباك الشناوي.
المعضلة أن سانتوس لا يمكنه إشراك الثلاثي رونالدو وأندري سيلفا وكواريزما مجتمعين، على الأقل في ظروف طبيعية، وبالتالي وقع رونالدو في فخ فقدان التمويل اللازم لدقائق طوال بمباراة مصر قبل دخول كواريزما.
ومن ثم انخرط في أزمة عدم وجود مهاجم صريح خلال الشوط الأول الكارثي أمام هولندا، مما تركه فريسة وحيدة أمام ثلاثة لاعبين دفع بهم رونالد كومان في عمق الدفاع.
الخريطة الحرارية لتحركات رونالدو تظهر أنه لم يقدر على الابتعاد عن منطقته المفضلة في الملعب (الجناح الأيسر) حتى مع عدم وجود مهاجم صريح خلال الشوط الأول أمام هولندا.
أما الخريطة الحرارية لكواريزما فأظهرته ملتزما حتى الموت بتمركزه على الجناح الأيمن، رغم أن تشكيلة مباراة هولندا على الورق أفادت أن مهاجمي البرتغال هما رونالدو وكواريزما، نظرية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع بالطبع.
الخريطة الحرارية لتحركات رونالدو
الخريطة الحرارية لتحركات كواريزما
والسبب في عدم القدرة على جمع رونالدو بثنائيه المفضل، هو عدم ارتقاء كواريزما ليكون لاعبا أساسيا في الأساس، فالمدرب استفاد به خلال اليورو كورقة رابحة تضمن تشكيل الخطورة بمجرد إقحامها في وقت محدود من المباراة وليس لتسعين دقيقة.
كما أن سانتوس يفضل طريقة 4-4-2 التي مكنته من الفوز باليورو، وكواريزما لا يلبي متطلبات سانتوس في تلك الطريقة.
جيديش نظير ديبالا
أثبت جونسالو جيديش لاعب فالنسيا أنه أحد أفضل المواهب الشابة في العالم بمستوياته المبهرة هذا الموسم.
اللاعب صاحب الـ21 عاما لم يكن في الصورة الدولية بتاتا قبل مطلع هذا الموسم، وبالتالي لم يخض سوى دقيقة واحدة في تصفيات كأس العالم.
الآن وقد تأكد العالم أجمع من موهبة جيديش الفذة، ولأن التجمعات الدولية توقفت منذ نوفمبر الماضي، فقد ساد اعتقاد أن الحصول على الاستفادة القصوى من جيديش ستكون أحد الأهداف الرئيسة من هذا المعسكر، فانتهى به الحال إلى المشاركة في 14 دقيقة فقط أمام مصر، ولم يبدأ المباراة الثانية واكتفى المدرب بالدفع به بين الشوطين.
وتكمن صعوبة مشاركة جيديش في شغله الجبهة اليسرى التي يتحرك فيها رونالدو باستمرار قبل انضمامه للعمق، وبالتالي يواجه سانتوس مشكلة شبيهة لتلك التي يواجهها خورخي سامباولي مدرب الأرجنتين مع ليونيل ميسي وباولو ديبالا الذي يتمتع بخصائص شبيهة بنجم برشلونة ويتحرك في المناطق عينها.
عدم الاستفادة من جيديش في كأس العالم سيكون خسارة كبيرة للبرتغال بصيف ستتصارع فيه كبرى الأندية العالمية للظفر بالموهبة العالمية الأبرز في الوقت الحالي.
دفاع يفتقد للحماية
في اليورو، تمتع دفاع البرتغال بقدر كبير من الأمان بسبب لعبه بشكل متأخر وقريب من مرماه، بالإضافة لتواجد لاعب ارتكاز دفاعي باستمرار يحمي قوس منطقة الجزاء، هذا اللاعب كان إما ويليام كارفاليو أو دانيلو بيريرا.
في مباراة هولندا لعب أدريان سيلفا وأندري جوميش في الوسط، وجوميش ضعيف جدا في عمق الملعب، حتى في أزهى أيامه في فالنسيا لم يتم تكليفه بشغل مركز متأخر كهذا في الملعب.
لاحظ المساحة الفارغة أمام منطقة جزاء البرتغال
كما تفتقد الأظهرة للمساندة الكافية، فالشاب ريناتو سانشيز الذي ابتعد عن مستواه وكلفه ذلك مقعده في المنتخب، تواجد دائما بقرب سيدريك سواريش خلال اليورو، مثل هذه الأدوار لم تظهر في مباراة هولندا وصنعت معاناة كبيرة لجواو كانسيلو وماريو روي ظهيري البرتغال.
سانتوس قتل الجبهة اليسرى
قام رافاييل جيريرو بمساندة هجومية دائمة خلال مواجهة مصر، لاعب دورتموند يستفيد من المساحة التي يتركها رونالدو على الخط عند دخوله للعمق، وماريو روي لم يقدر على تكرار هذا الدور خلال مباراة هولندا.
تحضير ممل للهجمة
مشكلة متكررة للبرتغال تظهر على السطح عند مواجهة منافس لا يتمتع بالمبادرة، فعمليا كانت البرتغال الطرف المرشح بامتياز خلال المواجهتين الوديتين، وبالتالي اضطرت لتحمل عبء تحضير هجمتها من الخلف، ونتج عن ذلك عشرات التمريرات الرتيبة بين قلبي الدفاع والظهيرين وأعطت للبرتغال استحواذا زائفا بالأخص في الشوط الأول لمباراة هولندا.
البرتغال لا تمتلك لاعبا قادرا على بناء الهجمة في خط الوسط سوى جواو موتينيو، وفي الوقت عينه لم يتأثروا بخروجه من التشكيلة الأساسية في بعض مباريات اليورو بسبب انتهاج أساليب دفاعية جعلتهم الطرف الذي لا يستحوذ على الكرة.
البحث عن هوية
التحدي القادم للمدرب ساتنوس سيكون إعادة تحديد هوية المنتخب، ما حدث في منتصف البطولة خلال اليورو بالتحول إلى هوية دفاعية بحتة نجح مرة ولن ينجح الأخرى.
البرتغال عليها الذهاب إلى كأس العالم بفكرة واضحة عن طريقة اللعب، إما أن تكون منتخبا مبادرا هجوميا بلاعبين قادرين على تنفيذ هكذا أسلوب، وإما أن تركن للأمان وتتخلى عن بعض اللاعبين كما حدث بعد انتهاء مباريات الدور الأول في البطولة القارية التي أنهوها أبطالا مظفرين.
طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - إسبانيا.. الأهداف مستمرة ودليل استخدام إنييستا وإيسكو)
طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - إنجلترا.. مراكز جديدة برعاية ساوثجيت)
طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - تونس.. استفادات بالجملة والطيور المهاجرة تغازل المونديال)