كتب : محمد يسري
ربما كان المنتخب الإسباني هو أكثر المنتخبات التي استفادت من فترة التوقف الدولي بعد حسن استخدام العناصر الأساسية والاطمئنان على العناصر البديلة.
إسبانيا خاضت وديتين. تعادلت في الأولى أمام ألمانيا بهدف لكل فريق وسحقت الأرجنتين في الثانية بنتيجة 6-1؛ وما بين المباراتين اطمئن جولين لوبيتيجي مدرب المنتخب على العديد من الأمور في التوقف الدولي الأخير قبل التوقف للاستعداد لكأس العالم في مايو المقبل.
FilGoal.com يرصد أبرز ملامح منتخب إسبانيا في الوديات في السطور التالية..
دليل استخدام إنييستا وإيسكو
لا يشارك إيسكو كثيرا مع ريال مدريد في الفترة الأخيرة سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا لتراجع مستواه حيث صرح أنه عليه بذل المزيد من الجهد للحصول على مركز أساسي في الفريق.
كما بدا أندريس إنييستا وكأنه فقد جزءا من سحره مع برشلونة في الفترة الأخيرة.
لكن دائما ما يجد لوبيتيجي الوصفة التي تجعل الثنائي ينفجر حين يرتدوا قميص المنتخب الإسباني.
إيسكو سجل ثلاثة أهداف في شباك الأرجنتين أما إنييستا فصنع هدف إسبانيا أمام ألمانيا وأمام الأرجنتين تحكم في إيقاع وسط الملعب وكان يقوم بتوزيع الهدايا وتوصيل لاعبي المنتخب لمرمى الحارس سيرجيو روميرو ومن بعده ويلي كاباييرو.
وهنا يكمن السر في طريقة استخدام لوبيتيجي للثنائي إيسكو وإنييستا.
استحواذ المنتخب الإسباني على الكرة يجعل لإنييستا خيارات عديدة لهذا عادة ما يقوم بصناعة الأهداف أو تقديم التمريرة التي تسبق تمريرة الهدف.
هذا بجانب أن لويبتيجي لا يكلف إنييستا بواجبات دفاعية مثلما يفعل إرنستو فالفيردي معه في برشلونة.
أمام الأرجنتين لعب إنيستا خلف دييجو كوستا ثم بديله إياجو أسباس وبحرية تامة في وسط الملعب عكس تمركزه في الناحية اليسرى مع برشلونة بجانب عودته لتقديم المساندة الدفاعية.
أما إيسكو فعادة ما يبدأ اللعب من على طرف الملعب ثم يقوم بالدخول للعمق وهى الميزة التي لطالما تألق بسببها مع مالاجا قبل الانتقال لريال مدريد.
كما أن طريقة دفاع المنتخب الإسباني المتمثلة في الضغط المبكر على الخصم وسرعة الحصول على الكرة تجعل عمل الثنائي بالكرة دائما ما يكون في الثلث الأخير من الملعب وأغلب حالات النزول لوسط الملعب لا تكون من أجل استعادة الكرة والدفاع بل لسحب المنافس لخلق الثغرات وإيجاد الطريق نحو المرمى.
لذا لا يقلق لوبيتيجي من تراجع مستوى إيسكو وإنييستا مع فرقهم فدائما ما يجد الحل للاستفادة منهم وهو ما أثبته أمام ألمانيا والأرجنتين.
دييجو كوستا
بعد أن سجل 3 أهداف وصنع مثلهم خلال 10 مباريات في الدوري الإسباني عاد مهاجم أتلتيكو مدريد مرة أخرى للمنتخب الإسباني بعد فترة غياب بسبب الابتعاد عن المشاركة في المباريات مع فريقه السابق تشيلسي قبل انتقاله للروخي بلانكوس في يناير الماضي.
كوستا لعب كبديل أمام ألمانيا وشارك أساسيا أمام الأرجنتين وسجل هدفا قبل خروجه مصابا.
عودة صاحب الـ29 عاما جاءت في توقيت مثالي بعد ابتعاد ألفارو موراتا عن التسجيل في الدوري الإنجليزي منذ شهر ديسمبر الماضي حيث لم يسجل مهاجم تشيلسي أي أهداف منذ الجولة الـ20.
الاطمئنان على الصف الثاني
الاحتكاك القوي أمام منتخبات مثل ألمانيا والأرجنتين لم يكن مفيدا فقط للأساسيين في إسبانيا؛ بل كان فرصة للاطمئنان على مستوى البدلاء أيضا.
ضد ألمانيا شارك رودريجو هيرنانديز "رودري" لاعب فياريال صاحب الـ21 عاما لأول مع منتخب إسبانيا كما شارك ناتشو فيرنانديز وساؤول نيجويز ولوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو وكوستا.
وضد الأرجنتين شارك ماركوس ألونسو وداني باريخو لأول مرة مع إسبانيا بجانب إياجو أسباس الذي صنع هدفين وسجل هدفا.
بدلاء إسبانيا ظهروا بشكل طيب ولم تكن الفوارق بينهم وبين الفريق الأساسي كبيرة بدرجة تستدعي القلق للوبيتيجي.
قوة هجومية لا يستهان بها
سجلت إسبانيا في كل مبارياتها تحت قيادة لوبيتيجي والتي بلغ عددها 18 مباراة ليكون المدرب الوحيد الذي نجح في قيادة إسبانيا لتحقيق هذا الإنجاز في تاريخ منتخب لاروخا.
بعد الخروج من يورو 2016 عقب الخسارة من إيطاليا بهدفين دون رد في دور الـ16 تولى مدرب بورتو السابق تدريب إسبانيا ومنذ ذلك الوقت يسجل المنتخب أهدافا في كل مباراة.
وهزت إسبانيا شباك منتخبات مثل: بلجيكا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وروسيا وألمانيا والأرجنتين.
أخيرا.. "بيكيه جزء من الفريق"
يبدو وأن تصريحات لوبيتيجي عن جيرارد بيكيه آتت ثمارها أخيرا بعدما قام الحضور في ملعب واندا ميتربوليتانو بتحية مدافع برشلونة أثناء خروجه من أرض الملعب أمام المنتخب الأرجنتين.
بيكيه عُرف عنه تحيزه للقضية الكتالونية بجانب رغبته في انفصال الإقليم عن إسبانيا لهذا كانت تطلق الجماهير الإسبانية صافرات الاستهجان عليه دائما حين يرتدي قميص المنتخب. لكن الأمر تغير في مباراة الأرجنتين الودية.
وسبق للوبيتيجي الدفاع عن بيكيه من قبل، إذ قال: "بيكيه جزء من الفريق ولن نسمح لأي شخص بعمل انقسام بين أفراد المنتخب".
وأكمل "الهدف من هذا خلق جو عدائي بيننا".
تصريحات لوبيتيجي كانت على غرار مطالب سكان إقليم كتالونيا بالانفصال عن إسبانيا في سبتمبر من العام الماضي ويبدو وأن الجماهير الإسبانية أمنت بما قاله المدرب.
الاستفادة من هذا الأمر لن تكون فنية لكنها قد تكون بداية نهاية الاستهجان ضد المدافع الدولي الإسباني الذي أعلن أن مونديال روسيا سيكون المحطة الأخيرة له مع المنتخب.
ربما لن يستمع بيكيه مجددا لصافرات قد تؤثر على مستواه وتركيزه حين يكون بقميص المنتخب الإسباني.
طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - البرتغال.. حيرة الاستقرار على الهوية)
طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - تونس.. استفادات بالجملة والطيور المهاجرة تغازل المونديال)
طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - إنجلترا.. مراكز جديدة برعاية ساوثجيت)